وخلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة المصرية الـ 39 بمناسبة الاحتفال يوم الشهيد أكد الرئيس المصري أن صفحات تاريخ هذا الوطن زاخرة بأيام تشهد على قصة كفاح الشعب المصري المليئة بالتضحيات والبطولات، مشددا على أن حب الأوطان ليس شعارات ترفع أو عبارات تنطق وإنما تضحيات حقيقية.
وأكد الرئيس السيسي أنه بإخلاص ودماء الشهداء استطاعت مصر الوصول إلى ما هي عليه من أمن وسلام في ظل أوضاع غير مستقرة تشهدها المنطقة، منبهاً إلى أن كل هذه التضحيات تضع المسؤولية على عاتق الجميع لاستكمال المسيرة والدفاع والحفاظ على مصر من أجل استمرار تطورها.
رسائل حاسمة ونهاية للإرهاب
في هذا السياق، يقول اللواء أركان حرب عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إنه في البداية فإن الاحتفاء بيوم الشهيد هو نوع من الوفاء الذي تتسم به الدولة المصرية تجاه شهدائها وكذلك الشعب المصري، وتقديم كل التقدير والاحترام والدعم كذلك لأسرة الشهيد.
وأضاف أن أبرز الرسائل هي التأكيد على أننا لم ولن نتخلى أبداً عن القضية الفلسطينية، وأن المسألة ليست استقبال الفلسطينيين، لكن ذلك سيساعد على مخطط التهجير، وهذا يعني خيانة للشهداء الذين نحيي ذكراهم، وثانياً تأكيد حرص مصر على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة سواء عن طريقها أو بالتعاون مع دول أخرى مثل الإنزال الجوي بالتعاون مع الإمارات، مشدداً كذلك في رسالة ثالثة على أن مصر لن تغامر بالقوات المسلحة، فهي أداة للردع ويجب على المقامرين والمتنطعين أن يفهموا ذلك، كما أننا لم نغلق معبر رفح أبداً بشهادة كل المسؤولين الدوليين.
وأكد الرئيس السيسي كذلك أن عبور مصر من حافة الخطر والفوضى والضياع، إلى بر السلامة والأمان والاستقرار، كان صعباً وقاسياً وغالياً، مشيداً بوقوف المصريين في وجه الإرهاب والتطرف في نفس الوقت الذي واصلوا فيه بناء وطنهم.
وكان الرئيس السيسي وجه تحية تقدير واحترام إلى رجال القوات المسلحة، ورجال الشرطة، لما يحملونه على عاتقهم من مسؤولية حماية مقدرات ومكتسبات الوطن. وعقب اللواء عادل العمدة قائلًا إننا بحمد الله تمكنا من القضاء على الإرهاب بعدة عمليات خصوصاً في سيناء، وصولاً إلى أن الإرهاب أصبح مجرد تاريخ ماض بالنسبة لمصر، وصولاً أيضاً إلى تحقيق وبناء دولة تقف على قدميها وذات موقع اقتصادي جيد وفي تقدم دائم.
التعاطي مع الأوضاع الاقتصادية
وبكلمات واضحة، قال الرئيس السيسي إن مصر عاشت أزمة كبيرة منذ أكثر من أربع سنوات جراء جائحة كورونا والحرب الروسية - الأوكرانية والحرب في غزة، مشيراً إلى أن كل الظروف السابقة، والضغط الذي تحمله المصريون يتطلب بذل مزيد من الجهد والصبر، والعمل من أجل الحفاظ والاعتناء بالبلاد.
بدوره، يقول محمد فتحي الشريف مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الرئيس السيسي اتسم منذ توليه السلطة في مصر بالصراحة والوضوح التام في مختلف المواقف، مؤكداً أن هذه الحالة هي التي جعلت المصريين خلفه دائماً ويتحملون من أجل رفعة هذا الوطن.
وأضاف "الشريف" أن رسائل الرئيس السيسي كانت متعددة خلال الندوة التثقيفية سواء للخارج أو للداخل، وهي رسائل تأتي في مرحلة حساسة سواء بالنسبة لمصر أو للمنطقة، مشيراً في هذا السياق إلى ما يجري في قطاع غزة والخطر المحدق بالأمن القومي المصري عبر محاولات تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.
وتحدث المحلل السياسي المصري في هذا السياق، عن الأوضاع الاقتصادية وقال إن مصر كغيرها عانت مما عانى منه العالم، سواء تداعيات جائحة كورونا أو الأزمة الروسية الأوكرانية أو ما يجري من توترات في المنطقة، وكلها كان لها تداعيات سلبية خطيرة، ولكن مع ذلك لا تزال مصر تقف على قدميها، ورأينا خلال الأسابيع الماضية الخطط التي تُكشف لجذب الاستثمارات الخارجية.
وكان الرئيس المصري أكد أن حديثه ووعوده للمصريين لم تتغير، مشدداً على أن الحل يكمن في المصريين أنفسهم عبر العمل والصبر، مجدداً التأكيد على ضرورة التكاتف وبذل مزيد من الجهود للتغلب على تداعيات الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم.