كشف أحمد سلطان، الباحث في الحركات الإسلامية والإرهاب، أن جماعة الإخوان حشدت كل طاقاتها من أجل دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خاصة وأنه لأول مرة يوجد شكوك حول قدرته على اجتياز تلك الانتخابات التركية، مع توحد المعارضة خلف كليجدار أوغلو.
وأكد سلطان في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الدعم اتخذ أشكال عدة ومنها الانخراط في الحملة الانتخابية لأردوغان، كما اشتركوا في الفعاليات المختلفة سواء في التنظيم أو الترويج لها، والجزء الثاني كان مرتبط بالعمل الإعلامي سواء في القنوات أو المواقع المختلفة المملوكة للجماعة أو المقربة منها أو التي لديها تواصل معها.
وأضاف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن الجماعة لم تقتصر على حشد أعضائها بل كل أنصارها على وسائل التواصل الإجتماعي لدعم الرئيس التركي.
الجزء الآخر لأنصار جماعة الإخوان الحاصلين على الجنسية التركية وهؤلاء عُمم عليهم أن يتواجدوا مبكرا في اللجان الإنتخابية وأن يصوتوا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأثناء عملية الفرز كان أعضاء جماعة الإخوان مهتمين للغاية حتى بأصغر لجنة إنتخابية في تركيا، حتى اللجان التي لم يتجاوز عدد الأصوات فيها العشرات، كانت الجماعة تهتم برصد الأصوات بها، ويشاركون النتائج على وسائل التواصل الإجتماعي.
وبين أن العكس سيكون كارثي ومدمر على جماعة الإخوان، خاصة أن تركيا هي الملاذ الآمن الأهم والأكبر لجماعة الإخوان في الوقت الحالي، ومعنى تحول أو تغيير رأس السلطة في البلاد، أن الجماعة ستواجه مصيرا لا يمكنها تحمله وعليها أن تجد بديلاً آخراً للأراضي التركية.
بينما كشف الدكتور منير أديب، الباحث في الجماعات الإسلامية، أن جماعة الإخوان المسلمين المصرية، من الطبيعي أن تدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خاصة وأن معظم اعضائها في تركيا حاصلين على الجنسية التركية، وذلك لأن الكثير منهم كان ملاحقاً قضائياً في مصر أو صدرت بحقه احكام بالفعل وكان الملاذ الوحيد لحمايتهم هو اعطائهم الجنسية التركية وهو ما وفره لهم أردوغان.
وأكد أديب في تصريح خاص لوكالة فرات،ان جماعة الإخوان قاموا بحشد قواعدهم لدعم اردوغان خاصة وأنهم لديهم مشروع سياسي وايديولوجي واحد. ويوجد حزب في الائتلاف الحاكم وهو حزب السعادة يتبع لجماعة الإخوان.
واضاف الباحث في الإسلام السياسي، أن جماعة الإخوان لا يمكنها استخدام الحشد الديني وتأجيج العواطف الذي اعتادت عليه في مصر والبلاد العربية لأن تركيا دولة مؤسسات وقوانينها تمنع ذلك .
وبين أديب، أن حظوظ أردوغان للفوز بالانتخابات كبيرة خاصة وأنه متقدم في الجولة الأولى وبعد تأييد المرشح سنان دوغان له، مما يجعل فرصه في حسم الانتخابات اكبر.
وأردف، أن التعامل مع جماعة الإخوان سيختلف حال فوز أردوغان بالانتخابات بسبب التقارب المصري التركي، والذي وضع على أنقرة شروط ومنها عدم وجود وسائل إعلام تهاجم مصر، ولذلك انتقل بث العديد من منصات الجماعة الإعلامية إلى لندن، وما أصدره أردوغان لقواعد الإخوان بأن تخف نبرة هجومهم على مصر، والتعاون الاستخباراتي بين البلدين وهو لم ينقطع بينهما منذ ٢٠١٣ ولكنه زاد وتطور في الفترة الأخيرة وهو ما مهد الأرض للتقارب الاخير، وبناء على هذا التعاون لن تسمح أنقرة أن تمر من أراضيها مخططات تستهدف الأمن القومي المصري، وهذا ما يوقف نشاط بعض الجماعات المسلحة مثل سواعد مصر والتي كانت تتمركز قيادتها في أنقرة.
وأشار اديب، إلى أن هذا لا يعني تقليم اظافر الإخوان أو تدجينهم لانه سيظل أردوغان حاضنة لتلك الجماعات، ورغم التقارب فنظام أردوغان يطمع في تغيير النظام في مصر واحد أمنياته وصول الجماعة مرة أخرى لحكمها ولكنه يرى أن مصلحة بلاده تقتضي التقارب مع القاهرة والعودة لقاعدة صفر مشكلات خارجية.