الإخوان يواصلون خطط إثارة الفوضى في تونس.. وبرلمانية لـ "وكالة فرات": أردوغان لن ينفعهم

لا يتوقف تنظيم الإخوان الدولي الإرهابي عن حيله المستمرة ومخططاته لإثارة الفوضى، وعبر ذراعه حركة النهضة في تونس يكرر محاولاته الفاشلة من قبل في مصر في ظل حاضنة شعبية رافضة للجماعة.

ومع اقتراب التونسيين من إجراء انتخابات رئاسية جديدة بعد تحركات شعبية صححت مسار الحياة السياسية في البلاد واستعادت الدولة من براثن حركة النهضة الإخوانية، تواصل الأخيرة دعواتها التحريضية للتظاهر ضد الرئيس التونسي قيس سعيد والتشكيك في نزاهة أجواء الانتخابات الرئاسية، فضلاً عن مهاجمة الجهاز القضائي الذي يمثل أمامه كثير من قادة الجماعة بتهم الإرهاب والعمل على الإضرار بالأمن القومي للبلاد.

والشائعات ودعوات الفوضى وأعمال التخريب ليست بالحيلة الجديدة على تنظيم الإخوان الدولي، فعلى سبيل المثال منذ أن أطاح المصريون به عام 2013 بعد ثورة 30 يونيو/حزيران من عام 2013، لا يتوقف عن بث الشائعات والسموم عبر أبواقه الإعلامية والتشكيك في الدولة ومحاربة كل مساع السلطات للانتقال إلى مرحلة أكثر استقراراً، فضلاً عن فضح إرهاب الجماعة وكشف حقيقتهم.

هذا هو نهجهم

لا يتوفر وصف.

"الإخوان هم الإخوان في أي مكان.. تنظيم إرهابي"، بتلك العبارة علقت فاطمة المسدي عضو مجلس نواب الشعب التونسي في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF) على دعوات الإخوان في تونس المستمرة للاحتجاج وتشكيكهم في نزاهة المسار الانتخابي، إذ قالت إن الإخوان هم منظمة إرهابية أياً كان مكانهم فهم ينتمون لنفس النهج وسرعان ما انكشفت حقيقتهم بمجرد وصولهم إلى السلطة.

وأضافت فاطمة المسدي أن الإخوان في تونس أو حركة النهضة ناورت بإظهار أنها حزب مدني، لكن عادت إلى أدواتها كجماعة إرهابية عندما تم فتح الملفات التي تورطت فيها مثل اغتيال السياسيين البارزين شكري بلعيد ومحمد البراهمي الذين عرفا بمواقفهما المناهضة لهذا التنظيم، وكذلك فتح ملف تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر مثل سوريا وليبيا للقتال هناك بالتعاون مع تركيا وقد جرت إدانتهم.

وقالت السياسية التونسية إنه أمام هذا الوضع، سعت حركة النهضة إلى إدخال البلاد في الفوضى من خلال دعوات الاحتجاج والتشكيك في العملية السياسية وكيل الاتهامات للرئيس قيس سعيد والتشكيك فيما حدث بعد حراك 25 يوليو/تموز الشعبي الذي أطاح بهم من الحكومة، وعندما تتم محاسبتهم يدعون لتظاهرات الغرض منها إظهار أن الرأي العام رافض للمسار السياسي.

وحول إمكانية نجاح تحركات حركة النهضة، تؤكد فاطمة المسدي أن هذه الدعوات الإخوانية لم تنطلي على الشعب التونسي الذي رفض الاستجابة لمخططاتهم التخريبية، معتبرة أن انتخابات 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبلة ستكون نهاية لصفحة الإخوان، مؤكدة أنها كسياسية تنتظر قراراً بحظر هذه الحركة وإعلانها منظمة إرهابية وحلها تماماً.

وشددت البرلمانية التونسية، في ختام تصريحاتها لوكالة فرات للأنباء (ANF)، على أن أردوغان لن ينفع الإخوان في تونس ولن يكون بمقدور تركيا التأثير بعد على قرارات التونسيين، لأن النظام التركي بات يدرك أن الإخوان ورقة وسقطت وأنه لم يعد لهم شعبية، كما أن الدولة التونسية نجحت في التضييق على طرق التمويل التي كانت تأتي إلى الإخوان عبر الأتراك والقطريين.

ويمثل كثير من المرتبطين بحركة النهضة الإخوانية أمام القضاء التونسي بتهم تتعلق بالإرهاب، سواء تنفيذ الاغتيالات السياسية التي غابت لعقود عن البلاد، أو ملف استقطاب الشباب التونسي ونقلهم للقتال في صفوف الجماعات الإرهابية سواء في ليبيا أو سوريا وكان هؤلاء يمرون عبر الأراضي التركية إلى الأراضي السورية، إلى جانب تورط بعض قادة وعناصر الحركة في تلقي أموال مشبوهة من جمعيات قطرية، كما تقود الدولة التونسية جهوداً كبيرة لتطهير مؤسساتها من عناصر هذا التنظيم.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد دعا وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية من قبل إلى مزيد من اليقظة والتأهب لكل محاولات تأجيج الأوضاع، في إشارة إلى حركة النهضة وحلفائها، معتبراً إياها "محاولات يائسة تقتضي المسؤولية التاريخية إحباطها وفق ما يقتضيه القانون"، مؤكداً أن الانتخابات لن تكون حرباً، حسب تصريحات كان نقلها بيان صادر عن رئاسة الجمهورية التونسية.

النهضة أمام أزمة كبيرة

لا يتوفر وصف.

بدوره، يقول الدكتور ماهر فرغلي الخبير المصري في شؤون الحركات الإسلامية إن التنظيم في تونس أمام أزمة كبيرة، فزعيمهم راشد الغنوشي في السجن وجناحهم العسكري متهم باغتيال بلعيد والبراهمي ويتم تفكيكه، والأزمة الثالثة أمامهم أن الحكومة التونسية تعمل على تفكيك جناحهم الاقتصادي، ويأتي كل هذا وسط أزمة رابعة وهي الانقسامات التي تضرب الحركة بين ما يرى أن الغنوشي أغرقهم ومن يرون غير ذلك، ومن يرون استمرار الحركة ومن يرون إنشاء حزب سياسي جديد.

ويضيف فرغلي، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن الانقسامات التي تحيط بإخوان تونس هي نفسها التي تضرب إخوان مصر، كما أنهم يواجهون أزماتهم بنفس الطريقة والأسلوب، عبر التحريض على الاحتجاجات ونشر الشائعات والعمل على تقويض النظام، لافتاً إلى أن هذا توجه لدى التنظيم الدولي يتم الاعتماد عليه والعمل به.

ويؤكد الخبير في شؤون الحركات الإسلامية أن هذه المخططات مصيرها الفشل، في ظل غياب الحاضنة الشعبية لأفكار الإخوان ومخططاتهم وانكشافهم أمام الشعوب، فضلاً عن هذا فإن تنظيم الإخوان في شمال أفريقيا يعاني ويواجه انقسامات كبيرة سواء على المستويات الداخلية لكل واحد منهم داخل دولته أو حتى على صعيد القضايا المشتركة والمتداخلة بين دول تلك المنطقة مثل قضية الصحراء أو الموقف من جبهة البوليساريو، وكذلك الموقف من التطبيع مع إسرائيل.

ووصلت حركة النهضة إلى الحكم في تونس عقب الإطاحة بحكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي إثر الاضطرابات التي ضربت عدة دول عربية تحت مسمى "الربيع العربي"، ورغم تأكيدها على مسألة المشاركة وعدم الإقصاء والإيمان بالمدنية، سرعات ما عملت على بسط هيمنتها على كافة مؤسسة الدولة السياسية والإدارية، فضلاً عن تشكيلها تنظيماً سرياً اتهم بتنفيذ اغتيالات وتهديد معارضي الجماعة وكذلك تلقي التمويلات المشبوهة ورهن البلاد لأجندة تنظيم الإخوان الدولي.

وأمام هذا النهج الذي سلكته الحركة، خرج التونسيون في احتجاجات شعبية عارمة في 25 يوليو/تموز من عام 2021 يطالبون بإنهاء حكم النهضة والشروع في مرحلة انتقالية جديدة واستعادة الدولة لوجهها المدني دون إقصاء، ولم يكن أمام الرئيس قيس سعيد إلا الاستجابة للمطالب الشعبية وبالفعل حل الحكومة الواقعة تحت هيمنة الإخوان وعطل كذلك البرلمان الخاضع لهم وأطلق مرحلة سياسية جديدة رفضت النهضة الرضوخ فيها للإرادة الشعبية.