أوضح عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي السوري (PDKS)، كيلو عيسى، أن دولة الاحتلال التركي تخلق الأزمات في المنطقة، وتجبر الشعوب على الهجرة، في هذا الإطار، تهدف وتحاول القضاء على الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، من خلال زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وقال: "لقد غيرت دولة الاحتلال ديموغرافية عفرين التي تحتلها، ودمرت اقتصادها وطبيعتها، وفي الوقت الراهن، تريد إبادة ثقافة عفرين من خلال مرتزقتها في جبهة النصرة".
أجاب عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي السوري (PDKS)، كيلو عيسى، على أسئلة وكالة فرات للأنباء (ANF) بشأن هجمات وسياسات دولة الاحتلال التركي التي تستهدف المنطقة وشعبها.
تستهدف دولة الاحتلال التركي خلال هجماتها على شمال وشرق سوريا، المقاتلين، القياديين، وقادة الشعب، وعلى الرغم من إعلان دولة الاحتلال التركي مسؤوليتها عن هذه الهجمات، برأيكم لماذا لا يتم فعل أي شيء بهذا الصدد؟
منذ بداية الثورة، يناضل أهالي شمال وشرق سوريا من أجل نظام ديمقراطي وحر، لقد أراد الشعوب في المنطقة تحقيق نظاماً كاملاً يمكنهم فيه التعبير عن أنفسهم والحصول على حقوقهم، كان هذا هو هدف الثورة في روج آفا وشمال شرق سوريا، للأسف، لقد تعرضنا لهجمات وحشية من قبل دولة الاحتلال التركي، وذلك من بداية الأزمة والنزاعات التي جرت في سوريا، من ناحية، أنهم يحتلون أراضينا، ومن ناحية أخرى، يستهدفون أهالينا المدنيين، ومن جهة، ينفذون سياسات التشويه ضد الإدارة الذاتية على الساحة الدولية، وفي الآونة الأخيرة، أرادوا أن يفرضوا سيطرتهم إلى جانب مرتزقتهم على المنطقة من خلال هجوم احتلالي جديد، لهذا السبب، فأنهم دخلوا في خضم العديد من عمليات البحث والتجارة الجديدة، على الرغم من تقديم العديد من التنازلات للقوات الدولية والمحلية، إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على الإذن، هذا لأنهم لم يستطيعوا إيجاد حجة لأجل هجوم احتلالي جديد، وغيروا طبيعة هجماتهم هذه المرة، وشنوا هجوماً جديداً على المدنيين، كذلك ضد القياديين السياسيين والعسكريين من أبناء هذا المجتمع، كما أنهم استهدفوا قياديي قوات سوريا الديمقراطية بواسطة مسيرات مسلحة، لكن هؤلاء القياديين قاتلوا ضد تنظيم داعش الإرهابي وداعميه منذ 2014، كما أنهم ناضلوا في المنطقة لأجل القضاء على داعش من جسدياً وذهنياً، فأن دولة الاحتلال التركي لا تريد أن ينتهي الإرهاب في المنطقة لأجل مصالحها الخاصة، كما أنها لا يمكنها قبول أن يحصل الشعب الكردي على حقوقه وأن يعيش في ظل نظام ديمقراطي، لقد أخذ الشعب الكردي مرة أخرى مكانه في التاريخ من خلال مقاومته منذ ثورة روج آفا وجذب انتباه عموم العالم، بينما تريد دولة الاحتلال القضاء على هذه الإنجازات، فالأمر المهم بالنسبة للدولة التركية هو إبادة الشعب الكردي، لا يهمها وجود داعش أو جبهة النصرة في المنطقة، وما تريده وتهدف لتحقيقه هو أن تفرض هذه المرتزقة سيطرتها المنطقة بأكملها، أنظروا إلى المناطق التي احتلتها دولة الاحتلال التركي، تتمركز داعش في جميعها.
كما أن دولة الاحتلال التركي هذه، لا تريد أن يكون لشعب شمال وشرق سوريا موقف ودور قوي في مرحلة الحل في سوريا، في المستقبل، كما أنها تسعى لخلق فوضى دائمة في المنطقة، وإجبار أبناء المنطقة على الهجرة، وتدمير النظام الذي نشأ في ظل الإدارة الذاتية من خلال زعزعة الأمن والاستقرار، لديها خوف كبير من نموذج الحل الذي سيتطور في سوريا.
تحولت تركيا إلى سجن، لهذا السبب يشنون هجماتهم على كافة المناطق، وهذه الهجمات جميعها تعود للخوف الذي يعيشونه، على الشعب الكردي معرفة ذلك جيداً، أن الدولة التركية هي العدو التاريخي للشعب الكردي، لم يبدأ عِداؤها ضد حزب العمال الكردستاني، ولكن لأنها تعلم أن الحل سيأتي من جانب حزب العمال الكردستاني، لذلك، فإنها تكثف من هجماتها، وتستهدف الشعب الكردي في كل مكان.
ويصبح القياديين وقادة الشعب الذين يقاتلون بقوة ضد مرتزقة داعش، هدفاً لهجمات دولة الاحتلال التركي، وفي هذا السياق، يعد صمت التحالف تجاه هذه الهجمات موافقته عليها، وصمتهم هذا يتسبب في استشهاد إخوتنا، قادتنا وشعبنا.
هناك تبديل الأماكن للمرتزقة في المناطق التي تحتلها دولة الاحتلال التركي، وفي الوقت الراهن، تم نقل هيئة تحرير الشام، المدرجة على قائمة التنظيمات الإرهابية، إلى هذه المناطق، فما هي دلالات هذا التحرك؟
مزار الشهداء مليء بجثامين أبنائنا الذين حاربوا داعش وضحوا بأنفسهم، تم خوض مقاومة كافة شعوب العالم في كوباني وشمال شرق سوريا، يجب على المجتمع الغربي أيضاً أن يقوم بمسؤولياته تجاه هذا الشعب المناضل، ويجب أن يكون لهذه الشعب المكانة التي يستحقها على المستوى العالمي.
يستمر دعم الدولة التركية لداعش وجميع الفصائل المرتزقة الأخرى، والدليل الأكبر هو نقل جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) إلى عفرين المحتلة، وتريد دولة الاحتلال التركي جعل عفرين عاصمة لداعش وجبهة النصرة، وتريد مجدداً أن تجمع المرتزقة مع بعضها البعض في عفرين ويحاربوا ضد الشعب الكردي، طبعاً، ف\إن هدف تجمع المرتزقة في عفرين هو نتيجة لاجتماع آستانا، وتم تطويره في إطار الاتفاقية والخطة، تستثمر الحكومة التركية أيضاً في الانتخابات بشكلٍ ما، وتريد الحكومة التركية الحصول على الأوراق التي بيد المعارضة، كما أن حكومة دمشق تريد التخلص من المعارضة العالمية.
في البداية غيّروا ديمغرافية عفرين ودمروا اقتصادها وطبيعتها، والآن يحاولون تدمير ثقافة عفرين بأيدي جبهة النصرة.
على الرغم من احتلال دولة الاحتلال التركي لأراضي العراق وسوريا خطوة بخطوة، إلا أن العالم العربي يلتزم الصمت، ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه الدول والشعوب العربية ضد مشروع العثمانية الجديدة؟
عقدت جامعة الدول العربية اجتماعاً في الجزائر قبل عدة أيام، واتخذوا موقفاً ضد دولة الاحتلال التركي وإيران في هذا الاجتماع، لكن هذا الموقف كان ضعيفاً جداً، تشن دولة الاحتلال التركي هجماتها على أراضي العراق وكذلك جنوب كردستان، وتستخدم الأسلحة الكيماوية، لكن الحكومة العراقية تلتزم الصمت، وتواصل إدارة جنوب كردستان أيضاً صمتها، وجامعة الدول العربية صامتة أيضاً، دون شك، فإن الصمت يعني الموافقة والشراكة فيها، وخاصةً، فإن تواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني مع دولة الاحتلال وقيادتها، هي جريمة كبرى".