والأخطر أن الفوز بالقضية دفع الكثيرين للحديث عن مهندسي اتفاق تصدير نفط كردستان عبر تركيا، وسط حديث عن صفقة بين عائلة البرزاني وتحديداً مسعود البرزاني الرئيس السابق لإقليم كردستان والرئيس التركي أردوغان، لنهب ثروات كردستان وتقاسمه مع عائلة "الطالباني".
تفاصيل الصفقة المريبة بين أردوغان والبرزاني
السياسي العراقي حازم العبيدي يكشف عن مفاجأة وهو أن الحكم القضائي كان صادراَ منذ فترة وخلال فترة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، لكنه كان يعطل تنفيذه إلى أن جاء محمد شياع السوداني رئيس الوزراء الحالي وهو من طلب بأن يتم تنفيذ الحكم الصادر ببطلان تصدير نفط إقليم كردستان عبر تركيا.
وتحدث السياسي العراقي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء عما وصفه بـ "صفقة شيطانية" بين "أردوغان" ومسعود البرزاني، قائلا: " للأسف تحالف البرزاني مع أردوغان على حساب الكرد، وكان كلما يشغله هو أن يحصل على مزيد من الأموال جراء بيع نفط كردستان بينما عامة الكرد يعانون ظروفاً معيشية صعبة ولا يحصلون حتى على رواتب لائقة، رغم أن هذه الثروة النفطية حق للشعب الكردي وكل العراقيين".
اتفاق بين "أردوغان" و"البرزاني" ضد "حزب العمال الكردستاني"
وأضاف "العبيدي" أنه مقابل حصول البرزاني على هذه الأموال الخاصة ببيع النفط بهذه الطريقة الغير مشروعة عبر تركيا، اتفق أيضا مع "أردوغان" ضد حزب العمال الكردستاني (PKK) قائلاً إن "البرزاني قال لأردوغان إنه لا علاقة لي ولا للكرد بحزب العمال الكردستاني".
وأكد "العبيدي" أنه في ضوء تلك المعلومات، فإنه لا يستبعد أن يكون "البرزاني" هو عراب العمليات العسكرية التي تقوم بها تركيا ضد المناطق الكردية في شمال العراق، بل إن رئيس إقليم كردستان السابق الآن يلعب دوراً كبيراً لدعم أردوغان قبل الانتخابات، حيث يجري اتصالات عدة ببعض العشائر الكردية من أجل التصويت للرئيس التركي في الانتخابات المقبلة.
وشدد كذلك على أن هذه التحركات من قبل "البرزاني" هدفها تفتيت الصوت الكردي، أو الكتلة التصويتية الكردية والتي يعبر عنها بشكل صريح حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا و المناصر لقضايا الكرد.
تركيا مطالبة بدفع تعويضات 1.5 مليار دولار للعراق
وكانت الدعوى القضائية الدولية قد قدمتها الحكومة العراقية منذ 2014، بسبب مخالفة النظام التركي اتفاقاً بين الدولتين بشأن تصدير النفط، والسماح بتصدير نفط كردستان بشكل منفرد عبر خط نفط كركوك – جيهان، وأكدت وكالة أنباء رويترز أن "أنقرة" مطالبة بـدفع 1.5 مليار دولار كتعويضات.
وكانت مصادر كشفت لوكالة أنباء رويترز أنه يتم نقل نحو 450 ألف برميل نفط إلى تركيا يومياً عبر خط كركوك – جيهان من بينهم 75 ألف برميل تستخرجه السلطات العراقية، في حين تتولى حكومة كردستان العراق استخراج الكمية المتبقية والمقدرة بنحو 370 ألف برميل.
وفور الإعلان عن هذا الحكم رسمياً تم وقف تصدير النفط من كردستان إلى تركيا عبر خط جيهان، وتم إبلاغ شركات التصدير بذلك، فيما يستعد وفد عراقي لزيارة تركيا للتباحث معا بشأن آليات جديدة لتصدير النفط المستخرج من شمال العراق.
مطالبات بالتحقيق في عوائد نفط شمال العراق "المنهوبة"
إلا أن السياسي العراقي حازم العبيدي يعتبر أن هذا الحكم غير كافي وكذلك الحديث عن تعويضات تركية حتى لو كانت مقدرة بـ 1.5 مليار دولار، قائلاً في معرض حديثه لوكالة فرات للأنباء: "يجب أن يتم إجراء تحقيق كبير في مصير كل عوائد النفط الذي كان يصدر بشكل منفرد من إقليم كردستان إلى تركيا، والتي أؤكد أنه كانت تذهب لجيوب عائلتي البرزاني ولا يستفيد منها الكرد بشيء".
وشدد "العبيدي" على أنه أيضا يجب التحقيق في مصير العوائد التي لدى البنوك التركية، فهذه الأموال يجب أن ترد إلى العراق، لأنه من حق الشعب العراقي بما في ذلك من هم في شمال العراق أي الكرد.
وقال السياسي العراقي في ختام تصريحاته: "ما حدث فساد، والفساد يستوجب المحاكمة، ويجب فتح هذا الملف بقوة خلال الفترة المقبلة، والحكومة العراقية مطالبة بذلك، والبرزاني يجب محاكمته لأنه قامر على كرد العراق لحساب مصالحه الشخصية".