فشل العدوان التركي في مجابهة قوات الكريلا في مناطق الدفاع المشروع، ولجئ لاستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، فيما تقف كافة المنظمات الإنسانية والدولية صامتة حيال الجرائم التركية بحق المدافعين عن أراضيهم وقضيتهم.
وفي ذات السياق، اجرت وكالة فرات للأنباء ANF، لقاءً مع سياسيين سوريين، والذين أكدوا أنّ هناك ازدواجية في المعاير لدى المنظمات الإنسانية، وعليهم أن يقفوا وقفة جادة اتجاه الجرائم التركية.
وقال مسؤول مكتب العلاقات في مجلس ادلب الخضراء، أحمد الشوا، "استخدام العدوان التركي للأسلحة الكيماوية يأتي تكملة لسلسة الجرائم الذي ارتكبها بحق شعوب شمال وشرق سوريا".
ولفت الشوا "تستمر الاعتداءات التركية وسط صمت خجول من كافة دول العالم، والذي يقف متفرجاً أمام تلك الانتهاكات والجرائم، تركيا تنشر ثقافة الموت وإذ استمرت في الجرائم ستصبح ثقافة الموت سائدة في المجتمع".
مضيفاً "وعلى المجتمعات الدولية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن تقوم بواجبها الإنساني والأخلاقي اتجاه إيقاف جرائم العدوان التركي، ومحاسبته قضائياً".
واشار أحمد الشوا "السلاح الكيماوي محرم في الحروب اتجاه المقاتلين والمدنيين، وعندما تلجأ أي دولة لاستخدام الكيماوي كما جرى سابقاً في الشرق الاوسط، وحالياً تركيا تستحضر هذا الاستخدام، وهذا يدل على حالة أزمة عسكرية وحالة انكسار في المعارك، السلاح الكيماوي له أهدف سوءً إفراغ المناطق من سكانها لتسنح لتركيا الفرصة بإجراء تغير الديمغرافي فيها، ولرفع معنويات مقاتليها بعد انخفاضها في ظل رفض الشعوب مخططات دولة الاحتلال التركي".
واختتم الشوا "شعوب الشرق الاوسط تواجه حالة من التعتيم الاعلامي، وتواجه تغافل المجتمع الدولي من القيام بدورها المفترض، ولكن تمسك شعوب المنطقة بقيمه ومبادئه وثقافتها ووجودها الحضاري يضاهي سلاح العدوان التركي".
وبدروه قال الرئيس المشترك في مكتب حزب الاتحاد الديمقراطي، غازي الياسين، "لم توفر دولة الاحتلال التركي أي وسيلة إلا واستخدمتها ضد أهالي شمال وشرق سوريا ومناطق الدفاع المشروع في جبال جنوب كردستان، وطبعاً استخدام دولة الاحتلال التركي للسلاح الكيماوي ضد مقاتلي الكريلا ليست المرة الأولى، ونشاهد صمت أعلامياً وصمت دولياً حيال هذا القصف بالأسلحة المحرمة".
وأكد, غازي الياسين, "استخدم العدوان التركي السلاح الكيماوي أكثر من أربعة مرات، وهذه الاعتداءات موثقة بشكل كامل في مناطق الدفاع المشروع، لم يستطع العدوان التركي الوقوف بوجه مقاومة قوات الكريلا، حيث قام بقصفهم بالسلاح الكيماوي لعجزه عن مجابهتهم".
ولفت الياسين "تركيا تدعي بأنها وقعت على اتفاقية منع استخدام الأسلحة الكيماوية، ولكن لم تلتزم به".
وتساءل غازي الياسين عن سبب الصمت قائلاً "لماذا هذا الصمت, ولماذا لم يتم اتخاذ أي أجراء بحق الدولة التركية، مضيفاً "سبب هذا الصمت هو صمت المنظمات الإنسانية الخجول اتجاه تلك الجرائم التركية".
وأكد غازي الياسين "المقاتلين الموجودين في جبال قنديل ليسوا إرهابيين ولا مقاتلين سياسيين بل هم يطالبون بفكر الأمة الديمقراطية، وإن إدراج حزب العمال الكردستاني تحت قائمة الإرهاب كان تلبية لمصالح بعض الدول".
وبيّن غازي الياسين "نشعر بالإحباط حيال تجاهل هذه المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة بخصوص هذا القصف، ونشيد بالازدواجية في المعايير التي تتبعها هذه المنظمات لأنها نشطة في مكان ومتقاعسة في مكان أخر".
واشار الياسين "إن هذا العمل يشير إلى فساد أخلاقي ضمن هذه المنظمات، وكنا دائماً نطالب ولازلنا ولكن بلا جدوى لأنها سوف تتقاطع وتتنافى مع مصالح دول أخرى، وكل هذا على حساب الشعوب البريئة".
وطالب الياسين في ختام حديثه "نطالب الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية وكافة شعوب العالم بالوقوف وقفة إنسانية حيال ما تفعله دولة الاحتلال التركي من قصف لمقاتلينا بالأسلحة الكيماوية لأن مقاتلي الكريلا يدافعون عن مناطقهم وعن جبال قنديل ضمن حق الدفاع المشروع".