أكد الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي أن "رسالة السفير التركي في لبنان علي باريش أولوسوي لمجموعة النهار العربي الإعلامية اللبنانية واعتراضه على المقابلة الذي أجراها جريدة النهار مع جميل بايك، الرجل الثاني في حزب العمال الكردستاني، تعد رسالة واضحة في التدخل المباشر في مضمون الرسالة الإعلامية المنقولة للمشاهد عبر السلطة الرابعة وصاحبة الجلالة الصحافة".
وأضاف "هذا الأمر مهنياً وإعلامياً وفي اطار الموضوعية لا يجوز التدخل أو الاعتراض على نقل الرسالة الاعلامية ، نظراً لأن اللقاء كان موضوعياً غير خاضع للتوجيه أو اثارة النعرات أو أبعاد تجعل ناقل المقابلة ومن يديرها يتحمل المسؤولية".
وأوضح: "وهنا فإن الرسالة الاعتراضية من السفارة التركية في لبنان هي رسالة واضحة يراد من فحواها التدخل في الرسالة الإعلامية لمحطة إعلامية عريقة لها حضورها وجمهورها العريض عربياً ودولياً".
وتابع: "من وجهة النظر الإعلامية وبصفتنا أصحاب المهنة ورواد الكلمة في رحاب الصحافة ذات الكلمة الحرة لا يجوز إعلامياً اعتماد تصنيف بعض الدول والحكومات لأقليات، أحزاب وشخصيات على أنها إرهابية، لأن التصنيف الإرهابي له محدداته ومعايره، التي لا يختلف عليها اثنين من الصحفيين المتمرسين في المهنة أو من المؤسسات الإعلامية العريقة ذات الخبرة الطويلة والممتدة في مجال الاعلام بمختلف وسائله".
وأردف: تناسي السفير التركي في لبنان ضرورة استقلال الإعلام، الذي يعتمد على نقل الخبر بموضوعية وشفافية مطلقة دون استقواء واحتواء، قد تظهر به معالم التوجيه للرسالة الاعلامية المراد إيصالها للجمهور واضحة.
وقال: "من منظور إعلامي منفرد حول ملف الأقليات والتي على رأسها الكرد لا بد أن تكون الرسالة هادفة وواضحة المعالم والمضامين من حيث ضرورة انصاف الأقليات ومناصرتها والدفاع عن حقوقها في إطار متوازي غير منافس أو متشدد أو منحاز، لأن الرسالة الإعلامية بالأساس رسالة إنسانية خالصة الأهداف والمضامين، بعيداً عن التدخل الصارخ في جوهر الصراع السياسي للأقليات مع الدول الموجودة بها، واعتماد الشفافية والموضوعية في نقل الحدث والخبر دون تدخل أو توجيه".
واستطرد: من وجهة نظري الإعلامية والسياسية أن الكرد وحزب العمال الكردستاني لهم قضية وعنوان يتطلعون إليه ويدافعون عنه ويسعون إلى تحقيق عدالة قضيتهم المشروعة عبر محددات وأهداف ومعايير يطلون على العالم بأسره من خلالها، ويريدوا جمع أكبر عدد ممكن من شخصيات ومؤسسات وفعاليات من أجل مناصرتهم ودعمهم وتأييدهم للحصول على حقوقهم السياسية والإنسانية المشرعة ضمن العيش في كنف وطن مستقل له سيادته.
واختتم حديثه قائلا: إن التدخلات السياسية في الرسالة الإعلامية الموضوعية الهادفة، التي يراد منها تسليط الضوء على معاناة المجتمعات أو الأقليات لا يجوز التدخل بالمطلق، لأن الرسالة الإعلامية الحقيقية كما نعلم لسان حال الواقع الذي يتحدث عن نفسه بنفسه دون زيادة أو نقصان ،فلهذا نؤكد من ناحية إعلامية مهنية بحتة استقلالية الرسالة الإعلامية في إطار مضمون واضح الأهداف والتوجهات والمعايير دون توخي المحاذير من سياسات الدول المنزعجة من نقل الرسالة الإعلامية التي لا تنصفها أو تقف بجانبها، لأن الإنصاف هنا للواقع والحقيقة التي لا يغطي شمسها الغربال.