طالبت الشخصيات المثقفة في مدينة كركوك بجنوب كردستان، الأحزاب الكردية إلى توخي الحذر أمام المؤامرة الخطيرة التي تحكيها دولة الاحتلال التركي، كما أنها حذرت على وجه الخصوص أن الأمن القومي للشعب الكردي معرض للخطر.
لم يتركوا للكرد خيار سوى حمل السلاح
وتحدث الكاتب والمثقف عادل عمر عن هجمات دولة الاحتلال التركي على أراضي جنوب كردستان، وقال: " لطالما كانت الكردايتي صعبة، على الرغم من أن الشعب الكردي يريد العيش بحرية وسلام على أرضه ولم يحارب أي طراف ولم يطمع لاحتلال أراضي أحد، لكن لم يتركوا للكرد خياراً سوى حمل السلاح، نحن نعلم أن الحرب تؤدي فقط إلى الدمار والتشرد، وفق السوقيات العسكرية التركية على أراضي جنوب كردستان، فقد احتلت تركيا الآن مساحة كبيرة من أراضي إقليم كردستان، كما تم إخلاء العديد من القرى من سكانها ودمرت طبيعة كردستان جراء الهجمات الاحتلالية للدولة التركية، والصدمة الكبرى أن تركيا توغلت أمام أنظار الأحزاب الكردية ودون خوف من أي قانون دولي، واحتلت جزءاً كبيراً من أراضي جنوب كردستان وتقاتل ضد الشعب الكردي".
ناقوس الخطر على الأمن الوطني الكردي
ونوه عمر أن الشعب الكردي يريد السلام لكن الأعداء لا يسمحون للكرد بالعيش بسلام، وأضاف قائلاً: " أعداء الشعب الكردي يمارسون ضد الكرد سياسة الحديد والنار، وما يفعله الشعب الكردي لمواجهة هذه السياسة هو الدفاع وليست محاربة، للأسف، فإن الدول المهيمنة وتلك الدول التي تدعو إلى السلام وحقوق الإنسان والتعايش المشترك يقفون مكتوفي الأيدي وعدم اتخاذ موقف جاد ضد الهجمات الاحتلالية التي تستهدف الشعب الكردي، ولهذا السبب يجب أن يتحد الأحزاب الكردية في جبهة وطنية موحدة، وعلى مدار العقود الماضية، عندما كان يحاول العدو في المعارضة، إبادة الشعب الكردي، أصبح ناقوس خطر على الأمن القومي الكردي.".
الولايات المتحدة وروسيا داعمتان لهجمات تركيا
وسلط الكاتب والمثقف عادل عمر، في جزء من تقييمه، الضوء على الدعم الذي يتم تقديمه لهجمات دولة الاحتلال التركي، وتابع قائلاً: " الكارثة والمأساة، تعرض الشعب الإيزيدي في شنكال إلى إبادة جماعية، لكن لم تتحرك عاطفة وطنية لأي طرف، حيث تعرض الكرد الإيزيديين للمجزرة لأنهم كرد وبحجة أنهم ليسوا مسلمين إلى الإبادة الجماعية، فأن الأرض هي أقدس مكان بالنسبة لنا نحن الكرد ولجميع الأديان والمعتقدات، فأرضنا هذه أيضاً يتعرض دائماً لهجمات أعداء الشعب الكردي، هجمات دولة الاحتلال التركية الحالية أيضاً تنفذ بموافقة ودعم الولايات المتحدة وروسيا".
الشعب الكردي سيكون المتضرر الأول
ولفت عمر، خلال مواصلة حديثه، الانتباه إلى مؤامرة الدولة التركية، وقال: " الآن تقوم دولة الاحتلال التركي بتنفيذ مؤامرة خطيرة جداً، بهدف جعل الأحزاب الكردية تقاتل بعضها البعض وبدء الاقتتال الأخوي في كردستان، لذلك، على الأحزاب الكردية أن تكون أكثر حذراً في هذه المرحلة الحساسة، لأنه إذا نجحت مخططات الدولة التركية الفاشية ستندلع الاقتتال الأخوي والحرب بين الأحزاب والأطراف الكردية وسيكون الشعب الكردي هو الأكثر تضرراً".
مساعي تركيا للقضاء على الحياة في كركوك
وتحدث المثقف عادل عمر، عن مساعي دولة الاحتلال التركي للقضاء على التعايش المشترك بين مكونات مدينة كركوك، وقال: "لقد حاولت تركيا دائماً خلق عداء عنصري بين المكون الكردي والتركماني في مدينة كركوك، كما أنها سعت وبلا رحمة خلق الفتنة وعرقلة التعايش المشترك بين المكونات المتواجدة في كركوك، لكن لم يتحقق ذلك".
سنفقد مكانة إقليم كردستان
ولفت الكاتب والمثقف عادل عمر في نهاية حديثه، الأنظار حول مستوى خطورة الهجمات الحالية التي تشنها دولة الاحتلال التركي على الشعب الكردي وقال: " وأنا بكوني كردي من مدينة كركوك، أنا فخور بكرديتي وبتاريخ أمتي، وأطالب الأحزاب الكردية على عدم الوقوع تحت تأثير مؤامرة الدولة التركية والخداع بها، لأنه إذا نجحت المؤامرة الدولية سنفقد مكانة كردستان، وفي الوقت الراهن أيضاً، تم إخلاء مئات القرى في جنوب كردستان جراء الهجمات التركية، فهذه المؤامرة التركية تهديد للأمن القومي للشعب الكردي".
الدولة التركية معارضة للسلام
كما تحدث المعلم والمثقف، محمد كركوكي، في بداية حديثه عن هجمات دولة الاحتلال التركي التي تطال مناطق جنوب كردستان، وقال: أن " السوقيات العسكرية وهجمات المحتلين لا تؤدي إلى حل للقضية الكردية، لأنه لا يمكن حلها إلا من خلال الحوار، لكن الدولة التركية لا تريد السلام ومعارضة للحوار، فقد أعلن حزب العمال الكردستاني (PKK) وقف إطلاق النار من جانب واحد عدة مرات، لكن تركيا خالفت هذه الهدنة وشنت هجماتها بوحشية، أن هجمات واعتداءات الاحتلال التركي تنتهك سيادة إقليم كردستان والعراق، يجب على الشعب العراقي اتخاذ موقف ضد العدوان التركي والضغط على تركيا ".
على أحزاب كردستان تشكيل الوحدة الوطنية والوقوف ضد الاحتلال التركي
وسلط كركوكي الضوء على خطة تركيا لاحتلال مدينتي كركوك والموصل، وقال: " مسؤولو الحكومة التركية قالوا علناً في العديد من التصريحات الرسمية بأنهم يحاولون ضم مدينتي الموصل وكركوك إلى الدولة العثمانية الجديدة، للأسف فإن الأحزاب الكردية ليس لديها موقف وطني موحد ضد الاحتلال التركي، وعلى الأحزاب الكردستانية أن تقف موحدة ضد تركيا وتمنع احتلالها لأراضي جنوب كردستان".
وأعرب المعلم والمثقف محمد كركوكي في ختام حديثه، عن موقفه كمثقف كردي، وقال: أن " موقفي هو مشابه لموقف كل الكرد الذين لا يقبلون هذه الهجمات ويدينونها بشدة، ولأن هدف الهجمات هذه، هي القضاء على الأرض، البيئة والتعايش المشترك بين المكونات، وسيكون لهذه الهجمات تأثيراً سلبياً على القضية المشروعة للشعب الكردي، وتعرض الأمن القومي الكردي وتراب أراضي كردستان الواحدة للخطر".