تعتبر دولة الاحتلال التركي أن الشعب الكردي عدواً لدوداً لها على مدار تاريخها كما أنها تقاتل ضده بكافة تقنياتها الثقيلة، كذلك، أرادت دولة الاحتلال التركي منذ بداية ثورة روج آفا كردستان، الاستفادة من الصراع الذي اندلع في سوريا واعتبرته مرحلة جديدة لأجل تنفيذ مشروعها الاحتلالي، لهذا السبب تواصل هجماتها على شمال وشرق سوريا حتى هذه اللحظة بشكل مكثف ووحشي، كما أنها احتلت العديد من المدن منها مدينة عفرين، سري كانيه وكري سبي، بعد المقاومة البطولية التي خاضها الأهالي إلى جانب مقاتليهم في هذه المناطق المحتلة، وبالتالي أجبرت الشعوب الأصلية لتلك المناطق على الهجرة القسرية بسبب الهجمات، وسط الصمت الدولي.
وبعد احتلالها وفرض الهجرة القسرية على أهالي تلك المناطق المحتلة، لم توقف هجماتها بل أنها جددت مرة أخرى هجماتها على الأهالي، وكثيراً ما استهدفت الشخصيات المؤثرة في المجتمع بالطائرات المسيرة المسلحة، لكن في مواجهة هذه الممارسات والهجمات التي تستهدف الشعب الكردي، يستمر الشعب في إبداء المقاومة وبنى نظامه الخاص به لأجل تحرير مناطقه المحتلة وسيواصل نضاله ومقاومته بإرادة عظيمة من أجل الدفاع عن نظامه.
الهدف من الهجمات هو إحباط مشروع النظام الديمقراطي في روج آفا
وذكرت عضوة المجلس التشريعي لإقليم عفرين، مشيرة ملا رشيد، في بداية حديثها لوكالة فرات للأنباء (ANF)، الهجمات الوحشية التي تشنها دولة الاحتلال التركي ضد الشعب الكردي على مدار تاريخ تأسيسها وحتى الوقت الراهن، وقالت: أنه "منذ التاريخ الذي تأسست فيه دولة الاحتلال التركي وحتى يومنا هذا، تمارس سياسة الإبادة الجماعية للقضاء على الشعب الكردي على الدوام، ولهذا السبب فهي تواصل حربها ضد الشعب الكردي حتى اليوم، كما أنها تسعى جاهدةً للقضاء على الشعب الكردي والحركة التي تأسست في القرن الأخير، من أجل قضية الشعب الكردي والإنسانية، بحجة واهية باسم الإرهاب، ويتعرض هذا النظام الديمقراطي الذي تأسس وتطور في روج آفا كردستان، لهجمات مكثفة من قبل دولة الاحتلال التركي باستمرار، ومن جهة أخرى تستمر خططهم، اجتماعاتهم ولقاءاتهم، وأن الخطط التي تم وضعها لم تكن لصالح مستقبل الشعوب، لكنهم وضعوا هذه الخطط لأجل مصالحهم الخاصة، وكان يتم إبرام هذه الاتفاقيات والخطط لأن هذا النظام الديمقراطي الذي تأسس يشكل عائقاً أمامهم وأمام مشاريعهم السلطوية.
تشن هجماتها على مناطق روج آفا تستراً على هزيمتها
وأشارت مشيرة إلى أن خططهم الأخيرة كانت لمهاجمة مناطق الدفاع المشروع، روج آفا، وشنكال، وكان هدفهم هو القضاء على حركة التحرر الكردستانية في الجبال الحرة وسد الطريق أمام نضال الشعب الكردي وحريته، لكن هجمات دولة الاحتلال التركي ضد قوات الكريلا التي تسطر مقاومة وملاحم بطولية في الجبال الحرة، جميعها بائت بالفشل، ولأجل إخفاء والتستر على هزيمتها، تشن هجماتها المكثفة على مناطق روج آفا دائماً، وفي الآونة الأخيرة، تستهدف الأشخاص المؤثرين الذين لهم دور فعال في مشروع النظام الديمقراطي بشكل خاص، كما أنهم يسعون لإضعاف مشروع النظام الديمقراطي من خلال استهدف الإداريين والقادة".
الدولة التركية تستخدم حرباً خاصة
وأشارت مشيرة ملا رشيد إلى أن دولة الاحتلال التركي لا تخوض حربها فقط بالاستهداف والقصف، وتحدثت عن أسلوب الاحتلال في خوض حربها الخاصة، وتابعت قائلةً: أن "الدولة التركية في الوقت نفسه، تريد استهداف النظام الديمقراطي مرة أخرى من خلال الحرب الخاصة التي تشنها على الشعب، وبهذا الهدف، تواصل هجماتها النفسية والمسلحة حتى هذه اللحظة.
فالدولة التركية لا تحارب ضد الشعب الكردي بمفردها، لأن دولة الاحتلال تنتهك القوانين الدولية وحقوق الإنسان، لكن رغم هذه الممارسات إلا أنه هناك صمت دولي ضد هذه الحرب، مما يدل على أنهم متعاونين مع الدولة التركية ويسعون للإطاحة بمشروع الأمة الديمقراطية، وعلاوة على ذلك، فإن هذه الممارسات التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي هي لإرضاء دول العالم والتستر على الجرائم التي ترتكبها، وكذلك لأجل تبييض صفحتها أمام المحاكم الدولية.
وذكرت عضوة المجلس التشريعي لإقليم عفرين، مشيرة ملا رشيد، في ختام حديثها، أن هذه الحرب التي تدار هي لأجل إثبات الوجود اوعدم الوجود، وقالت: "ستتواصل مقاومة عظيمة لأجل الدفاع عن مشروع النظام الديمقراطي الذي يضم جميع شرائح المجتمع، يجب معرفة السياسات الدولية جيداً، لأنه عندما يتم التعرف على أهداف هذه السياسة سوف تصل المقاومة إلى أعلى مستوياتها ".