وكان فيلم كروان قد نال جائزة مرزوق الغانم لأفضل فيلم عن العودة،في مهرجان العودة السينمائي الدولي - فلسطين ٢٠٢١ والتي تُعد من أكبر جوائز المهرجان،لكن مخرج الفيلم محي الدين أرسلان ذهب ابعد من ذلك بوصفه مشاركة فيلمهم في المهرجان باللقاء الجميل بين زيتون عفرين وفلسطين والملامس لمآسي الشعب الفلسطيني ،مشيراً الى وحدة الحال بين أهالي عفرين والشعب الفلسطيني من حيث المشاعر والآمال،ويقول أرسلان أيضاً من خلال حوار مع وكالة فرات للانباء ANFعن فيلمهم " كروان قافلة النزوح القسري من مدينة السلام التي حضنت كل الهاربين من طاحون الحرب الشرسة التي تدور رحاها في كامل الجغرافيا السورية، هذه المدينة التي لم تبخل على جميع مكونات وشعوب سوريا فكانت الحضن الدافئ لكل السوريين، إلا أنّها استهدفت من قبل أعداء السلام (الدولة التركية)"،بالإضافة الى أمور أخرى تناولها أرسلان في حوارنا معه.
وفيمايلي نص الحوار:
- قمتم بإخراج فيلم أنيمشن قصير بعنوان كروان(القافلة) حول ماذا تدور احداث هذا الفيلم ؟
كروان قافلة نزوح قسري من مدينة السلام التي حضنت كل الهاربين من طاحون الحرب الشرسة التي تدور رحاها في كامل الجغرافيا السورية، هذه المدينة التي لم تبخل على جميع مكونات وشعوب سوريا فكانت الحضن الدافئ لكل السوريين، إلا أنّها استهدفت من قبل أعداء السلام (الدولة التركية) وللأسف من بعض السوريين أيضاً حيث أحتلت المدينة من قبلهم واجبر سكانها الأصليين على النزوح قسراً من بيوتهم وأحلامهم. كروان قصص نسجتها طفلة عفرينية بريشتها على جدران بيت أكلت منها الحرب فلم تشبع، جدران تهشمت فغدت دفتر رسم لطفلة شهدت ذاكرتها في ليال النزوح الطويلة قصص وحكايا صدّ العالم بالإجماع آذانهم وعيونهم عنها.
كروان تروي مآسي الحرب والنزوح وتسلط الضوء على الأمل والإردة والمقاومة من أجل العودة الكريمة للديار.
- مالرسالة التي اردت ان توجهها للمشاهد ،للعالم ،من خلال كروان،وهل نجحت من خلال كروان في نقلها،وهل نقل كروان كل تلك الصور والمآسي؟
أردنا أن نقول للعالم أجمع ممن أحتلوا الأرض واغتصبوا الحقوق ومن وقف دون حراك يراقب المآسي ويدعي بأنه يحمل راية الإنسان وحقوقه: مامن حق ضائع مادامت الأرض تلد مقاومة بكل صنوفها وعلى رأسها المقاومة الثقافية والفنية التي تتعرض في كل لحظة للإبادة والانحلال فيقف جبلاً شامخاً يستمد قوة الإرادة من أغاني الأجداد وقصصهم فيحيكونها كرنفالات للفن والثقافة من داخل الخيم.
- يعكس الفيلم قافلة النزوح القسري للعفرينين نتيجة احتلال المدينة من قبل الدولة التركية ومرتزقتها،طبعا هنالك الكثير من الانتهاكات والمآسي التي تعرض لها أهالي عفرين خلال هذه الحرب الشاملة عليهم ،لماذا اخترت هذا الشق او هذه المرحلة اقصد قافلة النزوح في فيلمك؟
لم نختر بل صدق الطفلة " روشان سينو" هي من قادتنا لفكرة الفيلم، الفلم يعكس صدق الطفولة وبراءتها.
- يتناول الفيلم أيضا، قصة لوحة جدارية رسمتها طفلة عفرينية مستخدمة اللون الأسود لتنسج مع التشققات والتصدعات في جدار المنزل الذي سكنته مع عائلتها بعد النزوح ،هل حال هذه الطفلة هو حال معظم أطفال عفرين مابعد النزوح، كمخرج لكروان مالذي فعلته هذه الفتاة او حاولت ايصاله لنا من خلال هذه الرسمة؟
روشان رسمت بريشتها ما شهده معظم الأطفال في رحلة النزوح القاسية من آمال تحطمت وبيوت فرغت وتمسك بالتراب وأناس فارقوا الحياة على تخوم جبل ليلون، ونحن كصناع الفيلم أردنا أن نقول لروشان ولكل الأطفال بأن أمل العودة آتٍ لا مفر، وهذا ما كان واضحا في صور المقاومة الثقافية والفنية، في النضال المستمرمن داخل مخيمات النزوح ، العفرينيون بجميع فئاتهم العمرية مستمرون في المقاومة وفي مقدمتهم الأطفال الذين باتوا يكتبون ويقرؤون بلغتهم الأم هذه اللغة التي سببت للمحتل فوبية ، حيث أنه أراد بغزوه أن يقضي على هذه اللغة فكانت النتيجة جيل متسلح بلغته وثقافته رغم النزوح والتهجير.
- طبعا كما هو معلوم فاانت اخترت العيش مع أهالي عفرين في مناطق النزوح ومازالت تمارس مهنة الإخراج والكتابة ،هنا اود ان اطرح سؤال عليك ماهي المصاعب التي تواجهونها في عملكم خاصة وكما نعلم تلك المناطق محاصرة وتقصف بشكل شبه يومي من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته؟
المصاعب كثيرة إلا أن الإرادة تتغلب في كل مرّة، إرادتنا في إيصال صوتنا تتغلب على المصاعب، فرغم الحصار المطبق من جميع الأطراف وقلة الإمكانيات المادية فقد استطعنا كمقاومين في حقل الثقافة والفن أن نلفت أنظار العالم ألينا، بكل بساطة ما من حدود تقف أمام الفن والثقافة إنّها عابرة للحصار.
- شارك الفيلم في العديد من المهرجانات الدولية ومنها،مهرجان لندن للأفلام الكردية ٢٠٢١
مهرجان السليمانية الدولي ٢٠٢١
مهرجان العودة السينمائي الدولي - فلسطين ٢٠٢١ والذي نال الفيلم من خلاله جائزة مرزوق الغانم لأفضل فيلم عن العودة .. وتعد من أكبر جوائز المهرجان،مالاسباب التي جعلت هذا الفيلم ينال هذه الجائزة ،وماهي الآراء هناك حول الفيلم من قبل الحكام والمتابعين؟
الفيلم في مهرجان العودة أتسم بوحدة الحال من حيث المشاعر والآمال، كان قريباً من الأخوة الفلسطينين، ولامس مآسيهم فكان اللقاء الجميل بين زيتون عفرين وزيتون فلسطين اللبنة الأساسية والأهم من الجائزة بحد ذاتها، فكما هم يطرحون شعاراً لمهرجانهم " انتظار العودة، عودة" نحن أيضا نقول عيوننا ترنوا للزيتون والعودة حق مهما طال الانتظار.
- كيف تقيم دور المثقفين والعاملين في المجالات الفنية بمختلف أنواعها في نقل الصور والاحداث ومعاناة شعوبهم للعالم واخص بالذكر في مجال الإخراج والتاليف والكتابة،وهل نجحت برأيك هذه الشريحة في سوريا بالاخص، في نقل مايحدث في البلاد للعالم في صورتها الحقيقية؟
اعتقد من الأسباب الأساسية التي أدت إلى ما نعانيه منذ سنوات كانت بسبب الأقلام التي وضعتنا في أحلام وردية زالت مع رفع الستار عنها فغدت كابوساً مازلنا نعيشه.. لذا على حاملي الأقلام هدم الهوة بينهم وبين حقيقة المجتمعات والسلطات التي تستعمرها ، عليهم أن يعرفوا الاستبداد ويكونوا عوناً للمجتمع نحو حياةٍ تعمها حرية الفكر والمساواة في الإنسانية.