تستمر الأطراف الخارجية المتدخلة في العمق السوري على تصعيد الهجمات بين الفينة والأخرى عن طريق استهداف الجانب الاقتصادي والعسكري لمناطق شمال وشرق سوريا من خلال الهجمات التركية المتزامنة مع الهجوم على سجن غويران في الحسكة بهدف إنعاش تنظيم داعش مجدداً.
وفي ذات السياق أجرت وكالة فرات للأنباء (ANF) لقاءً مع الناطق الرسمي باسم لواء الشمال الديمقراطي، محمود حبيب، الذي اوضح بأن المؤامرات التي تحاك على المنطقة هدفها إنعاش مرتزقة داعش في المنطقة.
واستهل محمود حبيب حديثه بأن المنطقة تشهد منذ عامين هجمات متكررة بين الفينة والأخرى، بداية من الناحية الاقتصادية والعسكرية ومحاولة زعزعة الوضع الأمني وصولاً إلى الهجوم على سجن الصناعة بالحسك، وهي بهدف ضرب الحالة الأمنية القائمة في مناطق شمال وشرق سوريا ومن خلاله ضرب مشروع الإدارة الذاتية، وذلك بعد أن عجزت الدولة التركية والنظام السوري من تحقيق أهدافها في المنطقة".
وأشار الحبيب إلى أن قدوم عناصر داعش الإرهابيين من مناطق رأس العين وتل أبيض المحتلة من قبل الدولة التركية، دليل واضح بأن تركيا لها اليد الطولى في الهجوم الإرهابي، وذلك بعد اعترافات عناصر داعش الفارين من سجن الحسكة الذين تم إلقاء القبض عليهم على يد قوات سوريا الديمقراطية".
تمويل تركي
وقال محمود حبيب "تحاول الدولة التركية إعادة إحياء تنظيم داعش مجدداً، من خلال تقديم الدعم في تمويل التنظيم وتمديده لوجستياً، ويقدر التمويل لعملية سجن الحسكة 10 مليون دولار، وتركيا متهمة سياساً قبل الاتهام الجنائي كجهة مسؤولة عن عملية سجن الحسكة".
وأضاف الحبيب بأن "هناك معطيات كثيرة تقول بأن تركيا مسؤولة عن عملية سجن الحسكة، ومن مصلحتها عودة التنظيم، خصوصاً بأن هناك 400 عنصر من تنظيم داعش القديمين موجودين ضمن مناطق راس العين وتل ابيض ضمن ما يسمى بـ "الجيش الوطني السوري"، وهناك العديد من الفصائل المنضوية تحت راية داعش حالياً هم ضمن هذه الفصائل وعندما كانت مناطق شمال وشرق سوريا تحت سيطرة داعش في بدايات 2014، كانت خيرات المنطقة تصدر إلى تركيا بشكل مباشر وتصب في الخزينة التركية.
وحول عملية إخلاء النظام السوري مواقعه في الرصافة المتزامنة مع احداث سجن الحسكة، قال محمود حبيب: "الانسحاب من منطقة الرصافة يأتي مكمل للدور التركي في المنطقة، وهناك تبادل أدوار بين النظام وتركيا، حيث أن تركيا تسهل للنظام التدخل في الشمال السوري، والنظام يقوم بذات الوقت بتسهيل أمور تركيا في باقي المناطق السورية".
وقال محمود حبيب: "لقد قام النظام السوري بالانسحاب من الرصافة من أجل تسهيل دخول تنظيم داعش وإنعاشه مجدداً، وذلك في محاولة الضغط على مناطق شمال وشرق سوريا,،وتم الاعتراض من قبل قواتنا في شمال وشرق سوريا وتقديمها للجانب الروسي حيث أوعز للنظام بالعودة إلى الرصافة".
ونوه الحبيب إلى أن "داعش حاولت العودة من جديد إلى الواجهة من خلال أحداث الحسكة، وكانت هناك تحركات بذات التوقيت في العراق وسيناء وليبيا، وذلك لتأهيل عناصر الخلايا النائمة وتقنعهم أنهم في صراع مثمر".
ولفت محمود حبيب أن "الولايات المتحدة الأمريكية لا تستفيد من عودة داعش، لأن داعش هي العدو الأول للولايات المتحدة الامريكية، وتعتبر التنظيمات الإرهابية أكبر تهديد للأمن القومي الامريكي".
وبينّ الحبيب إن "روسيا اتخذت من الحياد موقف لها, حالها حال الحكومة السورية، حيث أن المربعات الأمنية في الحسكة لم تحرك ساكن أثناء أحداث سجن الصناعة حيث قامت بالتحقيق مع المواطنين الذين لجأوا إلى مناطق النظام، وعاملتهم كـ مطلوبين و تهاملت معهم بشكل عبثي في الوقت الصعب بدل تقديم المساعدات لهم".
واختتم الناطق الرسمي باسم لواء الشمال الديمقراطي محمود حبيب "طهران تلتقي مع داعش في الفكر المتطرف الديني على الخلاف الذي يسوقه الاعلام التابع له، لكن نحن نعلم عندما قام النظام بنقل الإرهابين إلى مناطق الشمال، كان عبر طريق الميليشيات الإيرانية التي تعيش على الأزمات، وايران والنظام متهمين بالاستفادة من عودة داعش إلى الواجهة مجدداً".