محامي من الرقة يجمع ويوثق الأنساب السورية
يهتم المحامي خالد الموسى من أهالي مدينة الرقة بالبحث والاهتمام بعلم الأنساب وتاريخ العشائر والقبائل والمكونات العرقية في سوريا، ويحثُ على المواظبة على جمعها منعاً لاندثارها.
يهتم المحامي خالد الموسى من أهالي مدينة الرقة بالبحث والاهتمام بعلم الأنساب وتاريخ العشائر والقبائل والمكونات العرقية في سوريا، ويحثُ على المواظبة على جمعها منعاً لاندثارها.
يعد علم الأنساب أو جينيا لوجيا هو علم مهتم بأنساب القبائل والعشائر والأسر المحلية، ويتعرف منه أنساب الناس وقواعده الكلية والجزئية، والغرض منه الاحتراز عن الخطأ في نسب شخص، ويُسمى عالم الأنساب "نسَّابَة".
ويقول "الموسى" إن معرفة النسب حاجة غريزية عند كل فرد، أي شخص يولد يبحث عن جذوره وتاريخه، وليس الغاية منه التفاخر والتباهي والتعدي على الآخرين، وإنما هو نوع من التماسك الاجتماعي والترابط والتراحم.
توثيق تاريخ المجتمع السوري
ويهدف "خالد الموسى" من خلال عمله في توثيق وجمع الأنساب السورية لإيجاد مساحات مشتركة ما بين العشائر والقبائل والمكونات، ويقول "المجتمع السوري يحتوي نسيج مهم جداً، ويعتبر العمود الفقري لهذا المجتمع، لاحتوائه العديد من المكونات منها العلوية والسريانية والتركمانية والكردية والدرزية والعربية، وجميع هذه المكونات لها أصولها وجذورها وثقافتها، وما يميز الشعب السوري التنوع الثقافي الجميل".
صعوبات وتحديات
دوّن النسب في بداية القرن الثامن الهجري، وكانت الشعوب قديماً تحفظ أنسابها عن ظهر قلب، ولكن التدوين كان متأخراً مما أثر بشكل سلبي على توثيق وجمع الأنساب، وعززت الحروب والصراعات ضياع الوثائق المستندات.
ويقول الموسى "نعتمد خلال بحثنا على الروايات الشفهية الموجودة عند كبار السّن، والشيء الذي توارثوه عن آبائهم وأجدادهم".
آلية البحث
ويشير "الموسى" نستدل على النسب كما جاء بالحديث الشريف، بتواتر وبشوره وباستفاضة، وهناك روايات فردية. فمثلاً؛ جميع الأنساب في المنطقة العربية تعتمد بالشوره والاستفاضة وقد تشتهر في مكان وتضيق في مكان أخر، وتتداخل الأنساب في المناطق العربية بتاريخ مشترك، حيث جميع الأنساب تنتسب إلى عدنان وقحطان.
بناء الهوية السورية المشتركة
نسعى من خلال البحث وتدوين الأنساب التي تخص العوائل والعشائر والقبائل والأسر والمكونات العرقية إلى إيجاد روابط مشتركة تعزز في صناعة وبناء الهوية الوطنية السورية، وهناك تاريخ مشترك لجميع هذه المكونات والعشائر والقبائل.
بناء جيل واعي
وبحسب المحامي فإن بحث وتوثيق الأنساب يبني جيل واعي، ويعزز بناء الهوية الثقافية لكل فرد، مع ظهور العولمة والتواصل الافتراضي، وبالرغم من الحداثة نرى الكثير من العشائر والقبائل والمكونات تفتخر بعشائرها وأمجادها.
ودعا، خالد الموسى في ختام حديثه "ندعو جميع الشباب وخاصة الجيل الجديد أن يحافظوا على تاريخ أباءهم وأجدادهم، وأن يقوموا بتدوين كافة المعلومات التي يحصلون عليها، والاحتفاظ بالأوراق التي تفيد أي باحث مهتم بعلم وتوثيق الأنساب.