ولدت برفين في شباط 1994 في قرية حزني الواقعة في ريف تل تمر بـ روج آفا، أخذت عائلتها مكانها في النضال من أجل الحرية في كردستان، كما أنها دافعت عن ثورة روج آفا بعد أن بدأت، ولأن برفين نشأت في كنف هذه العائلة الوطنية، تعرفت على حزب العمال الكردستاني منذ صغرها، وبهذه الطريقة، كانت حياة الجبال وقوات الكريلا يلفت انتباهها دائماً، وبهذه المحبة أرادت دائماً أن تكون مقاتلة في صفوف قوات الكريلا وهي في سن صغرها.
ومع بداية ثورة روج آفا، انضمت الفتاة الكردية برفين إلى صفوف الكريلا في عام 2011، لقد شاركت في العديد من الحملات والعمليات العسكرية بين عامي 2011 و2016، وقاتلت بكل شجاعة وبسالة، وبسبب انتصاراتها العظيمة أصبحت قيادية في صفوف قواتها في وقت قصير، كما أنها صعدت من وتيرة نضالها وقتالها يومياً، وتجسدت هوية المرأة الحرة في شخصيتها من خلال جهودها المبذولة في سبيل الحرية.
توجهت إلى جبال كردستان
وفي وقت قلت فيه هجمات المرتزقة، توجهت الرفيقة برفين عام 2016 إلى جبال كردستان، مثلت هوية المرأة الثورية في ظل كافة ظروف الصعبة بعملها الجاد، تواضعها وروحها الرفاقية.
وجهت ضربات قوية للعدو
شاركت الرفيقة برفين في المقاومة العظيمة ضد هجمات دولة الاحتلال التركي في منطقة جيا رش، وكبدت العدو خسائر فادحة بضرباتها القوية، وحينما كانت تحاول الاستيلاء على أسلحة جنود العدو القتلى، استشهدت في 11 حزيران 2022.
تحدثت شقيقتها سيدار خلف ووالدتها عمشة حميد عن حياة الرفيقة ريحان خلف (برفين بوطان) ونضالها من أجل الحرية.
كانت طفلة متفاهمة
وذكرت الأم عمشة حميد في بداية حديثها، إن الشهيدة برفين كانت طفلتها الثانية وتحدثت عن طفولتها بالقول: "لقد كانت طفلة مجتهدة جداً ومتفاهمة، من بين أطفالي الثمانية، كانت طفلتي ريحان الأكثر ولاءً لي ولجدتها، كانت تتحرك مع الرفاق عندما كانت في الثامنة من عمرها، كلما كان هؤلاء الرفاق يبذلون جهداً لأجل العمل، قالت إنها تريد أن تفعل ذلك أيضاً، أنها قد درست حتى الصف التاسع، كان لديها العديد من الأصدقاء في القرية والمدرسة أيضاً، كان معلموها يقولون بأنها فتاة شاطرة ومجتهدة للغاية، لكنها لم ترغب في إكمال تعليمها، كانت دائماً تردد بأنها ستتوجه إلى الجبال الحرة، لقد تأثرت بالرفاق الكريلا في صغرها، لم تكن تريد أن تفترق عنهم، فقد أصبح الرفاق جزءاً من روحها وكيانها".
لأجل الدفاع عن وطنها
وتابعت عمشة قائلةً: "كانت ثورة روج آفا فرصة عظيمة لآمال برفين، كانت حاسمة وتواقة للحرية منذ صغرها، ومع بداية ثورة روج آفا، انضمت إلى صفوف الكريلا على الفور في 2011، كما أنها حملت السلاح لأجل الدفاع عن وطنها، حيث شاركت في المعركة التي دارت في مناطق سري كانيه، كوباني، الشدادي، وتل تمر، لقد ذهبت إلى سري كانيه في عام 2013 من أجل رؤيتها، وبقيت جالسة معها حتى وقت متأخر من الليل، قالت إنها تريد أن تذهب إلى الجبال الحرة، كانت ستتجه صوب الجبال، لم أشكل عقبة أمامها، كنت أشعر بالحزن لأنني والدتها، لكنني قلت لها إذا أردتِّ ذلك فأذهبي أتمنى لك النصر والتوفيق، أنا فخورة بابنتي الشهيدة برفين، لم أكن أبداً عقبة أمامها، لقد دعمتها دائماً".
لقد اعتنت بأشقائها وشقيقاتها
ومن جهتها تحدثت سيدار خلف عن شقيقتها الشهيدة برفين، وقالت: "كانت مثل والدتنا، كنا نقول لها أمي، كنا نذهب معاً إلى المدرسة، كانت تحمل حقائبنا المدرسية، كانت تحب أخوانها وأخواتها، لست أنا فقط، بل جميع إخوتي وأخواتي كانوا مرتبطين بها بشدة، كان أيضاً إخوتي وأخواني يكنون هذه المحبة والارتباط لها، لأن شقيقتنا برفين هي من ربتنا واعتنت بنا".
كان الرفاق يأتون دائماً إلى منزلنا في عام 2011، كنا صغاراً لم نفهم جيداً ما كان عليه الوضع، كانت برفين دائماً تستقبل الرفاق بحماس وترحيب، وكأنها كانت تعرفهم منذ سنوات، كانت تخرج مع الرفاق في المساء، ولم يكونوا يعودون حتى ساعات متأخرة من الليل، كنا ننتظرها لساعات، لكنها لم تكن تقول إلى أين تذهب.
لم تسنح لي الفرصة لإخبار برفين
التقيت بها آخر مرة في عام 2016، كان هذا لقاء وداع، قالت بأنها ستذهب إلى الجبال وأودعتنا، كانت ريحان (برفين) متخذة قراراها ولم تقف العائلة في طريقها، كانت لديها بدلة عسكرية لقوات الكريلا، وعندما ذهبت أهدتني هذه البدلة، قالت لي، أنا ذاهب، أتمنى أن تتبعني عندما تكبري، هذه البدلة لا تزال معي، ذهبت برفين، وأنا أيضاً انضممتُ إلى صفوف وحدات حماية المرأة (YPJ) بعد ذلك، وأصبحت ثورية مثلها، قالت برفين اتبعيني وأن تبنيت آمال برفين، لكن لم تسنح لي الفرصة لأقول هذا الشيء لبرفين".