تخضع مناطق الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، لحصار من قبل مرتزقة الدولة التركية والنظام السوري، ويعيش أكثر من 500 ألف شخص في هذه المناطق في ظروف معيشية صعبة نتيجة الحصار المفروض عليهم.
وفي ذات السياق تحدث نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، حسن كوجر لوكالة فرات للأنباء ANF حول هذه القضية وحذر من أن الشعب في هذه المناطق سوف ينتفضون إذا استمر النظام السوري في هذه السياسة.
وأوضح حسن كوجر إن الهجمات الأخيرة على شمال وشرق سوريا كانت على أساس الحصار، وقال: "من المعروف أن مناطق شمال وشرق سوريا محاصرة من جميع الجهات، فهي تحت حصار الدولة التركية من الشمال، والحزب الديمقراطي الكردستاني PDK من الجنوب الشرقي وحكومة دمشق من الجنوب، و الهدف الوحيد من الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق على المناطق الكردية في حلب هو كسر إرادة الشعب من خلال التجويع والاستسلام لهم، وهذه السياسة بالتأكيد ليست المرة الأولى التي يتم اتباعها، فقد لجأت حكومة دمشق إلى هذا النهج مرات عديدة حتى الآن.
حيث لا تعتبر حكومة دمشق الأشخاص المقيمين في تلك المناطق كمواطنين لها، بل تهمشهم و تعاملهم على أنهم من الدرجة الثانية، لكن على حكومة دمشق أن تدرك ذلك جيداً، كل مواطني سوريا متساوون، ولا يمكنهم ممارسة الانتهاكات الوحشية المنافية للمواثيق الدولية ضد أي شعب من شعوب المنطقة، فهذه السياسة خاطئة ويمكن أن تؤدي إلى تقسيم سوريا، لأن هذا الموقف سينّمي مشاعر الغضب والانتقام لدى الشعب، فهناك 500 ألف نسمة يعيشون في منطقة حلب، ومثل هذا الحصار القاسي الذي تفرضه حكومة دمشق وعدم السماح بمرور الحاجيات الأساسية لهم،تهدف لكسر إرادة الشعب.
والحقيقة أن سياسة حكومة دمشق تجاه شمال وشرق سوريا منذ بداية الثورة ليست سياسة صحيحة، طالما اتبعت إدارة شمال وشرق سوريا سياسة الحل الديمقراطي وضمان وحدة سوريا، لكن ذهنية حكومة دمشق أظهرت دائماً ذهنية اتسمت بالشوفينية والعقلية القديمة، إذا استمرت على هذا النحو بنفس الذهنية وفرضتها على الشعب، فإن هذا الوضع سيكون له عواقب وخيمة للغاية.
كما لفت حسن كوجر الانتباه إلى المناطق التي احتلتها الدولة التركية في سوريا، وقال: "لقد أدى هذا الوضع إلى تقسيم سوريا، على الرغم من أن هذا لم يتم الإعلان عنه رسمياً، إلا أنها مجزأة عملياً، لأن نظام الدولة التركية يطبق قوانينه في تلك المناطق، ووالي الدولة التركية يحكم المدن، كما يتم استخدام أموال الدولة التركية أيضا هناك، هذا بحد ذاته تجزئة، لذلك سياسات المعارضة السورية خاطئة جدا، وهم يفعلون ذلك منذ بداية الثورة السورية، هذه السياسة التي ينتهجها أدت إلى احتلال بعض الأراضي السورية من قبل الدولة التركية".
وذكر كوجر أن فرض الحصار على بعض مدن شمال وشرق سوريا ومحاولة كسر إرادة الشعب بهذه الطريقة هي سياسة خاطئة تماماً وخطيرة، وقال: لن تتمكن سوريا من العودة إلى ما قبل 2011، حيث تم قتل آلاف الأشخاص، ونزح مئات الآلاف، وتدمير العديد من المدن، فمن الآن فصاعداً من الخطأ محاولة تطبيق السياسة القديمة، فيجب على حكومة دمشق أن تتصرف بحكمة، لأن سوريا تواجه التقسيم، وحكومة دمشق إما ستدافع عن وحدة سوريا أو سوف يتم التقسيم ، وقد تم تقسيمها عملياً من قبل الدولة التركية، وإذا أصرت حكومة دمشق على هذه السياسة، فإنها ستجلب معها العنصرية، وإذا استمرت بفرض حصارها على حلب، فسوف تنمي هذه التصرفات مشاعر الغضب والانتقام لدى الشعب.
ونوه كوجر إن العالم يتجه نحو تغيير كبير، وقال: " لهذا السبب يجب على حكومة دمشق أن تفكر في الأمر جيداً، فأن العالم يتغير، والدول تتغير وعلى حكومة دمشق أن تعود إلى رشدها، لأن هذه السياسة ستسبب لها ضرر كبير، وذهنية الشعب ليست كسابق، بل لديهم الإرادة والقدرة على الدفاع عن أنفسهم، وفي كل مرة يقولون لنا، "أنتم مرتبطون بروج آفا كثيراً، وتتواصلون مع التحالف وتريدون تقسيم سوريا"، لم نقل شيئاً كهذا من قبل، أتذكر جيداً، في المعركة التي اندلعت في كوباني تحدثنا مع سوريا ومع روسيا ايضاً، وقلنا لهم أن هناك حرباً ضد داعش لكن لم يشارك أحد منهم وكأن هذه ليست أراضي سورية، لكن التحالف جاء وقال إنه سيشارك في محاربة داعش ونحن لسنا مسؤولون عن مشاركته، وعندما شن الهجوم على عفرين لم يتم تقديم مساعدة من أي طرف ولم يساعدوننا في أي مكان، والآن النظام متواجد على الحدود لكنه يلتزم الصمت حيال هجمات الدولة التركية على الأراضي السورية، وهذه السياسة ستأتي بنتيجة وخيمة لسوريا، وأريد أن أقول هذا، أن الحصار الذي تفرضها حكومة دمشق لن تفيد، على العكس من ذلك ستؤدي إلى تقسيم سوريا بشكل جدي.
فيجب على حكومة دمشق الآن أن تفهم هذا، وبأنها لا تستطيع تطبيق سياستها كما في السابق، كيف سيفيد الحصار المفروض على حلب حكومة دمشق؟ على العكس من ذلك، سوف ينتفض الشعب ضد هذه الحكومة، وعلى حكومة دمشق أن تدعم أهالي الشيخ مقصود، وبهذه الطريقة فقط يمكن لشعوب هذه المنطقة أن تقبل بسوريا والأمة السورية، لكن أهالي الشيخ مقصود يشعرون بغضب شديد تجاه حكومة دمشق، والآن أمام سوريا طريقان، إما أن يتم تقسيمها أو إضفاء الطابع الديمقراطي عليها ".