حسن جودي: تركيا تسعى لإحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة عبرالهجرة
تحدث الكاتب والصحفي حسن جودي، حول قضية الهجرة، وأشار إن جزء من الهجرة التي يشهدها شعبنا هو كموقف ضد السلطات الحاكمة في جنوب كردستان.
تحدث الكاتب والصحفي حسن جودي، حول قضية الهجرة، وأشار إن جزء من الهجرة التي يشهدها شعبنا هو كموقف ضد السلطات الحاكمة في جنوب كردستان.
تحدث الكاتب والصحفي والخبير السياسي، حسن جودي لوكالة فرات للانباء ANF عن وضع المهاجرين الكرد في بيلاروسيا وأسباب الهجرة ،وكذلك الخطط لتغيير التركيبة السكانية في كردستان من خلال الهجرة.
وفي بداية حديثه أشار جودي إلى أن نظام الحكم في جنوب كردستان قد تجاوز مستوى الأزمة ووصل إلى حالة خطيرة يمكن للمرء أن يشير إليها على أنها حالة الحضيض وقال: "هذا الوضع أثر على النظام الاقتصادي والسلطوي والاجتماعي، وادخل المجتمع في حالة من الفوضى، والنظام ليس عاجزاً عن مواجهة هذا الوضع فقط، وانما يغض الطرف عن هذه الكارثة، ولهذا السبب اتخذ المجتمع طريق الهجرة كموقف، لأن الهجرة هي نوع من المواقف؛ فعندما يجد المرء نفسه في إطار حكومة أطاحت بنظام السلطة والاقتصاد في السنوات الثلاث الاخيرة، ودمرت العلاقات الاجتماعية وقلصت كرامة الهوية الكردية، وبعد 45 عاماً من الحكم تجلب قواعد دولة الاحتلال التركي إلى أراضي جنوب كردستان، واعتقال مئات النشطاء والصحفيين دون اية تهم، سيتخذ من الهجرة ملاذاً له".
ولفت الكاتب والصحفي والمراقب السياسي حسن جودي الانتباه إلى موقف واستياء المجتمع من الحكومة وقال: "شارك 18 في المائة من اهالي جنوب كردستان في الانتخابات، ولم يدلي اكثر من نصف هذا العدد بأصواتهم لحكومة الاقليم؛ وعلى سبيل المثال، عندما شارك الشعب في انتخابات الاستفتاء، حينها انضم 35 بالمائة من الاهالي لهذه الانتخابات ولم يتم استخدم نصف هذه الاصوات في التصويت، وهذا كله نتيجة كي يعرب الشعب عن موقفه وسخطه حيال هذا الظلم والاضطهاد".
التهجير سياسة لتغيير ديمغرافية كردستان
واكد جودي أن جانبا آخر من هجرة الشباب متعلق بالسياسات الخطيرة لدول الاحتلال، وهذه السياسة متعلقة بتغيير ديمغرافية كردستان والتي تعمل عليها تركيا بشكل خاص؛ وتابع جودي تقييمه بالقول: "يتم هجرة الشباب والتغيير الديموغرافي بشكل ممنهج، وتركيا وبمساعدة عدة قوى إقليمية تعمل على حث الشباب على الهجرة والتخلي عن وطنهم وتوطين شعوب أخرى، وخاصة العرب السنة، في وطن الكرد؛ حيث تستخدم تركيا بعض شبكات التجسس والمهربين لهذا الغرض؛ هناك معنيان لهجرة المواطنة، الأولى هو موقف يبديه الشعب ضد نظام الحكم في جنوب كردستان والثانية كخطة خارجية لتغيير الديمغرافي للمنطقة".
الذين هجروا وطنهم ليسوا مجردين من الوطنية
كما اكد جودي ان اولئك الذين يدعون بأن الاشخاص الذين هجروا ليسوا وطنيين، لا يقولون الحقيقة، ان الشعب في جنوب كردستان وطنيين ومخلصين لأرضهم ووطنهم وقال: "إن الاشخاص الذين تركوا وطنهم ليسوا مجردين من الوطنية، هذا مصطلح خاطئ، لان 95 بالمائة من الذين تركوا وطنهم وديارهم، كان هربا من اضطهاد سلطة حكومة اقليم كردستان، هذه السلطة الظالمة وغير العادلة تخدم مصالح محتلي كردستان، لهذا الشعب غير مستعد بأن يعيش في ظل حكومة كهذه، لكن كان من الافضل على هذا الشعب بأن ينظم نفسه وان يصعد نضاله ضد هذه الحكومة خيرا له من الهجرة والتخلي عن وطنه الام؛ من المهم والضروري بأن يدرك كل شخص بأن هذه الهجرة هي جزء من سخط الشعب حيال السلطة في جنوب كردستان، وغالبية الذين بقوا في وطنهم هم غير راضين هن هذه السلطة".
خطابات وتصريحات حكومة اقليم كردستان لا تشكل اية قيمة لدى الشعب
واشار الكاتب والصحفي حسن جودي الى سيناريوهات السلطة التي وصلت لمرحلة الحضيض وقال: "بشكل عام، هناك وضع مأساوي في جنوب كردستان، والسلطات في جنوب كردستان مشغولة بخلق سيناريوهات بدلاً من قول الحقيقة وإيجاد حل للوضع، لكن قيمة خطاباتهم تذهب في مهب الريح، حيث لا يؤمن احد بخطاباتهم الفارغة".
للاتحاد الاوروبي وامريكا دور في هجرة الكرد
وفيما يتعلق بدور الدول الغربية في هجرة الكرد، قال حسن جودي: "الدول الأوروبية أيضاً جزء من سياسة الهجرة هذه، حيث تدعم النظام القمعي في جنوب كردستان منذ 30 عاماً وتغض الطرف عن جميع الانتهاكات التي تمارسها سلطات جنوب كردستان بحق المواطنين؛ وهذا يعني أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يعلم أنه قلق بشأن هذه الهجرة وعليه أن يراجع نفسه، لأنه في هذه الحالة يقع عليه اللوم؛ لهذا على الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وأوروبا ان تدرك بأن هذه الهجرة إلى أوروبا ستستمر طالما أنها تدعم السلطات في جنوب كردستان، لأن الشعب ليس مستعد للعيش في ظل نظام استبدادي، لذلك لا ينبغي للدول الغربية أن تغض بصرها عن الانتهاكات التي تمارسها السلطات في جنوب كردستان".
"بيلاروسيا تستخدم الوضع المتأزم للكرد كبطاقة ضغط ضد الاتحاد الأوروبي"
وفي ختام حديثه تطرق جودي الى خطط حكومة بيلاروسيا في استخدام الوضع الرهيب الذي يمر به اللاجئون الكرد على حدودها من اجل مصالحها الخاصة وقال: "بيلاروسيا لديها دور تلعبه في هجرة مواطني جنوب كردستان، لانها تستغل الوضع المتأزم للكرد وتستخدمه كبطاقة ضغط ضد دول الاتحاد الأوروبي؛ أن سياسة بيلاروسيا هذه شبيهة بسياسة دولة الاحتلال التركي التي تستغل محنة شعوب المنطقة ضد الاتحاد الأوروبي حيث يفقد الناس لحياتهم في الغابات الباردة على الحدود بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي".