الخبر العاجل: دعوة القائد عبد الله أوجلان التاريخية

حراك دولي حول رؤية القائد أوجلان.. ووفد «إمرالي» يواصل جهود تسوية القضية

عقب زيارة القائد عبد الله أوجلان في سجنه، باشر وفد «إمرالي»، زيارات مكوكية للأحزاب التركية والقوى السياسية الكردية لشرح وجهة نظر القائد فيما يخص تسوية القضية الكردية.

أجرى وفد «إمرالي»، العديد من الاجتماعات والمشاورات مع الأحزاب والقوى السياسية الكردية، من بينها زيارة لمدينة السليمانية في إقليم كردستان، طرح خلالها الوفد وجهة نظر القائد أوجلان فيما يخص عملية السلام بالمنطقة التي شهدت تطوراً كبيراً بفضل المبادرة المستمرة من القائد الذي أعلن أكثر من مرة، التزامه بدعم مسار السلام وتعزيز التعاون بين القوى السياسية الكردية، وقال كسكين بايندر، عضو وفد إمرالي في مؤتمر عقده بعد زيارته لإقليم كردستان، إن جميع الأحزاب والقوى السياسية الكردية تصطف خلف مبادرة القائد عبد الله أوجلان وهو ما يعكس وحدة الصف في مواجهة التحديات الراهنة وتحقيق حالة من الاستقرار في المنطقة.

أمل وتفاؤل

وكان وفد حزب «المساواة وديمقراطية الشعوب»، زار القائد أوجلان في سجنه بإمرالي مرتين في 28 كانون الأول و22 كانون الثاني، ثم زار إقليم كردستان العراق في الفترة من 16 إلى 19 شباط الجاري، للتباحث حول مبادرة القائد أوجلان، الذي أكد استعداده لإصدار بياناً شاملاً لفرض تسوية حقيقية للقضية الكردية في ضوء التطورات التي تمر بها المنطقة، خصوصاً في سوريا وغزة.

 وتشهد القضية الكردية حالة من الحراك السياسي منذ إعلان القائد أوجلان من سجنه عدداً من الأطروحات التي أكدت سعي القوى السياسية والأحزاب الكردية إلى تسوية الخلافات مع الاحتلال التركي بعد إعلان الأخير إجراء مفاوضات بشأن تسوية القضية الكردية، وأكد خبراء وسياسيون على ضرورة الإفراج عن القائد وتبني رؤيته الإصلاحية فيما يخص التسوية مع تركيا فضلاً عن الاستفادة من أفكاره السياسية في حل أزمات الشرق الأوسط وخلق حالة من الاستقرار.

حلول واقعية

قالت تولاي حاتم أوغولاري الرئيسة المشتركة لحزب «المساواة وديمقراطية الشعوب»، إن القائد أوجلان، بصدد وضع رؤية شاملة لتسوية القضية في سوريا وتركيا والعراق والمنطقة، لافتةً إلى أن رؤيته تتضمن حلولاً واقعية من خلال الأطر القانونية بعيداً عن الصراع والعنف، مشيرةً إلى أن مقترح القائد بشأن سوريا يتضمن ضرورة صياغة دستور ديمقراطي للبلاد وبدء عملية سياسية تشمل كل المكونات والقوميات، وكشفت عن تسليم رسائل من القائد للعديد من الجهات المعنية بحل القضية الكردية وتسوية الخلافات..

لا يتوفر وصف.

الدكتور مختار غباشي الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية، قال في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF»، إنّ «تحركات وفد إمرالي جاءت في إطار الحراك الكبير الذي يشهده المجتمع الدولي والإقليمي حول القائد عبد الله أوجلان، وظهور العديد من المطالبات الدولية بضرورة الإفراج عنه، وسط تجدد الآمال بإطلاق سراحه في أعقاب زيارة أخيه عمر أوجلان، إلى جانب البيان الذي أصدره القائد عقب زيارة وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب ووفد مجلس النواب التركي، والذي نشر حالة من التفاؤل بشأن تسوية القضية الكردية وإنهاء الخلافات مع دولة الاحتلال التركي، فضلاً عن الترحيب الدولي بوجهة نظر القائد حول سبل حل الخلافات وتحقيق الاستقرار بإقليم شمال وشرق سوريا من خلال إدارة المرحلة الانتقالية وفقاً لعملية قانونية ودستورية تضمن احتواء كل المكونات والقوميات دون إقصاء».

تسوية شاملة

الدكتور رائد المصري المحلل السياسي، أكد في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF»، إنّ « الزيارات الجارية تمثل جزءاً من الحراك السياسي الذي يؤكّد تحقيق مصالح الكرد في العراق وسوريا وتركيا،  كما تمثل جزءاً أساسياً من التحولات الجارية في المنطقة ومن بينها التحول السياسي من قبل تركيا تجاه القضية الكردية، وذلك بفضل الحراك الذي تقوده القوى والأحزاب الكردية في الداخل التركي وفي محيطها ورأينا تأثيره في سوريا فيما يخص مشروعية وجود الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية التي تمثل جزءاً من الدولة السورية، إلى جانب مشروعية الوجود الكردي في الداخل التركي من أجل اعادة رسم المشهد السياسي بما يليق بمسيرة القائد عبدالله أوجلان، من خلال إطلاق سراح القائد بهدف الاستعانة بأفكاره في إعادة ضبط الحركة السياسية في المنطقة وخلق حالة من الاستقرار وتلك المهمة تتطلب وجود شخصية مثل المناضل القائد عبدالله أوجلان وهو ما يتطلب تثبيت الحقوق التاريخية للكرد وتحقيق السلام في المنطقة بأسرها».

ومن المقرر أن يعود وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب للقاء القائد أوجلان بسجن جزيرة إمرالي، لاستكمال المشاورات والمناقشات التي جرت مع الأحزاب والقوى السياسية، تمهيداً لإصدار ندائه المرتقب الذي سيمثل بداية انطلاقة لعملية سياسية شاملة لتسوية القضية الكردية في تركيا والمنطقة.