دعا عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي السوداني، صديق يوسف إلى ضرورة إلغاء الاتفاق الذي وقعه نظام البشير مع تركيا بشأن سواكن، مؤكدًا أن هذا الاتفاق لازال قائمًا وأنه يشكل أزمة حقيقية.
وأوضح أن منطقة سواكن التي دار حولها الجدل في نهاية حكم عمر البشير بعد الاتفاق الذي تم توقيعه مع تركيا بشأنها والذي يعطي لتركيا الحق في إقامة قاعدة عسكرية هناك لم يتغير، تشهد تدخلا من طرفين هدفهما إقامة قواعد عسكرية على البحر الأحمر وخاصة في هذه المنطقة.
وتحدث صديق في حوار مع وكالة فرات للأنباء عن تطورات الوضع الراهن على الساحة الداخلية السودانية، كما أشار إلى أن السودان من أكثر الدول في المنطقة تأثرا بالأزمة الجارية في إثيوبيا، لافتًا إلى أن هناك تخوفات من انخراط إثيوبيا في حرب أهلية تلقي بظلالها على القرن الإفريقي والمنطقة..فإلى نص الحوار: -
## كيف تقييم الوضع السوداني الراهن وإلى أين قد تصل مقاليد الأمور في ظل الحراك الراهن في الشارع السياسي؟
أولا أنا شاكر لهذه المقابلة، لتوضيح ما يحدث في السودان ووجهة نظرنا في الحل الآن. أغلب المتابعين ربما لا يعرفون حقيقة ما جرى في السودان يوم ٢٥ أكتوبر الماضي من استلام المكون العسكري بمجلس السيادة للسلطة، وحل مجلس السيادة ومجلس الوزراء وإعفاء كل حكام الولايات المختلفة ، وهي ١٨ ولاية في السودان، وإعفاء كل مديري البنوك، وهو حقيقة تغيير وتحول شامل للمسرح السياسي في السودان، وبالمقابل تعيين كل من يوالي النظام الجديد وخاصة من العسكريين أو عسكريين سابقين أو من قيادات المؤتمر الوطني، أي حزب الإخوان المسلمين الذي كان يحكمنا قبل ذلك، وما نعتقده هو أن ما يحدث هو بمثابة ردة للنظام القديم الذي كان قائمًا والذي حكمنا لأكثر من ٣٠ سنة.
صحيح أن ثورة شعبية قامت للإطاحة بهذا النظام الذي ظل يحكمنا لثلاثين عام لكن هذه الإطاحة لم تكن كاملة فقد تم التوصل إلى صفقة معينة مع المكون العسكري الذي اعتقل عمر البشير، وكنا نتمنى للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين القوى المجنية والعسكريين أن يستمر، فقد أعدت وثيقة دستورية، لكن ظل العسكريون يمزقون هذه الوثيقة بقرارات مخالفة لها منذ البداية.
من أبرز القرارات التي اتخذت خلال السنتين الماضيتين باعتبارها فترة انتقالية تمت عدة بخروقات، فمثلا من أهم القضايا هي قضية السلام في السودان، الوثيقة كانت تتحدث عن تشكيل مفوضية للسلام وإلى اليوم لم تشكل المفوضية بل أصدر المجلس العسكري ما أسماه بمجلس السلام العالي وعين ١٩ شخص في المجلس ليس منهم أحد من قوى التغيير وأوكل عملية التفاوض وحاملي السلاح لهذا المجلس بقيادة حميدتي وكباشي، وهما أعضاء بالمجلس العسكري، ومعهم واحد من المدنيين وهو عضو بمجلس السيادة هو محمد حسن التعايشي. هذا التصرف تمت معارضته وصدر القرار في أكتوبر ٢٠١٩، استمر عمله رغم المعارضة له، وفي أبريل أي بعد ستة أشهر أصدر قرار بتعديل المجلس بإضافة تسعة أعضاء من المكون المدني، وقد تم تعييني ممثلا للحزب الشيوعي السوداني كأحد الأشخاص التسعة، لكننا في الحزب قررنا أن المجلس أساسه غير دستوري ولا يمكن أن نكون أعضاء في مجلس غير دستوري وقدمت استقالتي ولم أشارك في الاجتماعات، لكن الأعضاء الثمانية الآخرين أكملوا مسارهم في المجلس.
والحقيقة أن ما جرى من حرب وجرائم لم تعالجها الوثيقة حتى الآن رغم مرور عامين، ورغم تأثر ملايين السودانيين بالحرب، إضافة إلى استمرار حاملي السلاح من الفصائل المسلحة الذين قننت الوثيقة وجودهم، فهناك ١١ فصيل مسلح قننت الوثيقة وجودهم لمدة ٤٠ شهر حتى تتم الانتخابات وهذا وضع غير سليم. ورغم وجود الوثيقة وتوقيعها في أكتوبر العام الماضي ورغم أن من حملة السلاح هؤلاء من تم تعيينه في مجلس السيادة إضافة إلى وجود وزراء يمثاوهم، وحتى منهم حكام وولايات في السودان، لكن رغم كل ذلك استمر النضال الشعبي من أجل تحقيق الأهداف التي من أجلها قامت الثورة. بالمقابل أيضا انتهجت الحكومة سياسة اقتصادية قائمة على التدخل المباشر من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وكانت المناقشات مع المجتمع الدولي، أنه ومن أجل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب فإنه لابد أن يحدث تنازل وقبول هذه السياسات، بل ولابد من التطبيع مع إسرائيل، وأجبرت الحكومة على التطبيع مع إسرائيل.
## تقول إن التطبيع مع إسرائيل تم بإجبار خارجي؟
نعم بضغوط خارجية خاصة المجتمع الدولي وأمريكا.
## وزير الاستثمار هو أول من تحدث في هذه المسألة متسائلا عن المشكلة في أن يبحث السودان عن مصالحه في تطبيع علاقته مع إسرائيل في حين أن دول تقوم بذلك.. وهذا قبل كل ما حدث مؤخرا.. هل تقول إن ذلك تم بإيعاز خارجي أيضًا؟
نعم، لأن كل المحادثات لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، ولرفع المعاملات التجارية مع الدول الخارجية كان لابد من رفع اسمنا من قائمة الإرهاب وإنهاء المقاطعة مع الدول الغربية. ثم هذا هو الاعتراف باسرائبل، وحكومتنا أجبرت على ذلك لأنها تريد حل مشاكل البلاد الاقتصادية، وبالتالي كان لابد أن تدخل في تعاملات مع المجتمع الدولي والمدخل إلى ذلك التصرف؟
## إذا كان المجتمع الدولي يتعامل بصيغة الإجبار تلك فلماذا لم يجبر السودان على تسليم الرئيس السابق عمر البشير..؟
المجتمع الدولي نظرته دائما لمصالحه هو وليس لمصالح الشعوب. ونعتقد أن هناك دول كثيرة غير مطبعة مع إسرائيل ولكنها لم تمنع عن التعامل الدولي، وهذا حقيقة كان كارت تم الضغط به على الحكومة لاتخاذ سياسات معينة، والحكومة في الأخيرة رضخت ونحن نعتقد أن رضوخها هذا كان خطأ.
## إضافة إلى رضوخ الحكومة وفق قولك لهذه المسألة.. ما تقييمك لأداء الحكومة بشكل عام؟
الحكومة أدائها بشكل عام ليس مرضيًا، بدليل أن المظاهرات والحراك الجماهيري لم يتوقف خلال السنتين الماضيتين الأسعار لا تطاق، انعدام للخدمات وحتى الأدوية، فأي مواطن قادم من القاهرة تجد الاتصالات به لتوفير أدوية بعينها للمحيطين وكذا لأي مسافر لدرجة أنه في مطار القاهرة والخرطوم أصبح التفتيش عن الأدوية أول ما يتم البحث عنه، فلهذه الدرجه هناك انعدام للأدوية وتردي للخدمات الصحية، وللتعليم وهكذا.
نعتقد الحكومة حاولت، لكن أدائها لم يكن مرضيا للناس، لكن رغم ذلك كان التصور أنها ستسير وتناضل للأحسن، لكن نعتقد أن المكون العسكري ضاق زرعا بسبب استجابة الحكومة لمطالب المواطنين في الشارع.. وأعتقد أن هذا ما أدى للانقلاب العسكري الأخير، وبدل من التعاون مع حكومة مدنية لديها كثير من المشاريع المشتركة مع الشعب السوداني، وهم ضد هذه المشاريع.. لذا قاموا بهذا الانقلاب.
##إذا أنتم أيضا في الحزب الشيوعي ترون ما جرى انقلابا..؟
الحقيقة اذا رجعت للموضوع نحن نعتبر ما تم في ١١ أبريل ٢٠١٩ هو انقلاب عسكري ونحن أصدرنا بيان بذلك في ١٤ أبريل ٢٠١٩ لما المكون العسكري اعتقل عمر البشير، ونحن نرى هذا الانقلاب العسكري الأول، وما تم يوم ٢٥ أكتوبر هو استكمال للانقلاب العسكري السابق، وامتداد لتكوين حكومة عسكرية أخرى كالتي حكمتنا سابقا.. والحقيقة أن الشعب السوداني قدره كثيرا مع هذه الانقلابات العسكرية منذ ٥٨ حيث حكمتنا ديكتاتورية عسكرية لمدة ست سنوات، ثم من ٥٩ ل٨٥ حكمتنا ديكتاتورية عسكرية أخرى ١٦ سنة، ثم ديكتاتورية عسكرية أخرى امتدت ٣٠ سنة، وصولا للفترة الأخيرة.. والآن يسعى هذا الانقلاب إلى التقنين لديكتاتورية عسكرية لا نعرف إلى متى تستمر لكن بقاءها يعتمد على مقاومة الشعب السوداني لها.
وأنا اود الحديث عما يميز الموقف الشعبي في السودان من هذا الانقلاب الجديد.. هو وقع في الثالثة من فجر ٢٥ أكتوبر، وبدت الأخبار تتسرب عبر الاتصالات، وقبل شروق الشمس في السودان خرج الشعب إلى الشارع ولم يكن من داع لهم للخروج ولا للتظاهر لمعارضة الانقلاب، لكن هذه المعارضة الشعبية الواضحة التي خرجت توضح أن عمر الانقلاب سيكون قصير جدا.
## لكن الشارع السوداني ممتعض من قبل الثالثة صباحا في هذا التوقيت بل ان التخوفات كانت كبيرة وواسعة مما قد يؤول إليه الوضع في السودان قبل خطوة البرهان..؟
نعم، وأنت أشرت إلى أمر مهم جدا فقبل شهرين من الآن كانت هناك مظاهر تقول إن التخطيط للانقلاب كانت واضحة جدا وكلها موجودة في وسائل الاعلام والصحف بل وبين الناس تقول كلها إن هناك مخاوف من خطر لانقلاب عسكري قادم. لكن أحدا لم يتوقع أن من سيقوم بالانقلاب هو رئيس السلطة الموجودة. وحقيقة أنه لا يمكن أن تقوم بانقلاب ضد نفسك وأنت كنت رئيس ومسؤول فلا يمكن أن تنقلب ذد نفسك، لذا فإننا نقول إنه استمرار لما حدث في ١١ أبريل.
## ربما صوت آخر سيرد عليك بأن البرهان لم يكن لديه طريق آخر في ظل حالة الامتعاض الشعبي من أداء الحكومة وغليان الشارع كما تحدثت بشبب غلاء الأسعار وتراجع الخدمات وغيرها من الأزمات المجتمعية الحاصلة.. وبالتالي فإن خطوته تلك ربما كانت لمعالجة الأزمة ولمغايرة الوضع الذي لم تؤدي الحكومة أدائها المطلوب، وإلا فلا يمكن بقولك أن ينقلب رئيس على نفسه وفي ده أصلا مقاليد الحل ولربط؟
هذا طبعا غير صحيح لأن الحكومة رغم أن أدائها كان غير مقبول لكن كان هناك تواصل معها من القوى السياسية من أجل الإصلاح. حتى أن مؤتمر اقتصادي عقد لمناقشة الأزمات الاقتصادية وحضره حمدوك رئيس الوزراء وقال إنه سيتبنى السياسات المجمع عليها من القوى السياسية وكانت هناك فعلا خطوات للإصلاح لكن ما جرى الآن هو وقف للإصلاح.
## لكن الفكرة الآن..إذا كان البرهان وهو رئيس المجلس السيادي والرأس المسؤولة عن السلطة.. فلم ينقلب على نفسه؟؟
ينقلب على نفسه لحماية نفسه لأن كل الشعب السوداني كان ينادي للقصاص للشهداء ومحاكمة كل من ارتكب جرم خلال فترة الثلاثين عاما الماضية والمكون العسكري كان جزء من النظام السابق.
## إذا أنت مع الأصوات التي تقول إن البرهان كان جزءا من نظام البشير وضالع في القتل؟
المجلس العسكري المكون من خمسة أشخاص هم مجلس الأمن لنظام عمر البشير.
## لكنهم في النهاية انقلبوا على البشير وانحاذوا للشعب السوداني..؟
انقلبوا على البشير ليس لصالح الشعب السودان، ولم ينحاذوا للشعب، بل ان انقلابهم لم يلقى النجاح الكامل وأعتقدها حركة ذكية كانت كأنها فترة استجمام وراحة حتى يستطيعوا الوصول إلى إنجاح كامل للانقلاب. وصلوا مع القوى السياسية إلى صفقة، ولم يلتزموا خلال السنتين الماضيتين. بما التزموا به. ونعتقد أن انقلابهم من البداية هو بهدف العودة إلى الطغمة التي حكمتنا ل٣٠ سنة. والآن من يحكم هم نفسهم جماعة حزب المؤتمر الحاكمة سابقا للسودان.
## تقول إن السودان يعود إليه الاخوان لتصدر المشهد مجددا؟
أقول إن هذه القوة هي التي كانت تساند النظام في الماضي ولم يتحدثوا عن تحالف معلن مع الإخوان المسلمين إلى الآن، وانا اعتقد انهم امتداد للحكومة الاخوان المسلمين.. وقد تقولي لي ما دليلك.. الآن ما من دليل لكن ما هو مطروح من سياسات ينبئ بذلك، قبل أسبوع مثلا تم إطلاق سراح رئيس المؤتمر الوطني وحصل احتجاجات فأعيد اعتقاله مجددا.
نحن مع الاصطفاف الوطني، وهذا ما أعلنه قبل أيام في بيان المكتب السياسي للحزب، وهو يوضح موقفنا مع الاصطفاف في الجبهة الوطنية ضد الانقلاب العسكري.
##لماذا تأخر هذا البيان؟
حقيقة هو لم يتأخر، أول بيان لنا صدر في تمام الخامسة صباح يوم ٢٥ أكتوبر أي بعد ساعتين من الانقلاب، لكنه كان قصيرا بلا أي تحليل، لكنه كان ضد الانقلاب ودعا الجماهير الى الاصطفاف في الشارع، أما البيان الأخير فهو يأتي في اطار الدعوة للتشاور مع القوة الوطنية كلها من أجل عمل منبر واحد وجبهة عريضة تضم كل الناس ضد الانقلاب العسكري. وهو متأخر لكنه لأنه يضم برنامج ومقترحات للآخرين حتى نعمل سويا من أجل الوطن.
## إلى أي درجة يمكن تنفيذ ذلك على أرض الواقع؟
حقيقة الوضع العام والتصريحات العامة مع كل الأطراف مع هذا، الصعوبة التي يلقاها الشعب السوداني والقوى السياسية في السودان هي الحركة والتواصل. في الأيام الأولى أغلقت المحادثات الهاتفية النت موقوف الحركة في الشوارع صعبة جانب من ذلك من القوات الحكومية وجانب من الثاوار الذين أغلقوا الشوارع بالمتاريس.
من الصعوبة بمكان التحرك في الشوارع، فلو أنت تقيم في أم درمان ربما تتخوف من الذهاب إلى الخرطوم خوفا من إيقاف الحركة في أي وقت بما يُصعب عليك العودة، لكن رغم ذلك هناك تواصل ومحاولات لعقد اجتماعات مشتركة.
## هناك أمر ينال جانب كبير من الاهتمام الإقليمي، وهو ما يتعلق بجزيرة سواكن والاتفاق بين الحكومة التركية ونظام البشير إلى أين وصلت هذه القضية في إطار التدخلات الخارجية في الشأن السوداني..؟
هذه المنطقة تشهد تدخلا من دولتين، هما تركيا وروسيا هدفهما إقامة قواعد عسكرية على البحر الأحمر وخاصة في هذه المنطقة. فسواكن هي المدينة وتتبعها جزيرة هي
تقع بمسافة نيلية على بعد خمسة كيلومترات من سواكن.
الجزيرة تم الاتفاق مع عمر البشير على تسليمها للأتراك وهم لم يقيموا أي منشآت إلى الآن لكن الاتفاق الذي وقعه البشير لايزال قائم ولم يتم إلغاءه.
نحن في هذا السياق ننادي بإلغاء كل الاتفاقات التي وقعها عمر البشير كالاتفاق الذي وُقّع مع تركيا.
الشيء الآخر أنه في الأسبوع الماضي السيد البرهان (عبدالفتاح البرهان) أكد للروس مؤخرا على السماح لهم ببناء قاعدة عسكرية على البحر الأحمر في منطقة قريبة من سواكن.
## إذا أصبح للروس كوطئ قدم فعليا بتأكيد البرهان..؟
فبعد ٢٥ أكتوبر كانت هناك دعوة وحديث عن اجتماع لمجلس الأمن روسيا اعترضت هي والصين، لكن بعد ذلك اجتمعوا وصدر بيان هزيل بسبب ضغوط الروس والصينيين.
##تقصد أت البرهان يسعى إلى التحصن بالروس عبر خطوة القاعدة العسكرية أمام المجتمع الدولي..؟
حقيقية أن الروس والصينيين لديهم مصالح ومؤسسات اقتصادية ضخمة في السودان وكلها تم الاتفاق فيها مع الحكومة السابقة، حكومة عمر البشير، وخاصة لتصدير الذهب والاتجار في الأسلحة، ومع الصينيين البترول فهم من يستخرجوا البترول في السودان، وهؤلاء يخافون على مصالحهم لذا يدعموا جارتهم القديمة.
## السودان ليس بمعزل عن جارته إثيوبيا والتي تعيش أزمة حقيقية في ظل وجوزد المتمردين على أطراف العاصمة.. إلى أي درجة يمكن أن يؤثر الوضع الإثيوبي على السودان؟
يؤثر على السودان في ملفين رئيسيين، وهما النزوح والهجرة من قبل الشعب الاثيوبي إلى السودان، فمنذ قامت الازمة بين الحكومة والتجراي فإن أكثر من ٢٠ ألف نزحوا إلى السودان، وأقيمت معسكرات لاستيعابهم. نحن لدينا حدود مشتركة مع اثيوبيا وما يحدث في اثيوبيا يؤثر سلبا او إيجابا على السودان، والهجرة اول ما قد يؤثر سلبا.
القضية الثانية هي قضية سد النهضة، وإلى الآن لم تصل المفاوضات إلى شيء مكتمل ولم يتحقق شيء على أرض الواقع في المفاوضات بين مصر والسودان من جانب واثيوبيا من جانب آخر، كما أن الأخيرة لازالت مستمرة في ملء الخزان، تم الملء الأول والثاني، ولا أدري طبيعة ما تم هذا العام وإثيوبيا لم تعلن صراحة عن نسبة الملء، لكن الصراع في إثيوبيا سيؤثر علينا في مصر والسودان، وإن كان التأثير الأكبر سيكون للسودان فالحرب تدور على حدوده وهو أكثر تأثرا بذلك.
أضف إلى ذلك أن الوضع المتأزم في إثيوبيا يعني أن المجتمع الدولي بعد بعض الوقت سيترك قضيتنا (الأزمة الداخلية في السودان) ويلتفت للأزمة الإثيوبية وهذه الحرب، فهناك ٩ فصائل أعلنوا معارضتهم للنظام الإثيوبي، ونخشى أن تقوم حرب أهلية مثل ما هو حادث في الصومال وحادث في ليبيا الآن.