تحدثت عضوة القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية (QSD) نوروز احمد لوكالة فرات للأنباء وقيّمت العام 2022.
كوحدات حماية المرأة، تركتم خلفكم عاماً مليئاً بالنضال، في أية ظروف خضتم هذا النضال...؟
حتى لو لم تكن هناك هجمات واسعة، فإن نضالنا وفق الأعوام السابقة كان متصاعداً ومنتجاً، استمر بهذا الشكل منذ بداية هجوم مرتزقة داعش على غويران وحتى نهاية العام، على الرغم من أن الهجمات التي حدثت خلال العام لم تكن خطيرة مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أنها كانت تشكل خطراً كبيراً على المنطقة، لأن الهجوم على غويران كان محاولة لإعادة تنظيم خلافة داعش، لقد كانت عملية واسعة النطاق، وتم القيام بتنظيم قوي، تم تنظيمه في الداخل والخارج وفي العديد من الأماكن، أي أننا واجهنا مرحلة خطيرة، كما تم التخطيط في مخيم الهول، خلال العام، منعنا هذه الخطط إلى حد ما من خلال العمليات، وتمت السيطرة عليها إلى حد ما، لكن التهديد لا يزال مستمراً، شنت الدولة التركية هجوماً واسعاً، لا شك أن الهجمات تمت من خلال الطائرات المسيرة والمسلحة، ولكن لأول مرة خلال العام تم استخدام الطائرات الحربية، لم تتم مهاجمة القوات العسكرية فحسب، بل تمت مهاجمة مناطق مدنية أيضاً، لقد كان هجوماً مخططاً له، حدثت الهجمات على مرأى ومسمع من العالم وكان هناك صمت شديد حيال هذه الهجمات، لهذا حدثت هجمات متنوعة في المنطقة.
بالرغم من الأزمة الاقتصادية والحصار، تم فرض سياسة الهجرة على شعبنا، كان هذا هو الهدف الرئيسي للهجوم، إلى جانب هجمات الدولة التركية، تصاعدت هجمات مرتزقة داعش أيضاً، بشكل مباشر حدثت حالات اغتيال القادة والإداريين والشعب، وقد جرت محاولة لخلق الفوضى، على الرغم من الهجمات، كان وقفة وموقف شعبنا وقواتنا قيماً وهادفاً، وذات معنى، تم إظهار موقف يستحق المرحلة، كان الجواب على كيفية حماية التضحيات المقدّمة، على الرغم من الإمكانيات المحدودة، كان التصميم على القتال واضحاً.
وحدات حماية المرأة تقود العمليات والمراحل
تم خوض معركة متزامنة ضد محاولات داعش لإعادة تنظيم نفسه، وضد تهديدات وهجمات الدولة التركية، والتي لا بد أنها كانت صعبة، إن القتال ضد الهجمات والتهديدات والفوضى ليس عملاً سهلاً، قد يكون من السهل على بعض الدول، ولكن عندما ينظر المرء إلى الوضع في المنطقة، هناك فرص في يد الدولة للقيام بهذا النضال، ومواصلته، وضمان سلامة الشعب، بالطبع، كل هذا يتم القيام به، هذا الشيء تملكه الدول، ونحن لا نملكه، في مواجهة هذه الهجمات والتهديدات، مع إمكانيات قليلة للغاية، وموقف قوي، وانخراط قوي، تم إظهار إرادة قوية ونجحت فيها، لقد كان بالتأكيد عاماً قدمت فيها تضحيات كبيرة،
بالإضافة إلى الأطفال والشباب والنساء والمدنيين، استشهد حوالي 400 من رفاقنا خلال هذا العام، خسائرنا ليست قليلة ولكننا تركنا عاماً ناجحاً وراءنا، وزدنا قوتنا وعززنا آلية الدفاع والحماية، وخاصة وحدات حماية المرأة لعبت دور القيادة في هذه المرحلة، منذ الهجوم على غويران حتى الآن، قادت كل المقاومات ضد الهجمات والتهديدات، وشاركت في الحملات والعمليات في الجبهات، وعلى الرغم من فقدان رفيقاتنا الرائدات، إلا أنها لم تتنازل عن مهمتها القيادية، لقد كان إنجازاً مهماً، كانت ثقة الشعب بالقوات العسكرية، والوقوف إلى جانب القوات العسكرية، والدفاع عن هذه الأرض ذات منى ومهم للغاية، في العام المقبل ومع الخبرة المكتسبة، يجب أن نتخذ خطوات أقوى لتعزيز واجباتنا ومسؤوليتنا.
مثل الشهيدة جيان تولهلدان، التي أصبحت قيادية في الحرب ضد داعش، استشهدت العديد من قياديات وحدات حماية المرأة في هجمات الدولة التركية، واستهدفت هجمات هذا العام القياديات بشكل أساسي، كيف تقيمون ذلك؟
لقد كانت سياسة متعمدة ومدبرة من الدولة التركية. هجمات الاحتلال على المنطقة، ودعم داعش، وجهود إعادة تنظيم داعش والسيطرة عليه، واستخدام داعش كتهديد للعالم، لذلك سلكوا كل هذه السبل والطرق المتعددة، تاريخياً هاجمت قوى كثيرة، ولا سيما الدولة التركية، الرواد من أجل إضعاف المجتمع، وسلب قوتهم، وبث الرعب في نفوس الشعب، ودفعهم إلى الهجرة. كان الهجوم انتقاماً لداعش، لأن العديد من رفاقنا الذين تعرضوا للهجوم كن يقدن الكفاح ضد داعش، من خلال هذه الهجمات، وضعوا سياساتهم القذرة موضع التنفيذ مرة أخرى، عبر مهاجمة القادة أرادوا نشر التنظيم وإضعاف الإرادة وهزيمة المقاومة، لقد هاجموا من أجل هذا، لم يهاجموا قادتنا فحسب، بل هاجموا فتياتنا أيضا، وهاجموا الفتيات في المدارس، إنهم يقتلون المستقبل في شخصهم، إنهم يقتلون مستقبل الحياة الحرة، ويصبحون عقبة، بهذه الطريقة، يمنعونهن من الازدهار بثقافتهن في موطنهم.
الشعب لم يتنازل عن النضال
بعد استشهاد القياديات الرائدات، جهز العشرات والمئات من الأشخاص أنفسهم، ومن خلال التجارب التي اكتسبوها منهن كانوا أهلاً لهن. لذلك ظهر موقف مهم للغاية في المجتمع، وبدلاً من الخوف والقلق، تشبث بأرضه وعزز من إخلاصه لها، وما الهجمات الأخيرة إلا دليل على ذلك، كان الشعب مصمماً، ولم يتخلى عن النضال، وأعلن أنه لن يتخلى عن أراضيه. يصر الشعب على حياة حرة، مدرك أن تجربة حياة العبودية وبلا هوية وانعدام الإرادة هي حياة لا معنى لها. لذلك، لا توجد طريقة أخرى، ولا يوجد ساحة تعوض عن الحياة، من خلال الارتباط بالقيم والأرض أعد نفسه. فقد اهتم أكثر بالقوات العسكرية، وتم سد الثغرات التي برزت. خلال مرحلة النفير، رأينا كم كان عدد الشبيبة المنضمة، وحمل الشعب سلاح الشهيد واستمر بالنضال. كان هذا المستوى من الانضمام ذا قيمة وذا مغزى. ولأول مرة شنت الدولة التركية هجوما شاملا بهذا المستوى، ولبى شعبنا النداء على أكمل وجه، بطريقة ماعاد يهابه فيها ولا يتراجع للخلف.
قامت وحدات حماية المرأة بدور ريادي في محاربة داعش والدولة التركية، ودخلت ثورة روج آفا التاريخ باسم ثورة المرأة، إلى أي مدى تقدمتم هذا العام في القتال ضد داعش والدولة التركية؟
كان نضال وحدات حماية المرأة YPJ بلا شك مهما جدا وحاسما، لقد خاضت المعركة بإمكانيات محدودة، وفي ظل ظروف صعبة، أظهرت المرأة موقفا رائدا وأصبحت قائدة للمجتمع والعالم بأسره. لقد رأينا في انتفاضة شرق كردستان كيف يُنظر إلى وحدات حماية المرأة YPJ كمثال والاستفادة من تجاربها، التضحيات والنضال في روج آفا كردستان لم يذهب عبثاً. فرغم كل الاعتداءات، أصبح صوت المرأة في المنطقة صوت الثورة النسائية، وتم تعريفها بهذه الطريقة وتقبلها العالم بهذه الطريقة. حدث تغيير في المنطقة، وأصبح التغيير في ذهنية المرأة ومستوى الوعي الذي وصلت إليه، على الرغم من الإمكانات المحدودة، نموذجا للعالم. لقد شهدنا هذا العام استفادة المرأة في جميع أنحاء العالم من التجارب في المنطقة. في هذا السياق، أرادوا إنشاء علاقة مع كل من القوة العسكرية والقوة الاجتماعية للمرأة. لم تكن الاعتداءات على النساء الكرديات والعربيات والسوريات والأرمن في روج آفا - شمال وشرق سوريا أو شنكال أو هذه المنطقة هجوما ضدهن فحسب، بل اعتداء على جميع النساء. كان من المهم جدا أن يرى الجميع هذا المفهوم. نرى أنه أينما تُقتل امرأة أو تُساء معاملتها، يُنظر إليها على أنها مشكلة للعالم بأسره، مشكلة للجميع. باختصار، أصبحت وسيلة لتصعيد النضال. على الرغم من الصعوبات، نرى أنه تم التوصل إلى نتيجة، حتى لو قُتلت امرأة جسديا، فلا تراجع عن النضال، لماذا يجب على المرأة أن تقبل بحياة بلا معنى، بلا هوية، وبلا أرض؟ نرى أن المرأة تواجه العديد من المشاكل اليوم، خاصة في المناطق التي تشتد فيها الحرب، وكيف تدفع الأثمان، ومدى الألم الذي تعاني منه وكيف يؤثر على المجتمع في شخص المرأة، إنه يأسر المجتمع تماما ويجعله يرجع للخلف.
انتشر نضالنا في جميع أنحاء العالم، فزادت مسؤوليتنا
قوة نضالنا يتردد صداها في العالم، ويكثر تأثيرها. إن رؤية هذه اللوحة محط بهجة. لكننا ندرك أنه يتعين علينا زيادة واجباتنا ومسؤولياتنا، فالعدو الذي يرى أن تأثيرنا في العالم آخذ بالازدياد، يهاجم بعنف شديد. يرى العدو أن العالم يرتبط برفاقنا الشهداء، لذلك يسعّر من مستوى هجماته، نقول إن نضالنا قد ساد العالم، ولكن إذا قمنا بتقييم حالنا، فيجب أن نرى نواقصنا بعض الشيء.
المؤسسات التي تعرف نفسها على أنها مدافعة عن حقوق الإنسان أو مؤسسات مستقلة فأنهم يتدربون بموقف سياسي، لذلك لم يبرز الموقف الحقوقي. فالقانون الذي يسري من أجل الجميع، لماذا لا يطبق من أجلنا؟ لماذا لا ينفذ تطبيق قوانين ومعايير حقوق الإنسان من أجل منطقتنا؟ في أوكرانيا، شن هجوم على محطة للطاقة، وقف العالم بأكمله. بعبارة أخرى في منطقة ما يقتل عدد من المدنيين، يقف العالم. في منطقتنا يتم استهداف النساء الثائرات اللواتي ناضلن من أجل الحرية، ويتم استهداف المدنيين والبنية التحتية للمنطقة، لكن لا أحد يرفع صوته. لماذا لا يظهر موقف حاسم؟
بالطبع، حاربنا الجرائم ضد الإنسانية، وفيما يتعلق بالأسلحة التي تم استخدامها والمناطق التي تعرضت للهجوم، أدينا جهود وصلت لمستوى معين، وأظهرنا مقاومة حازمة وسيستمر ذلك. نحن أمام هكذا مشهد ضبابي. وعليه يجب أن نناضل بقوة أكبر، ينبغي القيام بعمل مكثف على المستويين الدولي والحقوقي، نحن نعلم أن علينا واجبات ومسؤوليات وأن أصدقائنا في الخارج لعبوا دورا مهما في هذه المرحلة. ومع ذلك، نحن بحاجة إلى دعم على المستوى العالمي. يؤسفنا أن نقول إننا لم نتمكن من الوصول إلى النتيجة التي نريدها.
مع ثورة روج آفا اصبحت لديكم مهمة قيادة جميع النساء، كيف أوفيتم مسؤوليتكم خلال هذا العام؟
أردنا إعطاء رد قوي على الرسائل. أردنا تلبية نداء النساء في أفغانستان. سألنا أنفسنا مرة أخرى كيف يمكننا مشاركة تجاربنا. قد تكون الظروف مختلفة، لكن المشكلة والألم متماثلان. حاولنا في العديد من الأماكن بناء هذا النوع من العلاقات، وعلى وجه الخصوص، كان عقد مؤتمر المرأة الدولي خطوة مهمة. لقد كان مجالا مهما للنقاش من أجل مشاركة المعرفة والخبرة وحل المشكلات بعقل جماعي. لم يكن متكاملاً، لكن يجب أن يستمر، عندما يدقق المرء في العديد من الدول، فإنه يرى أنه لا يزال هناك الكثير من الضغط على النساء والمؤسسات النسائية. لذلك، هناك حاجة إلى نضال أقوى. في بعض الأماكن تكون الفرص أقل، وفي البعض الأخرى تكون أكثر. يجب أن نكون قادرين على بناء التوازن ورفع صوتنا النضالي. عندما يقيم المرء ظروف المنطقة، زاد نضال وحدات حماية المرأة من الحق في العيش معا ونظام الرئاسة المشتركة وزادت ظروف النضال. بالطبع، هذه فرصة عظيمة، بعض الأماكن قد لا يكون لديها مثل هكذا إمكانية. لقد دُفعت أثمانا باهظة وكبيرة.
سنواصل دورنا الريادي
مع نضال المرأة تحققت المكاسب، كيف يمكن مشاركة تلك المكاسب؟ لدينا عمل نقوم به في هذا المنحى، نحن نناضل باسم وحدات حماية المرأة YPJ ، نريد أن نفي بواجباتنا ومسؤولياتنا من أجل الاستجابة لمطالب النساء وأن نكون معهن، حتى لو كانت الحرب والحصار في المنطقة عقبة أمام تقدمنا في الخارج، فحسب الفرص المتاحة، فإننا نواصل نضالنا للوصول إلى النساء. لكننا ندرك أنه يتعين علينا تقوية هذا النضال. نظرا لأن لدينا مهمة لقيادة النساء في العالم، يجب علينا تنظيم أنفسنا وفقا لهذه المهمة، والوفاء بواجباتنا ومسؤولياتنا.
ما هي رسالتكم للمرأة لعام 2022؟
لقد رأينا مرة أخرى خلال هذا العام أنه إذا قامت المرأة بتنظيم نفسها وارتبطت بهويتها، يمكنها التغلب على كل العقبات. صحيح الثمن كان باهظاً، كان هذا الوضع واضحا في حالة النساء في شرق كردستان وإيران، لقد تعرضت جينا أميني والعديد من النساء الأخريات للقتل والتعذيب بوحشية، لا تزال هناك نساء في المعتقلات يقاومن عقوبة الإعدام، كما تحرم المرأة في كثير من الأماكن من حق الدراسة والعمل والفعاليات، واجهن العديد من الهجمات للحصول على حقوقهن، كان للهجمات والحروب والممارسات أسوأ تأثير على النساء. لا أحد يناضل من أجل حريتنا، كشعب ونساء وأمة. رأينا هذا وتعرضنا له. إذا لم تناضلي من أجل حريتك، لتنظيم نفسك، ولا تعرفين نفسك، ولا تنظمين ظروفك جيدا، فإن عقل السلطة سيسعى الى تدميرك واستعبادك وقتلك.
كما شهدنا العام الماضي مقاومة المرأة، كان نضال النساء ضد عقلية السلطة عبر تنظيم أنفسهن ضد القوى والصعوبات ذو معنى كبير. يجب أن نحمي وعينا بالتأكيد. لقد أثبتت حادثة باريس ذلك مرة أخرى، دولة يفترض أنها تحمي حقوق الإنسان ولديها العديد من الجنسيات، ولكن مرة أخرى قُتلت امرأة. لذلك، أينما كنا، يجب علينا بناء آلية للدفاع عن الذات وتطوير تنظيمنا وتعزيز الدعم.
يجب أن تتجمع النساء حول أنفسهن
يجب النهوض بنضال 2023 وفقا لتجربة وقيم عام 2022 ، ويجب احترام كدح جميع رفاقنا الشهداء، بهكذا مستوى يجب أداء النضال، حتى لا تُقتل النساء، وحتى لا يتمكن كل من النظام المتسلط والتصفويين والقتلة من شن الهجمات بسهولة، يجب على النساء تنظيم أنفسهن حول بعضهن البعض، والتجمع سويةً. وإذا ما سلبت فرصة تلك الحياة وحقها، فيجب أن تخلق فرصا للحياة، يجب إظهار نهج بهذا الوعي. نعتقد أن التجارب التي كسبت قد جلبت العديد من الفرص، من خلال دعم بعضنا البعض، سنضمن حرية المرأة، ونحقق حرية المجتمع. لهذا، سنقوم بواجباتنا ومسؤولياتنا.