تحدث دوران كالكان، عضو اللجنة التنفيذية في حزب العمال الكردستاني، ما يلي في الجزء الثاني من مقاله الذي كتبه لـصحيفة يني أوزكور بوليتكاYeni Ozgur Politika وقال:

لقد أبرمت معاهدة قصر شيرين عام 1639 بين العثمانيين وإيران والتي تمت بعد الحرب، وهُزمت إيران فيها، لكنهم رأوا أنهم عانوا الكثير في الحروب والصراعات، بينما كانت الجبهة الشرقية في صراع دائم، صدمت الرأسمالية التي تطورت في أوروبا الإمبراطورية العثمانية من الغرب، أرادت الإمبراطورية العثمانية أن تخلق في الجبهة الشرقية بعض الاستقرار لإشغالها، كانت تتعرض لضغوط من روسيا من الشمال والهند والصين من الشرق، من أجل التعامل مع جانبها الشرقي، يجب أن تحقق الاستقرار على الحدود في الغرب، بسبب استمرار الصراع والقتال العثماني الإيراني. كانت الإمارات الكردية تزداد قوة، كان من مصلحة الطرفين الاتفاق، لهذا السبب أصبحت جبال زاغروس، التي تقسم كردستان إلى جانبين، حدوداً، كان الجزء الشرقي من زاغروس تحت حكم إيران وظل الجزء الغربي تحت حكم العثمانيين.

كردستان أصبحت أربعة أجزاء

عندما هُزمت الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، نوقش وضع كردستان داخل حدود الإمبراطورية العثمانية، كانت هذه ساحة نضال مهمة، أدت إلى حروب بين إنكلترا وفرنسا، لقد حصلوا على أحد أجزائها، لقد أرادوا في سيفر وفي نطاق ضيق إقامة "حكم ذاتي لكردستان"، ثم عندما أرادت الحرب الكمالية وتحركاتهم العسكرية تغيير الخريطة، قاموا بتغييرها في لوزان، وبحسب الوضع الجديد الذي خلقوه في المنطقة العربية، فقد تركوا سوريا والعراق أو جزء من كردستان هناك، الجزء الشمالي، وهو الجزء الأكبر من كردستان، بقي داخل حدود الجمهورية التركية، اتفقوا، وهكذا ظلت كردستان تحت سيطرة السلطة العثمانية وأصبحت ثلاث أجزاء، جزء الموصل- كركوك بقي ضمن حدود العراق، جزء آمد، رها، ديرسم وسرحد، سلموها للجمهورية التركية، وجزء من الجنوب ضموه للحدود التركية، أي من قامشلو حتى عفرين، بذلك أصبحت كردستان ثلاثة أجزاء تحت سيطرة السلطة العثمانية، وقبلها كانت جزئين بين الأمبراطوريتين العثمانية- الفارسية، وبهذه الطريقة تم تقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء، وأصبحت تحت سيادة الدول القومية، لم يكن الأمر كذلك من قبل، عاشت القبائل والمجتمعات داخل أنظمتها الاجتماعية، حافظت الإمارات الكردية في العديد من مناطق كردستان على سيادتها مع تناغم النظام القبلي القوي.

استمر النضال

نقول إن كردستان كانت دائماً ساحة للهجمات، وحرب الإمبراطوريات التي تريد أن تصبح مهيمنة، كان هناك احتلال وهجمات. نعم ، لقد وُلد نظام السلطة والدولة في ميزبوتاميا الدنيا تحت اسم النظام السومري، كما انتقلت الأنظمة البابلية والأكادية والآشورية إلى ميزبوتاميا العليا. مع السيطرة على ميزبوتاميا العليا، أصبح النظام ميدي. لعبت العلاقات بين المجتمع العربي والمجتمعات الكردية دوراً حاسماً في إقامة نظام الدولة، أسس التطور والعلاقات بين المجتمعات الآرية والسامية نظام دولة كهذا. الاعتماد على التبادل في مزبوتاميا، كانت ثورة المرأة، ثورة القرية الزراعية، ثورة العصر النيوتوليكي الحديث، وحرب الاستيلاء على الثروة التي أوجدتها هذه الثورات، لذلك عندما أقيمت الدولة ومرتزقة الدولة هاجموا للاستيلاء على هذه الثروات، هاجموا كل من الموارد الطبيعية والتجمعات الاجتماعية. لقد وقف الكرد دائما ضد هذا، على الرغم من تعرض بعض الجماعات لضربات شديدة، قاومت الجماعات القبلية والقبائل الكردية هذه الهجمات وانتقلت إلى الجبال وأصبحت مجتمعاً شبه رحل وشبه متنقل. لقد حافظوا على هيكلهم الاجتماعي وحياتهم شبه الحرة. جاءت الإمبراطوريات، وانضموا إلى الإمبراطوريات، لكنهم لم يصبحوا إمبراطوريات، ولم يصبحوا دولاً، لم تكن الإمبراطوريات، مثل الدول القومية اليوم حاكمة لكل الأشياء في الطبيعة والمجتمع. في الإمبراطوريات المذكورة أعلاه، استمروا دائما في حياتهم شبه الحرة ونظامهم العشائري والقبلي، استمر هذا حتى بداية القرن التاسع عشر.

سلطة العثمانية

منذ بداية القرن التاسع عشر، عندما كانت الإمبراطورية العثمانية ضعيفة ضد أوروبا، أرادت ضم المزيد من كردستان. هذا يعني إضعاف سلطة الأمراء الكرد وسيادتهم وقوتهم السياسية والاقتصادية واستسلامهم. لهذا السبب، هاجمت الإمبراطورية العثمانية تلك المناطق من كردستان من أجل القضاء على الإمارات الكردية في تلك المناطق واكتساب القوة الاقتصادية والعسكرية منها. لكن عارض العديد من الأمراء ذلك، أعلن بعضهم سيادة البدرخانية كدولة، لكنها بقيت مقسمة واحدة تلو الأخرى. لم يتمكنوا من هزيمة هجمات الإمبراطورية العثمانية، ثم هزموا. وهكذا حكمت الإمبراطورية العثمانية كردستان. في مثل هذه الحرب ظهرت المشكلة الكردية مع تقسيم كردستان وهيمنة الدول القومية. حتى ذلك الحين، لم يكن للكرد دولة. لكنهم كانوا يتمتعون بالسلطة السياسية والاقتصادية في اماراتهم. كان لديهم قبائل قوية. استمرت الأمارات في الحكم وفق نظام العشائر الإقطاعية كشبه دولة. كانت الحياة الاجتماعية هي المهيمنة. كان للقبائل الإقطاعية سيادة معينة، لكنها لم تكن مثل سيادة الدولة، لم يكونوا بهذه القوة والسيطرة. لذلك، عاش الكرد كمجتمع بلغتهم وثقافتهم وتاريخهم، وباعتبارهم مجتمعات قبلية جبلية، شبه رحل وحرة، فقد استمروا في الوجود إلى جانب المجتمعات الأخرى. كانت لديهم حياة شبه حرة، كانت لديهم التنشئة الاجتماعية. ظهر المفهوم والسياسة التي دمرت كل هذه الأشياء وحظرتها مع الحرب العالمية الأولى. كردستان والشرق الأوسط والنظام العالمي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الأولى سلط الضوء على المشكلة الكردية، قبل ذلك حظر وجود الكرد، وحظرت لغتهم، وحظرت ثقافتهم، وحظر تاريخهم. لذلك فإن المفهوم والسياسة اللذين أرادا تدميرهما لم يكونا موجودين في هذا العالم. لم يكونا في أي دولة. في الإمبراطورية العثمانية، كان يُنظر إلى الكرد على أنهم شعب إيجابي ونبيل، عرف عن الكرد والأرمن  كمجتمعات قريبة من المركز العثماني، لهذا السبب أصبح الحكم الذاتي للإمارات الكردية أقوى، كان لديهم استقلالية خاصة، كان لديهم نظام شبه مستقل للعيش الحر، كان الأمر نفسه في النظام الإيراني، لم يكن هناك مفهوم وسياسة تسمى الإنكار والإبادة كما هي الآن، حدث هذا مع الحرب العالمية الأولى، حرب الأنجلو - ألمانية.

تشكيل الشرق الأوسط الجديد

لقد ظهر خلال مرحلة  تحول نظام الحداثة الرأسمالية إلى نظام حكم ودولة مهيمن وعالمي، لقد انتصرت إنكلترا وفرنسا في الحرب، واعطوا شكلاً للشرق الأوسط الجديد، دامت هذه الحرب في الحرب الألمانية البريطانية، والصراع والقتال، وتحالف إنكلترا مع فرنسا وروسيا، وتحالف ألمانيا مع النمسا والمجر، والإمبراطورية العثمانية. أنشأت إنكلترا وفرنسا نظاما بعد الحرب متفق عليه مع الجمهورية التركية، خلقت هذه القوى المشكلة الكردية، مشكلة ظهرت بالكامل بعد الحرب العالمية الأولى وبعد الحرب.

جمهورية كردستان

ثم حدثت الحرب العالمية الثانية، حاولت الجمهورية التركية الذهاب الى الحرب في الحرب العالمية الثانية، لذلك بقيت معظم كردستان خارج الحرب. لكن إيران كانت في حالة حرب، هاجمت إنكلترا وأمريكا وروسيا إيران، أرادوا ألا تنتقل فاشية هتلر من القوقاز إلى إيران ومن هناك إلى الهند. لهذا السبب، بقيت شرق كردستان في خضم الحرب. في نهاية الحرب، تدخل مثقفو وأغوات شرق كردستان، مستغلين غياب الشاه في إيران، في محاولات لتشكيل دولة "جمهورية مهاباد الكردية" في شرق كردستان. اتفقت إنكلترا وأمريكا، كما اتفقوا أيضاً مع روسيا السوفيتية، تماما كما بعد الحرب العالمية الأولى، بعبارة انتفاضة الشيخ سعيد، في آمد ومحيطها، افشلوا الجهود في شمال كردستان، بعدها في سرحد وأخيراً في ديرسم. جميعها احبطت بالمجازر، من جانب آخر واستناداً على هجمات البريطانيين، أحبطت محاولات محمود برزنجي لإقامة دولة في جنوب كردستان، لقد أفشلوا أخيراً جمهورية مهاباد الكردية على أساس اتفاقهم المشترك، لقد أرادوا إنكار وإبادة كردستان عن طريق هيمنة الدول القومية.

دور الولايات المتحدة الأمريكية

في الحرب العالمية الثانية، تراجعت إنكلترا عسكريا واقتصاديا، لأن الولايات المتحدة ابتعدت عن الحرب وقامت بالمزيد من الاحتكار، واكتسبت قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية قوية، لذلك بعد الحرب العالمية الثانية، برزت الولايات المتحدة باعتبارها القوة الأولى في إعادة هيكلة نظام رأس المال العالمي وأصبحت المركز. إنكلترا وفرنسا وعلى مستوى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؛ على مستوى الاتحاد الأوروبي، تم نقل مركز القوة الأولى والقوة الدفاعية للنظام إلى الولايات المتحدة. أخذت الولايات المتحدة زمام المبادرة في النظام، لكن النظام هو نظام إنكليزي. وإنكلترا هي التي تحدد السياسة. النظام هو نظام رأس المال، رأس المال اليهودي الذي يحدد رأس المال ويديره. لهذا السبب أنشأوا إسرائيل، عادت سياسة إسرائيل، وعاصمة اليهود، إلى القوة التي تحرك النظام مرة أخرى، بناءً على قوتها الاقتصادية والعسكرية. نفذت الولايات المتحدة النشاط التنفيذي لهذا النظام، كان النظام الذي استمر بعد الحرب العالمية الثانية نظاما قائما على تعاون الولايات المتحدة الأمريكية وإنكلترا وإسرائيل، كان يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها القائدة، لكن أولئك الذين حددوا سياستهم هم إنكلترا وإسرائيل. إنه رأس المال اليهودي الذي يقود النظام الاقتصادي، لقد أصبحت الولايات المتحدة القوة الحاكمة للنظام بالتحالف معهم، كما ورثت مشاكله وإمكانياته، المشكلة الكردية، كمشكلة خلقها هذا النظام، أصبحت مشكلة الولايات المتحدة. فكل محاولة لحل المشكلة الكردية تزعج نظام رأس المال العالمي، الولايات المتحدة، التي كانت قائدة نظام رأس المال العالمي، رأت فيها خطراً على نفسها، أصبحت القوة الرئيسية للنظام الذي قضى على محاولات حلها وشن الحرب عليها، كما قاتلت الولايات المتحدة باسم النظام.

يتبع.....