لطالما كان تنظيم داعش الإرهابي، الطفل المدلل لدى تركيا منذ التأسيس، ولم تتوانى تركيا عن تقديم كافة أشكال الدعم المادي واللوجستي والمعنوي لهذا التنظيم الإرهابي، ورأت فيه السبيل إلى تحقيق طموحها العثماني؛ ولذلك نرى بأن دولة الاحتلال التركي تسارع إلى إنقاذ هذا التنظيم الإرهابي وإعادة إحيائه بعد كل مرة يتلقى فيها التنظيم الإرهابي ضربات مميتة من قوات سوريا الديمقراطية؛ والسبب في ذلك أن تركيا تعتمد على الإرهاب المتمثل بالجماعات الإرهابية والسلفية والجهادية المتطرفة؛ ولذلك فأن قطع العلاقة بين تركيا وداعش سيكون الحل الأمثل للحد من توسعها الاحتلالي.
كما أن ما تشهده أحداث سجن غويران منذ الـ 20 من كانون الثاني المصادف لذكرى الهجوم الغادر للاحتلال التركي على مدينة عفرين 2018 والذي يتزامن كذلك مع ذكرى تحرير مدينة كوباني المصادف 26 كانون الأول 2015، والذي منها بدأ انكسار داعش، تؤكد عمق العلاقة بين دولة الاحتلال التركي وتنظيم داعش الإرهابي.
وفي هذا السياق أجرت وكالة فرات للأنباء (ANF) مقابلة مع نائب رئاسة المجلس التنفيذي لإقليم عفرين اسرافيل مصطفى، حيث قال: " إن ما يجري في سجن الصناعة في الحسكة، هي محاولة إعادة إحياء داعش الإرهابي، وهي مؤامرة جديدة تضاف إلى سجل المؤامرات التي تتعرض لها الشعوب المضطهدة التواقة للحرية والسلام و العيش المشترك؛ كما الأمر لا يقتصر على مدينة الحسكة وحدها، فدولة الاحتلال التركي وبشكل يومي تصدر أوارم مباشرة إلى مرتزقتها لقصف المدنيين الآمنين في مخيمات الشهباء التي تحوي الآلاف من مهجري عفرين؛ حيث تجهد دولة الاحتلال التركي لأجل إعادة إحياء خلافة داعش وضرب الأمن والاستقرار في مناطق الادارة الذاتية.
وأضاف اسرافيل في حديثه: " إن ما تقوم به دولة الاحتلال التركي ليس بالأمر الجديد، فهي التي أحيت داعش و أوعزت إليه بالهجوم على مدينة كوباني، كما لا ننسى أن داعش الإرهابي ربيب تركيا كان السبب المباشر في ضرب البنية التحتية لكثير من المناطق في شمال وشرق سوريا ومنها ما كانت تسمى "عاصمة الخلافة" مدينة الرقة وبلدة الباغوز المعقل الأخير لتنظيم داعش الإرهابي، وبكل تأكيد الهدف من كل ذلك هو زعزعة الأمن و الاستقرار وتدمير مشروع أخوة الشعوب الذي يشكل الأساس لترسيخ السلام والعيش المشترك في الشمال السوري؛ كما يجب الإشارة إلى أن المجتمع الدولي لم يقم بواجباته كما هي كمن حيث إنشاء محكمة دولية وإعادة معتقلي داعش الإرهابيين إلى بلدانهم التي أتوا منها.
وطالب نائب رئاسة المجلس التنفيذي لإقليم عفرين اسرافيل مصطفى في ختام حديثه، المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بالقيام بمهامهم و واجباتهم تجاه محاربة الإرهاب الدولي، واتخاذ موقف حازم تجاه تركيا التي تدعم داعش وأخواتها بشكل علني، وكذلك تحمل مسؤولياتها ومساندة قوات سوريا الديمقراطية في حربها على الإرهاب وتوطيد الأمن والاستقرار في شمال وشرق سوريا، تلك القوات التي طالما كانت الصخرة التي تحطمت عليها حسابات الإرهاب والفاشية.