حيكت خيوط المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان من قبل قوى دولية وعلى رأسها الدولة التركية والتي لا تزال تمارس هذه المؤامرة بأشكالها وأساليبها على القائد، وتهدف هذه المؤامرة لضرب مشروع الأمة الديمقراطية التي طرحها القائد عبد الله أوجلان والذي أصبح مشروعاً يحتذى به من قبل كافة الشعوب المتعطشة للحرية.
كيف حيكت المؤامرة الدولية على القائد
وحول هذا الموضوع تحدث العضو في لجنة حرية القائد في مدينة منبج محمد حسام الشواخ والذي نوه في بداية حديثه قائلاً "بدأت المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر عام 1998 بتواطؤ من قبل العديد من الدول الرأسمالية، في محاولة لضرب مشروعه، مشروع الأمة الديمقراطية الذي أصبح رمزاً تحتذي به كافة الشعوب المتعطشة للحرية".
وأضاف محمد حسام الشواخ بأنه "في التاسع من تشرين الأول تعرض القائد عبدالله أوجلان لمؤامرة دولية بمشاركة العديد من الدول المهيمنة وبدأت بإخراجه من سوريا وتوجه إلى اليونان ، وعندما وصل إلى اليونان أخبروه بأن يغادر اليونان حالاً حينها توجه القائد إلى روسيا بناءً على قرار البرلمان الروسي وبأنها لن تستطيع تسليم القائد، وبعدها اتجه إلى إيطاليا التي هي الأخرى أجبرته على المغادرة بسبب ضغوطات الاتحاد الأوربي ليعود مرة ثانية إلى روسيا ثم ليعود بعدها إلى اليونان وتم خطفه في "كينيا" في15شباط 1999.
وتابع محمد "كان القائد عبد الله أوجلان شديد الحرص على كافة الشعوب، وتجنيب المخاطر المحدقة ببعض الدول الصديقة التي حاولت احتوائه، وفي ذلك الوقت عرضت عليه دولة ليبيا طلب اللجوء، ولكن لم يقبل بذلك لتجنب إشعال شرارة بين الدول الأوربية المتواطئة في اختطاف القائد، وبين دولة ليبيا آنذاك ".
وأضاف محمد حسام "قام القائد عبد الله أوجلان بالتنقل في عدة بلدان، وكل بلد كان يلجأ إليه كان هذا البلد تغدر به، ابتداءً من روسيا وإيطاليا، وهنا كانت الخطة المدبرة من قبل الاتحاد الأوربي بما يتعلق باختطاف القائد".
وبين محمد حسام "حجة تعطل الطائرة ونفاذها من الوقود اضطرت على الهبوط في"كينيا" لعدة أسباب من أهمها أنه لا يوجد هناك كرد "جالية" مناهضين للحرية في "كينيا"، وكانت الحكومة التركية جهزت نفسها مسبقاً في "كينيا" لاختطاف القائد فلحظة نزول القائد من الطائرة في المطار، اقتادته الشرطة والعملاء الاتراك ونقلته بطائرة إندونيسية إلى مطار تركيا، وتم اعتقال القائد ومنذ 24 عاماً، مازال القائد في سجون الاحتلال التركي في جزيرة إمرالي".
العقوبات الانضباطية من الجانب القانوني
وأشار محمد حسام "كانت طريقة اعتقال القائد غير قانونية، كي لا تتورط أي دولة بتسليم القائد بشكلً مباشر، ابتداءً من سوريا في ظل الضغوطات عليه من قبل الدولة التركية ونشرقواتها على كامل الحدود السوريا التركية، لتسليم القائد عبد الله أوجلان للدولة التركية".
وأشار "تسلسل الأحداث منذ المؤامرة على القائد إلى لحظة اختطافه كانت مدروسة مسبقاً، وتنقلات القائد أيضاً لن تكن اختيارية، ونرى أن الدولة التركية بالتواطؤ مع الدول الأوربية وحلفائها، قامت باختطاف القائد عبد الله أوجلان بطريقة غير قانونية".
أهداف "العقوبات الانضباطية"
وبين محمد حسام الشواخ "يعيش القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي منذ 18شهراً، تحت ما تسمى "العقوبات الانضباطية"، التي فرضتها الحكومة التركية على القائد، بحجة عدم انضباطه في السجن، ولكن جميعنا نعلم أن من أسس مشروع الأمة الديمقراطية المبني على فكر القائد عبد الله أوجلان، هو التنظيم والانضباط، وهذه حجة واهية، الدولة التركية فرضت العقوبات على القائد لعدة أهداف، فالدولة التركية عضو في حلف الناتو، ونرى بأنها انكسرت في الآونة الأخيرة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وهذا ما أثر بشكل كبير على علاقة تركيا مع الدول الاوربية".
وتابع "ومن ناحية أخرى تحاول تركيا أن تدخل في قمة شنغهاي التي هي بالأساس ضد حلف الناتو، فلذلك نرى أن تركيا تلعب على الحبلين مع وضد حلف الناتو، ومع اقتراب الانتخابات في تركيا فلذلك تحاول فتح كل جبهاتها، وتراعي مصالحها مع جميع الأطراف، ولا تعلم ماهي النتيجة".
تجديد العقوبات الانضباطية واستمرارها بحق القائد
وأكد محمد حسام "الدولة التركية فرضت العزلة على القائد بعد أن ادركت نجاح مشروع الأمة الديمقراطية بعدة مناطق في الشرق الأوسط، وكما نلاحظ أن ملامسة مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان للساحة الإيرانية أيضاً، حيث انطلقت ثورة إيران للمرة الثانية باسم المرأة بعد قتل الفتاة الكردية "جينا أميني" على يد الشرطة الإيرانية، فنجاح مشروع الأمة الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا أصبح اقتباس لكل عشاق للحرية، وأصبح هذا المشروع مثالاً يحتذى به لدى كافة الدول المتعطشة للحرية".
وأفاد محمد حسام "هذا لا يؤمن للدولة التركية الاطمئنان والراحة، ولهذا تحاول ضرب هذا المشروع بكافة الوسائل والأساليب الإجرامية، وأخرها كانت المجزرة في مناطق الدفاع المشروع وقصف قوات الدفاع الشعبي "الكريلا" بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً".
وذكر محمد حسام "لا ننسى فالتاريخ يعيد نفسه من جديد حيث بقيت الدولة العثمانية مسيطرة 400 عام على قارة آسياـ أورباـ أفريقيا، واشبعت العالم قتل وتهجير ولكنها فشلت بسبب مكائدها، ولن تأتي بنتيجة بعد كل هذه الجرائم".
المواقف الخجولة للجنة مناهضة التعذيب حيال العقوبات الانضباطية على القائد
ونوه محمد حسام "فرض "العقوبات الانضباطية" على القائد عبد الله أوجلان هي عقوبة على كل شخص تواق للحرية، في كافة أنحاء العالم، وعلى وجه الخصوص على شعوب مناطق شمال وشرق سوريا، حيث تجددت العقوبات للمرة الثالثة على القائد وفي كل مرة يتم تجديدها لمدة ستة أشهر".
مضيفاً "نرى أن لجنة مناهضة التعذيب لن تحرك ساكناً تجاه ما تقوم به الدولة التركية من ممارسة إجرامية بحق القائد عبد الله أوجلان، وبحق كافة الشعوب في الشرق الأوسط، ولن تقوم بدورها في هذه القضية، لأن قضية القائد هي ليست قضية فردية أنما هي قضية كافة الشعوب في العالم أجمع".
أسباب الصمت الدولي.
وفي نهاية حديثه قال العضو في لجنة حرية القائد في مدينة منبج وريفها محمد حسام الشواخ "نعلم أن جميع الدول الرأسمالية والاستبدادية، هي التي شاركت في المؤامرة على القائد عبد الله أوجلان، فلذلك نرى الصمت الدولي حيال ما تقوم به الدولة التركية تجاه شعوب المنطقة بالأكمل".