الباحث والحقوقي آرام حاجي: تركيا والديمقراطي الكردستاني يحاولون تطويق السليمانية

قال الباحث والحقوقي آرام حاجي أن الرابح الوحيد من أحداث السليمانية هي تركيا والديمقراطي الكردستاني التي تحاول تطويق مدينة السليمانية وضواحيها واستدراجها نحو الاستراتيجية التركية الرامية لفرض سيطرة الديمقراطي على شمال العراق.

وقال الباحث والحقوقي في تصريح لوكالة فرات للانباء تعليقا على الهجوم التركي على مطار السليمانية بأن تركيا فسرت نشاط علاقات قوات سوريا الديمقراطية الدبلوماسية والأمنية مع الاتحاد الوطني الكردستاني و القوى الوطنية الأخرى في مجال مكافحة الإرهاب، بنوع من توسع رقعة الصراع الكردي التركي مما أجبرتها على اتخاذ تدابير لمواجهتها، خصوصا في هذه المرحلة الحساسة سياسيا وانتخابيا بالنسبة للعدالة والتنمية بقيادة أردوغان.

وأوضح آرام حاجي بأنه في "وسط هذه الأجواء التي لا تريح بال أردوغان و حزبه، جاء حظر الأجواء التركية امام الرحلات الجوية المتجهة الى مدينة السليمانية المعروفة بمساندتها للمواقف الوطنية في كل أجزاء كردستان بدواعي امنية وسياسية لتعكير التقارب الكردي ـ الكردي و التعاون الأمني بينهم في مواجهة الإرهاب".

وأشار إلى تصعيد وتفجير الخلافات الجارية بين الديمقراطي والاتحاد حول تصدير النفط والسياسة الاقتصادية التي ينتهجها الديمقراطي وعدم العودة إلى المركز وما رافقتها من وقف التصدير وقرار محكمة باريس بحسم الأمر لصالح الحكومة العراقية، مما أحرج الموقف التركي بعد خرقه لاتفاقية التصدير المبرم بين البلدين والتي الزمت تركيا بتعويض العراق ماديا، كما أجبرت الديمقراطي للاتجاه نحو المركز والانصياع لاستراتيجيتها المتبعة في تصدير النفط و صعدت أيضا من وتيرة الاتهامات المتبادلة بين جميع الأطراف المتصارعة.

ويؤكد حاجي بأن المراقب والمقيم لما جرى، يرى بأن الرابح الوحيد في هذا الأمر هي تركيا والديمقراطي التي تحاول تطويق مدينة السليمانية وضواحيها الخاضعة لسيطرة الاتحاد الوطني اقتصاديا وسياسيا وأمنيا محاولة استدراجها نحو الاستراتيجية التركية الرامية لفرض سيطرة الديمقراطي على شمال العراق، بما يخدم تواجدها العسكري والأمني بحجة الحرب على الإرهاب وغرس نفوذها اقتصاديا في العراق نحو الخليج والتحكم بسياسات البلد لمصلحتها وتخفيف وطأة الانشطة المعادية لها و تحقيق التوازن لصالحها والعمل على ابقاء الديمقراطي كطرف مهيمن و متحكم بمواقف الإقليم لصالح تركيا.

ويضيف: "هذا التصرف التركي المتسرع تجاهل تواجد التحالف الدولي في المعادلة مما أدى إلى نوع من خلخلة العلاقات التركية الأمريكية والتي من شأنها أن تفسر من قبل الأمريكان بمحاولة تقويض نفوذها في المنطقة، وهي تداعيات ربما تضر بما يهدف إليه الأمريكان من التهدئة و التوازن بين الحزبين الحاكمين في شمال العراق والتوجه نحو المركز، المتجهة نحو الاستراتيجية الاقتصادية الغربية وتقوية التواجد الإيراني والتركي في المنطقة وازدياد التواجد الروسي الصيني خصوصا بعد التقارب السعودي الإيراني الأخير وعدم وصول محادثات فيينا مع الإيرانيين إلى نتائج مرضية وتصعيد مواجهات إسرائيل مع حماس الفلسطيني وحزب الله اللبناني من جهة و مع سوريا وتصعيد هجماتها عليها من جهة أخرى". 

وأشار آرام حاجي بأن جميع الأطراف اجتمعت على موقف موحد وهو إدانة التفجير والاستهداف واحتسابها في خانة خرق للسيادة الوطنية العراقية وربما تطال إلى مخاطبة "إيكاو ـ إدارة الطيران الدولي" لمحاسبة هيئة الطيران التركي لخرقها أحكام الاتفاقيات المعنية بالطيران المدني الدولي ومن شأنها تعويض العراق والأطراف المتضررة من هذا التصرف الإرهابي التركي على ما أقدمت عليه باستخدام هذا المجال من أجل خدمة استراتيجيتها العدائية نحو دول الجوار والتدخل الغير مبرر في شؤونها الداخلية.

وعلى الصعيد الكردي، يؤكد حاجي بأن الهجوم لاقى استنكارا كرديا وزاد الإصرار على الموقف الوطني لتحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة المخططات المعادية و مساندة قسد في حربها الضروس ضد الإرهاب.