اجرت وكالة فرات للأنباء FANحواراً مع قائد لواء الشمال الديمقراطي أبو عمر الادلبي والذي تحدث عن مخططات الرئيس التركي بمايتعلق بالشأن السوري قائلاً " منذ انطلاق الثورة السورية في منتصف اذار عام 2011 عندما كانت الحدود السورية التركية مفتوحة وتخدم سياساته آنذاك كان يخاطب ليل نهار ويستعطف دول العام لتقديم الدعم المالي والإغاثي لملايين اللاجئين السوريين العابرين لتركيا ويسهل عمليات العبور عبر الحدود ، وقد قام الرئيس التركي بابتزاز دول الاتحاد الأوروبي لدعمه بمليارات الدولارات مستخدما ورقة اللجوء وتهديد الدول الأوروبية بطوفان للاجئين السوريين بينما كانت اثناء ذلك تعبر الينا من حدودها قطعان من المتطرفين والجماعات الإرهابية الذين عاثوا دمارا وخراب في سوريا ،فلذلك كان استخدام دولة الاحتلال التركي لفتح الحدود بالاتجاهين أهمية لتنفيذ مخططاتها ومآربها في سوريا عبر دعم الجماعات والفصائل المتطرفة والاستثمار بورقة اللاجئين السوريين ، لتفرض نفوذها في الملف السوري الملتهب ، وبكون لها دور إقليمي بارز في الشرق الأوسط.
وتابع أبو عمر الادلبي حديثه مشيراً الى تشكيل محور استانا المؤلف من الروسي والتركي والإيراني في نهايات العام 2016 قائلاً " محور استانا والذي قام على مبدأ التغيير الديمغرافي في اغلب الجغرافيا السورية والتي خدمت مصالح دول المحور الثلاث ، فجاءت خطوة اغلاق الحدود التركية السورية امام اللاجئين السوريين بشكل تام ، بينما فتحت الحدود لتشن تركيا عملياتها العسكرية العدوانية مع مرتزقة الجيش الوطني على مدى السنوات التالية باتجاه إقليم عفرين ومناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرقا سوريا وتبدأ عملية التغيير الديموغرافي الواسعة في الشمال السوري على مدى سنوات.
وأكمل أبو عمر الادلبي حديثه بخصوص الحرب الروسية الأوكرانية والتي بدأت في مطلع 2022 قائلاً " فقد تغيرت الملامح الدولية بشكل متسارع فيما يخص قضايا العالم وعموماً الوضع السوري مرشح لذلك. لقد أدرك اردوغان في ظل أزمته الاقتصادية الحادة وعلى أبواب سنة انتخابية مفصلية في تركيا، وتحولت التفاهمات الامريكية الروسية في الملف السوري ان هناك نقطة انعطاف مرتقبة فأن اردوغان منذ بداية عام 2022 يقوم بعملية تجميل لسياساته التي شوهت وجه تركيا في الشرق الأوسط فغزوة ليبيا وأذربيجان وتصرفاته في شرق المتوسط ودعمه للتنظيمات والحركات المتطرفة في سوريا والعالم العربي وخصوصاً تنظيم الاخوان المسلمين الإرهابي ، أعاد تركيا الى ماضي الدولة العثمانية التي طويت صفحتها ، كما وان اردوغان يسابق الزمن في ترقيع سياساته والتي تبقى اخطر سياسة في سوريا واشدها عدوانية وانتهاكاً لشعبها وخصوصاً على المكون الكردي.
وأضاف أبو عمر الادلبي في حديثه قائلاً " اردوغان يرى ان الوقت حان للتخلص من أعباء اللاجئين السوريين بمشروعه الاستيطاني الذي طرحه مؤخراً بعد ان انهى استخدام ورقة اللجوء لتحقيق كافة أهدافه ومأربه الخبيثة التي تحدثنا عنها ان مصطلح الاستيطان الذي يحوي كل المعايير للاإنسانية ويناقض كل المبادئ القانونية والدولية وحقوق الانسان التي تحفظ لكل انسان حقه بموطنه الأصلي والحفاظ على ثقافته وتراثه الحضاري ان حقيقة مشروع اردوغان الذي يسوف ويبرر له كعادته في كل مشاريعه تجاه شعبنا السوري مفضوح وواضح اذ يسمي مشروعه الجديد المنطقة من والعودة الطوعية الامنة للاجئين السوريين بعد انتهى عصر المهاجرين والانصار الذي ملاً اردوغان بصراخه اسماع العالم بأسره.
كما وأشار أبو عمر الادلبي الى خطورة العودة الامنة والطوعية للاجئين السوريين قائلاً" العودة الامنة والطوعية للاجئين السوريين ليست الى سوريا وفق القرارات الدولية بل الى مدنهم وقراهم واراضيهم في سوريا هذه العودة ستكون وفق القرار الدولي 2254 للحل السياسي في سوريا وليست وفق قرار دولة بعينها عودة اللاجئين ستترافق مع ترتيب دولي يوفر لهم هذه العودة مثل إعادة الاعمار وتوفير شروط الحياة بعد البدء الفعلي بتطبيق القرار 2254 العودة ستكون طوعية وامنة عند توفر وتحقيق شروطها وندها سنرى السوريين يعودون بعشرات الالاف يومياً الى مسقط رأسهم وليست عودة قسرية تفرضها حكومة اردوغان والإساءة لهم.
وبين أبو عمر الادلبي " ان ورقة المستوطنات هي طوق النجاة لأردوغان في المرحلة الراهنة فهو يهدف للتخلص من أعباء اللاجئين السوريين عبر مراحل متتالية من خلال توطينهم بعيداً عن مدنهم وقراهم ليشكل حزاماً وحاجزاً امنياً بشرياً ليحقق ما يدعيه حول حماية الامن القومي التركي بينما هو بذلك بزرع بذور الفتنة والفرقة الدائمة لتكون المستوطنات قنابل موقوتة قابلة للانفجار بين قوميات واطياف شعبنا السوري من الكرد والعرب والتركمان اردوغان يعلم ان الحرب الروسية الأوكرانية سيكون لها تداعيات على الصعيد السوري ، لذلك يبذل قصارى جهده لتنفيذ مشروعه الاستيطاني الجديد لذلك نرى عملية إقامة المستوطنات تجري على قدم وساق في المناطق المحتلة في شمالنا السوري وخصوصاً في عفرين المحتلة مع ضخ اعلامي موجه يحاول تبرير ما تقوم به حكومة اردوغان من أفعال خبيثة من تغيير ديمغرافي وتطهيرعرقي من خلال بناء هذه المستوطنات ، فأن أهالي ومهجري المناطق المحتلة في ادلب الخضراء وعفرين وبقية الشمال السوري يدركون خطورة ما يحدث وتداعياته السلبية على سوريا لذلك رأينا حراك وتظاهرات ونداءات أهالي عفرين المحتلة تجاه مشروع الاستيطان التركي المزمع تنفيذ جزء منه على ارضهم وفي قراهم ان العودة القسرية وليست طوعية كما تروج لها حكومة اردوغان في ظل عجز وصمت المجتمع الدولي المريب تجاه ما يحدث ، لم يعد مقبولاً بالمطلق ولا مبرر له ابداً.
وأشار " رغم كل وسائل الاعلام المأجورة التي تروج لخطة اردوغان الاستيطانية وكل خطاباته وتبريرات اركان حكوماته لكنه لم يلق اذان صاغية او قبول على الصعيد الدولي والإقليمي والعربي وحتى بين السوريين اللاجئين على الأراضي التركية لذلك تمارس الحكومة التركية إجراءات لا إنسانية وسياسات جائرة لتبرر طرد اللاجئين السوريين من أراضيها لتكون المستوطنات خيارهم القسري والوحيد ، حكومة النظام السوري في دمشق التي كانت اول من تقوم بعمليات التغيير الديمغرافي من خلال السياسات الأمنية والعمليات العسكرية والمليشيات الطائفية مازالت تكتفي بإصدار البيانات والتصريحات وتقف عاجزة عن فعل أي شيء يخص مسؤوليتها في المحافل الدولية وامام المجتمع الدولي الذي ما يزال يمنحها الشرعية المؤقتة في إرادة قضايا سوريا الخارجية حتى تطبيق قرار الحل السياسي الشامل والمستدام واكد أبو عمر الادلبي في حديثه عن الدول المساندة الى تركيا مشير عن الى ان من يقف خلف الجمعيات والمؤسسات التي تديرها جماعة الاخوان الإرهابية في بعض الدول مثل الكويت وفلسطين وقطر ، ورغم تخلي اردوغان في سياساته المعلنة ومن خلفه اركان حكمه عن دعم قادة تنظيم الاخوان المسلمين الإرهابي من الدول العربية داخل الأراضي التركية لكنه ما يزال وثيق الصلة بهم خارج تركيا.
وفي ختام حديثه دعا قائد للواء الشمال الديمقراطي أبو عمر الادلبي أهالي ادلب قائلا " على أهالي ادلب الخضراء بأن لا يكون لأي احد منهم دور في هذا المخطط الخطير لان تركيا لن تكتفي بمنطقة حدودية تديرها وتشرف عليها وبعد ان تتم تغييرها ديمغرافيا بل ستسعى مع عملاءها ومرتزقتها الى ضمها مستقبلاً ولنا في لواء اسكندرون عبرة وذكرى أليمة تعيد للأذهان كيف تم اقتطاع لواء اسكندرون من الجغرافيا السورية في القرن الماضي ، تختلف الظروف والمعطيات لكن اهداف الدولة التركية واحدة تجاهنا كسوريين بكل قومياتنا وثقافتنا ويقع على عاتقنا مسؤولية الدفاع عن الوحدة السورية وسلامة حدودها وتحرير كل شبر محتل منها والحفاظ على غناها وتنوعها القومي والثقافي لتركيبتها السكانية والدفاع عن ذلك والحفاظ على الملكية العامة والخاصة لكل مواطنيها لان سوريا لديها خصوصية لكل مكونات واطياف شعبنا على الصعيد الجغرافي والتاريخي والثقافية وان سوريا عبر تاريخها الحضاري تميزت بتعدد القوميات والثقافات لكل مكوناتها من أطياف شعبنا السوري ونؤكد ان مسيرة الكفاح ونضال أبناء ادلب الخضراء هو من اجل العمل على تحرير ادلب من التنظيمات المتطرفة التي تتزعمها جبهة النصرة الإرهابية وعودتنا اليها لنشيد بناء ما تم تدميره على يد النظام السوري والتنظيمات الإرهابية لان كل سوري طموحه وسعيه هو العودة الى بيته و ارضه.