صالح مسلم: تركيا دولة مارقة تأسست على أنقاض الإمبراطورية العثمانية

أكد الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، صالح مسلم، ان الدولة التركية هي دولة مارقة تأسست على أنقاض الإمبراطورية العثمانية وأنها لا يمكن ان تكون صديقة لسوريا، والدول العربية لم تلعب دورا في حل الازمة السورية.

تحاول دولة الاحتلال التركي منذ فترة القيام بعملية عسكرية ضد الشمال السوري، ولاقت هذه الرغبة التركية رفضاً دولياً، لكن هذا العدوان لم يتوقف من خلال استهداف المدنيين والقوات العسكرية بالقصف العشوائي من خلال الطائرات المسيرة، فيما سعت الأطراف الخارجية المتواجدة على الساحة السورية كروسيا وإيران بإعادة العلاقات بين النظامين السوري والتركي، والتي كانت تركيا جامحة في البداية لإعادة هذه العلاقات لكنه حدث فتور مؤخراً واقدمت على قصف بعض النقاط العسكرية التابعة للنظام السوري، مما دفع هذا التدخل بتعميق الازمة السورية دون تحرك الدول العربية والسعي لإيجاد حل سياسي لها.

وفي هذا السياق تحدث الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، صالح مسلم، لوكالة فرات للانباء ANF عن العدوان التركي المستمر ضد مناطقنا ومساعيه لشن عمليات عسكرية جديدة وقال: "عندما نتحدث عن الدولة التركية علينا ان نعرف ماهية هذه الدولة وما هي دوافعها، لقد تأسست هذه الدولة على خلفية اوعلى أنقاض الإمبراطورية العثمانية بعد مذابح لشعوب عديدة من الأرمن والسريان والى ما ذلك، ثم تأسست على يد أتاتورك بحسب معايير جديدة لتواكب الغرب، فهي ببنيتها تناقضات كبيرة، ولهذا نرى ان الدولة التركية لازال هناك بعض العناصر لديها أطماع امبراطورية وتعتقد انها تستطيع التمدد بجميع انحاء العالم، والبعض الاخر يرى نفسه مميزاً عن شعوب المنطقة سواء كان من الكرد او العرب او الفرس وغيرهم، ويعتبرون انفسهم متميزين ويحق لهم التحكم بمصير هذه الشعوب ومصير المنطقة، ولهذا اعتقد أن العقدة موجودة في بنية الدولة التركية والهم الأكبر لها هو الشعب الكردي والمسألة الكردية، فهي منذ مائة عام تحارب الشعب الكردي ولم تتمكن من القضاء عليهم، اجتمع الكرد هذه الأفكار مع التوجهات العالمية في بناء مشروع الشرق الأوسط الكبير، واعتقدت انها قادرة على دفع كل شيء، ولهذا تحولت الى دولة مارقة، وفعلا هي مارقة على الصعيد العالمي ككل ونرى ذلك في تحركاتها وتصرفاتها سواء في ارمينيا او ليبيا وفي البحر المتوسط وحتى في بحر ايجه مع جيرانها او حتى التصرف مع الروس وغيرهم، لهذا هي دولة تجمعها تناقضات كثيرة ولكن الهم الأكبر لها هو القضاء على الكرد، أي ان الدولة لازالت وخاصة الذين الآن يديرون دفة الحكم في تركيا، يرون ان وجودهم في انعدام الوجود الكردي، اي انه مادام هناك كردي فإن وجودهم مهدد ولهذا يحاولون بشتى الوسائل القضاء على الشعب الكردي بأكلمه ويستغلون أية فرصة ولهذا يتمددون الى ليبيا وكافة المناطق ولديهم جنود كثيرين، هم ليس لديهم حضارة وليس لديهم أفكار ومقاييس ومعايير، بل هم مجردون من جميع المعايير حتى التي وقعوا عليها ولهذا لا يترددون في شن الهجمات ويعتمدون على شتى وسائل العنف والقوة ولهذا اصبح لديهم بحسب مكرهم والمكائد العثمانية واستطاعوا ترفيق بعض الدرونات والأسلحة الموجودة بين أيديهم والمسيرات التي يستخدمونها ويهددون بها العالم اجمع وهمهم الأول هو الهم الكردي وعليهم التخلص من الشعب الكردي ولهذا استهدفوا الكرد أينما كانوا، أي ان هناك عداء تاريخي جذوره تمتد لمائة عام سواء أكانوا في جنوب كردستان او في روج افا وشمال كردستان، فهي حرب مستمرة ولازالت ونحن بحكم وجودنا في مناطق روج افا نعاني من اعتداءات يومية بالرغم من ان هناك اتفاقيات تم توقيعها بوقف اطلاق النار بين الأمريكيين والروس وما الى ذلك ولكنهم لا يكترثون لهذه الاتفاقيات وما زالوا يمارسون العداء وخاصة ربما المسألة الجغرافية تلعب دورا في هذا، فنحن لدينا حدود مشتركة مع تركيا تمتد لمسافة 900 كم او اكثر، يعني نحن جيران بحكم الجغرافيا لا نستطيع التخلص من ذلك وهم هدفهم افراغ هذه المنطقة من الكرد ومن أي عنصر كردي، حتى الكرد الذين كانوا يستهينون بهم اصبح لهم مشروع ديمقراطي وهو اخوة الشعوب والعيش المشترك وهذا لا يرضيهم لانهم لا يرضون بأن يصبحوا مثل الاخرين ومثل الشعوب الأخرى، لا يرضون بهذه الاخوة، هم يجب ان يكونوا من العليين وان يتحكموا بمصير الشعوب وبمصير المنطقة، هذه هي أفكارهم وهذه هي دوافعهم، ولذلك، الاعتداءات لا تتوقف علينا، ليس الآن فقط حتى قبل الازمة السورية أي قبل عام 2011 كانت هناك علاقات وثيقة مع النظام البعثي بهدف إبادة الكرد ونحن عانينا من ذلك منها انتفاضة قامشلو وما تبع ذلك الى يومنا هذا، لهذا اعتقد ان المسألة عميقة جداً وطبعاً الكرد يدافعون عن وجودهم وهمهم ان يثبتوا بأن هذه ارضهم وهم مقيمون عليها ولن يتزحزحوا منها وقدموا آلاف الشهداء وما زالوا يقدمون ومتمسكون بارضهم، وهذا هو التناقض، أي ان الاتراك عندما يشنون هذه الحرب من دافع، ودافعهم الأصلي هو القضاء على الشعب الكردي وكل من يتعامل مع الشعب الكردي، والآن يعادون قوات سوريا الديمقراطية ويعادون الإدارة الذاتية الديمقراطية وطبعاً لا يترددون بأن يقولوا انهم من حزب العمال الكردستاني وما الى ذلك، أي يحاولون بشتى الوسائل سياسياً ودبلوماسياً للاستمرار في حملتهم بإبادة الشعب الكردي وهذا ما يجب ان يعلمه الجميع وليس الكرد فقط، وانما الذين يعيشون مع الشعب الكردي ايضاً يجب ان يدركوا هذه الحقيقة، يعني هم ينظرون الى العرب وكأنهم عبيد لديهم، لانهم استعبدوهم فعلاً على مدى اربعمائة عام وكذلك ينظرون الى جميع الشعوب الأخرى هذه النظرة، اما السريان والارمن فقد ذاقوا الويلات من المجازر واستطاعوا ابادتهم، لم يبقى امامهم سوى الشعب الكردي المناضل الذي لا زال يقاوم منذ قرن، هذه هي القضية والمسألة الكردية".

كما تطرق صالح مسلم خلال حديثه الى الوساطة الروسية والإيرانية لإعادة العلاقات بين النظامين السوري والتركي، مؤكدا انها ليست لصالح الشعب السوري وان الحل الوحيد يجب ان يكون بين الشعب السوري انفسهم وقال: "ضمن الإطار الذي رسمناه، تركيا لا يمكن ان تكون صديقة لسوريا ولا يمكن ان تكون هناك حسن الجيرة بين سوريا وتركيا لأسباب تاريخية واجتماعية متجذرة، فهم لا يعترفون لا بالكرد ولا بالعرب ولا بالدولة السورية لتكون جارة لها، حتى عندما كان الاستعمار الفرنسي يتحكم بسوريا كانت تركيا تحاول بشتى الوسائل التوسع بالأراضي السورية ومن جملتها امتلاك لواء اسكندرون ولم يتعاملوا يوما مع الدولة السورية كدولة، وانما كانوا ينظرون اليها باستمرار كمستعمرة ويجب ان تعود كمستعمرة تركية وان تعود الى أحضان الدولة التركية وخاصة لديهم مشروع وهو الميثاق الملي، ولهذا العلاقات بين سوريا وتركيا كانت متوترة دائماً، فمنذ ان تأسس الدولة السورية والى الآن ولديهم مشاكل كثير مع تركيا كقضية لواء اسكندرون وقضايا أخرى، الكرد الموجودون ضمن سوريا وغيرها وهذه المشاكل ظهرت الى العيان مع الثورة السورية عام 2011 عندما صرح أردوغان بأنهم سيصلون في الجامع الاموي وبناء عليه جاءوا بالفصائل الإرهابية الجهادية عبر تركيا الى سوريا وحاولوا بشتى الوسائل ان يستخدموا هذه الأدوات لخنوع سوريا لتركيا وخاصة لديهم أطماع في الميثاق الملي، ولهذا المشاكل كبيرة جدا بين سوريا وتركيا ولا يمكن ان يكونوا جيرة حسن وان يعيشوا كجيران طبيعيين وجميع جيران تركيا على هذه الشاكلة، فالجميع يعاني من تركيا، بلغاريا، اليونان، الروس، الأرمن، العراق وسوريا جميعهم لديهم مشاكل مع تركيا ولهذا تركيا لن تكون جارة  طيبة مع أي طرف، ورغم ذلك طبعاً الازمة السورية كانت لديهم تحولات كثيرة ومن جملتها روسيا، روسيا التي تدخلت، فهي التي ترغم كلا النظامين بعد هذا العداء والسيل الجارف من دماء السوريين والفصائل التي لازالت موجودة على الأرض السورية والاحتلال التركي لمناطق كثيرة في سوريا، روسيا الآن تريد القفز فوق كل ذلك وان يجتمع الرئيسين أردوغان وبشار ليكونا جنبا الى جنب، طبعاً تركيا تريد ذلك وتريد ان تبقى محتلة وان يكون هناك مصالحة بينه وبين النظام السوري بهدف إبادة الكرد وما تسمح به روسيا بأن يجتمع النظام التركي والسوري ليقضوا على الكرد لانهم يعتقدون بأن الكرد هم حاضنة الامريكان في المنطقة، انما الحقائق ليس كذلك، هناك شعب كردي واعي واسس علاقات حميمية وتاريخية مع الشعوب التي يعيش معها من عرب وارمن وسريان واسس نظامه الديمقراطي، ولهذا نحن نرى ان هذا مستحيل، أي ان هناك قوتان مستبدتان، وكلا القوتان منبوذتان من العالم، الآن روسيا او ايران تريد ان تجمعهما في سبيل القضاء على الشعب الكردي، وهذا غير ممكن وخاصة ان الشعب الكردي هو جزء من سوريا والشعب السوري ليس لديهم مشاريع أخرى غير تحرير سوريا والاتيان بالديمقراطية الى سوريا، لهذا اعتقد ان حتى إخواننا العرب في سوريا والمكونات الأخرى سيقفون ضد ذلك ولن يقبلوا بهذا بأي شكل من الاشكال، ونحن شبهنا ذلك بأنه زواج قسري ويرغمون الطرفين على الاجتماع والتفاهم ولكن المشاكل باقية، لا يمكن ان يجتمع بأي شكل من الاشكال، ربما ان يكون في القريب العاجل وربما لن يكون، فالنظام يجب الا يرضى وخاصة ان هذه العلاقة لن تخدم سوريا وأجزاء من سوريا محتلة، كيف تخدم سوريا الفصائل التي جلبتها تركيا وهي موجودة على الأراضي السورية، لا يمكن ذلك، ولأجل إرضاء دكتاتور مستبد كاردوغان النظام السوري سيحارب جزء من شعبه على ارضه! هذا غير ممكن ومستحيل، لهذا اعتقد ان هذه الجهود لن تثمر، وثمة شيء آخر يجب ان يدركه الجميع ان الشعب الموجود في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية بمكوناتها الكردية والعربية والسريانية هو قوة منظمة يستطيع الدفاع عن نفسه ويستطيع الصمود وهذا ما ظهر خلال المقاومة الشديدة ضد الاحتلال سواء في عفرين او سري كانيه وكري سبي، لهذا اعتقد ان هذه الأرض ليست خالية ليسلمها للأخر، هذه الأرض لديها أصحابها ومقيمون هنا وسيدافعون عن انفسهم، ولهذا اعتقد لو حدث أي تفاهم لن يؤدي الى أية نتيجة وليس لصالح الشعب السوري مطلقاً ولن يخدم الحل السياسي في سوريا، بالعكس سيؤجج الأوضاع اكثر".

ونوه الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، صالح مسلم، ان المشروع الديمقراطي سيكون الحل الأنسب للازمة في سوريا واذا بقينا نتأمل حلول من الخارج لن نتخلص من هذه الازمة وقال: "اعتقد انه لا توجد هناك بوادر حل في الأفق، جميع القوى الموجودة على الأرض السورية تعمل وفق مصالحها وكل من يهتم بالأزمة السورية يهتم لإدارتها وليس لحلها وادارتها بحيث تخدم مصالحها، لهذا مادام هناك أطراف بعيدة في التوافق والمصالح لن يكون هناك حل، ولهذا الأمور تتوقف على الشعب السوري بذاته، الى أي إدارة يستطيع ان ينظم نفسه وان ينسق بين قواته وان يتخلى ان يكون اسيراً لدى الاخرين، نحن نرى الشعب السوري لازال يعلق الآمال على القوى الخارجية، فبعضهم يعتمد على تركيا وبعضهم يستنجد بأوروبا وبعضهم يستنجد بأمريكا، هذا ليس حلاً وما هو مطلوب يتوقف على الشعب السوري قبل الكل وان يقول كلمته وان لا يرضخ للأطراف في سبيل حفنة من الدولارات وسبيل مصاله، نحن عندما نتحدث عن الحل السوري، نتحدث عن وضع الشعب السوري وعن مستقبل أولادنا، ولهذا يجب على كل طرف سوري يعتقد انه سوري وان يناضل من اجل سوريا وان يفكر بهذا المستقبل، التاريخ والجغرافيا تحدد لنا ويجب ان نكون أصحاب هذه القضية وان نعيش فيما بيننا، ايران موجودة هنا ولكنها ليس صاحبة هذه الأرض ولا الامريكان ولا الروس، الذين سيعيشون على هذه الأرض هم نحن، لذا يجب علينا ان نفكر كيف سنعيش، هذا هو الحل وليس هناك سبيل آخر، واعتقد ان بذرة التوافق زرعت في هذه المنطقة، زرعت في الإدارة الذاتية الديمقراطية ويمكن ان تكون نموذجاً لكل سوريا، ولهذا ليس هناك افق مرئية الى الآن الا بالحل السياسي لكن مرتبط بالتوافق السوري وبالتنسيق بين القوى السورية وهذا ما نجهد نحن اليه سواء على المستوى حزب الاتحاد الديمقراطي او على مستوى الإدارة الذاتية الديمقراطية وحتى مجلس سوريا الديمقراطية، هناك جهود كثيرة تبذل خارج هذه المنطقة وخارج إرادة الدول، حيث نجتمع في سوريا وفي أي مكان في سبيل التوصل الى قبول هذا النموذج في العيش المشترك والديمقراطية لكل سوريا، وربما اخر المؤتمرات واللقاءات التي جرت كانت في مدينة قامشلو بحضور العديد من الشخصيات من الساحل والسويداء ودرعا وجميع انحاء سوريا والجميع عبر عن رأيه وهذا يعني ان هناك اقبال او ليس هناك مشروع اخر غير هذا المشروع وعلينا ان نتمسك به وان نتوصل الى حلولاً والا اذا بقينا نأمل بحلول خارجية وبقوى خارجية لن نصل لحل فالتناقضات الموجودة بين القوة الخارجية آخذة نحو التفاقم ونرى ما يحدث في العالم، أي ان قضيتنا مؤجلة ومرتبطة بالمصير الاوكراني، لذا يجب الا ننتظر وان نفعل ما نستطيع لأجل اللقاء والتوافق ولإيجاد الحل السياسي هنا".

وعن موقف العالم العربي كدول وليس كشعب قال صالح مسلم: "نحن ربما يسمون الوطن العربي او العالم العربي يعني الدول العربية عندما اجتمعت بالجامعة العربية وما الى ذلك، نحن جزء على هذه الأرض السورية ما دامت سوريا عضو في الجامعة العربية نحن يهمنا هذا، ولكن منذ البداية هناك وهن في الموقف العربي، أي ان العالم العربي والشعب الكردي لديهم تاريخ مديد سواء من الناحية الحضارية او من الناحية الثقافية، هناك ترابط فعلا بين الشعب الكردي والشعب العربي، فليرجعوا للتاريخ ويروا كيف ساهم الكرد في الثقافة العربية والعيش المشترك، لكن مع الأسف نرى الدول وليست الشعوب تحاول انكار هذه الحقائق وعلى الأقل لا تقوم بما يقع على عاتقهم، نحن منذ بداية الازمة السورية كنا احد الأطراف التي دعت الى حل القضية السورية وإيجاد حلول ضمن اطار الجامعة العربية، نحن كنا ضمن هيئة التنسيق الوطنية واصرينا على الذهاب الى القاهرة الى الجامعة العربية وفعلا ذهبنا ولكن مع الأسف لم تقم الجامعة العربية بواجبها لان هناك اطراف أخرى كثيرة من اعضاء الجامعة العربية متورطة في القضاء على السوريين ومتورطة في ارسال الجهاديين من خلال تركيا، كانوا عرب ولكنهم متحالفين مع تركيا، ولهذا اعتقد ان العالم العربي واو الدول العربية لم تقم بواجبها نحو الشعب الكردي ونحو سوريا حتى وهم على استحياء، لماذا؟ ما دمت تعتبر سوريا جزء من العالم العربي او الوطن العربي، هذه القضية هي الإشكالية، فالكرد هم جزء من الشعب السوري ويمكنهم ان يكونا على علاقة وثيقة مع جميع الدول، ولهذا حاولنا منذ بداية الازمة ان نكون على علاقة وثيقة مع الكثير من الأطراف العربية ولكن مع الأسف خيبت آمالنا لأنهم لم يقوموا بما يقع على عاتقهم من مسؤوليات تاريخية، والى الآن نحن لازلنا نعتقد ونعتبر انفسنا كحزب الاتحاد الديمقراطي جسر بين الامة العربية والأمة الكردية، وعندما أقول الامة الكردية لا اتحدث عن مليونين كردي او ثلاثة ملايين كرد موجودين ضمن سوريا، وانما اتحدث عن خمسين مليون كردي، هذه الامة مع الامة العربية يمكن ان تكون لديهم علاقات وثيقة جداً ونحن مستعدون بأن نقوم بهذه المهمة التاريخية للتقريب بين الامتين الكردية والعربية، لكن مع الأسف نحن لا نرى إشارات إيجابية من الطرف الاخر او إيجابية ولكن ليست على المستوى المسؤول التي نأملها او نحلم بها، وبهذا لدينا علاقات مع مصر مع دول أخرى ولكنها تبقى علاقات فردية، ونتمنى ان تتبنى الجامعة العربية وان يكون لها موقف  وخاصة بالنسبة لمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، وهذا لا يعترض مع الوطن العربي ولا مع الكيان العربي، فعندما نتحدث عن الوطن العربي هناك شعوب كثيرة ضمن الوطن العربي سواء الامازيغ او الكرد وغيرها من المكونات، ولديهم قضايا والضغط عليهم وطمسهم لا يصلنا لحل، الشعوب في القرن الحادي والعشرين لا تقبل ان تطمس ثقافتهم وحضارتهم في سبيل إرضاء فئة معينة من الناس، ولهذا اعتقد ان الازمة كبيرة لكن تتعلق بالذهنية العربية وبالذهنية العروبية والتي لازالت تحكم الكثير من المؤسسات العربية الموجودة بما فيها الجامعة العربية، فبعضهم يعتقد ان الكرد انفصاليون، الكرد على ارضهم التاريخي وهم موجودون قبل ان ترسم الحدود وقبل ان تتوسع الغزوات الإسلامية وتصل الى هذه المنطقة قبل آلاف السنين هم أصحاب الأرض وهم موجودون وانتم الآن موجودين وعليه لننظر كيف علينا العيش سوريا، هل سيكون بالقتل والقمع؟ هذا لا يجوز، نحن شركاء في هذه الأرض كيف تسمحون للأخرين بالتدخل سواء كانوا من تركيا او من الفرس او من اخرين، لذلك على العالم العربي ان يقوم بواجبه بالدفاع عن الكرد ان يكون بجانب المشروع الديمقراطي الذي نطرحه هنا في الإدارة الذاتية الذي نعتقد انه حل لسوريا وللعالم العربي".

وفي ختام حديثه تطرق الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، صالح مسلم، الى الموقف الأمريكي حيال العدوان التركي ضد مناطقنا وسبله لدعم المنطقة سياسياً واقتصادياً حيث قال: "الطرف الأمريكي قبل كل شيء هم موجودون هنا لمحاربة الإرهاب، نحن لم ندعوهم وهم الذين يقودون الحلف الأطلسي والحلف الأطلسي هو الذي خطط للشرق الأوسط الكبير وجعل من تركيا رأس حربة في هذا المشروع ولازالت تركيا هي رأس الحربة وهي الحليف ضمن الحلف الأطلسي ولهذا هم كانوا موجودون، والمسألة الكردية والإدارة الذاتية والمقاومة التي ظهرت في شمال وشرق سوريا وحتى مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي نحن نعتبره نموذجاً، كلها حدث طارئ، ولهذا هم يتعاملون بحذر شديد، أولا لانهم لم يأخذوا في الحسبان عندما وضعوا حساباتهم في تأسيس الشرق الأوسط الكبير، لم يضموا سوريا ولا القوى الكردية او القوى التي ستظهر مجلس سوريا الديمقراطية ومشروع الإدارة الذاتية في حساباتها، وان هذا المشروع الذي ظهر خلال هذه الازمة بدأ يشكل هاجساً لدى الاتراك الذي هم عضو في الحلف الأطلسي، ولازالت أمريكا والحلف الأطلسي يتعامل بهذه الحساسية، صحيح انهم شركاء لنا في محاربة الإرهاب واستطعنا تحقيق إنجازات كبيرة لمن لا نستطيع محاربة او شن عدوان او التصدي للعدوان التركي في سبيل حمايتهم وخاصة نحن تحدثنا عن العنجهية التركية التي لا تعترف بمواثيق ولا بالعهود، ولهذا يعبرون عن اسفهم وعن حزنهم الشديد حيال ما يحدث، ولكن الحزب لا ينقذ الأرواح، نحن نريد أمور عملية، ربما كانت هناك بعض الإجراءات وتوصيات وهناك أمور ربما تجري خلف الستار نحن لا نعلمها، ولكن موقفهم لا يلبي ما نتطلع له كدولة عظمى موجودة هنا سواء منها او من الروس، نحن طالبنا الروس عدة مرات ان يكونوا وسطاء بيننا وبين النظام السوري وان يكونوا مقترحين، يأتون ويقولون لنا النظام لا يرضى وكأنهم يريدون منا ان نستسلم للنظام وهذا مرفوض من طرفنا، نحن طلبنا منهم بأن يكون وسطاء، وبالنسبة لأمريكا أيضا نحن نطالبهم ان يدافعوا عن الحق وفقاً لمبادئهم التي ينادون بها الا وهي الديمقراطية وحقوق الانسان وما الى ذلك، قتل الأطفال بالمسيرات التركية هل هذا يتوافق مع مصالحهم، استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل تركيا او من قبل الفصائل التابعة لها في سري كانيه والعديد من الأماكن، الجميع صمت حيال ذلك، لماذا؟ لأجل مصالح لديهم ربما في أوكرانيا او غيرها، لهذا اعتقد انها المصالح الدولية ولا تنظر الى المبادئ التي نؤمن بها وهي الحقوق والعدالة، والقوانين والأعراف الدولية التي وقعوا عليها هم لا يلتزمون بها، والا كان يجب ان يكون لديهم موقف آخر تجاه تركيا، مع الأسف الموقف الأمريكي هكذا ايضاً لأنهم حلفاء في الناتو وعليه يتغاضون عن الكثير من الجرائم التي ترتكبها تركيا".