روكن أحمد لـ ANF على حكومة دمشق أن تدرك بأن حل الأزمة السورية يبدأ بمشروع الإدارة الذاتية

أكدت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي روكن أحمد بأن الدولة التركية سعت ومنذ بداية الأزمة السورية إلى إفشال أي حل سياسي وتقويض أي حركة سلمية كحركة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

يوماً بعد يوم تتجه تركيا إلى التقارب مع الحكومة السورية وتغيير سياساتها تجاه الحكومة السورية ووضع اتفاقية جديدة بين أنقرة ودمشق على طاولة التفاوض ما يضمن تعاوناً سياسياً مستقبلياً، يتجلى ذلك من خلال تصريحات جاويش أوغلو الأخيرة بإعلان الدعم السياسي للحكومة السورية، وفي هذا السياق قيّمت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي روكن أحمد الوضع السياسي السوري والتقارب الاستخباراتي بين الدولة التركية وحكومة دمشق في حديث لها لوكالتنا قائلة: "منذ بداية الثورة السورية والحراك الشعبي في سوريا سعت دولة الاحتلال التركي إلى إفشال هذه الثورة وحولت الشعب السوري إلى مجموعة من مهجرين ونازحين ومشردين على أبواب حدودها وتدخلها في الشمال السوري خاصةً وفي سوريا عامةً، وكانت دولة الاحتلال التركي سبباً في زيادة مأساة الشعب السوري في دمار بلدانهم ومدنهم وتغيير ديمغرافية المناطق، فإن الدولة التركية ومن الماضي تقابل الكرد بالعداء التاريخي الشديد وهو عداء يتجذر من رغبة تركيا بإعادة  ذكرى الميثاق الملي وتجسيدها مرة ثانية على الواقع واسترجاع أحلام الإمبراطورية العثمانية لتمتد من حلب إلى الموصل ووصولاً إلى كركوك وهذا هو موقف الدول التركية من القضية السورية والأزمة السورية والتي هي مجرد خيال إلى استرجاع أمجاد الإمبراطورية العثمانية، وشروط الدولة التركية التي تفرضها أمام الدولة السورية توضح ملامح ذلك، أي أن عداء تركيا ومخططاتها ليست ضد الكرد فقط ـ نعم هناك عداء تاريخي لها مع الكرد ولكن هي تمنع اتحاد مكونات الشعب السوري من جديد لتبقى سوريا مشرذمة ومنقسمة على بعضها البعض وبقائهم في حالة من العداء باشتعال الفتن والنزاعات العرقية والطائفية وذلك يتجلى تماماً بأوضح صورها في المناطق المحتلة وسيطرة مرتزقتها المأجورين في الباب وإعزاز وجرابلس وعفرين وتل أبيض ورأس العين، وما تقوم به هناك من التغيير الديمغرافي لشعوب تلك المناطق، ونستطيع القول بأن هذه هي أحلام دولة الاحتلال التركي هو استرجاع بنود الميثاق الملي وأمجاد الإمبراطورية العثمانية والسيطرة على الموصل والعراق.

التصعيد العسكري على مناطق شمال وشرق سوريا يستهدف استقرار وأمن المجتمع

وتابعت أحمد حديثها قائلة "إن التصعيد العسكري على مناطق شمال وشرق سوريا وخاصة في الآونة الأخيرة والذي يستهدف من خلاله زعزعة استقرار أمن المجتمع وبالأخص قادة هذا المجتمع الذين ناضلوا وكافحوا بوجه تنظيم داعش الإرهابي منذ عام 2014 و في هجوم داعش على منطقة شنكال والذي باء بالفشل بعد معارك عنيفة خاضها ضد وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني انتصر فيها الأخيران على تنظيم داعش، ليتوجه بعدها التنظيم الإرهابي إلى مناطق شمال وشرق سوريا، إن القادة الذين هزموا تنظيماً كان يهدد العالم بأجمعه وليس فقط الشعب الكردي والمكون الايزيدي، اصبحوا مثالاً يُحتذى بهم أمام العالم أجمع..

استهداف القياديين في قوات سوريا الديمقراطية أمام مرآى ومسمع التحالف الدولي الذي هو حليف قسد في محاربة داعش إنما يدل على التآمر على مشروع إعادة السلام إلى المنطقة

وتابعت أحمد "هذه القوى التي تكونت من شبان وشابات كافة المكونات من فسيفساء الشعب السوري وقاموا بتدريب أنفسهم وتشكيل قواهم العسكرية والسياسية التي تصدت لجميع هجمات التنظيمات الإرهابية منذ إنطلاق ثورة 19 تموز والتي كانت بدايتها مع وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، فيما توسعت القوى العسكرية في شمال وشرق سوريا بانضمام الشبان والشابات من جميع مكونات الشعب السوري وسُميت بقوات سوريا الديمقراطية التي حاربت تنظيم داعش الإرهابي من كوباني إلى أخر معاقله في الباغوز والتي انتصرت فيها قوات سوريا الديمقراطية، إن هؤلاء القادة لديهم عمل مرتبط مع التحالف الدولي الذي يضم 72 دولة أبدت بموافقتها بالتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي وانتصار هذه القيادة على هذه التنظيمات إنما كان بفضل قوة وإرادة شعوب ومكونات المنطقة، ولكن نرى بأن الدولة التركية قد بدأت باستهداف هؤلاء القياديين بالطائرات المسيّرة ومن بينهم القيادية جيان تولهلدان التي كانت على رأس عملها في قوات سوريا الديمقراطية والكثير من القياديين الذين تم استهدافهم أيضاً مثل فرهاد ديرك وريزان جاويد الذي أتى من شرق كردستان ليتعلم من تجربة 19 تموز وتكون نموذج فيما بعد في شرق كردستان والذي اُستهدف بطريقة وحشية من قِبل مسيّرة تركية وسط مدينة قامشلو، مع العلم أن هذا الاستهداف لا يطال القيادين فقط، فالاحتلال التركي يستهدف المدنيين العزل والأطفال والنساء أيضاً.

صمت دولي شامل مما يدفع الاحتلال التركي يوماً بعد يوم إلى تصعيد هجماته أكثر فأكثر على مناطق شمال وشرق سوريا

وأضافت أحمد "إن موقف التحالف الدولي الخجول أمام هجمات الاحتلال التركي المستمر وبشكل يومي على مناطقنا منذ دخوله إلى أراضي شمال وشرق سوريا وتحالفه مع قواتنا في إطار العمل المشترك لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي فهو  صمت قاتل، إضافةً إلى ذلك فإن جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية والعالم بأجمعه صامت حيال هذه الانتهاكات وهذا ما يدفع الدولة التركية إلى تصعيد هجماتها أكثر على مناطق شمال وشرق سوريا وارتكاب المجازر والجرائم بحق شعبنا وقواتنا، وهنا يجب على هذه المنظمات الحقوقية والإنسانية القيام بواجبها الانساني وعلى التحالف الدولي القيام بواجبه أيضاً تجاه من يتخذهم حلفاء له في محاربة الإرهاب الذي يهدد أمن العالم ووضع حد لدولة الاحتلال التركي، فإن أمريكا أبدت عن موقفها الضعيف اتجاه استهدافات تركيا واختراقاتها، ولكن يجب أن تأخذ موقفاً حاسماً وتوقف العدوان التركي وليس فقط تقديم واجب العزاء لأهالي شمال وشرق سوريا وذلك عند اغتيال الرفيقة جيان تولهلدان، نحن لا يكفينا العزاء  فقط ولا تقيّم هذا الموقف ونعتبره موقف هزيل جداً من أمريكا التي هي شريكة قسد في إطار عمل مشترك لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.

على حكومة دمشق أن تدرك بأن حل الأزمة السورية هو من خلال الشعب السوري وحده وبكل مكوناته

ونوّهت أحمد في حديثها قائلة: "على حكومة دمشق أن تدرك بأن الأزمة السورية وحلها الوحيد هو الشعب السوري وحده وبكل مكوناته كرداً، عرباً، شركساً، تركماناً، وسرياناً، ويجب أن تمنع حكومة دمشق تركيا من قتال هذه المكونات وتفريقهم، فإن الشعب السوري يستطيع إقامة حياة مشتركة حرة ديمقراطية ويجب على حكومة دمشق أن تكون متيقظة في هذه الظروف من مساعدة تركيا لتحقيق مخططاتها الاستعمارية، إلا أن تركيا تريد استرجاع اتفاقية أضنة والتي هي إنكار لجميع مكونات الشعب السوري، وإعادة العلاقات المشتركة مع حكومة دمشق يدخل ضمن سياق تحقيق ذلك المخطط، فإن حل الأزمة السورية يبدأ في مدينة قامشلو وعلى حكومة دمشق أن تعلم ذلك جيداً وأن لا تعول على طهران أو أنقرة وغيرها لإيجاد حل للأزمة السورية، فالحل السوري يكمن في الداخل السوري وها هي الأزمة السورية دخلت عامها الحادي عشر والدولة التركية سعت منذ البداية إلى عرقلة الأزمة السورية من خلال مرتزقتها المأجورين الذين أصبحوا يركضون ويهرولون على أي جهة تقوم بتزويدهم بالمال وأصبحوا يقتلون وينهبون ويسرقون بالمال من أجل المال وبذلك لن تنتهي الأزمة السورية لطالما لم يتم الاعتماد على مكونات الشعب السوري الخمس ـ فعندما تتحد هذه المكونات مع بعضها البعض ستشكل وطناً يُحتذى به في الشرق الأوسط، وإذا قررت حكومة دمشق التحالف مع أطراف الحل الفعالين حينها فقط سوف يتم حل الأزمة السورية، فالتحالف مع دولة الاحتلال التركي لن يحل الأزمة السورية لأن ثقافة الدولة التركية هي الاحتلال وإنكار الأقليات وإنكار جميع شعوب المنطقة، فتركيا لا تستطيع التعايش مع مجتمع حر ومنظم وذو إرادة حرة، والدولة التركية نشأت بالأساس على مفهوم احتلال الأراضي.

 التهديد بالعمل العسكري على مناطق شمال شرق سوريا ليس لصالح الدول المهيمنة في سوريا

وقالت أحمد "إن دولة الاحتلال التركي ومنذ ثلاثة أشهر قد أعلنت عن نيتها القيام بعملية عسكرية جديدة في مناطق شمال وشرق سوريا، وكان من المقرر تحقيق أهدافها خلال شهر واحد فقط لتقضي من خلالها على الكرد، ولكن قد مر على هذا الكلام أربعة أشهر خسرت من خلالها تركيا الكثير من الناحية المادية والمعنوية وإضافة إلى خسارتها لجنودها، فالمئات من الجنود الأتراك يموتون على الحدود السورية بدون أي تقدم على أرض الواقع، وإلى جانب ذلك كله فإن دولة الاحتلال التركي ليست مستعدة لشن أي عمل عسكري في هذا التوقيت، ولذلك اعتمدت تركيا على قصف أهدافها بالمسيّرات، فبعد اجتماع طهران وإلى الآن، تقوم المسيرات التركية بدون استراحة بالقصف بشكل يومي، ومنذ قرابة شهر أصبحت تلك الهجمات بشكل يومي وبدون انقطاع، وفي أخرها تم قصف جنود سوريين وكانت بمثابة ضربة قاسية لحكومة دمشق، وهنا نستطيع القول بأن موقف أولئك الجنود السوريين صعب للغاية فهم يدافعون بأرواحهم عن شرف الوطن وبالمقابل لم تبدي حكومتهم أي ردة فعل على القصف التركي وحتى الحكومة الإيرانية لم تقم بأي موقف سياسي أو تصريح على قصف المسيّرات التركية لجنود سوريين، وهذا دليل على ضعف حكومة دمشق فيما تركيا مستمرة بحربها العالمية والترويج لعمليتها بشكل عام، في ذكرى ثورة التاسع عشر من تموز من هذا العام حصل اجتماع في طهران بين سوريا وتركيا وروسيا وايران، كان من المقرر أن تبدأ تركيا شن عمل عسكري على مناطق شمال وشرق سوريا ولكن لم يكن  لأي دولة منهم من ايران وسوريا روسيا أي مصلحة من تلك العملية العسكرية التركية حينها، إلى جانب بعض الدول الكبرى الضليعة في الشأن السوري والتي سوف تأخذ موقف سلبي من أي عملية عسكرية برية تركية في الشمال السوري، ومن جهة أخرى كانت هناك حركات ومقاومات ورأت تركيا نفسها أمام رفض أي توغل جوي يرافق عمليتها العسكرية وتركيا تدرك أنه بدون التوغل الجوي لن تنجح في أي عملية عسكرية في أراضي شمال وشرق سوريا.

وإذا تركيا واجهت مثل هذا الرفض في عملياتها السابقة لما كانت استطاعت احتلال مدن وبلدات من الشمال السوري مثل عفرين ورأس العين وتل ابيض وغيرها من المناطق ولكن الظروف الإقليمية والدولية الان تختلف عن الظروف التي كانت سائدة عند القيام بعملياتها السابقة ن فان الحرب الاوكرانية الروسية قلبت الموازين و القوى العالمية و الا ان تركيا لن تستطيع احراز اي تقدم في مخططاتها لن روسيا مشغولة بحربها مع اوكرانيا وايران  ليست جاهزة الان للدخول في اي حرب كبيرة في الوقت الحالي اما الدولة السورية فحالها واضح للعيان

تركيا تحاول من خلال التهديد بالعمل العسكري من ضرب مكونات الشعب السوري وتفريقهم

وأشارت أحمد في حديثها "بحسب مراقبتنا للتطورات فإن هذه العملية العسكرية سوف تكون حرباً من نوع آخر، فتركيا  توجه الأنظار إلى مدينتي تل رفعت ومنبج وتتخذهما هدفاً لعمليتها المزعمة، فإن مدينة تل رفعت تحوي نازحين من عفرين الذين لديهم آمال كبيرة في العودة إلى مناطقهم المحتلة من قِبل الدولة التركية التي تسعى إلى محو ذلك الأمل وإضعاف إرادة سكان عفرين من خلال تلك التهديدات والهجمات بمسيراتها، وهو يُعتبر تهديد لإرادة الشعب العفريني وإبعادهم من عفرين وعدم لم شملهم من جديد، وإن مدينة منبج أيضاً تعد منفساً لشعبنا فهو يربط بين مناطق مختلفة، منها حلب والجزيرة والشهباء، فتركيا تريد من خلال هذه العملية التي تهدد بها ضرب المكونات وتفريقهم من خلال التهديد المستمر بالتوغل العسكري، فمن ناحية تهدد مهجري عفرين في تل رفعت ومن ناحية تهدد بضرب منبج وبذلك تضمن ضرب جميع مناطق التي يسودها نوعاً من الأمان والاستقرار في سوريا.

إن لم تجمع المعارضة نفسها من جديد فتركيا ستتخلص منهم رويداً رويداً

وأكدت أحمد في حديثها بالقول "بخصوص المعارضة لا نستطيع تسميتها بالمعارضة بشكل دقيق، فمنذ  بداية الثورة كان هناك حراك سلمي وثوار يسعون إلى إسقاط النظام السوري وإحلال نظام ديمقراطي جديد ولكن المؤامرة بدأت تُحاك ضد الثورة السورية في تركيا وقامت تركيا بتحويل المتبقي من الثوار إلى مرتزقة وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى نهاية المعارضة، وإذا لم تجمع المعارضة السورية نفسها من جديد في كل من الباب وإعزاز وجرابلس وكل سوريا ويخلصون أنفسهم من أيدي تركيا فنهايتهم قريبة جداً على يد الدولة التركية التي ستتخلص منهم رويداً رويداً .

شعوب شمال وشرق سوريا مستعدة لصد أي عدوان في سبيل حماية أراضيها

وتطرقت أحمد في حديثها "على الجميع أن يدرك بأن شعوب شمال وشرق سوريا مستعدة لصد أي عدوان عليها، وقد دفع شعبنا المقاوم الغالي والرخيص في سبيل حماية أرضه وإذا كانت روسيا وأمريكا اتخذتا موقف المتفرج واختارتا الصمت حيال الهجمات التركية اليومية عندها سوف نقوم بواجبنا للدفاع عن أنفسنا، ولتقم تلك الدول التي تلعب دور الضامن كما تدعي بأخذ دور المتفرج وتتنحى جانباً، نحن من سيقوم بالدفاع عن أراضيه بكل ما نملكه من قوى سياسة وعسكرية، فإما على الدول الضامنة أن يكون لهم دور إيجابي في إحلال الاستقرار والسلام وخلق أرضية مناسبة لحل الأزمة  في سوريا أو أن يخرجوا من الأراضي السورية.

وفي ختام حديثها وجهت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي روكن أحمد رسالة شديدة اللهجة، بالقولً "على حكومة دمشق أن تقوم بإلغاء الشراكة مع دولة الاحتلال التركي وأن تخرج عن صمتها ويجب أن تعلم بأن تركيا سعت ومنذ بداية الثورة السورية إلى إفشال أي حل سياسي وقامت بتقويض أي حركة سلمية للحل كـ حركة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وكانت تمنع أي اتفاقيات مع حكومة دمشق والإدارة الذاتية من أجل عدم الوصول إلى حل سياسي وتعميق الأزمة السورية.

ونحن كإدارة شمال وشرق سوريا قد أعلنا عن حالة الطوارئ وعلى الإدارة الذاتية أن تكون مستعدة اقتصادياً ومعنوياً وتنظيماً بكل مكوناتها لصد أي عدوان محتمل على مناطقها، إلا أن هذه الحرب التي تسير الآن هي حرب استخباراتية لضرب مجتمع شمال وشرق سوريا.

ونحن كشعب كردي أو مشروع قومي ديمقراطي وإدارة ذاتية في شمال وشرق سوريا لن تتم إبادتنا بالهجمات التركية وعملياتها العسكرية ولن يتم إبادتنا بالطيران التركي أو بهجمات المرتزقة التابعين للدولة التركية ولن ينتهي شعبنا بجرائم الاحتلال التركي.