دكتور محمد صادق إسماعيل: أردوغان خسر كل شيء وسياساته الخاطئة وضعته في مأزق خطير داخليًا وخارجيًا

أكد دكتور محمد صادق اسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات أن كل المؤشرات الراهنة تؤكد أن أردوغان خسر كل شيء وأنه لم يعد له ثقل حقيقي للارتكاز عليه، لافتًا إلى أن سياساته الخاطئة وإدارته غير الجيدة للملفات المختلفة وضعته في مأزق.

قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية إن كل المؤشرات تشير إلى أن أردوغان يفقد يومًا بعد آخر أرضية سياسية واجتماعية جديدة إضافة إلى عدم قدرته على الإدارة الجيدة للملفات الموجودة، وأن كل هذه الأمور تشير إلى أن مسألة حساب أردوغان ربما تكون قريبة خاصة أن الإدارة الأمريكية حاليًا تُشير إلى أردوغان بأصابع الاتهام في أكثر من ملف.

وأوضح إسماعيل في مقابلة خاصة مع وكالة فرات للأنباء ANF أن أردوغان رغم كل محاولاته اليائسة إلى أنه ربما تطاله عقوبات أخرى سواء أمريكية أو أوروبية إضافة إلى العقوبات السابقة، لافتًا إلى أن هذا ما جناه أردوغان عقوبات إلى عقوبات إلى ملفات كثيرة خاطئة، إدارة سيئة للدولة إلى أيدولوجيات غير محسوبة وغير منطقية وأعتقد أن كل الأمور تُشير في الأخير إلى أن أردوغان خسر كل شيء ولم يبق له أي شيء.

واستهل صادق إسماعيل حديثه حول الموقف التركي الأخير تجاه الدول العربية وخاصة مصر، قائلًا: "إن الموقف التركي يمكن تفسيره في ضوء عاملين:

الأول: الظروف الداخلية والخارجية التركية التي أدت إلى إرغامها على مسألة التقارب من الدول العربية، وطبعا المسائل الداخلية هي مسائل كثيرة جدًا، سواء فيما يتعلق بالمسائل السياسيةلعل أبرزها خروج العديد من حلفاء أردوغان من جزبه وتدشين أحزاب أخرى وبالتالي وقفوا في صف ضد أردوغان وليس معه، إضافة إلى عدم شعبية أردوغان، التي كانت في السابق تطال عنان السماء؛ الآن طبعافي الحضيض".

وأضاف "في الجانب الاقتصادي بالطبع، هناك عدة أمور لعل أبرزها انهيار الليرة التركية، اختفاء استثمارات كبيرة كانت تأتي إلى تركيا عبر الدول العربية هي الآن غير موجودة، ناهيك عن مسألة العقوبات الاقتصادية التي دشنها الاتحاد الأوربي على تركيا، وأدت بدورها إلى تأثير على البعد الاقتصادي داخل الدولة التركية، كلها أمور يمكن دمجها معًا فيما يتعلق بالمسألة الداخلية أو إرغام تركيا على العودة إلى العالم العربي مرة أخرى وتحسين علاقاتها مع الدول العربية".

وتابع: وفيما يتعلق بالجانب الخارجي فأيضًا كانت هناك ضغوط كبيرة جدًا على أردوغان من أجل تغيير سياساته فيما يتعلق بغاز المتوسط، ووقوف مصر بالمرصاد لأردوغان سواء فيما يتعلق بمسألة محاولته التأثير على الأمن العربي من خلال بوابة ليبيا، ومن خلال أيضًا مسألة التنقيب عن الغاز، تدشين بعض العلاقات غير المفهومة وغير القانونية مع فايز السراج وكل ما إلى ذلك، وكلها أمور معلومة جيدًا وصلت إلى إرسال مرتزقة بطائرات تركية إلى ليبيا،وطبعًا كانت كلها أمور ترفض من الجانب العربي وتحيدًا من مصر.

وأردف: كل هذه الأمور ونتيجة لفشل أردوغان وسياساتهسواء فيما يتعلق بالتوسع، سواء ما يتعلق بمسألة البحث عن مؤيد أو داعم ومناصر له، إضافة إلى شيء هام جدًا ولا يقل أهمية وهو اتفاق العلى الذي دشن في أوائل العام بين قطر والرباعي العربي، والتي أدت إلى تهدئة وتيرة الخلافات بين الرباعي العربي وقطر، بل رأينا أن وزير الخارجية القطري كان في القاهرة، وتم دعوة الرئيس السيسي إلى الدوحة، وأعتقد أن العلاقت في طور التحسسن.

وأكد صادق إسماعيل أن "كل هذه الأمور لو دمجناها معًا في شبكة واحدة، تجدي أن تركيا كانت ملزمة ومجبرة على تغيير سياستها تجاه العالم العربي والعودة إلى الدول العربية".

وفيما يتعلق بالتصعيد التركي الأخير على إقليم كردستان أكد أن "هذا الجانب لا يقل أهمية عن الجانب الأول وهو يؤكد أن هناك زكائز في السياسة التركية الأردوغانية لا تتغير، فيما يتعلق بالجزء الخاص بالكرد".

وأوضح: "معروف جدا طبعا أن الكرد يمثلون شعبية سواء داخل تركيا أو العراق، وسوريا؛ وبالطبع أردغان يشعر أن حزب العمال الكردستاني تحديدًا منافس قوي له، وقادر على التأثير في السياسة الاجتماعية التركية وبالتالي السياسة الاقتصادية التركية، وبالتالي هو يسعى بكل ما أوتي من قوة لمسألة تحقيق انتصار ولو معنوي على الكرد".

واستطرد: "أتخيل أن المسألة كبيرة جدًا لأنه حينما نتحدث عن الكرد وخلفيتهم التاريخية وأيضا استمرارهم وبقائهم وقوته الاجتماعية الكبيرة، وأيضًا المساحة الكبيرة التي يشغلوها في الدول الثلاث؛ تركيا وسوريا والعراق ( باستثناء الكرد في الجغرافيا الإيرانية) كلها أمور تدمج معا وتثبت أن أردوغان أخطأ عندما ذهب إلى مسألة معاداة الجانب الكردي، إضافة إلى رفضه حتى للوجود الكردي في تركيا نفسها. وهذه بالطبع مسألة خاطئة لأنه حينما نتحدث عن مسألة استيعاب الجميع، والحديث عن الديمقراطية، فإن جزء من الديمقراطية هو أن تستوعب كل الموجودين باختلاف أطيافهم، أعراقهم، ومسمياتهم".

وأردف: "لكن أن نتحدث عن أن أردوغان يرفض طائفة موجودة ومستقرة داخل الدولة التركية، بل يسعى إلى تدميرها سواء في شمال سوري او العراق".

وتابع: "أعتقد أن الجانب الامريكي لن يسمح أيضًا بهذا، رأينا المبعوث الأمريكي يتحدث ويندد بما فعلته تركيا وأيضًا أعتقد أن الدول العربية توائم بين مسألتين، مسألة رفض السياسات التركية، وتوائم أيضا بين مسألة العودة التركية (الحذرة) إلى العالم العربي، إذا أعتقد أن تركيا حتى كما تحدثنا في حوار سابق، أكدت أنها لن تعود إلى العالم العربي بسهولة، وأن الأمر سيأخذ وقت من متوسط إلى طويل المدى".

وأضاف "أعتقد أن الأسرع هو أردوغان نفسه، تغيير رأس السلطة، وليس تغيير السياسة التركية لأننا طبعا نعلم أنه لو ذهب أردوغان لتحولت تركيا إلى دولة عادية ربما مسالمة تغير من سياساتها سواء في سوريا، العراق، وربما تستوعب الجانب الكردي لأن المسألة هي أكبر من معاداة طائفة، وإنما معاداة لمجموعة سكانية تُشكّل نسيج للدولة التركية وكذلك تُشكّل نسيج في سوريا وتشكل نسيج في الدولة العراقية، وكلها أمور أعتقد فيها أن الجانب التركي جانبه الصواب كثيرا في التعامل مع هذا الملف، في التعامل مع مسألة الكرد خاصة أن فكرة الطوائف الكردية الموجودة في هذه الدول هم مواطنين في النهاية لهم حقوق وعليهم واجبات، لكن أن تقوم بقصف أو حتى تدمير مدنيين وما إلى ذلك أعتقد أن هذه ترقى إلى جرائم الحرب، سواء فيما يتعلق بالجانب التركي، أو ما يتعلق بالسياسات الأردوغانية".

وقال: "أعتقد أن أردوغان كما أشرت سابقًا يلفظ أنفاسه السياسية الأخيرة، وهو لا يدري ماذا يفعل، هو تمت محاصرته سياسيًا في الداخل والخارج، يعاني اقتصاديا داخليا وخارجيا، أردوغان أصبح عليه ضغوط كبيرة، قلّ التمويل الذي كان يصله في السابق، وكلها أمور تعطي مزيد من الأعباء السسياسية والاقتصادية والاجتماعية على الدولة التركية، التي تحاول ماليًا التعويض ربما من خلال تحقيق انتصار معنوي ولو على حساب كردستان، وأن أعتقد أن هذا مفهو خاطيء في السياسة وفي أيضًا مسألة لغة إدارة الدول".

وأضاف "وأرى أن الأمور كلها الآن تُشير إلى أن أردوغان مارس سياسات كثيرة خاطئة، على مستوى السياسة والاقتصاد وكذلك على صعيد نهج التعامل مع الأقليات أو حتى في المجموعات الموجودة مع دولته وفي التعامل مع شمال سوريا وشمال العراق بطريقة خاطئة.. وكل المؤشرات تشير إلى أن أردوغان يفقد يومًا بعد آخر أرضية سياسية واجتماعية إضافة إلى عدم قدرته على الإدارة الجيدة للملفات الموجودة، وكلها أمور تشير إلى أن مسألة حساب أردوغان ربما تكون قريبة خاصة أن الإدارة الأمريكية حاليًا تُشير إلى أردوغان بأصابع الاتهام في أكثر من ملف وأعتقد ربما تطاله عقوبات أخرى سواء أمريكية أو أوروبية إضافة إلى العقوبات السابقة".

واختتم صادق اسماعيل حديثه مؤكدًا: "هذا ما جناه أردوغان عقوبات إلى عقوبات إلى ملفات كثيرة خاطئة، إدارة سيئة للدولة إلى أيدولوجيات غير محسوبة وغير منطقية وأعتقد أن كل الأمور تُشير في الأخير إلى أن أردوغان خسر كل شيء ولم يبق له أي شيء".