بطلوع الروح.. قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من القضاء على داعش بإيمانها العميق بالفكر الانساني

أكد الصحفي والباحث المصري المتخصص في شؤون جماعات الإرهاب والتنظيمات الدينية المسلحة، علاء عزمي، ان تصدي قوات سوريا الديمقراطية لتنظيم داعش الإرهابي دون بقية القوات، نبع من ان أعضاؤها تحركهم خلفية البحث عن وضع إنساني وسياسي آمن ومستقر.

يتطرق العمل الدرامي المصري "بطلوع الروح"، إلى الحياة داخل تنظيم داعش الإرهابي، وممارساته الوحشية بهدف نشر الرعب والارهاب بين مجتمعاتنا، كما يتطرق الى القوات التي شاركت في القضاء على هذا الفكر الظلامي وتحرير المناطق التي سيطر عليها هذا التنظيم.

وفي هذا السياق تحدث الصحفي والباحث المصري المتخصص في شؤون جماعات الإرهاب والتنظيمات الدينية المسلحة، علاء عزمي، لوكالة فرات للانباء ANF، عن الفكرة التي استنبطت منها تأليف هذا العمل الدرامي الذي لاقى استقطاباً جماهيرياً واسعاً حيث قال: "في واقع الأمر يمكن الإشارة هنا إلى مستويين لتلخيص دوافعنا للتصدي لداعش ووحشيته وظلامية وفساد نهجه وأيديولوجيته عبر مسلسل بطلوع الروح.

المستوى الأول، يرتبط بالصدفة، متمثلة في قراءة تحقيق في صحيفة عربية شهير عن حياة داعشيات سابقات داخل مخيم الهول، ما حدا بالمؤلف الأستاذ محمد هشام عبية لمحاولة إلقاء الضوء على القنبلة الموقوتة المتمثلة في غموض مصير تلك الداعشيات داخل أسوار المخيم، وخاصة في ظل تخلي دولهم الأصلية والمجتمع الدولي عن إيجاد حل.

بيد أن المستوى الثاني، فيتعلق بالهم الشخصي لعبية والذي أنا ككاتب وصحفي وباحث متخصص في الجماعات الإرهابية وتنظيمات العنف الديني، فيما يتعلق بتتبع ذلك الهلع والتوحش والبشاعة التي ترتكبها مثل تلك التنظيمات في حق الإنسانية تارة، وفي حق أمن وسلامة واستقرار دول العالم.

إننا وكصحفيين وبعيداً المسلسل نواجه داعش والإرهاب منذ سنوات بالمعلومات والتوعية والتحقيقات المهنية المحترفة، وكنا دومًا مشغولين بفكرة كيف يمكن تجسيد تلك الفظاعة الداعشية في عمل ما لحماية أرواح الناس وإنقاذ الملايين من الردة الفكرية، وقبل هذا وذاك إفاقة المجتمع الدولي من غيبوبته وتخلي بعض الدول الكبار عن التصدي لظاهرة الإرهاب العابر للحدود".

كما أشار علاء عزمي، خلال حديثه بأنهم واجهوا صعوبات ومخاطر جمة اثناء مسيرتهم في هذا العمل الدرامي وقال: "بالطبع شكل ذلك نوعاً من الفزع المضاعف في مواجهتنا، فمن جانب فإن تتبع الدواعش لصناع الصحافة والأعمال الدرامية المناهضة لفكرهم الشاذ، إنما هو أمر معروف وشائع، ومن جانب آخر بدا التهديد الأكثر عنفا هو المحاصرة المعنوية من قبل المتعاطفين والمبررين عن قصد او جهل لظاهرة إرهاب وتوحش الدواعش بزعم أنهم جماعة من المسلمين والإسلام منهم براء".

وفيما يتعلق بالقوات العسكرية التي شاركت في محاربة تنظيم داعش الارهابي وخاصة في العراق وسوريا، أكد الصحفي والباحث المصري المتخصص في شؤون جماعات الإرهاب والتنظيمات الدينية المسلحة، علاء عزمي، ان القوات التي قاومت هذا التنظيم الظلامي لم تتمكن من القضاء عليها بالكامل كما فعلت قوات سوريا الديمقراطية (QSD) وذلك لإيمان مقاتليها العميق بالفكر الإنساني حيث قال: "اعتقد ان السر في الإيمان بوحدة المصير والهدف بالنسبة لمكونات قوات قسد، فمن ناحية فأعضاؤها تحركهم خلفية البحث عن وضع إنساني وسياسي واجتماعي واقتصادي آمن ومستقر لهم طارد للتمييز والتنكيل وهدر الحقوق، ومن ناحية ثانية كان الإيمان الشديد من جانب قسد بالقدرة على التصدي للمخاطر والتهديدات الوجودية طالما تم ذلك وفق آليات عسكرية وسياسية منظمة وتفاني جميع العاملين في تلك المهمة في إعلاء مبدأ وحدة المصير في مواجهة تهديد وجودي بالمعنى الحرفي الكلمة.

وما من شك فإن الظرف الدولي وما تمخض منه من رغبة في التخلص من كابوس داعش في سوريا والعراق، وبدء تعاون عسكري مع قوات سوريا الديمقراطية من جانب التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، بالغطاء الجوي والدعم اللوجيستي على مستوى المعدات والتسليح قد ساعد قوات سوريا الديمقراطية ومكنها من تنفيذ خطة تحرير الأرض بسياسة التراكم والاستمرارية".

وفي ختام حديثه تطرق الباحث المصري، علاء عزمي، الى الاثر الذي تركه هذا العمل الدرامي على الشعب المصري الابي وخاصة بعد مشاهدتهم خلال احداث المسلسل كيف ان المرأة وخاصة الكردية تحمل السلاح وتقاتل في الجبهات الامامية ضد هذا التنظيم الذي سعي لطمس هويتها وحقها في الحياة الحرة وقال: "الأثر الحقيقي تمثل في إلقاء حجر في مياه الفكر الراكد الذي لا يتصور ويرفض ان يعترف بأن التعاطف مع جماعات الإرهاب لا يقل جرماً عن بشاعات تلك التنظيمات، ناهيك بالإشارة إلى ان الكرد رجالاً ونساء ضربوا مثلاً حياً بأن معارك التحرر والاستقلال والانحياز للإنسانية والتمتع بالحرية والحقوق والحياة الآمنة لا تعرف مفهوم التخلي وترك المهام على طرف دون الآخر، وأن معارك التصدي للإرهاب ليست من اختصاص العسكريين والأمنيين من الرجال وحدهم، ولكنها معركة مصير للجميع المرأة والرجل على حد سواء".