باحث ومتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية لANF: التصعيد الصيني ضد تركيا مرتبط بموقف الأخيرة من الايغور

قال الباحث والمتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية الجهادية ورئيس وحدة الاسلام الراديكالى بمؤسسة روزاليوسف الصحفية المصرية، مصطفى أمين عامر، بأن سبب التصعيد الأخير المباشر ضد تركيا من قبل الصين، هو الموقف التركي في ما يخص مشكلة الايغور الصينين.

أشار الباحث والمتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية الجهادية ورئيس وحدة الاسلام الراديكالى بمؤسسة روزاليوسف الصحفية المصرية، مصطفى أمين عامر، من خلال حوار مع وكالة فرات للانباءANF، بأن الصين تمارس سياسة خارجية قائمة على عدم التدخل بشكل مباشر في الصراعات الدولية، ونوه بأن سبب التصعيد الصيني الأخير المباشر ضد تركيا هو الموقف التركي في ما يخص الايغور الصينين، حيث تركيا تحاول الاستفادة من هذا الامرمن خلال الحديث عن اضطهادهم ومعسكراتهم وهذا أمر ترفضه الصين بشكل قاطع واساسي، بحسب وصفه.

والى نص الحوار:

-في موقف لافت وبعد هدوء سياسي حذر بين الطرفين التركي والصيني، وصف مندوب الصين في مجلس الامن الوجود التركي في سوريا بأنه احتلال واتهم تركيا بانها تقطع المياه عن السوريين وتتسبب في تعطيشهم برأيك ماسبب هذا التصعيد السياسي وهذه التصريحات في هذا التوقيت؟

الصين في الأساس تمارس سياسة خارجية قائمة على عدم التدخل بشكل مباشر في الصراعات الدولية، لكن كان موقفها الدائم باتجاه القضية السورية موقف هادئ لم يكن يعتمد على التصعيد بشكل كبير ولم تكن تتخذ موقفا حاداً ضد الجانب السوري، اعتقد سبب التصعيد الأخير المباشر ضد تركيا هو الموقف التركي في ما يخص مشكلة الايغور، الايغور الصينين، تركيا تحاول الاستفادة من هذا الامرمن خلال الحديث عن اضطهادهم ومعسكراتهم وهذا امرترفضه الصين بشكل قاطع واساسي لان الصين تتحدث دائماً عن أن تلك المعسكرات هي مجرد معسكرات لإعادة التأهيل والتدريب لذلك الصين وجدت التدخل التركي وحديث رجب طيب اردوغان في هذا الامر بانه تجاوز للعلاقات الدولية وتجاوز في الشأن الداخلي الصيني واعتقد هذا مادفعها لوصف وجودههم في سوريا بالاحتلال وهذا باعتقادي يوترالعلاقات التركية الصينية، الصين ترفض أي تدخل في شؤونها الداخلية وخاصة هذه القضية الحساسة.

-تركيا و٤٢ دولة اخرى كانوا قد ادانوا سابقا  مااسموه انتهاكات الحكومة الصينية الواسعة النطاق لحقوق الإنسان ضد أقلية أتراك الأويغور المسلمة في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) هل برأيك الموقف الصيني الحالي من تركيا مرتبط بهذه الادانة التركية ؟

الموقف الصيني وتصعيده مرتبط بشكل أساسي بالحديث التركي وبعض الدول التي تتحدث عن هذا الامر والذي يتماشى بشكل كبير مع الموقف الأمريكي والتي ترفضها الصين بشكل قاطع واعتقد هذا التصعيد يضع تركيا في صف الجانب الأمريكي ويضع الصين في موقف معادي لها الى حد كبير.

-بحسب المعلومات والانباء الواردة توجه العديد من الايغور إلى سوريا ليحاربوا هناك، لأنهم يؤمنون بأن قتال الحكومة السورية يعني أنهم يقاتلون الصين أيضاً، داعمته الرئيسيّة"، وفي المقابل كشف وزير الداخليه الماليزي عن دخول أكثر من 300 مواطن صيني إلى العراق وسورية للانضمام إلى تنظيم "داعش" عبر ماليزيا، بعدما أبلغه بذلك نائب وزير الأمن المدني الصيني مينغ هونغ وي، مشيراً إلى خطورة المشكلة التي بينت وجود صلات بين ما أطلق عليه "الإرهابيين الدوليين في الصين والإرهابيين من دول أخرى في جنوب شرق آسيا برأيك هل هذا الموقف الصيني الداعم للحكومة السورية يأتي لضرب هذه الجماعات ومحاربتها في سوريا ؟

هناك الكثير من الايغور في سوريا في وقت من الأوقات بلغ عددهم حوالي 5000 شخص من الحزب التركستاني الإسلامي وهو امتداد للحزب الإسلامي التركستاني في الصين والتي تعتبر حركة انفصالية مناوئة للحكومة الصينية وكان لهم وجود واضح في مناطق جسر الشغور وغيرها وساهموا بشكل واضح في المعارك عقب الثورة السورية في 2011 وانضم العديد منهم الى تنظيم "داعش "وبعضهم انضم ل"جبهة النصرة هيئة تحرير الشام" وبالتالي وجودهم هو وجود كبير في الداخل السوري وهو وجود مناوئ للحكومة السورية .

الصين تدرك خطورة وجود هذه العناصر في الداخل السوري وأيضا خطورتها في حال عودتها للصين مرة أخرى وهذا مادفع الصين الى عدم اتخاذ موقف حاد في الازمة السورية، الصين كانت تفهم ان حركة الهجرة الجهادية الى الداخل السوري وانعكاساتها على المجتمع الدولي كان لها تأثير سلبي على داخل هذه الدول لكن الصين عندها قدرة كبيرة على حماية داخلها وممارسة نوع من الكتمان وعدم البوح فيما يخص الأمور الداخلية فيها، لكن الصين مدركة لهذا الامر وموقفها الإيجابي من النظام السوري اعتقد مرتبط بهذا الامر الى حد كبير ناهيك عن ان لها استثمارات مهمة في سوريا وأيضاً الصين لها علاقات جيدة مع روسيا والتي تعد الشريك الأساسي للنظام في سوريا وبالتالي الصين لها موقف الى حد كبير داعم للجانب السوري وأيضا مناوئ للجانب الأمريكي وللوجود الأمريكي والموقف الأمريكي فيما يخص الوضع في سوريا .

-الى اي مدى يمكن التعويل على الموقف الصيني والذي يعتبر الوجود التركي في سوريا احتلالا هل بامكان هذا الموقف ان يغير شي من مجريات الازمة السورية او ان تجلب مواقف اخرى مشابهة لموقف الصين؟

اعتقد التعويل على الموقف الصيني امر بتقديري لن يغير من الأمور لأن الصين موقفها غير متورط في دواخل الدول، يعني الصين ليست متورطة اوليست فاعلة بشكل واضح في الداخل السوري كما روسيا وايران وبالتالي موقفها اعتقد هو سلبي بالنسبة للجانب التركي باعتبار الصين ربما تأخد مواقف بمايخص سياستها الاقتصادية اتجاه تركيا فيما يخص موقفها إقليميا ودولياً، لكن في الداخل السوري اعتقد هو امر غير مؤثر الى حد كبير باعتبار ان الصين غير منغمسة بشكل واضح في الداخل السوري، الصين دائماً بتلعب بالورقة الاقتصادية يعني قدرتها على التأثير بما يخص الجانب الاقتصادي واعتقد الجانب الاقتصادي في سوريا الى حد كبير المسيطرون عليه في الوقت الحالي هم الإيرانيون والروس وبالتالي التدخل الصيني بمجريات الازمة السورية اعتقد سيكون غير كبير .

-جرى الحديث او لنقل هي مجرد تكهنات من قبل عدد من الساسة حول امكانية ارسال الصين قطع من اسطولها الى المتوسط  اي باختصار التواجد.كلاعب عسكري وسياسي في المنطقة ولها اجنداتها الخاصه بها مارأيك بهذه التكهنات او الاراء هل من مصلحة الصين فعل ذلك ولماذا؟

اعتقد ارسال الصين لقطع من اسطولها البحري الى المتوسط اعتقد يواجه صعوبات كبيرة وعلى رأسها الوجود الأمريكي الواسع في البحر المتوسط أيضا الوجود الروسي والذي كان يسعى الى ذلك منذ فترة طويلة في المياه الدافئة في اللاذقية وطرطوس وبالتالي دخولها كلاعب عسكري في البحر المتوسط اعتقد انه امر صعب ومعقد باعتبار شرق المتوسط فيها حالة من الحساسية الشديدة نتيجة وجود الغاز وأيضا محاولة الجميع الوصول الى مصالح في هذه المنطقة لكن ربما يكون التواجد، تواجد اقتصادي ممكن ان تستغل الصين هذا الامر وخاصة الصين دولة اقتصادية وتعمل في مجال البنية التحتية في دول اسيوية عديدة وتعيد احياء طريق الحرير وهذه كلها أمور تخدم الصين في المستقبل لكن تدخل بشكل مباشر من خلال قطع من اسطولها هو أمر مستبعد، الصين لاتريد الدخول في معترك هذه المعارك وهذه الازمات .