آهالي كوباني: بمقاومة من إحدى شوارع كوباني وصلنا إلى الباغوز بإرادتنا الحرة

قال أهالي مدينة كوباني: أن "اليوم العالمي لـكوباني، هو نتاج مقاومة عظيمة، ولا يجب نسيان هذا أبداً، لم يتبقى سوى شارع واحد في كوباني تحت سيطرتنا، لكننا وصلنا إلى الباغوز بإرادتنا".

شن مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي في 15 أيلول 2014 هجماته على مدينة كوباني في روج آفا، بالدبابات والمدفعية، حيث أبدى أهالي كوباني ومقاتلو وحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ) مقاومة تاريخية ضد هذه الهجمات، ولم  يسمحوا للمدينة بأن تقع تحت سيطرة المرتزقة اعداء الإنسانية، ودعا الفائزون بجائزة نوبل، والعديد من الأكاديميين، المثقفين، الكتاب، والفنانين، في الأيام الأكثر أهمية لمقاومة كوباني، وتم إعلان الأول من تشرين الثاني كيوم عالمي لـ كوباني بناءً على دعوتهم هذه.

 

وخرج الملايين من الأشخاص إلى ساحات النضال بدءً من ألمانيا إلى إيطاليا، من الدول الاسكندنافية إلى فرنسا، من إنكلترا إلى اليونان، من كندا إلى أستراليا، من الهند إلى الإكوادور، ومن إسبانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية (DYE)، تلبيةً لهذه الدعوة، وأعربوا عن دعمهم ومساندتهم لمقاومة كوباني وشعبها.

في البداية وصلوا إلى الحدود لأجل توثيق إحباطنا

كيف يحتفل الأشخاص الذين قاوموا في كوباني آنذاك في الأول من تشرين الثاني، وكيف يحييون هذه الذكرى؟ أشار عضو لجنة الأهالي في كوباني، إسماعيل محمد، إلى أنه عندما دارت الحرب في كوباني، تجمع أعضاء العديد من المؤسسات الإعلامية في العالم على الحدود، وقال: أن " هؤلاء الإعلاميين والصحفيين أرادوا توثيق هذه الحرب الدائرة، لكن فإن ما أرادوا توثيقه لم تكن المقاومة، بل كانوا يريدون توثيق إحباط المقاومة، إحباط خالقي الحياة الديمقراطية والحرة، لم يكن هذا درساً وحيداً أرادوا تلقينه للشعب الكردي، بل أنهم أرادوا في شخص كوباني تلقين شعوب العالم بأسره ، درساً بهذه الطريقة".

وذكر إسماعيل محمد أن العالم رأي بأم عينيه كيف قدمت دولة الاحتلال التركي دعم للمرتزقة الإرهابين على الحدود، وأضاف قائلاً: "لكن المقاومة في كوباني قد أظهرت حقيقة ذلك لعموم العالم، أن الشعب صاحب الإرادة القوية يمكنه دائماً أبداء مقاومته تحت أي ظرف كان، لقد رأت شعوب العالم الأحداث التي حصلت في خضم هذه الحرب، وشهدت الألم والمعاناة، وشاهدت معاناة وآلم الآلاف من النازحين نتيجة الحرب هذه، فإذا كان هناك اليوم العالمي لـ كوباني، اليوم، فهذا يكون بفضل شعوب العالم".

كوباني أصبحت عالمية بمقاومتها

وأشار إسماعيل محمد، إلى أن مئات الأشخاص أرادوا الوصول إلى كوباني بعد المقاومة العظيمة التي شهدتها كوباني من قبل أبنائها، وتابع قائلاً: أن "هؤلاء الأشخاص أرادوا أخذ مكانهم إلى جانب المقاتلين الذين كانوا يقاومون في كوباني، لقد أتى بالفعل مئات الأشخاص واستشهد العشرات منهم أيضاً، وفي هذا الإطار، كلما أراد المرتزقة وأعوانهم خنق كوباني، كلما تعززت وتصاعدت مقاومة كوباني ضدهم، وكلما حاولوا إفشال مقاومة كوباني وإنهاء إرادتها، كلما أصبحت كوباني ومقاومتها عالمية".

وأوضح محمد أن كوباني تحررت بوحدة المقاومة، وقال: "يجب ألا ننسى هذا الأمر، لم يبقى تحت سيطرتنا سوى شارع واحد من شوارع كوباني في ذلك الوقت، لقد بدأنا بمقاومتنا من ذلك الشارع بإرادتنا، ووصلنا إلى مدينة الباغوز، لقد استفاد العالم بأسره من مقاومة كوباني، وأصبحت مصدر الأمل لمقاومة محبي الحرية والشعوب المضطهدة".

وأفاد إسماعيل محمد، أن اليوم العالمي لـ كوباني، هو نتاج الإرادة العظيمة، الكفاح، والمقاومة العظيمة، وقال في نهاية حديثه: "نحن نهدي اليوم العالمي لـ كوباني لقائد فلسفتنا، صاحب مشروعنا الديمقراطي، والشعوب المقاومة، نحن نعلم جيداً إن اليوم الذي ينال فيه قائدنا أوجلان حريته، سيعلن على أنه يوم الحرية لشعوب الشرق الأوسط بأكمله".

المقاومة ضد الاحتلال ومرتزقته كانت بمثابة الفخر والكرامة

 

أن المواطن جوان آزاد من مدينة الرقة، الذي كان عضواً في اتحاد طلاب كردستان (YXK) عام 2012، توجه إلى مدينة كوباني عندما شن مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي هجماته على المدينة، وأصيب بجروح خلال مشاركته في المقاومة.

 وأكد جوان أزاد أن المرحلة من بداية ثورة 19 تموز حتى حرب كوباني هي مرحلة مقدسة بالنسبة لهم، وقال: "كانت هذه المرحلة بمثابة فرصة تاريخية في أيدينا، وكانت الحرب في سبيل حرية الوطن، حرية بلادنا ووطنا من الاحتلال وبناء وطن حر مكاناً للسعادة والفخر بالنسبة لنا نحن كشبيبة كردية".

 أحبط 13 ألف مرتزقة لداعش في كوباني

وذكر جوان أزاد أن النساء، الشبيبة، المسنين قد احتضنوا كوباني في جميع أنحاء كردستان، وقال: "لقد أحبطت المقاومة مخطط الدول من خلال إحباطها لتنظيم داعش الإرهابي، دون شك، كان لا بد على العالم بأسره تقديم الدعم والمساندة للشعب والمقاومين، لأنه إذا لم يقدم الشعب دعماً لنفسه، فلن يدعمه أحد، لقد أثبت شعب كردستان هذه الحقيقة، قتل 13 ألف مرتزق في كوباني، لذلك أجبرت 72 دولة لتقديم دعمهم لقوات سوريا الديمقراطية (QSD)، جعلت مقاومة وإرادة الشعب الكردي، أن يدفع التحالف لدعم قوات سوريا الديمقراطية، لولا هذه المقاومة لما دعمتنا هذه الدول".

وصرح جوان أزاد بأنهم سيواصلون نضالهم ومقاومتهم لأجل أن يعرف العالم بأكمله مشروع القائد عبد الله أوجلان، وقال في ختام حديثه: "إذا كانت دولة الاحتلال التركي تواصل هجماتها على إمرالي بلا مبالاة، وكذلك تستخدم الأسلحة الكيماوية وتهاجم مناطق الدفاع المشروع بكل الأساليب الوحشية، فهذه تؤكد على علامة إحباطها وهزيمتها أمام نضال أبناء الشعب الكردي".