"الطلاب هم مستقبل الوطن ويجب أن نسعى لتطويرهم"

رغم الصعوبات التي واجهت هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة، خلال هذه السنة إلا أن البانوراما السنوية لها، تحمل في جعبتها الكثير من الإنجازات، التي تحدت تلك الصعاب، ونهضت بالسلك التعليمي.

وفي هذا الصدد، قال مصطفى فرحان الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم في اقليم الجزيرة بأنه مع بداية الآزمة السورية، التي ألقت بظلالها على نواحي الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية كلها، كان للتعليم الجانب الأكبر من آثارها، بكافة مراحله، وبقي التعليم الهاجس الأكبر لدى الأهالي المتشبثين بأرض الوطن، رغم الصعوبات كلها، فبقيت المناطق التابعة "للحكومة السورية"، تدرّس المناهج الكلاسيكية المؤدلجة، ومن جانب آخر، تحولت مناطق الاحتلال التركي، والمجموعات المرتزقة المرتبطة بها إلى بيئة؛ لتكريس الفكر المتطرف العنصري، وتم بموجبها تتريك المنطقة، والتعليم فيها بلغة وبثقافة الاحتلال والمجموعات الإرهابية، فيما شهدت مناطق الإدارة الذاتية تحولات استراتيجية مهمة في دور التعليم، حيث بدأ ذلك مع إعلان تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية في ٢٠١٤ ، لتنشأ معها هيئة التربية والتعليم، كإحدى ركائزها الأساسية، وركزت هيئة التربية والتعليم على تطوير مناهجها التدريسية لتصبح أكثر تطوراً، فيدرس الطلبة في شمال وشرق سوريا، المنهاج المدرسي بثلاث لغات رئيسية، يتكلم بها سكان المنطقة، وهي (الكُردية، والعربية، والسريانية)، إذ يتعلم كل شعب بلغته الأم.

وأصبح التعليم شاملاً لكافة المراحل، إذ يستطيع الطالب أن يستكمل دراسته دون توقف من المرحلة الابتدائية فالإعدادية ومن ثم الثانوية بأفرعها العلمية، والأدبية، والمهنية، حتى الوصول إلى المرحلة الجامعية.

الصعوبات المعوقة للسلك التعليمي

وعن الواقع التعليمي في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وبشكل خاص في إقليم الجزيرة،

اشار مصطفى الى الصعوبات، التي واجهتهم في بداية العام الدراسي، كان للمجال الاقتصادي حصة في قائمة الصعوبات، التي واجهت هيئة التربية والتعليم، واجهتنا بعض المشاكل، ومن بينها صعوبة تعيين المعلمين لعدم وجود موازنة، كنا بحاجة لتعيين عدد من المدرسين والمدرسات، بصفة عقد من أجل التدريس في المرحلة الثانوية، كما قمنا بفتح عدد من المدارس الجديدة،وقدمت المدارس أيضاً كان من المشاكل، التي اعترضت طريق المسار، الذي وضعته الهيئة للتقدم أكثر بعملها.

 وسلط مصطفى الضوء عليها بالقول: إن ترميم المدارس هي إحدى المشكلات التي نواجها، لأن البنية التحتية لأغلب المدارس أصبحت قديمة، المدارس كلها، تحتاج إلى الترميم، من ناحية تأمين الماء وطلاء الصفوف، وترميم الحمامات، وتصليح النوافذ والأبواب، منوهاً أن اعتمادهم في ترميم المدارس، يكون على المنظمات المعنية بهذا الشأن، والتي تسعى الهيئة دوماً إلى تقديم تسهيلات كثيرة لهم.

وعن التحضيرات التي سبقت العام الدراسي، وسبل تطوير المناهج، وإدخالها في السلك التعليمي، في سعي نحو إدخالها إلى المراحل الدراسية كلها، اشار مصطفى قائلاً : خضع معلمو اللغة الكردية والعربية كلهم، لدورات تدريبية مكثفة، وشملت الدورات معلمي المراحل الابتدائية، والإعدادية، والثانوية، وكان الهدف من هذه الدورات تقوية مستوى المعلمين، من حيث المستوى العلمي، وطرائق التدريس،

تطوير المدارس المهنية

لم تغفل هيئة التربية باهتمامها عن المدارس المهنية الزراعية منها، والصناعية، والتجارية، وسعت لتطويرها: “لقد افتتحنا المدارس المهنية في عدة مناطق، بعد أن ينجح الطالب في الصف التاسع، يستطيع التسجيل في المدارس المهنية حسب رغبته، ونجاهد لتطوير هذه المدارس بشكل أكبر.

التدريب مطلوب

هيئة التربية والتعليم تركز كثيراً على النهوض بمستوى المعلمين والمعلمات سنويا، لذا فإن هناك دورات تدريبية بهذا الشأن، في السابق كانوا يتدربون في معاهد خاصة بهم في الصيف والشتاء، والتي أُغلِقت عام 2018 ، فلم يزل التدريب من قائمة الهيئة، فالتدريب مستمر على شكل دورات صيفية سنوية، وعلى أساسها يُفرز المعلم أو المعلمة، حسب مستواهم ضمن تلك الدورات، إلى جانب وجود أكاديميات، يتلقى فيها المعلمون والمعلمات التدريب الفكري والمسلكي..

توحيد اللباس المدرسي

وعن توحيد اللباس المدرسي للطلاب، أفاد مصطفى أنهم وبعد دراسة، وبحث، وأخذ آراء أهالي المنطقة، تم تصميم نماذج للباس المدرسي الموحد للطلاب،

وعن نقاشاتهم الأخيرة أشار “نخطط دائماً من أجل تطوير مستوى الطلاب والمعلمين، وهناك نقاشات من أجل توحيد المنهاج المدرسي، لجميع مناطق شمال وشرق سوريا”.

واختتم مصطفى فرحان حديثه قائلاً نتمنى التفوق للطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات كلهم، موجهاً رسالة للعاملين في السلك التعليمي ،نذكِّر المعلمين والمعلمات كلهم، بأن رسالتهم التعليمية مقدسة، وأن الطلاب أمانة بين أيديهم، لأن الطلاب هم مستقبل الوطن، ويجب أن نسعى لتطويرهم، وبناء جيل حر قادر أن يخدم المجتمع والوطن.