الملعب البلدي في الرقة من أكبر سجن لـ داعش إلى صرح رياضي لاستقبال البطولات

عملت لجنة الشباب والرياضة التابعة لمجلس الرقة المدني، على إعادة تأهيل المنشآت الرياضية نظراً للأهمية التي تكتسبها لدى أبناء المنطقة، وذلك بعد حرمانهم من ممارسة النشاطات الرياضية منذ عدة سنوات فائتة.

تعرض الواقع الرياضي في  مدينة الرقة لضرر كبير خلال سنوات نتيجة سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على المدنية، لتقوم لجنة  الشباب والرياضية بإعادة إحياء الواقع الرياضي وتأهيل الملاعب.

وتوقفت الرياضة  منذ سنوات في مدينة الرقة, بسبب نشوب الحروب على مر السنين الفائتة، وعزف مئات الرياضين عن ممارسة هوايتهم التي حرموا منها في ظل تواجد تنظيم داعش الإرهابي.

وكان الملعب البلدي عام 2008 يستقبل البطولات على مستوى سوريا، حيث كان من أفضل الملاعب في سوريا من حيث التصميم الهندسي وجودة الارضية، وقد تخصص الملعب لمباريات نادي الشباب في الدوري السوري، ويتسع لـ 15000 متفرج.

ولقب اهالي المنطقة المعلب  باسم "الملعب الاسود"  نظراً لاكتساب مدرجاته اللون الاسود، وقُبيل نشوب الأزمة السورية كان مقصداً لآلاف الأهالي في عطل نهاية الأسبوع.

وفي عام 2013 تحول الملعب البلدي الواقع وسط مدينة الرقة إلى مقرات عسكرية لما سميت "فصائل الجيش الحر" التي ضمت العشرات من الفصائل المسلحة تحت مسميات مختلفة.

وبعد توغل تنظيم داعش في الرقة، فرض على كافة الفصائل المسلحة مبايعته والقتال تحت رايته, ولكن بعض الفصائل الرافضة لحكم داعش قررت الخروج من المدينة نتيجة عدم تقبلهم الفكر المتطرف.

وبعد سيطرة تنظيم داعش على  كامل المدينة عام 2014, تحول الملعب البلدي إلى سجون داعش تحت مسمى "نقطة 11"، حيث كانت من  اكبر سجون لدى التنظيم داعش الإرهابي في الرقة.

ويتكون السجن من أقسام عديدة بحسب الأحكام التي تصدر من المحكمة الشرعية لدى التنظيم الإرهابي, حيث كان هناك أقسام خاصة للتعذيب، وتتكون من غرف صغيرة لا تتجاوز مساحتها 2 م2 والعديد من آلات التعذيب, وغرف آخر للأحكام المخففة, وكانت داعش تُسَخِر السجناء كوسيلة لحفر الأنفاق في داخل السجن لتسهيل عملية التنقل والهروب في المعارك, ويصل طول النفق الواحد إلى 3 كم وصولاً إلى المشفى الوطني جنوب غرب المدينة.

وبعد تحرير مدينة الرقة عام 2017 على يد  قوات سوريا الديمقراطية، بدأ المجلس المدني بإعادة تأهيل وإعمار المنشآت الرياضية والمؤسسات المحلية، وترحيل الانقاض لعودة الحياة تدريجياً إلى المدينة.

وباشرت لجنة الشباب والرياضة التابعة لمجلس الرقة المدني بإعادة تأهيل كافة الملاعب في المدينة والبالغ عددها 4 ملاعب موزعة داخل المدينة "الملعب البلدي، ملعب نادي قوى الأمن الداخلي، ملعب نادي الفرات جنوبي المدينة، معلب الشهيدة هفرين شرقي المدينة".

وبعد الانتهاء من تأهيل كافة الملاعب، بدأت لجنة الشباب ورياضية بإعادة تأهيل المعلب  البلدي في الـ 8 من آب الماضي من خلال تجهيز ارضية الملعب بعد تعرضها للتصحر كبير.

وحول تأهيل الملعب البلدي قال الرئيس المشترك لهيئة الشباب والرياضة، حسين هلال، بأن الملعب تعرض لدمار كبير إثر الأهوال التي لحقت بالمدينة.

وأوضح "بدأنا بالعمل في  الشهر الفائت من خلال حرث التربة وجرفها وزراعتها بالعشب الاصطناعي, ويتم التجهيز لاستقبال البطولات في وقتاً لاحق".

وأكمل "تم طلاء المدرجات  باللون الأزرق والأحمر، وتنظيف الأتربة ناهيك عن تأهيل 6 صالات لألعاب القوى البدنية لكافة الأعمار.

واختتم هلال حديثه بالتأكيد على ضرورة تأهيل الملعب البلدي بالقول "يتم تأهيل الملعب البلدي بسبب قلة الملاعب في المدينة، فيما تم بمشاركة 6 اندية في بطولة شمال وشرق سوريا وكان هناك نقص كبير في الملاعب".

وتستمر لجنة الشباب والرياضية بترميم وإعادة تأهيل المنشآت الرياضة بهدف رفع مستوى الواقع الرياضي في مدينة الرقة بعد اندثاره لعدة سنوات.