الحصار يضيق على الشهباء والمدفعية التركية لا تهدأ

تواصل حكومة دمشق بفرض حصارها الخانق على منطقة الشهباء لتكون اليد المساعدة مع النظام التركي واستكمال عملية التغيير الديموغرافي وافراغ منطقة الشهباء من مهجري عفرين، ومن ناحية اخرى باتت منطقة الشهباء هدفاً للمدفعية التركية.

تسمى المنطقة الواقعة في ريف حلب الشمالي المتاخمة للمدينة التجارية والصناعية الابرز في سوريا، منطقة الشهباء، عند الوصول اليها من الجهة الشرقية لحلب يمر الطريق اليها من منطقة الشيخ نجار التي تضم مدينتين صناعيتين انشأت قبل بدء الأزمة السورية.

ففي كانون الثاني  2014 شن مرتزقة "داعش " هجوماً واسعاً واستولوا على المنطقة بشكل كامل بما فيها مدن منبج وجرابلس والباب حتى بلدة دابق و وصولاً الى مشارف مدينة اعزاز التي كانت واقعة تحت سيطرة الفصائل المرتزقة التابعة لدولة الاحتلال التركي لتزج بهم في معارك ضد مدينة عفرين وكانت معركة عين دقنه في 27/4/2016 واحدة من اهم المعارك المفصلية، فقد تم تحرير مطار منغ العسكري في 14/2/2016 وقرية عين دقنه في 16/2/2016 فيما حرر جبهة الاكراد وجيش الثوار في تلك الفترة بلدة تل رفعت ما شكل خط التماس بين المناطق الواقعة تحت سيطرة جيش الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة لها

وفي 20 اذار عام 2018 شن جيش الاحتلال التركي عملية عسكرية على مدينة عفرين واحتلها مما أدى إلى تهجير الالاف من اهالي عفرين الى مناطق الشهباء قسراً، فيما تم إنشاء خمسة مخيمات وهي (سردم) العصر، برخدان (المقاومة)، الشهباء، عفرين، فكَر (العودة) وفي جميع هذه المخيمات أُنشِأت مجالس وكومينات تقدم المواد الخدمية للأهالي القاطنين في المخيمات

تحيط منطقة الشهباء من الجهة الشمالية دولة الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة لها ومن الجهة الجنوبية والشرقية حكومة دمشق التي تتحكم بالطريق الوحيد الذي يفصل ما بين منطقة الشهباء وحلب وتسيطر عليها الفرقة الرابعة.

وتسيطر قوات حكومة دمشق وعبر الفرقة الرابعة على الطريق بين قرية احداث ومدينة حلب والتي تبعد عن حلب 10 كم حيث لا تسمح قوات حكومة دمشق بإدخال المواد الى مناطق الشهباء وان سمحت بإدخال المواد فتفرض ضرائب عليها كبير جداً.

كما و ارتفعت اسعار المواد والمحروقات كثيراً  فأن المحروقات التي تباع في السوق السوداء للشهباء بأسعار مرتفعة جداً مثل المازوت الذي بلغ سعر اللتر الواحد الى 9000 ليرة سورية ولتر البنزين الى 10000 ليرة سورية والغاز 100000الف ليرة سورية، فأن هذا الشتاء قد يمر على اهالي عفرين والشهباء بصعوبة ولعدم سماح ادخال المحروقات تم ايقاف مولدات الكهرباء في منطقة  الشهباء لتغرق الشهباء بالظلام ، كما ان الوضع الصحي لا يختلف ايضاَ فعدم توفر المواد الطبية على مناطق الشهباء تزيد من معاناة الاهالي وخاصة في ظل القصف المستمر على مناطق الشهباء

إن منطقة الشهباء ومنذ خمسة اعوام لم تسلم من هجمات جيش الاحتلال التركي والتهديدات التركية بشن عملية عسكرية،  تعرضت منطقة الشهباء الى هجمات عنيفة من قبل جيش الاحتلال التركي، في الآونة الاخيرة تم قصف منطقة الشهباء بشكل مكثف من قبل مدفعية جيش الاحتلال التركي لتصل حصيلة الهجمات التركية التي نفذها جيش الاحتلال التركي و المرتزقة التابعة لها وصلت الى ٤٣٠٢ هجوم بقذائف المدفعية وتسعة غارات جوية على كل من مطار منغ العسكري وشوارغة وبيلونية، وفي هذا السياق تحدث لوكالة فرات للأنباء مدير مكتب العاقلات لحزب سوريا المستقبل فرع عفرين والشهباء علي سلامة، وقال في بداية حديثه:" ان دولة الاحتلال التركي المتمثلة في حزب العدالة والتنمية من خلال هجماتها على منطقة الشهباء وخاصة تل رفعت" تحاول تصدير أزماتها الداخلية إلى الأراضي السورية، حيث تهدد كامل الشريط الحدودي لشمال وشرق سوريا".

لا يتوفر وصف.

واشار سلامة في حديثه الى التخاذل الدولي قائلاً: "إن الصمت العالمي والتخاذل الدولي تجاه انتهاكات دولة الاحتلال التركي ورضا كافة الاطراف المتفاعلة مع الملف السوري، هو من اجل قضم المزيد من الاراضي السورية، ان النظام التركي يستغل انشغال الدول العالمية بعدة أزمات منها الحرب الاوكرانية والروسية، لذلك نجدها مرة في الحضن الامريكي ومرة في الحضن الروسي، ان النظام التركي وصل الى مراحل الانهيار الداخلي من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لقد رأينا المسرحية الهزلية التي افتعلتها في اسطنبول جراء التفجير والتي كانت مخابراتية بحتة من قبل النظام التركي من أجل توسيع رقعة احتلالها وقضم المزيد من الاراضي السورية والعراقية وخاصة مع اقتراب اتفاقية لوزان من نهايتها، النظام التركي يسعى الى ان يكون هو الاقوى في هذه المرحلة وحكم الشرق الاوسط من جديد واعادة امجاده العثمانية.

وأضاف سلامة في حديثه بالقول: "إن الحصار الخانق من قبل حكومة دمشق وقطع المحروقات والغاز والمواد الطبية وجميع سبل العيش التي تقريباً جميعها قد انقطعت عن منطقة الشهباء يدل بأن حكومة دمشق هي طرف مع دولة الاحتلال التركي لإبادة هذا الشعب، على حكومة دمشق ان تدرك بأن النظام التركي لن يقف فقط في ناحية تل رفعت فناحية تل رفعت هي مقدمة كي تحتل حلب ايضاً على حكومة دمشق ان تكون معنا في خط الدفاع وان ترفع من حصارها عن منطقة الشهباء

وأنهى مدير مكتب العلاقات لحزب سوريا المستقبل علي سلامة حديثه بالقول:" على حكومة دمشق ان تدعم صمود الاهالي في منطقة الشهباء وان لا تصغي الى النظام التركي جراء التقارب مع حكومة دمشق فأن النظام التركي يتقارب على اساس مصالحه الانتخابية وعلى حكومة دمشق ان تعي مصالح شعبها وان تدافع عن شعبها وارضها، إن منطقة الشهباء بحاجة الى المحروقات في هذا البرد القارص، بحاجة الى ادخال المحروقات من اجل الافران، على حكومة دمشق ان تدعم شعبها ولا تقف مع المحتل التركي".