عادل السويدي في مقابلة مع ANF: هناك علاقات حقيقة بين الحركة الوطنية الأحوازية والأذريين والكرد والبلوش والتركمان

قال عادل السويدي رئيس المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز إن إيران تفقد نفوذها في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي منها والصعود المباغت لطالبان هناك ما يعني تأثر إيران في ملفات عدة ويُضعف نفوذها في المنطقة.

*صعود طالبان في أفغانستان يُضعف النفوذ الإيراني في المنطقة ويفتح الباب أمام نجاح الحراك الشعبي الأحوازي وغيره من الشعوب غير الفارسية

*نسعى لمقعد مراقب للأحواز في الجامعة العربية

*رئيسي آخر رؤساء النظام الحالي

*نحذر الدول العربية من تنامي النفوذ الإيراني والأحواز حائط الصد الأول في المواجهة 

قال عادل السويدي رئيس المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز في مقابلة خاصة مع وكالة فرات للأنباء ANF إن الأحواز العربية المحتلة تقود نضالًا غير مسبوقًا في مواجهة الآلة القمعية للاحتلال الإيراني، لافتًا إلى أن احتلال إيران منذ 1925 للأحواز لم يعد مقبولًا وأنها (الأحواز) حائط الصد الأول في مواجهة المنطقة لإيران ونفوذها الذي بات يمتد إلى العراق ولبنان وسوريا واليمن.

وعبر السويدي، الذي زار القاهرة مؤخرًا على رأس وفد أحوازي للكشف عما يجري في الأحواز وتسعى الآلة الاحتلالية الإيرانية إلى إخفاءه، عن أملهم أن يكون للقضية الأحوازية مقعد مراقب داخل جامعة الدول العربية، وأن هناك ثمة تواصلات مع دول عربية معينة لرفع هذا الملف وتكريسه في جامعة الدول العربية.

وأشار السويدي إلى أن الوضع الأفغاني الراهن يلقي بظلاله على إيران ويؤثر على قوتها العسكرية ونفوذها الإقليمي، بل ويُضعف سياستها القمعية تجاه الشعوب غير الفارسية في الجغرافيا الإيرانية الحالية ما يؤذن بتأثير أكبر للاحتجاجات التي تشهدها كل من الأحواز وكردستان وصولًا لطهران ومشهد وغيرها.. فإلى نص الحوار:

** أستاذ عادل أنتم في مصر وبالتأكيد لديكم رسالة معينة تريدون إيصالها.. ما فحوى هذه الرسالة؟ ولماذا هذا التوقيت بالتحديد؟

-أولا التحرك الوطني الأحوازي وخصوصًا حركة النضال العربي لتحرير الأحواز إلى القاهرة جاءت بعدة أهداف أولا: بسبب التعتيم الإعلامي الهائل على انتفاضة شعبنا التي اندلعت في خمسة عشر تموز الماضي وما زالت مستعرة. جئنا نكسر هذا التعتيم الإعلامي من قلب الأمة العربية من كعبة الثوار، القاهرة، التي لم تبخل علينا أبدا في يوم من الأيام في نصرة القضايا العربية ومنها القضية العربية الأحوازية. 

توجه الوفد إلى القاهرة لسببين رئيسيين وهو الأمر الأول إعلامي ووضع الإعلام العربي والمسؤول العربي والشعب العربي في عموم المنطقة العربية أن حقائق الجرائم الإيرانية الممارسة بحق الشعوب غير الفارسية في إيران وخصوصًا ضد شعبنا العربي الأحواز المحتلة أرضه وخيراته وثرواته من قبل ما يسمى بالدولة الإيرانية. 

الجرائم وصلت مؤخرًا في أن تقطع هذه الدولة في طهران- سلطة الملالي- مياه الشرب عن عشرة مليون عربي، وهو الأمر الذي أدى إلى خروج الناس في شتى المدن والقرى العربية للانتفاض للاحتجاج على هذه الممارسات الوحشية التي قتلت قبلها الأسماك والطيور وهجرت الناس بالإضافة إلى المواشي. يعني مئات المواشي تعرضت للموت الحتمي، والآن للأسف تمارس هذه السلطات بدون تدخل دولي أو حتى ضغط عربي لإيقاف هذه الحملة؛ حملة قطع المياه عن عن كل شيء في هذا القطر، وهو الذي أدى أن تنتفض الشعوب غير الفارسية تضامنا مع انتفاضة الشعب الأحوازي، وهي الممارس أيضا عليها ظلم مضاعف في أذربيجان وفي كردستان في بلوشستان، ثم اندلعت في طهران ومازندران ومشهد، وإيران اليوم في الداخل الإيراني تعاني السلطات خيبة لأفعالها وتخريبها كما هو معهود طوال تواجدها في السلطة الإيرانية منذ أكثر من أربعين عامًا.

**يبدو أن النظام الإيراني يواصل الاستبداد تجاه الشعب، ليس ليس فقط الشعب الأحوازي، ولكن كما تحدثت في مجمل إيران.. رأينا مؤخرا فكرة الدعوة بالموت للديكتاتور وغيرها من الدعوات التي ربما يسمعها الشارع لأول مرة هل نقول أن هذا أيضا تحول على مستوى حركة الشارع الإيراني بشكل عام؟

-نعم حقيقة اندلعت الهتافات في الأحواز في الأيام الأولى خصوصا في الأسبوع الأول وهو وكل الهتافات كانت مركزية: "كلا.. كلا للتهجير، كلا.. كلا لتعطيش، كلا.. كلا للإبادة للعرب". ثم وجدنا أن الهتافات انتقلت من تلك الهتافات لتستهدف النظام بشكل عام،لأن الممارسة هي وحشية.

في أذربيجان وفي كردستان وبلوشستان ومناطق الشعوب غير الفارسية هتفوا بشعارات أيضا مركزية "آذربيجان والأحواز اتحاد اتحاد"، أي أنه شعار لدعم الوحدة لأن هذه الشعوب أيضا تعاني نفس المعاناة حيث الضد القومي الممارس ضد الكرد والأتراك والعرب والبلوش والتركمان. هذه الهتافات تكررت هناك ثم في طهران، وكان الشيء الجميل أن الهتافات لأول مرة تتضامن بشكل ضمني وعلني مع العرب في الأحواز. 

وكانت الهتافات أيضا "طهران، آذربيجان، الأحواز، الوحدة، الوحدة"، ثم كانت حتى القوميات الفرس الآذاريين، الكرد، البلوش، العرب، "الوحدة.. الوحدة"، ثم كان استهداف مباشر للديكتاتور خامنئي، وكانت الهتافات تكتب وتعلن وحتى تصدح حناجر الناس بإلزامية سقوط نظام الملالي المجرم، وهذا تكرر في مشهد، وأيضا مازندران.

**مشهد التقاء الأقارب والاتفاق ما بين مختلف القوميات نراه جديد يعني صحيح إلى بعض بعض الشيء، رغم أن ما حدث مثلا في 2018 كان ينذر بمثل ذلك، لكن ما نتحدث عنه الآن هو مشهد جديد..

-ناضج وجديد صحيح.

** يعني هل يكون المأمول منه أن تكون هناك وحدة قومية للشعوب الإيرانية في مواجهة نظام خامنئي الآن؟

- نعم هذه موضوعية دلت بعد خروج هذه الانتفاضة والنبض الشعب الحقيقة في الأحواز، في أذربيجان، في طهران وفي مشان وفي كردستان بلوشستان. نجد أن هناك وحدة ومركزية في التآزر القومي في إيران بشكل عام ضد سلطة الملالي التي ظلمت الجميع حقيقة. لكن الظلم المضاعف كان على الأحوازيين لأن الأمر غريب وغير معقول لأن أرضنا تحتوي خيرات تسعين بالمائة من الاقتصاد الإيراني المعتمد على النفط والغاز في الأحواز. ثم أن أكبر الأنهار العذبة في إيران موجودة في الأحواز هناك مستنقعين، وأكبر مستنقعات منطقة الشرق الأوسط هور الحويزة وهور الفلاحية جففت تماما. وما يوجد وراء سبعة عشر سد بنته إيران بشكل ممنهج ومتعمد، هذه السدود تخفي وراءها مياه طائلة، ملايين مليارات المكعبات من المياه. ليس لأن السبب لا توجد أمطار أو أزمة في المياه، بل أن إيران حاصرت المياه وبشكل علني نقلته إلى المناطق غير الفارسية من أصفهان إلى قوم ورفسنجاني ويزد كرمان. إذن الموضوع منهجية في إبادة العرب في هذا القطر المحتل. 

**حرب تعطيش؟

- نعم حرب تعطيش ممنهجة هي الآن موجودة ضد الأحوازيين، لكن لو نجد أن أشباهها في المنطقة سنجد أن الأمر يسير في نفس الاتجاه وأن أن الثلاثي الإيراني والتركي والإثيوبي يقومون بنفس المنهجية في مواجهة تعطيش العراقيين والسوريين ومصر -أكبر بلد عربي- والأحوازين، سد النهضة، سد الفرات وسدود الموت في الأحواز.

**سميتموها بسدود الموت؟ 

-هم أسموها بالفارسي (سد عرب كوش) يعني سد الموت للعرب. فالاسم الحقيقي الذي وضعته إيران، هو عرب كوش ونُطق في وسائل الإعلام الإيرانية بشكل مباشر.

**بنفس هذه التسمية..؟

-نعم، أي سد الموت للعرب فإذًا هناك منهجية في التفريس، وسياسات التفريس لم تكن تكن وليدة اليوم أو وليدة خمسة عشر تموز، إنما هي سياسات ممنهجة منذ احتلال الأحواز في 1925، ومنذ رضا شاه بهلوي ثم ابنه الشاه ثم الخميني وخامنئي، وهم يراقبون إبادة العرب في هذه المنطقة وتهجيرهم وإخلائها من السكان العرب. التغيير الديموغرافي الذي وصل للأسف في نهايته إلى تعطيش الناس بشكل متعمد.

**إيران إضافة إلى محاولتها قمع الأحواز في الداخل، تسعى أيضا إلى محاصرة رموزها وأسمائها في الخارج، تابعنا مؤخرًا محاولات الدبلوماسية الإيرانية لدى فرنسا وهولندا وأيضا بريطانيا وبعض الدول الأوروبية بتقديم عناصر أو أسماء أحوازية واعتبرتهم أنهم إرهابيين، ودعت أيضا إلى اعتبار جماعتهم التي أنشئت في أوروبا بأنها جماعات إرهابية سواء كانوا من الأحواز أو من الجوانب الأخرى؟

-إيران ووفقًا للإحصائيات الرسمية الأوروبية والأمريكية، استطاعت طوال تواجد وجود سلطة خميني أن تغتال أكثر من مائة واثنين وعشرين شخصية بارزة إن كانوا إيرانيين فرس أو كرد أو عرب أو الأذريين والبلوش فهذا غير الأعداد التي تم خطفها. هذا النظام، نظام الحرس الثوري، نظام إرهابي، وكل التجارب والإحصائيات الرسمية تدل على هذا الدور الإيراني. لكن مؤخرا أيضا بعد اغتيال المؤسس لحركة النضال الشهيد الأحوازي أحمد مولا في هولندا بتاريخ ثمانية عشر ألفين وسبعة عشر، تحركت الأجهزة الأمنية الأوروبية بشكل عام لتكشف ما وراء هذا الأمر أن السفارة الإيرانية في هولندا هي من تقف وراء هذه العملية الإرهابية، وتم إجلاء عنصرين دبلوماسيين إيرانيين في السفارة الإيرانية وتم تسفيرهم إلى إيران. ثم العملية الأكبر التي كادت أن تُفجر الأوضاع اصطيادهم لثلاثة عناصر؛ منهم الأسدي المعروف الذي كان يعمل في السفارة الإيرانية في فيينا، وكانوا يخططون لعملية تفجير في فرنسا وأيضا بلجيكا، وتم إلقاء القبض عليهم متلبسين بخطة أمنية إيرانية رسمية ومعهم متفجرات، والأمر تفجر في كل الإعلام الأوروبي وخصوصا في بلجيكا، وهم الآن قيد الاستجواب، وحتى أصدروا بحقهم أكثر من عشرين عامًا سجن في بلجيكا وفيينا.

الإيرانيين معروفين للأعمال الإرهابية في الداخل وفي الخارج.

**هل أنتم في جبهة الأحواز تتواصلون مع الأطراف الأخرى المعارضة للنظام في أوروبا، باعتبار أن أوروبا ربما تعتبر متنفس ومنطقة للانتشار؟

-نعم العلاقات حقيقة بين الحركة الوطنية الأحوازية بشكل عام وحركة حركة النضال العربي لتحرير الأحواز مع الفصائل الأخرى والشعوب الأخرى غير الفارسية، خصوصا الأتراك الأذريين، الكرد والبلوش والتركمان وحتى مؤخرا جهات إيرانية، التي كانت في السابق لا تقيم أي علاقة مع لا الأحوازين ولا حتى الشعوب غير الفارسية، أصبح هناك تفاهم يبدو الموضوعية وحتى قبول الآخر عند الإيرانيين والأحزاب المعارضة الإيرانية أصبحت تتقبل ما يجري على العرب وحتى غير العرب من اضطهاد ممنهج وعنصرية ممنهجة. حتى منذ زمن الشاه بدأت تتقبل أحاديثنا وحتى إحصائيات والطلب السياسي في حق تقرير المصير لهذه الشعوب التي عانت طوال مائة سنة قرون من اضطهاد مضاعف. غير الاضطهاد الذي يجري على الإيرانيين الفرس في مناطق فارسية.

**هل يسري ذلك على جبهة مجاهدي خلق؟

- مجاهدي خلق ما تزال مراوغة، لم تعطي أي إثباتات على أنها تختلف عن خميني أو الشاه في التعامل مع الشعوب غير الفارسية. هي تتحرك أو تصرح بتصريحات براغماتية ليست حقيقية، وهذا ما نطالبها بأن تترك هذه اللهجة وهذه اللغة التي مارسها الخميني وغيره بالتمنطق أو التفلسف باسم الديمقراطية.

 لابد أن تثبت في برنامجها السياسي، وهو برنامج واضح وجلي، بأنها لا تعترف إلا بالكرد والحد بحكم ذاتي محدود. حتى هذا غير واضح المعالم. حينما تسأل ماذا تقصد دون للشعوب الأخرى لا يذكرون العرب بتاتًا. لا يذكرون الأذريين بتاتا وحتى في ذكرهم لكرد بشيء من التمويه لذلك الجمهور الفارسي، الذي هو تعول عليهم مجاهدي خلق، هو الجمهور – للأسف- الذي يملك من العنصرية شيء كبير وهي تتخوف. تحدثنا معهم بشكل مباشر. ليس لديهم موقف واضح أبدا من قضية احتلال إيران للأحواز، لا تؤمن بحق تقرير المصير الشعوب، لا تؤمن بالحكم الذاتي ولا أي حق آخر، ولا تؤمن حتى بوسائل الإعلام؛ يقولون الخليج الفارسي لا يعترفون حتى بالقضية الأحوازية أن الشعب العربي هوالشعب الأصلي في هذه المنطقة المسماة عربستان، لذا صعب جدا حقيقة الاعتماد على حديث مجرد أحاديث شفوية.

**خلال وجودكم في مصر وجهت لكم رسالة تهديد بالاغتيال للتخويف عما تقومون به هنا من تحركات إعلامية لأننا اطلعنا على طبيعة هذه الرسالة وما حقيقتها؟

- نعم؛ يعني الشخص هذا اسمه "ماجد مزعل الشرعاني" وهو شخصية نعرفه، أحوازي الأصل، ويعمل ضمن جماعات الحرس الثوري وهو كان مرافقا لقاسم سليماني في العراق. هذا الرجل معه خلية من الحرس الثوري اقدموا على قتل أكثر من سبعين أحوازي وعراقي مناوئين لإيران ممن كانوا يقيمون في العراق بعد احتلال العراق في 2003، ولدينا معلومات جمة عن هذا الشخص، ليست المرة الأولى التي نتعرض للتهديد من قبل هذا القزم في الحرس الثوري. هم يقصدون أن لا نتحرك باتجاه الدول العربية وأن نذبح مشروعهم، لكن خسأ هو وخسأت الجهات التي تقف وراءه له صور مع المالكي ومرتزقة إيران في العراق وهو الرجل يعني مجرد قاتل ومجرم كتب في رسالته التهديدية بأننا سنلحقك بأحمد مولى، الشهيد أحمد مولا، ونحن لانهابه ولا نهاب الحرس الثوري الذي يقف وراءه، لأننا نعلم قوة قضيتنا ومهما قتلوا مهما سفكوا من دماء. نحن مُصرين على أن يكرس حقنا الأحوازي شاء هو أم لم يشأ خامنئي. 

القضية الوطنية الأحوازية في طريقها بشكل موضوعي في أن الشعب كله يصرخ اليوم بضرورة تحرير الأحواز من قبضة الوحشية الفارسية الإيرانية.

** قلتم أن زيارتكم إلى مصر غرضها إعلامي بالأساس لإعلام الشعوب وإعلام العالم العربي بما يحدث في الأحواز، لكن أيضا كانت لكم زيارات رسمية تابعناها أنكم زرتم الجامعة العربية.. ماذا ظهر خلال هذه الزيارة بالتحديد؟

- من ضمن الزيارات الرسمية للمؤسسات العربية الموجودة في القاهرة، نعم زرنا جامعة الدول العربية والتقينا سعادة السفير الدكتور حسام زكي هذا الإنسان الواعي، الذي أخذ زيارة الوفد الأحوازي إلى القاهرة بعين الاعتبار وبدقة واستطاع أن يستمع لنا جيدًا، وآخر الأحداث في الأحواز وسألنا عنها. فقدمنا له بالصوت والصورة والوثائق ما يكشف عن حجم الجريمة الإيرانية تجاه شعبنا.

وكان اللقاء أكثر من مثمر ومفيد حقيقة، بسبب أن جامعة الدول العربية هي المركز الذي تستطيع التحدث مع السفراء العرب وحتى المندوبين العرب الذين يجتمعون دوريًا في جامعة الدول العربية وكان اللقاء حقيقة مثمر وستبنى عليه إن شاء الله ترتيبات أخرى.

**ما الذي تأملونه من هذه الزيارة أيضًا وما الذي يمكن أن يخرج عن الجامعة العربية من ترتيبات خصوصا أن هناك لجنة وزارية عربية معنية بإيران وتدخلاتها في المنطقة؟

- صحيح، ما نترقبه من جامعة الدول العربية، وسنراكم هذا العمل حتى نصل إليه، وهو أن يكون مقعد مراقب للقضية الأحوازية في داخل جامعة الدول العربية، لأن هذا سينقلنا إلى العالمية فيما بعد، وهذا هو المطلوب حاليًا. والوفود التي تأتي من القوى الوطنية الأحوازية كلها تتحدث في هذا السياق بناءً على القوانين المتبعة في دستور الجامعة، بالإضافة إلى ضغوط على دول عربية معينة لرفع هذا الملف وتكريسه في جامعة الدول العربية، حتى إن شاء الله مستقبلا تكون مقعد واضح للقضية الأحوازية ضمن أعمال جدول جدول أعمال جامعة الدول العربية.

**ربما يتطلب هذا الموضوع موافقة الدول الأعضاء نحن نتحدث عن اثنين وعشرين دولة عربية (فيما عدا سوريا مجمدة العضوية) هل أنتم على مقدرة؟ أو هل أنتم تتواصلون مع عدد من الدول العربية تكون قادرة فعلا على الموافقة أو الدفع بمثل هذا المشروع؟

-مع دستور جامعة الدول العربية، نحن لا نحتاج سوى دولة واحدة من الدول المؤسسة للجامعة، فلو رفعت هذه الدولة الملف الأحوازي سيتم اعتماده وتفعيله. دولة واحدة وليست اثنتين وعشرين دولة.

**دولة واحدة.. يُرفع الملف ولكن للموافقة على المسألة، خصوصا أن قضية الأحواز إشكالية وأنها ضمن دولة موجودة، سواء كان هناك اعتراف باحتلالها أو لا فبالتالي الأمر يحتاج أيضا موافقة دول.. لكن وفي السياق ما مدى تواصلكم مع الدول العربية الأخرى. خصوصا لو تحدثنا عن دول الخليج على سبيل المثال وهي لديها مواقف قوية ضد إيران وضد تدخلاتها في الإقليم أيضًا؟

-الحقيقة، الوفود الأحوازية يعني هي بالسر والعلن تقوم بالعمل الجبار، وهناك رحلات مكوكية للسفر إلى دول الخليج العربي بشكل خاص لأنها المتضرر الأكبر من التدخل والاحتلالات الإيرانية والقتل وزعزعة مجتمعاتها. الأمر هذا يتم الترتيب له رغم أن هناك بعض المعوقات، لكننا نأمل ونعمل على أن يتحقق هذا الأمر. خصوصا الدول التي تعرف أفقيا وعموديا. مشكلة التفتيت الإيراني بشكل واسع. وهذا نحن نعمل عليه. وبالتأكيد تعرفون أن القضايا السياسية تحتاج إلى النفس الطويل والعمل على الإقناع و بالإثباتات ما يجري في الأحواز وانعكاسه على هذه الدول. خصوصا وأن الأحواز كانت دولة عربية احتلها إيران في غفلة من الزمن. وللأسف إغفال بعض الدول العربية عن أن هذا حجم الجريمة في الأحواز أدى في أن الأحواز تتكرر في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن ستتكرر في أماكن أخرى إن لم يكن لديهم وعي استباقي في مواجهة إيران وتفعيل القضية الأحوازية.

**هذا التحذير يعني من أن إيران ربما تكون قادرة فعلا على احتلال أماكن في هذه الدول التي قالت إنها أننا بتنا نسيطر على خمس عواصم عربية..؟

-نعم هذا صحيح، وكادت البحرين أن تُحتل من إيران لولا درع الجزيرة وعملهم. ونحن قد سبق أن وجهنا تحذيرات وبحت أصواتنا والمعلوماتها والوثائق التي كنا نضعها بين أيادي المسئولين وحتى الأحزاب والقوى الشعبية عن خطورة الدور الإيراني، وأن ما جرى في الأحواز لا يخص الأحوازيين وحدهم نفس هذه المنهجية بعد احتلال الأحواز تم احتلال الجزر الإماراتية ثم زحفوا إلى أن احتلوا نصف شط العرب في اتفاقية خمسة وسبعين، وعندما جاء الخميني استمر في الزحف باتجاه الوطن العربي خصوصًا حربه مع العراق، ثم الآن الاحتلال الإيراني الذي تم للعراق عبر توظيف كل ما هو موجود في الأحواز في إيذاء العراق ترسانتهم العسكرية يمولوها بالأحواز. إذن الأحواز أصبحت سيف تقطع بإيران الدول العربية المجاورة لها ومن دون الأحواز إيران لا تستطيع أن تقوم بأي عمل عدائي ضد الوطن العربي، لذا من الواجب عليهم حماية أنفسهم وبناء منظومة مناعة قومية. مناعة أمن قومي بأن يساندوا الأحوازيين في مواجهتهم لهذا الوحش وتحرير الأحواز.

ودون هذا العمل لا يوجد أي أمان لا حاليًا ولا مستقبلا لأي دولة عربية وأثبتت الأحداث والأعمال الإيرانية.

**قبل الحوار تحدثت عن أهمية الوضع الأفغاني بالنسبة لإيران وتأثير الأوضاع الأخيرة عليها ، فما ملامح هذه الأهمية خصوصا أنه يعني العالم كله تتجه أنظاره تجاه أفغانستان وهذا الصعود المرعب لحركة طالبان؟

-  الداخل الأفغاني كان مفتت بعد الغزو الأمريكي، وحتى الإيراني له. لكن مؤخرًا ومع اتفاق الخروج الأمريكي العسكري من أفغانستان يبدو له دراسة خاصة، مقاصد واضحة بأن هذه الدولة أو هذا النظام الإيراني أصبح يلفظ أنفاسه الأخيرة. 

الأفغان الإيرانيين المعتمدين على الأرض الأفغانية في مسألة المخدرات يعني هذه المليارات التي تختصر إيران الطريق للحصول عليها في مد المليشيات والترقيع والدمار لكل مكان وطئت أقدامها فيها. كانت من ضمن الحركة حركة تواجدها في أفغانستان. هذا الأمر بعد حصول طالبان على معظم الأرض الأفغانية، كانت إيران قد تنبأت بخطورة ما سيجري والموقف الأفغاني بشكل عام وطالبان بشكل خاص المضاد لها.

التعاون الأفغاني مايزال على أوجه، في خطورة تحسب له ألف حساب الإيرانيين، خصوصا وأن الأفغان قد سيطروا على أكثر من ثمانين بالمائة والمناطق الحدودية بين إيران وأفغانستان، الآن أصبحت الآن بيد طالبان.

للأمس القريب كانت منطقة هرات الشيعية بيد إيران بشكل كامل، لكن عملاء إيران من الأفغان، وحتى الإيرانيين المتواجدين هناك قد فروا وتراجعوا إلى المدن الإيرانية في شمالها. وهناك تصريحات أفغانية بأن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، ولديهم نية في الدخول إلى الداخل الإيراني. وهذا هو حقيقة أزعج الإيرانيين واستنزفهم لأنها قطعت عنهم مليارات الدولارات لغاية الآن. ثم انفجار الوضع داخل إيران، الذي وصل لقلبها في طهران، هذا الأمر كله مفاجئ لها بسبب تراكم سنوات من التخريب والدمار والتناقضات التي أصبحت تتفجر خصوصا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية داخل إيران.

**هناك تقارير تتحدث بأن إيران سحبت من سوريا، 15 ألف عنصر أفغاني كانت جندتهم خلال الحرب السورية، لتحويلهم إلى أفغانستان مجددًا هل هذا المشهد برأيك يقول إن ما يحدث في أفغانستان الآن قد يوجه أنظار إيران عن المنطقة العربية بما قد يشكل حلحلة للأوضاع هناك؟

-الدعاية الإيرانية كثيرة والأكاذيب التي تطلقها من خلال الإعلام ووسائل الإعلام هي أكبر مما نتوقع. إيران أمام مأزق حقيقي وموضوعي من ناحية مليشياتها، وحتى الداخل الايراني ليس باستطاعتها أن تخنق كعادتها في أي موقف احتجاجي أمنيًا سواء بالقتل والإرهاب والاعتقالات. 

هذا الأمر لأول مرة يحصل في عموم إيران بهذا الشكل والوضع المتفجر في سوريا وفي أفغانستان جعلها تستنزف عسكريا، وهذا التحرك العسكري الايراني على شتى النقاط في المناطق الساخنة الأحوازية، الآذرية، مازندران طهران وكردستان بلوشستان جعلها تستنزف عسكريا، وهو ما يجعل التواجد الإيراني العسكري في الدول التي تحتلها في سوريا واليمن ولبنان والعراق أمرا واضح الضعف، لذلك نجد أن هذا الضعف قد تفجر أيضا في درعا في سوريا، والأمر الآن مُندلع في لبنان وأيضا اليمن، يعني هناك الآن المطلوب مواجهة مليشيات إيران في اليمن وفي العراق وفي سوريا ولبنان ومواجهتها لأن الميليشيات الإيرانية ودور الحرس الثوري في تراجع والانكفاء. 

لذلك نقول الفرصة استراتيجية الآن بعد ان اندلعت الأمور في الداخل الإيراني. فليعمل الجميع في جبهة واحدة في مواجهة هذا الغول والتغول الفارسي الذي هو في أضعف حالاته.

**يعني حالة الحراك الشعبي في الداخل الايراني على أكثر من جبهة ربما يعيد بنا الحديث إلى ما قبل التحركات السابقة سواء في 2018 أو حتى قبله وصولًا إلى قمع الثورة الخضراء في 2009 والتي أثبتت أن إيران لديها قوة لا يستهان بها، سواء قوات الباسيج أو غيرها قادرة على قمع التظاهرات والمواقف الشعبية المختلفة، كيف سيتعاملون في الأحواز أو في غيرها مع هذه الآلة القمعية؟

- لابد ألا ننسى أن هناك مجاميع من الجيش ما يسمى بالجيش الإيراني، وهناك ارتداد داخلها في مواجهة الوحشية التي تمارس لأن هذا يعمل في الجيش ولديه أخ لديه بيئة ينتمي لها. كما هناك أسماء كبيرة في الحرس الثوري ارتدت في مواجهة الأوامر التي تأتيهم من طهران، وهذا عامل مساعد في أن هناك تفتيت داخل البيت من الملالي ومؤسساتها الأمنية. هذا يعني أنه كلما ازدادت أو استمرت الاحتجاجات في داخل إيران كلما وجدنا أن المؤسسات الأمنية الإيرانية في حالة تراجع وتقهقر. 

هذا الأمر أصبح اليوم ملموس، الموضوع الأمني في داخل إيران لم يعد كما ذكرت في موضوع 2009 في الانتفاضة الشعبية في طهران وغيرها وحتى في 2018، اليوم المراقب الحصيف يرى كيف أن هذا القمعية الإيرانية.. نعم ما تزال بيدها واستطاعت القتل لكن لم تعد كما كانت سابقا لذلك الموضوع. الاستنزاف في أغلب المدن الأحوازية، أكثر من ثلاثين مدينة وقطع الطرق التي قامت بيها المجاميع والاحتجاجات الشعبية السلمية أنها قطعت الطرق الاقتصادية خاصة خور موسى، هذا الميناء المعتمد في اقتصاديات مليارات الدولارات بين إيران والصين تنقطع وحتى في الصالحية ثم في طهران. قطع الطرق فأكثر من مائتين شاحنة ناقلة بضائع تجارية تم قطعها تماما لمدة أربعة أيام. هذه خسائر اقتصادية لا تستطيع أن تستوعبها إيران. هذا الأمر يجب أن يستمر. لذلك النظام الإيراني يلفظ أنفاسه الأخيرة. ولابد من الاستمرار في مواجهته على كل الصعد.

** ما المنتظر من رئيسي مع بداية تسلمه السلطة؟

- يعني أنا أقول أن رئيسي اختير بعناية ونُصب كرئيس لإيران، لأن إيران تعرف أنه آخر الرؤساء. وهذا الرجل المجرم المعروف إرهابيًا المطلوب من دول العالم والمؤسسات العالمية لا يستطيع أن يخرج خارج إيران لأنه مطلوب دوليا. لذلك اختير بعناية له لأن النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة ولا حل إلا بالقتل والدمار. 

وهذا الرجل اختير ليقوم بعمليات التصفية والقتل والتصعيد القادم سيثبت أن هذا الرجل هو آخر اسم موجود في نظام الملالي. وبعون الله ستكون الشعوب منصورة عليه تردعه لتنتهي من هذا الكابوس الإرهابي المسمى الملالي وسقوط نظامه بعون الله.

**أخيرا ما الرسالة التي توجهها عبر نافذتنا من القاهرة؟

- رسالتي لشعبنا العربي الأحوازي بشكل خاص؛ تعازينا لأسر الشهداء الذين قضوا على طريق الحق الوطني والحق الإنساني في العيش، تعازينا أيضا لهذه الأسر في أذربيجان وفي طهران وفي بلوشستان وفي كردستان، لكل من صمد وصبر في أن يردع الوحشية وآمالنا بالشفاء العاجل للجرحى في الأحواز وفي كردستان وبلوشتستان وأذربيجان وطهران وغيرها. 

نحن منصورون حتما لأننا أصحاب حق، ونتمنى من أمتنا العربية وخصوصًا مصر، كعبة الثوار، أرض الأحرار، أن يقوموا بدعم حتى لو بكلمة لشعبنا الأحوازي، وللشعوب المتطلعة للحرية في إيران في مواجهة هذا الكابوس الإيراني الذي بزواله ستعم الحرية والأمان والاستقرار في دولهم حتمًا.