, اللغة هي جزء من الثقافة والثقافة تحدد هوية الشعوب ,

قال عضو لجنة التربية للمجتمع الديمقراطي في مقاطعة كوباني زنار آمد إن الشعب الكردي في روج آفا باشر نضاله في مجال تعليم اللغة الكردية مع بداية الثورة، وأشار إلى أن الأمر المهم في الوقت الراهن هو حب اللغة الكردية.

 قال عضو لجنة التربية للمجتمع الديمقراطي في مقاطعة كوباني زنار آمد إن الشعب الكردي في روج آفا باشر نضاله في مجال تعليم اللغة الكردية مع بداية الثورة، وأشار إلى أن الأمر المهم في الوقت الراهن هو حب اللغة الكردية.

وتحدث عضو لجنة التربية للمجتمع الديمقراطي في مقاطعة كوباني زنار آمد لوكالة أنباء هاوار حول أهمية اللغة بالنسبة للشعوب ودورها في تشكيل الأمم، وعلاقة اللغة مع الثقافة بالإضافة إلى وضع اللغة الكردية في ثورة روج آفا ونظام التربية المعتمد في العام الدراسي الحالي.

ونص اللقاء هو كالتالي:

– ما هي أهمية اللغة للشعوب؟

اللغة هي جزء من الثقافة، والثقافة تحدد هوية الشعوب. أي أن اللغة تعني هوية المجتمعات. اللغة هي وسيلة للتواصل بين أفراد المجتمع وإذا حرمت المجتمعات من اللغة فإنها تحرم من وسيلة التواصل والتعبير. فالمجتمعات تتواصل وتتفاهم عبر اللغة، لذلك لا يمكن أن توجد الشعوب بدون وجود اللغة.

– ما هو دور اللغة في بناء المجتمع؟

اللغة لا تنحصر في مجال الكلام والتواصل فقط، فحين يتحدث المرء بلغة معينة فإن هذه اللغة تنطوي على ثقافة، تاريخ، وعي وهوية معينة. فالمجتمعات تعبر من خلال اللغة عن ثقافتها وعن تراثها وتاريخها، وفي وقتنا الحاضر إذا أردنا أن نبني مجتمعاً وفق ذهنية معنية فيجب أن تكون هناك لغة تعبر عن ذلك المجتمع وعن تلك الذهنية.

في وقتنا الراهن إذا أردنا أن نبني مجتمعاً فيجب العودة إلى تاريخ وثقافة ولغة ذلك المجتمع وإلا فإن ذلك المجتمع لن ينتمي إلى تلك الثقافة وذلك التاريخ. ومن هنا تأتي أهمية اللغة في بناء المجتمعات. لا يمكن بناء اللغة والثقافة خلال يوم واحد، بل إن اللغة والثقافة هي نتيجة لتراكم آلاف السنين، فإذا أردنا بناء مجتمع ما فيجب أن نفعل ذلك انطلاقاً من لغته، وإذا لم يتم بناء المجتمعات انطلاقاً من لغتها فإنها ستتطور على بنية خاطئة ولن يكون مجتمعاً ينتمي إلى نفسه.

– قلتم إن اللغة هي جزء من الثقافة، ما هي العلاقة بين اللغة والثقافة؟

تعرف الثقافة بأنها جميع النتاجات المادية والمعنوية التي انتجتها المجتمعات عبر تاريخها في سبيل الحفاظ على ديمومة واستمرارية حياتها، واللغة جزء من هذا النتاج، لأن المجتمعات تؤسس نفسها من خلال اللغة، ويمكن القول إن اللغة هي جزء مهم من الثقافة، فالمجتمعات تعبر عن نفسها، علاقاتها وتعليمها من خلال اللغة، وكل هذه الأمور مرتبطة بالثقافة وبدون هذه الأمور ستكون المجتمعات مجرد كيانات خرساء، ومهما كان مستوى ثقافتها فإنها ستبقى عاجزة عن التعبير عنها.

– فيما لو فقدت إحدى المجتمعات لغتها الأم، فماذا سيكون مصير ذلك المجتمع؟

المجتمعات التي لا تنمو انطلاقاً من جذورها ستكون مجتمعات مهمشة ولن تحيا من أجل نفسها بل ستعيش من أجل الأنظمة الحاكمة وستعيش معزولة عن كينونتها. مثل هذا المجتمع سيكون سبباً للعبودية في جميع مجالات الحياة من السياسة إلى الاقتصاد وإلى الإدارة. إن عزل المجتمعات عن لغتها يعني عزلها عن هويتها، فلكل مخلوق حي صوته ولغته التي تمثل هويته ويعرف بها، وكذلك الأمر بالنسبة للإنسان.

– ما هو مستوى اللغة الكردية في وقتنا الحالي؟

بعد الحرب العالمية الثانية تم تقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء، ومنذ ذلك التاريخ تعرض الشعب الكردي في جميع الأجزاء إلى سياسات القمع والاضطهاد، حيث تم فرض الذهنية الأتاتوركية في باكور كردستان، الذهنية البعثية في باشور وروج آفا والذهنية الفارسية في روجهلات كردستان. إلا أن الشعب الكردي أبدى مقاومة شرسة في سبيل الحفاظ على ثقافته ولغته. ومع أن اللغة الكردية لم تتطور بشكل رسمي ومكتوب إلا أن المجتمع الكردي حافظ في داخله على لغته ودافع عنها. مما لا شك فيه إن سياسات القمع أثرت بشكل كبير على اللغة الكردية، وتأثر الكرد في الأجزاء الأربعة بسياسات السلطات الحاكمة، لذلك تتصاعد بعض الأحيان بعض الأصوات التي تدّعي إن اللغة الكردية لن تنجح بأن تكون لغة السياسة ولغة التعليم، وهم بهذا الشكل يستصغرون اللغة الكردية، ولكن في الوقت الراهن يجب علينا التصدي لهذا القمع والاضطهاد، يجب أن نثق بلغتنا وأن نحب لغتنا، الأمر المهم في الوقت الراهن هو حب اللغة الكردية.

– ما هو المستوى الذي وصلت إليه اللغة الكردية خلال ثورة روج آفا؟

أطلقت العديد من التسميات على ثورة روج آفا، فيقال مثلاُ إن ثورة روج آفا هي ثورة المرأة، وهذه حقيقة، ويقال أيضاً إنها ثورة الشبيبة وهي أيضاً حقيقة، ونحن بدورنا نقول إن جزاءاً مهماً من ثورة روج آفا هي ثورة اللغة الكردية. فمع بداية ثورة روج آفا دخلت اللغة الكردية أيضاً في مجال عمل أبناء الشعب الكردي. ومع ثورة روج آفا تصاعدت مساعي تطوير اللغة الكردية، حيث باشرت مؤسسة اللغة الكردية والمعلمين التابعين لها بنشر وتعليم اللغة الكردية، وبدأت مختلف الشرائح الاجتماعية بتعلم لغتهم الأم.

لقد بذلت مساع كبيرة في سبيل تعليم اللغة، وفي الأيام الأولى لمحاولات نشر اللغة الكردية أبديت مقاومة كبيرة أيضاً، والنتيجة تأسست مؤسسات اللغة الكردية وتم إعداد المعلمين، كما أعيدت الأسماء الأصلية للقرى والمدن، ويمكن القول إن مساعي نشر اللغة الكردية لم تنحصر في مجال التعليم فقط بل انتشرت في مختلف مجالات الحياة، وأدرك أبناء روج آفا إن اللغة الكردية تتعرض للقمع، لذلك بذل جهود ومساع جبارة لبناء نظامه التربوي وتغيير الأنظمة التربوية السابقة. إلا أن كل هذه الجهود غير كافية لأن اللغة الكردية تعرضت للقمع على مدى 200 عام، وعليه لا بد من بذل المزيد من الجهود بهدف تطوير وتقدم اللغة الكردية.

– ما هي التغييرات التي ستنتج عن النظام التربوي الجديد الذي اتبع في العام الدراسي الحالي؟

لقد أثبت العلم إن الطفل الذي يتلقى التعليم بلغته الأم يزداد قابلية لتلقي العلوم والأفكار وبالتالي النجاح في التعليم، فالطفل الذي يتلقى التعليم بغير لغته الأم يلاقي صعوبات جمعة في تلقي العلوم وفي التطور. وما نسعى إليه في روج آفا الآن هو تعليم اللغة الأم لجميع المكونات خلال السنوات الثلاثة الأولى للتعليم، وبعد ذلك يمكنهم تعلم اللغة التي يرغبون بها. يجب أن يستفيد الطفل من التعليم حتى يكون فرداً فعالاً في المجتمع.

– ما هو ندائكم للمثقفين ولجميع أبناء المجتمع؟

ندائي لجميع المثقفين، المعلمين ولجميع أبناء المجتمع هو العمل من أجل تعزيز حب اللغة الكردية بين المجتمع والعمل على إثراء اللغة وتعزيز ثقافة القراءة والكتابة. اللغات الأخرى تحاصر اللغة الكردية، وعلى جميع المثقفين وأبناء المجتمع العمل من أجل كسر هذا الحصار.

...