الصيادلة في ختام كونفرانسهم الأول في حلب يستنكرون استخدام الاحتلال التركي للأسلحة الكيمياوية

عقد اتحاد الصيادلة في حلب، كوانفرانسهم الأول تحت شعار "بمهنة الصيدلة نرتقي الى مجتمع صحي سليم" وذلك برعاية مؤسسات المجتمع المدني في حلب. واختتم الكونفرانس أعماله بانتخاب رئاسة مشتركة وقراءة بيان تنديداً باستخدام الاحتلال التركي للأسلحة المحظورة دولياً.

ضمن الجهود الحثيثة التي تبذلها مؤسسات المجتمع المدني لتنظيم كافة الأصناف الموجودة في مدينة حلب خلال تأسيس  الاتحادات المدنية للمهن، عقد اليوم  الكونفرانس الأول لاتحاد الصيادلة. 

وعقد الكونفرانس في كافتيريا طلة حلب الواقعة في القسم الشرقي من حي الشيخ مقصود، بحضور العشرات من الصيادلة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب.

بدأت أعمال الكونفرانس بالوقوف دقيقة صمت تلاها إلقاء كلمة من قبل الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا غريب حسو الذي تحدث عن التطورات السياسية في المنطقة والتحديات والتهديدات التي تواجهها.

قال حسو في بداية حديثه إن "من يمتلك إرادة خلق التنظيم في وسط الأزمة التي تعاني منها سوريا على مدار سنواتها الـ11 هو إنجاز على كافة الأصعدة، واختارته حركة المجتمع الديمقراطي لخدمة المجتمع".

كما نوه حسو إلى أن "التنظيم موجود في مناطق شمال وشرق سوريا إلا أنه أشار إلى أن ذلك غير كاف لمواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة، ويجب تصعيد النضال ورفع سويته في إطار التنظيم "

وأشار إلى أن "العالم بات يرى مناطق الإدارة الذاتية ومشروعها شيئاً يحتذى به لأنها أثبتت جدارتها في التعاطي مع كافة العوائق في ظل الأزمة الخانقة التي يعاني منها الشرق الأوسط وسوريا خاصة".

انتقد حسو "الأنظمة الفاشية التي عملت على خلق حكومات وصفها بحكومات الحروب القائمة على بث الفتن والطائفية والحروب لضمان استمراريتها".

وعن المؤامرة الدولية التي استهدفت إرادة الشعوب في شخص القائد عبد الله أوجلان قبل 24 عاماً قال حسو" لو تمعنا في معتقدات أغلب الدول الأوروبية والشرق أوسطية نجد بأن جميعها متورطة في هذه المؤامرة إلا أن الشعب استطاع بإرادته التغلب على هذه المحن عبر التنظيم".

وقال حسو إن "الوضع الراهن ساهم في إبراز قطبين على الساحة وهما كل من قطب الأنظمة الفاشية وقطب الشعوب الديمقراطية التواقة للحرية، وعليه يجب تصعيد النضال، للوصول إلى مجتمع ديمقراطي حر".

في نهاية حديثه استذكر حسو شهداء قوات الكريلا في جبال كردستان وانتقد ممارسات الحزب الديمقراطي الكردستاني التي تطوق مجال نضال الشعب الكردي.

أعمال الاتحاد والنظام الداخلي

بعدها قرأ عضو اتحاد الصيادلة بشار دلو التقرير السنوي لاتحاد الصيادلة في حلب تضمن الوضع التنظيمي والفعاليات التي قام بها الاتحاد على مدار عام كامل من حملة لجمع التبرعات، إلى جانب العمل على تقديم حسومات لحاملي دفاتر الصحة من عمال ومعلمين وغيرهم وذلك بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، وغيرها من الأعمال التي قام بها الاتحاد.

تلا ذلك قراءة الصيدلاني راغب حاج حسن النظام الداخلي لاتحاد الصيادلة في شمال وشرق سوريا ، والذي عقد مؤتمره الأخير بحضور ممثلين عن صيادلة حيي الشيخ مقصود والأشرفية والمشاركة في اتخاذ قراراته ومخرجاته.

ليختتم الكونفرانس بانتخاب مجلس جديد لإدارة اتحاد الصيادلة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية مكون من أربع صيادلة وهم كل من : بشار دلو، راغب حاج حسن، نيفين عمر، عبد العزيز بركات.

بيان إدانة استخدام تركيا للأسلحة الكيمياوية

وفي نهاية الكونفرانس أدلى الصيادلة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية ببيان استنكروا فيه انتهاج دولة الاحتلال التركي لاستخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد قوات الدفاع الشعبي في جبال كردستان، حيث قرئ البيان من قبل الصيدلاني بشار دلو.

وجاء في مستهل البيان أن تاريخ الدولة التركية حافل باستخدام القنابل والأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً والخارجة عن المعاهدات والقوانين الدولية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية على الرغم من أنها من بين الدول التي وقعت على هذه المعاهدات فقد استخدمتها في عفرين وسري كانيه وراح ضحيتها المدنيون العزل ولأكثر من 367 مرة استشهد خلالها 46 من مقاتلي الكريلا نتيجة الصمت الدولي المريب ودعم   حلف الناتو هو ما شجع الدولة التركية ذات العقلية الإنكشارية على الاستمرار في ذلك وبوتيرة أعلى.

فيما نوه البيان إلى أنه خلال الستة أشهر الأخيرة استخدمت الدولة التركية القنابل والغاز الكيماوي لأكثر من 2400 مرة بحسب اللجنة الحقوقية ضد قوات الدفاع الشعبي HPG استشهد خلالها 27 من مقاتلي الكريلا و17 منهم مؤخراً.

وقال أيضاً "رغم كل هذه الوسائل والأساليب الفاشية لم تستطع هذه الذهنيات العفنة ضرب إرادة الكرد وحركاتهم التحررية التي باتت تمتلك براديغما خاصة بها تعتمد على فكر وفلسفة عصرية وقوات مقاومة تدافع عن وجودها وتحقيق حرية الشعوب كل ذلك نتيجة المقاومة الفكرية من إمرالي والعسكرية في جبال كردستان والشعبية والحقوقية والدبلوماسية في كل الساحات".

فيما اعتبر البيان حكومة AKP-MHP قاب قوسين أو أدنى من هزيمتها وتعيش أزمة خانقة على كل الصعد ومؤشرات ذلك واضحة من الأزمة الاقتصادية والأخلاقية التي تعيشها تركيا وفشل مشروعها في العثمانية الجديدة المرتكزة على الإسلام السياسي، مشيراً إلى أن فكر وأطروحة مقاتلي الحداثة الديمقراطية قوة محورية في المنطقة لا يمكن حل معضلات المنطقة بدونهم.

وأدان البيان المجازر بأشد عبارات التنديد مطالباً حكومة إقليم كردستان بالسماح للمنظمات الدولية بالوصول إلى أماكن استخدام هذه الأسلحة الكيماوية بالرغم من وجود مقاطع فيديو تثبت ذلك بعدسة مقاتلي قوات الدفاع الشعبي.

كما طالب البيان أيضاً اللجان الطبية والصحية بما فيها منظمة أطباء بلا حدود واللجان الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان كافة بالخروج عن صمتها والقيام بواجبها الإنساني والأخلاقي وإبداء موقف واضح وصريح بإدانة الدولة التركية لاستهدافها مقاتلي الحرية، والطبيعة لما لها من تأثير كبير على البيئة.

في النهاية أشار البيان إلى أن البشرية لم ولن تنسى هيروشيما وناكازاكي وحلبجة وسوف تحاسب المجرمين وتقدمهم للمحاكم الدولية لينالوا جزاءهم العادل.