"احرار الشرقية" تاريخ حافل بالإرهاب والداعم الأكبر الدولة التركية

مع اندلاع الحرب السورية ظهرت العديد من المجموعات الإرهابية والتي حملت أفكار وايديولوجيات مختلفة،والتي اغلبها اتفق على الولاء للدولة التركية الداعم الأكبر لها، وابرزها احرار الشرقية.

تأسست جماعة أحرار الشرقية الإرهابية خلال الحرب في سوريا، وتحديداً عام2016 على يد أفراد معظمهم في المنفى وآخرون في محافظة دير الزور،بدعم تركي واضح لاستغلالهم في محاربة الوجود الكردي،الامر الذي دفعها للانخراط في صفوف المجموعات الإرهابية الأخرى تحت مسميات عدة منها "الجيش الوطني السوري" .

وينتمي العديد من أفراد هذه الجماعة الى قبيلة الشعيطات 

كما وان معظم مقاتليها كانوا أعضاء في آلوية تتبع لجبهة النصرة الإرهابية او مايسمى حاليا "هيئة تحرير الشام" وحركة احرار الشام الإرهابية،وتنظيم داعش الإرهابي ولعل ابرز الأدلة التي تثبت علاقة هذه الجماعة بالتنظيمات الإرهابية هو الدور البارز الذي لعبه الإرهابي أبو ماريا القحطاني عضو تنظيم جبهة النصرة الارهابية في تأسيسها عام 2016.

شاركت هذه الجماعة في العديد من المعارك في مناطق شمال وشرق سوريا،في عفرين بالإضافة لمناطق الباب ،الراعي،جرابلس. وتقول تقارير إعلامية بأن عدد مقاتلي الجماعة تجاوز 2000 عنصر عام 2019.

ويعمل أعضاء الجماعة الآن بشكل كبير في المناطق التي تحتلها تركيا ،حيث تسيطر على العديد من المدن والقرى ولها حواجز امنية في تلك المناطق وسجون سرية بالإضافة لعمل عناصرها مع الشركات الأمنية التركية التي ترسل المرتزقة إلى وجهات خارج سوريا مثل ليبيا واذربيجان وشمال العراق.

سجل حافل بالجرائم بدعم تركي

ويعد سجل هذه الجماعة حافلا بالجرائم الفظيعة من اعدامات ميدانية واغتيالات وتعذيب واخفاء قسري وابرز تلك الجرائم هي اغتيال المناضلة السياسية هفرين خلف.اثناء هجمات جيش الاحتلال التركي على مناطق سري كانيه وكري سبيه حيث اعترض أعضاء الجماعة طريق سيارتها وأخرجوها بالقوة وأغتالوها رميا بالرصاص.

كما واعترض افراد الجماعة وبتاريخ 13 تشرين الأول/أكتوبر 2019، سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الكردي بالقرب من بلدة سلوك،وقاموا باغتيال سائقها محمد بوزان برصاصة في الرأس، ومن ثم تم إعدام المسعفة هيفي خليل التي كانت داخل السيارة، وبعد ذلك قام العناصر بنقل السيارة والجثامين إلى جانب المشفى الأهلي مشفى بلدة سلوك ورموا الجثامين عند مدخل المشفى قبل أن يقوموا بإغتيال الممرضة العاملة في المشفى ميديا خليل عيسى .

كما وأقدمت الجماعة أيضا  بعد احتلال مدينة عفرين على ارتكاب الكثير من الجرائم ومنها إعدام مدنيين في قرية جقلا جومه ومنهم الشابين حسين عبد الرحمن حسين صاغر /24/عاماً، وليد جميل صوراني /18/عاماً رمياً بالرصاص في ساحة إحدى مدارس مدينة عفرين، وكذلك فريد خليل نعسو، محمد عبدو مجي وزكريا إيبو حمدي في قرية ديوا التابعة لناحية جندريسه.

عقوبات أمريكية على الجماعة وقيادييها

ومع تولي الرئيس الأمريكي، جو بايدن لمنصبه،فرضت وزارة الخزانة الأمريكية بتاريخ الأربعاء28 تموز-يوليو عقوبات على ثمانية أفراد وعشرة كيانات في سوريا من بينها  جماعة أحرار الشرقية الارهابية المدعوم من قِبل تركيا واثنين من قيادييها، وهم أحمد إحسان فياض الهايس، ورائد جاسم الهايس.
وقالت الوزارة إن الأول المعروف باسم "أبو حاتم شقراء" ، هو زعيم أحرار الشرقية ومتواطئ بشكل مباشر في العديد من انتهاكات حقوق الإنسان للميليشيا، وأضافت أنه تورط في تهريب النساء والأطفال الأيزيديين ودمج أعضاء داعش السابقين في صفوف أحرار الشرقية.
أما رائد جاسم الهايس، المعروف باسم أبو جعفر شقرا وهو ابن عم أحمد الهايس ، كان القائد العسكري لأحرار الشرقية منذ أواخر عام 2017.، وأحد الشخصيات البارزة فيها، وأضافت أنه أشرف شخصياً على عمليات السرقة المنظمة وبيع المعدّات للمنازل والمزارع المدنية وأنه يقود أعضاء سابقين في داعش، بمن فيهم عضو سابق في داعش المعروف بتعذيب المدنيين بشكل متكرر، وهو الآن مسؤول أسلحة ثقيلة في أحرار الشرقية.
وقالت الوزارة إن فصيل أحرار الشرقية ارتكب عدداً من الجرائم ضد المدنيين، خاصة بين الكرد السوريين.
وأضافت بأن المدعو أحمد إحسان فياض الهايس لديه سجلّاً من انتهاكات حقوق الإنسان، وأنه ارتكب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في سوريا بما في ذلك اغتيال السياسية والأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف، إضافة إلى حراسها الشخصيين في أكتوبر من عام 2019.

وأضافت الوزارة أيضاً بأن الفصيل قتل عددا من المدنيين في شمال شرق سوريا، بينهم عاملون في مجال الصحة، كما انخرطت الميليشيا في عمليات اختطاف وتعذيب ومصادرة ممتلكات خاصة من المدنيين، ومنع النازحين السوريين من العودة إلى ديارهم.


تقارير ومصادر تؤكد سعي الاحتلال لحل الحركة

تشير تقارير إعلامية بوجود مساع لحل جماعة أحرار الشرقية  ودمج عناصرها مع عدة فصائل أخرى،منها الحمزات، العمشات وفيلق الشام، في محاولة تركية لخلط الأوراق واسترضاء الجانب الامريكي المتحفظ بقوة على أنشطة الجماعات المتطرفة التي تعمل تحت إمرته.وكشفت تلك التقارير أن الجماعة تسعى إلى إيجاد مخرج لها كون المجموعة المذكورة مدرجة اسمها في قوائم الإرهاب العالمية وهي مرتبطة بشكل لصيق مع اجهزة الاستخبارات التركية.حيث بدأت سلطات الاحتلال بقطع المواد اللوجستية والاسلحة عنها كمرحلة أولية، بهدف تفكيكها رويداً رويداً.كما تفيد بعض المصادر بأن الاستخبارات التركية نشطت مصادرها ضمن المجموعة لخلق مشاكل بين عناصر المجموعة بهدف اضعافها وتفكيكها.

الامر الذي أدى الى نشوب خلافات داخلية ضمن الجماعة في مدينة كري سبي  وأدت إلى انشقاق عناصر من  لواء المنتصر من بين صفوف المجموعة المذكورة.