الرقة: نبض الحياة يعود إلى المدينة من جديد  

قبل عام وفي مثل  هذه الأيام كنا نتجول في قلب مدينة الرقة المحررة من تنظيم داعش. الجميع كان على ثقة أن أهالي المدينة سيعودون إلى منازلهم رغم كل الدمار لكن لم يكن أحد يتوقع أن تعود الحياة إلى المدينة بهذه السرعة نظراً لحجم الدمار الذي أصابها. 

 

قبل عام لم تكن ترى في الرقة سوى مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في المدينة، واليوم كل شيء تغير في المدينة إلى حد كبير. وإلى جانب الدمار الكبير نرى كيف أن الحياة عادت إلى المدينة.
أهالي الرقة وحتى اليوم يتذكرون السنوات الأربعة التي عاشوها في أصعب الظروف تحت حكم داعش ويتبادلون أطراف الحديث عن تلك الأيام بكل حزن وألم.
وتقول كوثر أحمد البالغة من العمر 32 عاماً، والتي عادت لتردي زيها الملون، وتعمل في أحد المؤسسات الإعلامية في مدينة الرقة في حديثها إلينا: "في أحد الأيام عندما كانت المدينة في قبضة داعش قال والدي عني "أنتِ لستي ابنتي" ، لماذا قال هذا؟ لأني خرجت من المنزل إلى الشارع وقامت جماعة من مرتزقة داعش بتوقيفي وحبسي في السجن ليوم واحد والسبب لأن حذائي كان عالياً ولم يكن يتناسب مع اللباس الرسمي الذي فرضه داعش على النساء في المدينة. حينها قال والدي لوالدتي: "هذه لم تعد ابنتنا". 
كوثر وعندما كانت تقول هذه الكلمات كانت علامات الخوف ظاهرة على وجهها وقالت: "إلى اليوم نخشى عودة داعش إلى المدينة".
نتابع جولتنا في الأحياء الرئيسية في المدينة، شاهدنا حركة كثيفة لأهالي المدينة في الشوارع بشكل يوحي إلى عودة الحياة رغم كل الظروف والخوف من عودة داعش. إلى جانب هذا النشاط في كل شارع هناك آلية تقوم بتنظيف الشارع ورفع الأنقاض.
وخلال جولاتنا التقينا السيد عبد الله عريان عضو لجنة إعادة أعمار الرقة، الذي حدثنا عن عملهم قائلاً: إن "عمليات إزالة الأنقاض من المدينة لم تنتهي بعد، كما أن إعادة تأهيل خطوط المياه والصرف الصحي قد انتهت والمياه تصل كل الخطوط".
من ناحية التعليم أيضاً المدارس افتتحت أبوابها ويوجد في كل مدرسة اليوم ما يزيد على ألفين طفل يتلقون تعليمهم.
في هذا السياق حدثنا عضو لجنة التعليم علي شنان وقال: إنه "تم افتتاح جميع المدارس لكن البعض منها بحاجة إلى ترميم، كما أن بعضها يجب إزالتها بالكامل وبناءها من جديد. وحتى اليوم تم افتتاح 12 مدرسة في المدينة ويوجد في كل مدرسة نحو ألفي طالب".
ومن ناحية الاهتمام بالمجال الصحي ووفقاً لما شاهدناه في المدينة فقد تم إعادة تأهيل عدد من المستشفيات في المدينة.
واليوم فإن المدينة التي شاهدناها مدمرة بشكل كامل قبل عام، تحولت إلى مركز للعمل يضج بالحياة.