يسعى لإحياء الفنون اليدوية المشبعة بالثقافة الكردية

يسعى لإحياء الفنون اليدوية المشبعة بالثقافة الكردية، عبر أعماله الفنية، وافتتاحه الدورات التدريبية لتعليم الأطفال.

 

يسعى لإحياء الفنون اليدوية المشبعة بالثقافة الكردية، عبر أعماله الفنية، وافتتاحه الدورات التدريبية لتعليم الأطفال.

الفنان عبد الله محمد صالح عبدو من مواليد عامودا 1971 خريج معهد الفنون في مدينة قامشلو عام 1991 ويعمل مدرساً لمادة الرسم في مدارس مدينة عامودا، ويعمل في مرسم ضمن قبو لمركز هوري للثقافة والفن بمدينة عامودا.وطبيعة عمل عبدو هي العمل بصنع المجسمات والتماثيل بمادة الصلصال التي تتركب من مادتي “الغراء والنشاء” بالإضافة إلى استخدام الطين في صناعة مجسماته ثم حرقها في تنور لتتماسك، كما يرسم لوحاته بالقماش بعد تلوين بعضها وطلائها، ويعتمد كثيراً على الفسيفساء في رسم اللوحات، ماعدا رسم اللوحات بالريشة والألوان.

وافتتح الفنان عبدالله عبدو ورشة للأعمال اليدوية الفنية كاللوحات الفسيفسائية، والمنحوتات وغيرها في مركز الهوري، وأغلب أعماله تجسد الثقافة الكردية والأحداث التي يمر بها الشعب الكردي ونضاله، كما يسعى لتعليم هذا الفن للأطفال من خلال افتتاح الدورات.

وافتتح عبدو حتى الآن 3 معارض لأعماله في مدينة قامشلو وعامودا بتواريخ متفرقة، وتدور فكرة ومحتوى أعمال عبدو اليدوية والفسيفسائية بشكل عام حول طبيعة البيئة التي نشأ فيها الفنان. إذ يلاحظ في أعماله تجسيده للشخصيات والرموز التي تعبر عن الشخصية والثقافة والتراث الكردي، وتظهر بعض الجوانب من الحياة القروية والريفية الكردية، بالإضافة إلى بعض الأعمال الرمزية التي تدل على مقاومة ونضال الشعب الكردي والظروف التي يمر بها. [AMUD-SEWAKAR-EBDO-5]

ورسم عبدو في يوم تحرير مدينة كوباني لوحة فنية من القماش الملون تعبر عن مقاومة مدينة كوباني، وهي عبارة عن كتلة من القماش في وسط اللوحة تمثل مركز المدينة تتفرع من حولها قطع القماش وهي التي تعبر عن الإنسانية الملتفة حول كوباني والداعمة لها بحسب وصف عبدو للوحته.

وفي ذكرى يوم كوباني العالمي صنع عبدو لوحة من الصلصال، وهي تجسد مقاتل ومقاتلة من وحدات حماية الشعب والمرأة يسدلان علم وحدات حماية الشعب من على تلة مشته نور باتجاه كوباني، وهي رسالة موجهة لجميع العالم بأن مدينة المقاومة كوباني انتصرت.

ويسعى عبد الله محمد صالح عبدو إلى نشر هذا الفن وتعليمه لطلبته وتدريب جيل من ذوي المواهب في صناعة الأشياء اليدوية المشبعة بالثقافته الكردية، وتجسيد تلك الثقافة في أعمالهم الفنية اليدوية

وافتتح عبدو حوالي 5 دورات للطلبة بأعمار مختلفة من الذين يرغبون بتعلم صنع المجسمات بالصلصال والفسيفساء وغيرها من المواد، وذلك ضمن مركز هوري، بالإضافة إلى دورات مسائية يقيمها في منزله.

وأكد عبدو أن هذا النوع من الفنون وخاصة صنع الأجسام والأشخاص بالطين والخشب وغيرها من المواد موجودة في الثقافة الكردية منذ القدم، حيث كانت تمارس من قبل أطفال الشعب الكردي قبل عقود ماضية وبعضها لايزال مستمراً حتى الآن حيث كانت الأمهات تصنعن الألعاب لأطفالهن من الطين والعيدان والقماش وقال عبدو “إن هذا الفن ليس بجديد في مجتمعاتنا وثقافتنا وعلينا أن نعيد إحياءه لأجيالنا من جديد، ولاسيما بعد سيطرة التكنولوجيا على عقول أطفالنا وإبعادهم عن المجتمع، ونحن لا نهدف إلى إيجاد المئات من الفنانين المبدعين، نريد فقط تدريبهم وليكن بينهم عدد مقبول من المبدعين في هذا المجال ليجسدوا الواقع الكردي في أعمالهم ويحافظوا عليها من الاندثار”.

ويرى الفنان عبد الله عبدو بأن الفن الكردي في مجال الصلصال والفسيفساء  يحتاج إلى دعم كبير من قبل الجهات المعنية لتنمية هذا الفن في المناطق الكردية ولاسيما مع وجود مواهب كثيرة في المقاطعة.