شمال وشرق سوريا: الجمعيات التعاونية النسائية تنمو وتزدهر مع النساء

يزرع اقتصاد المرأة في شمال وشرق سوريا 45 ألف دونم من الأراضي الزراعية ويوفر فرص عمل للآلاف من النساء.

توفر كل من لجنة الاقتصاد في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ولجنة اقتصاد المرأة في مؤتمر ستار، فرصاً للعمل للنساء، كما وتساعدن في تطوير الزراعة أيضاً.

هناك جمعيات تعاونية نسائية في شمال وشرق سوريا منذ ثلاث سنوات، وبدأت لجنة اقتصاد المرأة العديد من المشاريع الجديدة هذا العام، توجد ثلاث جمعيات تعاونية في قرى الزهيرية وعين ديوار وتقل بقل في مدينة ديريك وتعمل فيها 60 امرأة، وفي مدينة كركي لكي، تعمل حوالي 39 امرأة في الجمعيات التعاونية، وفي قرية دوكر أيضاً، تعمل أربعة عوائل في الجمعيات التعاونية، وتعمل 160 امرأة في الجمعيات التعاونية النسائية في مدينة الشدادي، وهناك في تل تمر والدرباسية أيضاً، ولم يتم تأسيس جمعيات تعاونية في قرى كوباني بسبب الأوضاع الأمنية لقربها من الحدود، ولكن في العام 2023، تم تأسيس أولى الجمعيات التعاونية هناك وحالياً توجد جمعية تعاونية مكونة من 5 نساء في كوباني، وتعمل 19 عائلة ضمن 4 جمعيات تعاونية في الشهباء، ويتم دفع 75 بالمئة من دخل تلك الجمعيات التعاونية للنساء اللواتي يعملن ضمنها، و10 بالمئة يذهب إلى الصناديق التعاونية، ويتم تخصيص 15 بالمئة من الدخل لإنتاج مشاريع جديدة وتدخل في خزينة لجنة اقتصاد المرأة.

التجهيزات لمشاريع جديدة

وبجانب زراعة القمح والكمون والحمص والعدس والنعنع في شمال وشرق سوريا، بدأت زراعة أشجار الفواكه أيضاً في هذا العام وما يزال المشروع مستمراً، وتشرف لجنة اقتصاد المرأة على العمل في هذا المشروع في إقليم الجزيرة، وفي الأول من آذار، تم زرع أربعة آلاف شجرة من أشجار النخيل والتين والعنب والزيتون في مدينة ديريك، وسوف تؤتي هذه الأشجار ثمارها في غضون عامين، وسيتم تسليم كل 10 أشجار إلى إحدى العوائل وسيعملون بها كجمعية تعاونية، وفي إقليم الفرات، تم زرع أربعة آلاف وخمسمائة شجرة عنب أيضاً، وسيتم إرسال محاصيل تلك الأشجار إلى جمعيات الكونسروة لتعليبها، وستبدأ لجنة اقتصاد المرأة بإنتاج الأسمدة الطبيعية من قشر البيض والفواكه، وذلك من أجل الحفاظ على النظافة في لجنة الاقتصاد ومن اجل انتشار ثقافة النظافة.

الأراضي الزراعية البالغ مساحتها 45 ألف دونم

تحدثت الإدارية في لجنة اقتصاد المرأة شمال وشرق سوريا، كوله مراد، إلى وكالة فرات للأنباء، وقالت:" كانت إحدى أهداف تأسيس لجنة الاقتصاد هي إنشاء الجمعيات التعاونية، وكان هدفنا الأول هو إعادة الروح الجماعية، أردنا أن يقوي الناس الروح الاجتماعية وروح التعاون والمساعدة مع بعضهم البعض".

وأعلنت كوله مراد بأن لجنة اقتصاد المرأة تملك أراضٍ زراعية تبلغ إجمالي مساحتها 45 ألف فدان، وقسم كبير من هذه أراضيها هي في القرى والارياف، وقالت:" لدينا عدد قليل من الأراضي الزراعية في المدن، ويتم اختيار النساء والعوائل الساكنين بالقرب من الأراضي الزراعية من اجل الاعتناء بها، وذلك، لأنه يجب على أولئك الذين ينضمون إلى الجمعيات التعاونية، أن يكونوا قادرين على الاهتمام بتلك الأراضي وزراعتها بشكل جيد، لأنه يجب أن يفهموا الزراعة، وأن يعتنوا بالأراضي، ولذلك، عندما يكون لدينا حقل بالقرب من قرية ما، فإنه يتم اختيار عائلة من تلك القرية تكون ساكنة بالقرب من ذلك الحقل، وليست هناك حاجة للخبرة من اجل الجمعيات التعاونية، لأن أهلنا في القرى يعرفون ويفهمون الزراعة، تجاربهم كثيرة جدا، وبمرور الوقت يزيدون من تجاربهم، والأمر الأساسي هو العناية بالأرض والعناية بالحقول".

تأثيرات الحرب والحصار الاقتصادي على زراعة القمح

وصرحت كوله مراد بأن الأراضي في شمال وشرق سوريا هي أراضٍ غنية وقالت:" أراضينا صالحة للزراعة، وتثمر كل شجرة يتم زراعتها، وإقليم الجزيرة هي المنطقة الأنسب من حيث الماء والهواء، ولكن مناطقنا الأخرى هي منتجة أيضاً، ونحن نولي الاهتمام الأكبر لزراعة القمح، ونذر الحرب تلوح دائماً في الأفق، وبالإضافة إلى الحرب، الحصار ما يزال مستمراً أيضاً، ولذلك فإن مشكلة الخبز والدقيق موجودة، ولهذا فإننا مضطرون بالتركيز على زراعة القمح، وبالإضافة للقمح، فإنه يتم زراعة العدس والحمص والكمون والشعير والذرة والنباتات العشبية وأشجار الفواكه أيضاً، وبالأخص، لم يكن هناك أبار مياه في الأراضي الزراعية التي تملكها لجنة اقتصاد المرأة، وكانوا يبقون بانتظار هطول الامطار، كانوا يعتمدون على نوع من الحظ، ولم نصل إلى الآن إلى المستوى الذي نستطيع فيه تلبية احتياجات شمال وشرق سوريا، لقد وصلنا إلى مستوى معين ولكن لا نستطيع تلبية كافة الاحتياجات بعد، يبيعون المحاصيل التي قمنا بزراعتها بسعر زهيد، وشعبنا راضٍ عن هذا الأمر، كما يتم تخزين القمح في المستودعات أيضاً".

آبار المياه والطاقة الشمسية

وأفادت كولي مراد بأنهم قد بدأوا بحفر آبار المياه حول الحقول والأراضي الزراعية هذا العام، وسيقومون بزيادة عدد الآبار وقالت:" كلما كانت المياه متوفرة بكثرة، كلما تطورت الزراعة أكثر، نحتاج إلى مواد تقنية، ومع الوقت سوف يتم تأمين هذه الاحتياجات، وأيضاً، بدأنا بالتجهيز لبناء أنظمة الطاقة الشمسية، وذلك بسبب وجود مشاكل الوقود والكهرباء في المنطقة، وبهذه الطريقة سنقوم بحل هذه المشاكل عبر أنظمة الطاقة الشمسية، وكل هذه المشاريع ستكون في خدمة إلى الجمعيات التعاونية".