قمّة "العلا" تنهي 3 أعوام من الأزمة الخليجيّة وتمهّد لمرحلة جديدة من العمل المشترك

أنهت قمّة "العلا" الخليجيّة، التي عُقدت في المملكة العربيّة السعوديّة برئاسة وليّ العهد محمّد بن سلمان أمس الثلاثاء، الأزمة بين دول الخليج العربي والتي دامت 3 أعوام، متوّجة بتوقيع اتّفاق وُصف ب"الإيجابي والتاريخي".

وانعقدت القمّة في قاعة "مرايا" بمحافظة "العلا" السعوديّة وبحضور قادة وممثّلي دول الخليج وأيضاً كبير مستشاري البيت الأبيض الأمريكي، جاريد كوشنير وأمين عام جامعة الدول العربيّة، أحمد أبو الغيط وأمين منظّمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين.

وقال محمّد بن سلمان في كلمة افتتاحيّة القمّة إنّ العاهل السعودي "وجّه بتسمية القمّة بقمّة السلطان قابوس (سلطان عُمان) والشيخ صباح (أمير دولة الكويت)" اللذين رحلا العام الماضي "عرفاناً لما قدّماه من أعمال جليلة عبر عقود من الزمن في دعم مسيرة مجلس دول الخليج المباركة".

وأوضح بن سلمان أنّ الاتّفاق الذي تمّ التوصّل إليه في قمّة "العلا" أكّد على "التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي" بالإضافة إلى "تعزيز أواصر الودّ والتآخي بين دولنا وشعوبنا بما يخدم آمالها وتطلّعاتها".

كما أشاد بجهود الولايات المتّحدة الأمريكيّة و"جميع الأطراف" التي ساهمت في نجاح المساعي الرامية لإنهاء الآزمة الخليجيّة والتي مهّدت ل"نجاح القمّة".

بدوره، وصف نائب رئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، محمّد بن راشد، القمّة الخليجيّة ب"الإيجابيّة والناجحة" مشيراً في تغريدة له على "تويتر" إلى أنّ قمّة العلا "موحّدة للصف ومرسّخة للأخوّة"، وأضاف "شاركت اليوم في قمّة العلا.. برعاية أخي خادم الحرمين الشريفين ووليّ عهده الأمير محمّد بن سلمان.. المتغيّرات والتحدّيات المحيطة بنا تتطلّب قوّة وتماسكاً وتعاوناً خليجيّاً حقيقيّاً وعمقاً عربيّاً مستقرّاً".

وحظيت قمّة العلا الخليجيّة ب"مباركة" مصريّة، حيث أصدرت وزارة الخارجيّة بياناً أوضح "حرص" القاهرة على "التضامن والتوجّه نحو تكاتف الصف وإزالة أيّ شوائب بين الدول العربيّة الشقيقة".

وتضمّن البيان الختامي لقمّة العلا عدّة نقاط تمحورت حول التكامل الاقتصادي والعمل الأمنيّ والعسكريّ المشترك ومكافحة الإرهاب، إلى جانب توحيد جهود دول مجلس التعاون الخليجي في مكافحة وباء كورونا، مؤكّداً على ضرورة توحيد الجهود في مواجهة "الخطر الإيراني" وأيضاً حلّ الأزمة السوريّة على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254.

ورحّبت الجامعة العربيّة بمخرجات القمّة الخليجيّة، حيث قال أمينها العام، أحمد أبو الغيط إنّ "أي تحركٍ فعّال يؤدي إلى تصفية الأجواء العربية ويَصُب في صالح النظام العربي الجماعي محلّ ترحيب، ويعزّز من قوّة الجامعة العربية وتأثيرها"، فيما ثمّن الاتحاد الأوروبي مبادرة إنهاء الأزمة الخليجيّة، مشيداً بدور دولة الكويت في تعزيز الاستقرار بين دول الخليج.

كما رحّب رئيس حزب "المستقبل" التركيّ المعارض، أحمد داوود أغلو باتّفاق فتح الحدود البرّية والجوّية والبحريّة بين السعوديّة وقطر، مشيراً في تغريدة له على تويتر إلى أنّ "تجاوز المشاكل بين قطر والسعودية وفتح الحدود أمر يدعو للامتنان".