مؤتمر الحوار اللبناني - الكردي في بيروت يبحث تفعيل أسلوب الحوار بين الشعوب

انطلق صباح اليوم الأحد، في العاصمة اللبنانية بيروت، فعاليات مؤتمر الحوار اللبناني-الكردي تحت شعار "نحو عيش مشترك ومواطنة متساوية"، وذلك بحضور العديد من الشخصيات الأرمنية والكردية والعربية والسريانية في لبنان.

وبدأت فعاليات المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحرية.

وقررت اللجنة التحضيرية للمؤتمر صباح اليوم تغيير اسمه من مؤتمر الحوار العربي - الكردي إلى مؤتمر الحوار اللبناني – الكردي.

وألقى الأستاذ حسان قطب، كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، قال فيها: "إن الهدف من هذا المؤتمر هو مناقشة قضية نعتبرها في غاية الأهمية، خاصة في هذه المرحلة الحساسة في المنطقة عامة، ولبنان خاصة، ولتفعيل أسلوب ومنطق الحوار بين الشعوب، إذ لطالما كانت منطقتنا نموذجاً لتفعيل الثقافات ونشوء الحضارات".

وأضاف قطب "نسعى اليوم بكل موضوعية وجرأة إلى إعادة إطلاق الحوار بين الشعوب، وسنعالج ونناقش بالتحديد قضية الحوار بين الشعبين العريقين العربي والكردي في هذه المنطقة، لنسأل ونتساءل كيف ومتى وأين ولماذا أصبحنا كذلك؟ وما العوامل الطبيعية التي حوّلت العيش المشترك بين الشعوب إلى اقتتال بينها، بالإضافة إلى التحريض بينها".

من جهته، قال المفكر والأكاديمي العراقي، والمختص بشأن الحوار العربي – الكردي، الدكتور عبد الحسين شعبان، في كلمة له: "إن الغرض من هكذا مؤتمرات هو التعرّف على واقع المطالب الكردية، وعلى لسان الكرد بشكل حر وفي إطار مواقف عربية بعضها يستمع لأول مرة إلى واقع التنوع القومي في المنطقة، ناهيك عن ما تعرّض له الكرد من مظالم".

وأضاف الدكتور شعبان أن "فكرة الحوار تنمّ عن رغبة في إيجاد حلول ومعالجات، ووضع مخرجات للتطبيق، يمكن أن تكون خلفية لأصحاب القرار. فالحوار العربي – الكردي، الذي كنّا وما زلنا ندعو إليه، هو حوار معرفي وثقافي وفكري وحقوقي يبدأ من منطلقات المصير المشترك والحقوق المتكافئة وتوسيع الخيارات بما يستجيب لمصالح الشعبين العربي والكردي".

وأكد أن "تركيا مثلاً تلتهب فيها القضية الكردية منذ الثمانينات، وينشط فيها حزب العمّال الكردستاني PKK، حيث ما يزال زعيمه عبد الله أوجلان رهن السجن منذ عام 1999، وهو صاحب فكرة (الأمة الديمقراطية) التي تكمن في إطارها تحقيق حقوق الشعب الكردي بالاعتراف به وبخصوصيته وحقه في حكم نفسه بنفسه. أما إيران فما تزال تعتبر القومية بدعة وضلالة، وكل بدعة في النار، وبالتالي فأي مطالبة بالحقوق القومية تنظر إليها بصفتها استهدافاً للجمهورية الإسلامية".

ويضم جدول أعمال المؤتمر جلستين، تدير الجلسة الأولى السيدة حنان عثمان، وبدأت في الساعة 10:30 يتحدث فيها الدكتور صلاح أبو شقر، عن تاريخ العلاقات الكردية - العربية والوجود الكردي في لبنان، فيما تتحدث نعمت بدر الدين عن السياسات الاستعمارية والتدخلات الإقليمية، ثم يلقي الأستاذ حسان قطب مداخلة عن تأثير ذهنية وأدوات الدولة القومية على العلاقات العربية - الكردية، قبل أن تنتهي الجلسة الأولى بنقاشات حرة لمدة ساعة.

وبعد استراحة لمدة نصف ساعة، تبدأ الجلسة الثانية الساعة الواحدة، ويديرها الصحفي الأرمني، هامو موسكوفيان، وتشمل كلمة للدكتور خالد العزي، يتحدث فيها عن التضامن ووحدة المصير بين الشعوب في مواجهة التحديات، ثم يلقي الأستاذ إبراهيم مراد كلمته عن ثقافة العيش المشترك وأخوة الشعوب، تليها مداخلة للسيدة بشرى علي، عن دور المرأة المحوري في دمقرطة المجتمع، قبل أن تنتهي الجلسة بكلمة للأستاذ عبد السلام أحمد عن الحلول والمشاريع المقترحة: دولة المواطنة ومشروع للأمة للديمقراطية، لتنتهي الجلسة الثانية بنقاشات حرّة ومشاركة الحضور لمدة ساعة.

وينتهي المؤتمر بإلقاء البيان الختامي، ودعوة الحضور إلى مأدبة غداء.

يذكر أن فعاليات مؤتمر الحوار اللبناني - الكردي، هو تتمة لمؤتمرات عدة عقدت في دول عربية أخرى، كان آخرها في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، في العاصمة الأردنية عمان، بعنوان "العرب والكرد… الحوار طريق المستقبل المشترك"، وقد اختتم المؤتمر، بإصدار البيان الختامي وعدد من التوصيات ومنها: "من مستلزمات دولة المواطنة الحديثة هي العلاقة المتكافئة بين الشعبين العربي والكردي. نظراً لتاريخهما وثقافتهما المشتركة، وكذلك المصير المشترك".