بعد طمسه لعدة سنوات..قطاع الثقافة والفن في الرقة يشهد نهضة كبيرة

استطاع مركز الثقافة والفنون في الرقة إعادة إحياء التراث الشعبي من خلال الرسم والنحت والعزف والغناء, يأتي ذلك بعد طمس القطاع الثقافي ابان احتلال تنظيم داعش الإرهابي لمدينة الرقة.

وبعد دحر تنظيم داعش الارهابي عام 2019 على يد قوات سوريا الديمقراطية, بدأت الحياة تعود إلى المدينة مجدداً, بسواعد الأهالي والمؤسسات المحلية, وبعد إزالة الأنقاض, بدأ الاهالي بالعودة إلى المدينة بعد 3 سنوات من النزوح المرير.

وكان للمثقفين دور مهم في إزالة الفكر الذي زرعه التنظيم خلال فترة سيطرته على المدينة, وبعد الدمار الذي لحق بالمركز الثقافي القديم, اندثرت الكتب والتراث ما بين الأنقاض.

وبدوره بدأ مجلس الرقة المدني بترميم مبنى المركز الثقافي, الواقع جنوب المدنية ويتألف من طابقين، الأول يضم قاعة المسرح وصالة معرض الرسومات والمنحوتات ومكاتب مخصصة لأقسام أخرى، أمام الطابق الثاني فيضم المكتبة المليئة بالكتب المتنوعة التي تناسب كافة المكونات والاعمار.

كما وافتتح مجلس الرقة المدني في نيسان 2019 مبنى الثقافة والفنون, والذي يضم عدة أقسام ثقافية وفنية وأدبية, ليستطيع الفنانون عرض مواهبهم للمرة الأولى منذ عام 2014 دون خوف من الاعتقال.

وفي ذات السياق, اجرت وكالة فرات للأنباء لقاءً مع المتحدث باسم مركز الثقافة والفنون في الرقة سعد الكحيص والذي أكد بأن الثقافة والفن ازدهرت بعد تحرير المنطقة من تنظيم داعش.

وقال سعد الكحيص في مستهل حديثه "بعد تحرير مدينة الرقة, تعرض المركز الثقافي لدمار كلي أثر المعارك التي دارت في المدينة, واندثرت العديد من التحف الفنية والكتب التي يعود تاريخها الى مئات السنين, واستطعنا إخراج بعض الكتب من تحت الركام بعد عمليات نقل البقايا إلى خارج المدينة".

وأكمل  "كان تنظيم داعش يحارب فكر المثقفين ويحاول طمس الثقافة, كونهم يحملون فكر مضاد للفكر المتطرف, وحاول التنظيم استقطاب الفئة الشابة والاطفال, وبث فيهم روح التطرف والعنف الدموي".

وأوضح "بجهود محلية استطعنا إعادة تأهيل المركز الثقافي مجدداً, واستقطاب الأطفال ذوي المواهب, والمثقفين القدماء في الرقة والعازفين الشعبيين والمطربين الذي من خلال أغانيهم يعبرون عن تراث الرقة العريق.

وأضاف "يتكون المركز الثقافي من عدة اقسام ثقافية تسعى الى الرقي في العمل الثقافي, وتتألف من مكتب الموسيقا, ومكتب التراث صالة المسرح, مكتب الآداب, مكتب النحت, يجسد كل مكتب روح الفن من خلال الأعمال الفنية والموسيقا الفلكلورية التي تعبر عن أصالة المنطقة, وتشارك في جميع المهرجانات والحفلات المحلية".  

واختتم سعد الكحيص "استطعنا بفترة وجيزة استقطاب المثقفين, والاطفال ذوي المواهب من خلال المكاتب المختصة في شؤون جذب المواهب لتشكيل قاعدة تضم كافة الموهوبين من كافة المكونات".

وتستمر لجنة الثقافة والفن التابعة لمجلس الرقة المدني بالمشاركة في الفعاليات وعقد الندوات الأدبية والشعرية لتجديد الفكر الذي اندثر لعدة سنوات على يد تنظيم داعش الارهابي.