الراوي أركمن: القصة لها دورا كبيرا في إحياء الذاكرة المجتمعية  

تحدث الحكواتي أركمن آيهان، عن كيفية سره لقصصه الذي كان يؤلفها من محض خياله، مؤكداً بأن قصصه لعبت دوراً رئيسياً في احياء ذاكرة المجتمع، وإن ضغط الحكام واضطهادهم، جعل التاريخ الشفوي والثقافة الشفوية والأدب الشفوي أكثر انتشاراً وأقوى بين الكرد".

ولد أيهان اركمن عام 1973 في بلدة بازارجخي في ناحية ديغور في ولاية قرس؛ مارس مهنة المحاماة في قرس لمدة أربع سنوات بعد تخرجه من كلية الحقوق،  وأصبح رئيساً لبلدية بازارجخي واعتقل في عام 2011 أثناء عمله كرئيس للبلدية.

وتحدث أيهان أركمن، الذي كان يعمل على القصص لفترة طويلة وينشره في المجتمع كتابياً وشفهياً، عن الخلفية التي استمد منها فكرة سرد القصص وقال: "لقد كتبت القصص، وكنت سأطبعها، لكنني وجدت أنه سيكون نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي اكثر فعالية واستقطاباً للرأي العام؛ كانت منصة للتعبير عن نفسي، لان  الناس يتابعون هذا أكثر مما يقرؤون، وعلاوة على ذلك، بدأت أيضاً في نشر قصصي على موقع اليوتيوب، وبعدها شعرت بالحماس بأن اوصل نشر قصصي التي كانت تدخل الى بيت كل عائلة، وهكذا بدأت بسرد القصص".  

واوضح أركمن أن العديد من الشباب حاضرون في برامجه القصصية، ويتواصلون معه ويطرحون الأسئلة وهذا يعزز آماله ويشجعه على الاستمرار وقال: "أنا متفائل بمستقبل رواية القصص من هذه الناحية، حيث لدينا مئات المغنين، لكن رواة القصص لدينا قليلون، لذا علينا دعمهم وتوفي الفرص لهم لتطوير مجالهم، لان القصص مرتبطة بثقافة المجتمع ومرتبطة بوجود أي مكون".

وفيما يتعلق بالعلاقة بين سرد القصص والتمثيل الصوتي، قال أركمن: "كل مغني هو راوي قصص ولكن ليس كل راوي قصص هو مغني، فالراوي يعرف قصته فقط ولا يعرف الأغنية المترافقة مع القصة، فالاثنان يعززان بعضهما البعض بشكل دائم، حيث يقوم المغني الذي يتأثر بالقصة بتأليف اغنية عليها؛ كانت هناك قصة درامية لزليخة وسيو  حيث قمت بسماعها وكتابتها وروايتها مؤخراً، وبعد أن سردت تلك القصة قام المغني العم زاهر بتأليف أغنية عليها، لذلك يمكن للمرء أن يقول إن هناك دائماً حواراً بين الثقافتين".

ذكر أركمن أن هناك أدباً شفهياً في جميع المجتمعات، وسرعان ما أتيحت الفرصة لبعض الناس للكتابة عنه وقال: "كانت تلك الآداب الشفهية موجودة لدى الكرد، ولكن بسبب عدم وجود مكانة لدى شعبنا، وطريقة حياتهم، او ربما لأن التعليم لم يكن منتشراً بشكل كبير، لم تنتشر الثقافة الشفوية بشكل اوسع ولم تصل لمستوى الكتابة؛ المغني والراوي لعباً دوراً ريادياً في هذا".   

وفيما يتعلق بسرد القصص والذاكرة الاجتماعية، قال أركمن: "قد يساعد ذلك في ابقاء الذاكرة الاجتماعية حية، فالقصص والأغاني هي روح المجتمع، والمجتمع يتنفس بتلك الروح".

 

وتعليقاً على القصة والتاريخ، قال الراوي أيهان أركمن: "لكل قصة خلفية تاريخية، حيث اقوم بسرد قصص عن احداث القرن الماضي أكثر من سرد قصص كلاسيكية، عندما احول هذه الى قصص، اقوم بقراءة التاريخ الى جانب ما يقال لي، واقوم بحياكة الاحداث وفقاً لذلك"

وعن كيفية صياغة قصصه تحدث أركمن انه كان يبحث عن الاشخاص كي يسردوا له حقائق الاحداث والقصص التي تختبئ وراءها، لكن الآن يقوم الناس بسرد القصص له وقال: "انهم يرسلون لي القصص من جميع انحاء العالم، حيث يقومون بتسجيل اصوات الاشخاص المعمرين بينهم او يقومون بكتابتها حين سردهم لهم ويرسلونها لي شفهياً او كتابياً".

وفي ختام حديثه  تطرق أركمن الى الضغوطات التي يمارسها الحكام والانظمة الديكتاتورية بحق الشعب الكردي وهويتهم وثقافتهم وقال: " لقد جعل ضغط الحكام واضطهادهم، التاريخ الشفوي والثقافة الشفوية والأدب الشفهي أكثر انتشاراً وأقوى بين الكرد".