اتحاد الفنانين في إقليم الجزيرة ينتخب رئاسة مشتركة جديدة وثلاثة نواب

اختتم اتحاد الفنانين في إقليم الجزيرة أعمال كونفرانسه الثاني الذي عقده اليوم تحت شعار "الفن الثوري هوية المجتمع الحر"، بانتخاب رئاسة مشتركة وثلاثة نواب.

وحضر الكونفراس الرئاسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي، وأعضاء وعضوات اتحاد فناني إقليم الجزيرة وأعضاء هيئة الثقافة والفن بإقليم الجزيرة، وعقدفي  قاعة جامعة روج آفا بمدينة قامشلو.

وبدأ الكونفراس بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكراماً لأرواح الشهداء، تلاها إلقاء كلمة ترحيبية من قبل الرئيس المشترك لاتحاد الفنانين بإقليم الجزيرة علي عبدالله رحب خلالها بالحضور واستهل حديثه بالقول: "لعلنا نساهم معاً في رسم ملامح جديدة للحياة الفنية والإبداعية لبناء مجتمعنا ونقوم ولو بجزء بسيط ونعمل لإغناء هذا التراث ونحافظ عليه".

مشيراً إلى أهمية الفن ودوره في بناء الحضارات، والمساعي لطمس معالمها "فتراثنا غني جداً وقد كانت هناك محاولات كثيرة منذ القدم من أجل طمس معالمه وهويته الحضارية ورسالته الإنسانية عبر الزمن والتأثير فيه عبر كل تلك الحقب التي مرت على مجتمعنا خلال تاريخه الطويل كل ذلك يعود إلى أسباب وظروف كثيرة مرت بنا، لكن يجب علينا أن نحاول إعادة إحيائه من جديد من خلال السعي إلى الحفاظ عليه وخلق مجتمع مثقف وواع، يدرك قيمة ذلك التراث والفلكلور وأهمية الفن ودوره في بناء الحضارة الإنسانية والمجتمعية ويشارك الجميع في عملية البناء هذه وتطويرها".

وبين عبدالله الهدف من تأسيس اتحاد فناني إقليم الجزيرة "القيام بهذه المهمة السامية للحفاظ على الإبداع التاريخي لشعبنا، والسير على نهج المبدعين القدماء، لإكمال مسيرتهم الطويلة في حقلي المعرفة والإبداع والإسهام ولو بجزء يسير في ذلك، من خلال القيام بالعديد من الفعاليات والنشاطات بحسب الإمكانات والطاقات المتوافرة في المجتمع منذ تأسيسه وحتى اللحظة الراهنة، ليؤكد على أنه لا يدخر جهداً، وسيقوم بكل ما يملك لتفعيل دور الاتحاد، في أداء الرسالة الحضارية المرجوة منه على أكمل وجه".

وأضاف عبدالله: "نحن بحاجة إلى ثورة شاملة في كافة نواحي الحياة، وخاصة في الجانب الفني والإبداعي لأن الظرف الذي نمر به الآن يفرض علينا أن نجعل هذه الثورة مهمة أساسية من مهام الحياة، لأنها تظهر مدى قدرة المجتمع على الاستجابة للتطورات والظروف المرحلية، والتعبير عن حاجة أبنائه بشكل أفضل، خاصة بعد أن تطورت الوسائل التي تساعد على ذلك".

وطالب الرئيس المشترك لاتحاد فناني إقليم الجزيرة علي عبدالله أعضاء الاتحاد "لا بد لنا من الاستفادة من التطورات المرحلية، والإمكانات المتاحة، لخلق مجتمع جديد وواعٍ، وذلك سيكون أحد أهم أسس الحياة".

تلاها إلقاء كلمة من قبل الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي غريب حسو قائلاً: " إن إرادة المجتمع قوية أمام مخططات الاحتلال وهجماته إلا أن الثقافة والفن لعبا دوراً كبيراً في مواجهة هذه الهجمات. الفن هو هوية المجتمع، الثقافة والفن روح المجتمع، فالمجتمع صاحب ثقافة وفن قديم، فالهجمات على المجتمع يكون أكثرها على ثقافة وفن ذاك المجتمع".

وأضاف أن الشعب الكردي يقاوم منذ آلاف السنين "فمجتمعنا منذ آلاف السنين لم يرَ يوماً دون هجمات والعيش بحرية، دائماً تشن علينا هجمات وسياسة قذرة تحاك ضد إرادتنا نعيش في مرحلة صعبة مرحلة هجمات احتلال لمناطقنا وسنمر في المستقبل أيضاً بهذه الصعوبات".

وقال: "جميع دول العالم في أيام مناسباتهم وأعيادهم يستمعون إلى موسيقا تفرح قلوبهم، لكن نحن عندما نستذكر أياماً فإنها تكون أيام المجازر الجماعية والحزن والألم، الأعداء الذين احتلوا أراضي كردستان وما زالوا متمسكين بإصرار بالأراضي المحتلة، ومهما يحدث أمام هؤلاء المحتلين من مقاومة وتضحيات كبيرة العدو لن يتراجع عن احتلاله".

وأشار غريب حسو "ما ظهر في السنين الأخيرة أن عدونا في ضيق، المحتلون الذين على أراضينا يتشتتون شيئاً فشيئاً، من كان يعلم بأن سوريا ستعيش حالة حرب أو العراق أو الشرق الأوسط بشكل عام ستكون في مشكلة أو حالة من الخوف ولكن نحن الشعب الكردي كنا نصدق بأن هذا سيحدث وأن جميع الضغوطات ستنفجر يوماً ما، فالذي قاوم ودافع عن مكتسباته هو إرادة الشعب الكردي، وظهر بأن الشعوب والدول الأخرى ليس لديهم مخطط".

وقال: "السبب الذي أطال الحروب في أغلب دول العالم هو أنه توجد ثورة في الشرق الأوسط، تقدم إرادة الشعوب وإظهار دور كل مكون وشخص في المنطقة وأوله دور المرأة والشباب وهذا لعب دوراً كبيراً في الدول الإقليمية لهذا فلسفتنا وثقافتنا وفننا هم الذين يستطيعون حل جميع المشاكل. لهذا الجميع يحاربنا يومياً بشن هجمات على كردستان وإبادة جماعية".

وأشار "خروج الاحتلال التركي من الأراضي السورية لن يحدث بسهولة إلا إذا كانت حكومة دمشق على تواصل معنا كإرادة سورية نخرج المحتل من أراضينا وإلا فالاحتلال التركي لن يستطيع خروج الاحتلال التركي لوحده لهذا قال الكثير من المحللين السياسيين بأنها اتفاقية خطرة"

واختتم غريب حسو حديثه "نحن مركز مهم في سياسة الدول الإقليمية، نحن الآن واقع من خلال مقاومتنا وصمودنا أثبتنا وجودنا للعالم أجمع".

ومن جانبها بينت نائبة هيئة الثقافة والفن بإقليم الجزيرة ماريا آحو بأن الفن يمثل قلب المجتمع "سفراء الفن والإبداع والثقافة يمثلون قلب المجتمع النابض بالحياة ووجدانه ويمثلونه حق تمثيل أينما كانوا فهم ينتمون إليه وهم رسله ولا أحد يستطيع إنكار دورهم الإبداعي الرائد في الوجود، للأفكار النيرة التي يحملونها، وهم يجوبون أصقاع الأرض لأنهم سفراء الفن والمحبة والسلام".

 وأضافت "فلا بد من التركيز على كافة الإمكانات المتاحة، من أجل رفد المجتمع بنتاج إبداعي وفني مميز، يعبر عن ضرورات المرحلة التاريخية التي نمر بها، ويقف عندها، ليكون قادراً على الارتقاء به نحو الأفضل مع التطويرات المغذية لوعي المجتمع".

وتمنت في ختام حديثها التوفيق والنجاح لأعمال الكونفرانس الثاني "الذي لا يقتصر على الدعوة إلى وضع الفن مرة أخرى في دائرة الاهتمام ليس بالفن فقط بل بنشر التراث الإبداعي والحضاري والثقافي  للمجتمع، والسعي لإقامة مجتمع واع يشارك الجميع في بنائه وتطويره".

ومن ثم تم مناقشة الوضع التنظيمي لاتحاد فناني إقليم الجزيرة.

واختتم الكونفراس بانتخاب رئاسة مشتركة لاتحاد فناني إقليم الجزيرة وهما كل من "مصطفى عمر وأفين علي" وثلاثة نواب وهم كل من "جيمن عثمان وعماد خلف وعبد القادر سوسك"