استمرار فعاليات مهرجان السلام للطفولة بالطبقة

عبّرت العروض الغنائيّة والمسرحيّة خلال اليوم الثّاني لمهرجان "السّلام الأوّل للطفولة" في مدينة الطّبقة عن مدى الارتباط العميق لشعوب المنطقة بأرضهم، وعن جوهر التمسّك بالثقافة العريقة الّتي تشكّل هوية الشعوب وأصالتها.

وشارك في اليوم الثاني والذي أقيم في بلدة المنصورة شرق مدينة الطبقة 3 فرق فنية من مركز الثقافة والفنّ في الطبقة، وهي فرقة براعم الفرات للغناء الجماعيّ، فرقة الفنون الشعبيّة وفرقة العروض المسرحيّة.

واستهلّ برنامج المهرجان بكلمة ألقتها الرئيسة المشتركة للجنة الثقافة والفنّ في الطبقة بيريفان دودخ التي رحّب فيها بالحضور، وسردت فيها برنامج العروض التي سيقدّمها الأطفال.

وانطلقت العروض التي قدّمها الأطفال بأداء رقصات متنوعة من قبل فرقة الفنون الشعبية، من بعدها قدّمت فرقة براعم الفرات الغنائية مقاطع من أغانٍ تراثيّة مزجت التاريخ الفراتي العريق في حناجر الأطفال الذي اعتلوا المنصّة بالزّي العربي الفلكلوري، ثمّ تلاها عرض مسرحي بعنوان "تراب الوطن" بعث خلالها الأطفال عدة رسائل قدّست حب الوطن والدفاع عنه.

الرئيس المشترك للجنة الثقافة والفن في الطبقة علي العلايا أوضح خلال لقاء على هامش المهرجان الذي ينطلق للمرة الأولى في منطقة الطبقة وعن شعار المهرجان الذي سمّي "عطونا الطفولة عطونا السلام"، أشار قائلاً: " لقد أطلقنا هذه الشعار تعبيراً منّا عن حقوق أطفالنا التي سلبت خلال سنوات الحرب الفائتة، وفقدوا أبسط حقوق الطفولة من تعليم وأمن وأمان لذا ارتأينا إطلاق هذا الشعار لإيصال رسائل أطفالنا وما حقّقوه اليوم بعدما ذاقوه في الحرب".

وبيّن العلايا الأهداف التي دفعت لجنة الثقافة والفن لإحياء مثل هذا المهرجان في منطقة الطبقة، "من خلال المهرجان حاولنا احتواء أكبر عدد من المواهب لدى الأطفال ودمجها ضمن نسيج ثقافات متعدّدة بهدف التبادل والتنوّع، وسعينا إلى تنمية هذه المواهب من خلال العروض الكبرى أمام حشود جماهيرية كبرى".

وعن جوهر العروض التي قدّمها الأطفال والرسائل التي لخّصوها عبر فنّهم من غناء وتمثيل، قال العلايا: "تم اختيار محتوى العروض الفنية وفق رغبات الأطفال وشغفهم فيها، فبالغناء تمّ التركيز إلى الأغاني الشعبية التي تجسّد ثقافة المنطقة الفراتية المتعدّدة، في حين أبرزت العروض المسرحية ثقافة شعبنا بحبّه لأرضه وتقديمه ما يملك في سبيل الحفاظ عليها والدفاع عنها بشكل جماعي تعبيراً عن تعاضد الشعوب بمختلف ألوانها".

العلايا أضاف في ختام حديثه: "لقد عملت الدولة التركية خلال احتلالها عدة مناطق في شمال وشرق سوريا على طمس المعالم الثقافية وتشويه الحقيقة التاريخية لشعوب تلك المنطقة، وذلك كونها دولة لطالما عرفت بتاريخها الزائف وإن وجد تاريخ لها فهو تاريخ العثمانية تاريخ القتل والتشويه والهيمنة كما تحاول اليوم الأردوغانية فعله بأشكال متنوعة ووحشية".

واختتم برنامج فعاليات اليوم الثاني من المهرجان بعقد حلقات الدبكة العربية والكردية على صدى الأغاني الفلكلورية.

وشارك يوم أمس أكثر من 150 طفلاً بتقديم العروض الغنائية من عزف منفرد وعرض مسرحي وغناء شعبيّ.

ومن المقرّر أن تستمر فعاليات مهرجان "السلام الأول للطفولة" تحت شعار "عطونا الطفولة عطونا السلام" إلى يوم غد لتختتم في بلدة الجرنية في ريف الطبقة الشمالي الغربيّ.

ANHA