قره سو: شعبنا مصمم على كفاحه وسيصبح عام 2022 عاماً لمواصلة هذا الكفاح

صرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، مصطفى قره سو، أنه للإجابة على السؤال "أي نوع من المقاومة ستكون في عام 2022؟" يجب أن ينظر المرء إلى مقاومة عام 2021 وقال: "سيناضل شعبنا بتنظيم عالٍ، وسيحقق النصر في نضاله ضد الدولة التركية بلا شك".

تحدث عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، مصطفى قره سو في برنامج على فضائية (Medya Haber TV)، عن الاحداث التي شهدها عام 2021 .

وفي بداية حديثه استذكر عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، مصطفى قره سو، ‏كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق ديزموند توتو، الذي توفي منذ فترة قصيرة، بكل احترام وتقدير وقال: "لقد قدم جهوداً عظيمة من اجل حرية القائد عبدالله اوجلان، كان صديقاً للشعب الكردي، واراد ان يذهب الى إمرالي للقاء القائد، الا ان حزب العدالة والتنمية لم تسمح له؛ لقد عد ديزموند توتو، القائد اوجلان الذي يخوض نضال الحرية على انه قائد ليس لحل قضية الشعب الكردي فقط وانما لحل قضايا الشرق الاوسط ايضاً، كان يكن للقائد احتراما كبيراً وبدوره احبه القائد بسبب مواقفه الثورية ومساندته للشعوب المضطهدة، وعلى هذا الاساس لن ننساه وسيخلد الشعب الكردي جهوده ونضاله  وسيسطر التاريخ الكردي اسمه على انه صديق الشعب الكردي".

وتطرق قره سو في حديثه الى الفعاليات التي نظمها الكردستانيين في بريطانيا، فرنسا، ايطاليا واسبانيا بقيادة النقابات لدعم ومساندة نضال القائد اوجلان، وجهود الشعب الكردي وأصدقائهم من أجل الحرية الجسدية للقائد اوجلان وشطب حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب، مشيراً إلى أن "عام 2021 كان عاماً لدعم ومساندة القائد والحزب.

وقال: "نعتقد أن الكفاح الذي خاضه شعبنا عام 2021 قرب الحرية الجسدية للقائد بشكل اكثر، لان الشعب الكردي واصدقائهم مصممون على تحرير القائد بغض النظر عما تقوله الدولة التركية الفاشية.

يمضي القائد اوجلان 23 عاماً في السجن حيث قدم خدمة عظيمة للإنسانية والنساء لم يقدمها احد من قبله، حيث طور نموذجه ونظريته في الفكر لكي تعيش الإنسانية حياة حرة وديمقراطية، ومن هذه الناحية يعد القائد حر بفكره وفلسفته وموقفه ونضاله في قلوب الناس؛ فهو الشخص الأكثر حرية في التفكير في العالم، والحرية الجسدية ستتحقق عن قريب بفضل نضال الشعوب المؤيدة لفكره ونهجه لأن العالم اجمعه بحاجة لهذا الفكر وهذا النهج؛ عندما حيكت المؤامرة الدولية ضد القائد، تحول النضال الذي بدأ تحت شعار "لن تستطيعوا حجب شمسنا"، الى شعلة من المقاومة واليوم يقترب القائد من الحرية الجسدية، وعلى هذا الاساس، نستذكر شهداء حملة "لن تستطيعوا حجب شمسنا" بكل تقدير واجلال، كما احيي الشعب الكردي وكافة الشعوب التي ناضلت في عام 2021 من اجل حرية القائد .

وفي مستهل حديثه استذكر قره سو مجزرة باريس بحق الثوريات الكرديات الثلاث: سارة، روناهي وروجبين والتي تدخل عامها الـ 9 وقال: "كانت سارة احد مؤسسي حزبنا، لقد قضينا معا في السجون لسنوات، وكانت احدى اسس نضال السجون، لهذا تم استهدافها من قبل الانظمة الفاشية، فقبل استشهاد الرفيقة سارة بأشهر قليلة، نُشرت قائمة استهداف تضم 22 شخصاً، وكانت هي من بينهم، حيث استغلت الاستخبارات التركية (MÎT) استهتار الدول الاوروبية واللغة الناعمة التي كانت توجهها لتركيا، وقامت باغتيال الثوريات الكرديات الثلاث؛ الرفيقة سارة كانت شخصية تاريخية.

رسخت الرفيقة سارة مجزرة ديرسم في صميمها وانخرطت في نضال حزب العمال الكردستاني بنهج القائد اوجلان من اجل تحرير الشعب الكردي من جهة، ومن جهة اخرى من اجل الانتقام لضحايا مجزرة ديرسم، وعلى هذا الاساس لن ينسى الشعب الكردي النضال الذي خاضته سارة ورفيقاتها من اجل حرية شعبهن، وبهذه المناسبة نستذكر كل من الرفاق روبار، خليل ومراد الذين استشهدوا في 6 كانون الثاني، بكل احترام وتقدير، كما نستذكر بكل احترام سيفي دمير وفاطمة أويار وباكيز نايير، اللواتي استشهدن  اثناء مقاومة الادارة الذاتية، ونؤكد ان مقاومتهن ستتخلد في كردستان حرة، لن تنسى مقاومة الادارة الذاتية  في تاريخ كوردستان، وعلى هذا الاساس نستذكر باحترام كل شهداء هذه المقاومة المقدسة".

وتعليقاً على موقف فرنسا من مجزرة باريس، اكد قره سو إن الدولة التركية، تستغل عضويتها في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وتضطهد الشعب الكردي بسهولة، كما تتبع سياسة الإبادة الجماعية بحقهم وقال: "هناك علاقات قذرة تربط تركيا بألمانيا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى ايضاً، ليس فقط بفرنسا، ففي الحقيقة عندما يتعلق الأمر بالكرد، الجميع يلتزمون الصمت حيال سياسات الإبادة الجماعية بحقهم بسبب التحالفات القذرة التي تربطهم، لهذا تستغل الدولة التركية هذه التحالفات وتشن مثل هذه الهجمات الوحشية؛ من خلال تسليط الضوء على هذه المجزرة، اظهرت فرنسا عدم احترام لشعبها وتاريخها، الجميع يدرك بأن الدولة التركية خططت لاستشهاد الثوريات الكرديات الثلاث في رحم باريس، وتم التأكيد بالفعل على أن الشخص المعتقل عضو في الاستخبارات التركية MIT والذي تم اغتياله في معتقله فيما بعد للتستر على الجريمة".

كما اوضح قره سو ان هذه المجزرة ليست مجرد لاغتيال ثلاثة نساء ثوريات، وانما هي تنفيذ قرار إبادة كل كردي حر في أي مكان، كما هي انتهاك لقانون الاتحاد الأوروبي والفرنسي وقال: "اذا كان هناك ارهاب وكان هناك وضع يجب ملاحقته فهو سياسات الدولة التركية، ففي القانون الدولي يتم محاكمة كل دولة يرتكب مثل هذه الجرائم، فالدستور الفرنسي ينص على عدم محاكمة مرتكبي هذه الجرائم فحسب، بل أيضاً من يقومون بالتخطيط لها؛ الرأي العام الفرنسي يدرك جميع الحقائق، لكن لم يتم الكشف مرتكبي المجزرة بسبب السياسات التي تربط الدولتين، أو لان فرنسا تمارس ضغوطاً علانية على الدولة التركية، فلو لم يكن كذلك  لماذا لا تكشف فرنسا عن مرتكبي المجزرة ؟ إما لعدم الكشف عن الحلفاء أو انها تستخدم تركيا كسيف دموقليس".

واشار قره سو الى أهمية محافظة النساء على الارث النضالي التي خلدتها الرفيقة  سارة، قائلاً: "بالطبع، لا يجب على النساء الكرديات فحسب، بل الفرنسيات أيضاً تسليط الضوء على جريمة القتل هذه، كما يجب إدانة تركيا لدورها في المجزرة، فقد قيل بالفعل إن هناك تواجداً اجتماعياً وثيقاً للنساء في فرنسا، لهذا يجب على جميع النساء أن يصرحن بموقفهن، لأن الرفيقة سارة كانت رائدة في النضال من أجل حرية المرأة، وابدت مقاومة تاريخية ضد دولة الاحتلال التركي الفاشية، لهذا  الحفاظ على الارث النضالي الذي خلدته سارة هو الحفاظ على نضال المرأة الكردية والحفاظ على النضال من اجل الحرية والديمقراطية".

وبدوره دعا قره سو النساء إلى المشاركة في النضال وقال: " يمكن أن يصبح المرء جديراً بتضحيات الرفيقة سارة من خلال تعزيز النضال من أجل حرية المرأة، وبهذه الطريقة، أدعو جميع النساء للنضال على اساس أهداف سارة، وتوسيع النضال من أجل تحرير المرأة في جميع أنحاء العالم".

كما علق عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني ((KCK، مصطفى قره سو، على الحصيلة العامة التي كشف عنها مركز الدفاع الشعبي قبل ايام ، قائلاً: "الحصيلة العامة للعمليات التي نفذها مقاتلو الكريلا والتي كشف عنها  مركز الدفاع الشعبي (NPG) تظهر حجم الاضرار التي تعرض لها العدو بسبب المقاومة البطولية التي خاضها مقاتلينا؛ سيكون لهذا الكفاح وطأة في عام 2022ايضاً، حيث سيواصل مقاتلو الكريلا وشعبنا نضالهم وكفاحهم، لهذا يجب على المرء ان يدرك ماهية  المقاومة في عام 2022  من خلال النضال الذي خاضه مقاتلينا وشعبنا عام 2021 ، وعلى هذا الاسا أحيي كل الرفاق والقادة الذين شاركوا في المقاومة ومرة أخرى استذكر جميع شهداء الحرية  باحترام وكرامة".

كما استذكر قره سو بأن هذه المجزرة التي قامت بها دولة الاحتلال التركي في كوباني، والتي راح ضحيتها 6 مواطنين كرد، وقال إن "الولايات المتحدة وروسيا تلتزمان الصمت حيال هذه الهجمات، في حين إذا وقعت هذه الهجمات في أجزاء أخرى من العالم، فأن العالم سيقف بوجهها، ففي الآونة الأخيرة، تسببوا في استشهاد 3 أفراد من عائلة كلو، كما استشهدت النساء في كوباني و6 شبان كرد أيضاً، فإذا كان هذا الهجوم في أي مكان آخر من العالم لكانت ستقوم القيامة حينها، لكن عندما يشنون الهجمات على روج افا، يلتزم الجميع الصمت حيال هذه الهجمات، فإذا قاوم شعبنا، سينتصرون بالتأكيد على دولة الاحتلال التركي، ففي عام 2022 يهدف شعب روج افا إلى إنهاء هذا الاحتلال، فإذا صعد أهالي روج آفا نضالهم، فلن تتمكن الدولة التركية من البقاء في الأراضي التي احتلتها".

وبشأن مؤتمر الشباب الذي عقد في آمد والذي حضره عدد كبير من الاشخاص، قال قره سو، "أن مؤتمر الشباب الاخير هو في الواقع تعبير عن هذا الغضب، فيمكن للمرء أن يفهم رد فعل المجتمع من موقف الشباب، لذلك كان مؤتمراً مليئاً بالحماس والغضب شديد والتصميم على النضال، وهذا يدل بوضوح على هزيمة فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في مواجهة النضال من أجل الحرية، حيث لا تستطيع الدولة التركية، التي لم تحقق نتائج بعد الكثير من الهجمات التي شنتها، تنفيذ سياستها، قائلاً "رغم كل هذا الضغط والقمع فإن الشباب اذا ما زالوا واقفين ضد هذه الهجمات، فقد يرون بوضوح عن شعور المجتمع الكردي بفكره، وما يعيشونه ، وما يشعرون به ، وما الذي يغضب منه ويتفاعل معه.

وتابع قره سو: "بالطبع يجب ألا يظهروا نضالهم على مكان فحسب، بل يجب أن يظهروا ذلك في كل الأمكنة، فإذا شنت دولة التركية الفاشية هجماتها بهذا القدر، فيجب عليهم الرد على هذه الهجمات، نحن نعتقد أن للشباب مثل هذا الموقف، فمن المؤكد  بأن سيواصلون نضالهم ضد الفاشية، ونحن فخورون بهؤلاء الشباب، وعلى شعبنا أن يفخر بهم".

كما قال قره سو، بخصوص الهجوم على حزب الشعوب الديمقراطي في بهتشلي إيفلر في اسطنبول، أن هذا الهجوم كان مخطط لها، وليست هجوماً عشوائياً،  إنهم أعداء الكرد، يريدون كسر إرادة الشعب الكردي، حيث أن هناك الملايين من الكرد في المدن الكبرى، لذلك تهدف هذه الهجمات المخطط لها إلى كسر إرادة الكرد في إطار حرب خاصة، وأن مقتل 7 أفراد من عائلة في قونيا هو نتيجة لهذا الوعي.

وتابع حديثه: يجب على المجتمع الكردي أن يكون منظماً، ويدافع عن نفسه في كل مكان، فالدفاع عن النفس يعني التنظيم أولا وقبل كل شيء، فإذا أصبح المجتمع منظمًا، فسوف يكتشف أيضًا كيفية الرد على أي هجوم، حيث تؤثر هذه الهجمات علينا وتغضبنا جميعًا، عندما يشن دولة الاحتلال التركي هجماتها على الكرد في إزمير، اسطنبول، أفيون، قونيا وأنقرة، يجب علينا بالرد فهذه الحقيقة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار".

وذكر عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، مصطفى قره سو في نهاية حديثه:

بعد اغتيال دنيز بويراز، تبنت القوى الديمقراطية في تركيا موقفاً معيناً، وهذا الموقف بحاجة إلى المزيد من التطوير، فعندما يرتكب أي جريمة بحق مواطن كردي في المدن الكبرى، يجب على الشعب الكردي والقوى الديمقراطية وكذلك القوى الديمقراطية في تركيا الوقوف ضد هذه الهجمات، هذا هو الموقف الذي يجب إظهاره في مواجهة جرائم قتل هذه، حيث يقول صويلو وأردوغان أنهما سيستمران في سياسة قتل هذه، لذلك يجب على شعبنا الوقوف ضد هذه السياسة والهجمات، وأن يخوضوا نضالاً مشتركاً مع القوى الديمقراطية في تركيا، لأن في الوقت الحالي تركيا بحاجة إلى تحالف ديمقراطي.

لذا دعوتنا للشعب التركي والقوى الديمقراطية هي إقامة تحالف ديمقراطي، هذه مسؤولية تاريخية، وواجب تاريخي، سوف يتساءل المرء لماذا لم يتم ذلك، وما هو المتوقع؟ هناك قوة ديمقراطية حول حزب الشعوب الديمقراطي، يجب أن تتطور أكثر، إذا لم يحدث هذا، فيمكنهم الاجتماع مع أحزاب الأخرى وتشكيل تحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي، ليس من الضروري الانضمام للحزب، لكن يجب أن تتحد قوى الديمقراطية، ويجب أن يكون الرد على هذه الهجمات وعمليات القتل في عام 2022 على النحو التالي، في هذا السياق، نتمنى التوفيق للجميع في عام 2022."