مدينة الدواء المصرية "جيبتو فارم".. أكبر صرح للدواء في الشرق الأوسط

كأحد أبرز الصروح القومية الجديدة في مصر تعبر مدينة الدواء "جيبتو فارم" عن رؤية مصر الجديدة التي تهدف إلى إقامة مركز إقليمي عالمي لصناعة الدواء في الشرق الأوسط.

على بعد ساعتين من العاصمة المصرية القاهرة يقع أكبر صرح دوائي في الشرق الأوسط، أقامته مصر على مساحة ١٨٠ ألف متر²، ليكون أكبر صرح للأدوية في الشرق الأوسط، وهو مدينة الدواء، إيجبتو فارم، الذي تم تأسيسها لتكون مركزا إقليميا عالميا لصناعة الدواء في مصر بهدف الاستثمار والتصدير حيث ستيتهدف إضافة إلى السوق المصري الشرق الأوسط والسوق الإفريقي وفي مرحلة تالية الأوروبي.

وفي جولة في مدينة الدواء أقامها المركز الصحفي للمراسلين الأجانب المعتمدين لدى هيئة الاستعلامات المصرية ظهرت مدينة الدواء كلمحة أمل وسط صحراء لم يكن يُتصور أن تحمل هذا المشروع الذي بدأ عمله بعد افتتاحه الرسمي في أبريل الماضي، لتخرج عنه قبل شهر باكورة إنتاجه بعد مرورها بكافة المراحل المعتمدة دوليا في انتاج الدواء.

وقد بدأ برنامج الجولة بعرض فيلم تسجيلي عن المدينة التي تعد بمثابة مشروع قومي ضمن أهم المشروعات التي نفذتها مصر في المرحلة الأخيرة في مجمل المجالات التصنيعية والتكنولوجية وصولا إلى هذا المجال الحيوي المهم والذي رفعته جائحة كورونا إلى مقدمة الأهداف العالمية.

وفي كلمة له عقب الفيلم التسجيلي أكد الدكتور عمرو ممدوح رئيس مجلس إدارة جيبتو فارم، أن هذا الصرح العملاق كان رؤية للقيادة السياسية تحققت على أرض الواقع وكان الهدف منها تمكين المواطن الحصول على علاج آمن فعّال على أعلى جودة.

وأوضح د.ممدوح أن هذا الصرح الدوائي الأكبر في الشرق الأوسط يهدف إلى تحقيق استراتيجيات خمس، وهي وصول الدواء إلى المواطن المصري، تحقيق الأمن القومي للدولة عبر التغلب على أية أزمات قد تحدث مستقبلا، أن يكون مركزا اقليميا للتعاون مع الشركات العالمية في صورة تعاون مشترك أو استثمار مشترك، التصدير إلى إفريقيا أولًا ثم إلى أوروبا كمرحلة ثانية، وأخيرا تمكين الدولة من الحصول على صناعات غير موجودة كالأمصال، الأدوية الهرمونية وأدوية السرطان التي ستكون أول خطوة لمصر في توطين هذه الأدوية التي ك
يتم استيرادها من الخارج.

ولفت إلى أن الهدف الأساسي لدى مدينة الدواء هو مصلحة المريض، وأنه في هذا السياق يجري العمل على التعاون مع الشركات العالمية في هذا السياق.


وأشار إلى أن مدينة الدواء تقام على مساحة 180 ألف متر، بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 مليون وحدة سنويًا، وتضم مصنعين، منهم مصنع الأدوية غير العقيمة وتضم 10 مناطق انتاجية بمثابة مجموعة مصانع مصغرة، أما مصنع الأدوية العقيمة فيضم 5 مناطق.

وقال إن المشروع يتم تنفيذه بالكامل بماكينات تعتبر الأحدث في العالم، تعمل عليها عمالة فنية مؤهلة وبإجراءات تشغيلية قياسية.
وأوضح أن مدينة الدواء ستستعين قريبا بشركة متخصصة للحصول على الاعتماد الأوروبي لما يؤهلها للتصدير إلى أوروبا.

وحول الكوادر البشرية في المدينة قال إن قوام المدينة 400 فرد، حيث يبقى الاعتمام الكامل على التكنولوجيا العالية، حيث تمر كافة مراحل عملية تصنيع الدواء بدون تدخل آدمي.

ولفت إلى أنهم بصدد الدخول في صناعات متخصصة، لافتا إلى اتفاق شراكة مع شركة أوتسوكا اليابانية والتي تعد أكبر شركة محاليل عالمية، حيث تم الاتفاق على تصنيع مشترك للاكتفاء المحلي وكذلك إلى السوق الأفريقية.

وأكد أن مدينة الدواء هي جزء من النهضة التي تشهدها مصر في هذه المرحلة، وأن التصدير له خطة استراتيجية، تبدأ بالتداول في بلد المنشأ ثم تأتي عملية تصديره فيما بعد، وذلك بعد تسجيل الدواء في البلدان المستهدفة.

وخلال جولة في المصنع والمعامل داخل المدينة تم الاطلاع على مراحل عملية تصنيع الدواء وما يرافقها من مراحل تقنية عالية الجودة عبر أحدث الأجهزة العالمية.

وبدورها أخذت مديرة المصنع الدكتورة علياء المستكاوي، الوفد في جولة لمتابعة مراحل العملية التصنيعية، بداية بالمستحضرات الصلبة ووصولا إلى المستحضرات السائلة، ومراحل تجهيز كل مادة على اختلاف طبيعتها.

وفي قسم المعامل أطلعت الدكتورة منال عفيفي،  وفريق من المسؤولين عن الأقسام المختلفة عن مراحل العمل داخل المعمل وعمليات الاختبار التي تتم للمنتجات الدوائية من أول مرحلة وصولا لآخر مرحلة والخاصة باختبار الفعالية للمدة التي يستهلك فيها العلاج ومقياس أو درجة الفعالية الدوائية مع المنتج الأجنبي.