من منشورات القائد معصوم قورقماز ـ 4

كانت على عملية مداهمة دهي أن تنجح، لأنها كانت أول عملية تاريخية، حيث كانت ستصبح بلدة دهي التي لا يعرفها الكثير من الناس مكانًا معروفًا للجميع، وبهذه الطريقة كان سيتم الحديث عن الكرد في جميع أنحاء العالم.

كان الجميع جاهزين، ولم يكن هناك أحد غائب، وقلت إذن دعونا نقسم بالثورة معاً التي هي موجودة في النظام الداخلي، حينها سمع صوت صدى عالٍ من الجبل أمام موجات الريح. وبعد قراءة التعليمات اكتمل كل شيء، حيث تم الكشف عن اسم الوحدة ومكوناتها ومجال عملها وأهدافها ومكانها وبرنامج عملها وأساليبها. وكانت لدينا مواد كثيرة وسلاحان ثقيلان فقط.

كنا مستعدين للتحرك، ولم نكشف بعد لأصدقائنا عن مكان اعلان قوات تحرير كردستان (HRK) للشعب. وأنهينا الاستطلاع الأخير للمنطقة التي سيتم فيها العملية في 13 آب وبعدها عدنا بأدراجنا نحو الوحدة. وتنحينا جانباً نحن كالإدارة من اجل ان نبدأ في إعداد خطة العملية، حيث لم تكن الخطة سيئة وتم احتساب كل شيء، ولم يتبق عيب واحد. كانت على العملية ان تكون ناجحة، لأنها كانت اول عملية تاريخية.

قول لينين

تذكرنا رسالة لينين عندما كنا نعد الخطة، والتي تقول: قم بقياس القماش سبع مرات قبل قصه، وبعد أن أعددنا الخطة، قمنا بوضع نموذج للعملية في منطقة سهلية وواسعة، وعندما أخذنا الوحدة إلى المنطقة أوضحنا الهدف، وأعلنا الخطة وبدأنا بالنقاش حول معلومات العملية واهميتها والهدف منها، ونتيجة لذلك تم قبوله بالإجماع. وقمنا بالمغادرة بعد القليل من التدريبات في المساء. حيث اخذنا معنا عدداً من الجمال من أجل حمل أسلحة العدو والمستلزمات، وكذلك لأخذ طعامنا وإمداداتنا. وقررنا التصرف باعتدال نظرًا لوجود احتمال قطع علاقتنا بالخارج، حيث كان علينا إدارة أنفسنا بنصف رغيف او قطعة صغيرة باليوم.

هذا هو هدفنا

استطعنا الوصول في الصباح إلى النقطة التي حددناها مسبقًا بعد عشر ساعات من المشي. واتخذنا أوضاعًا مناسبة وحاولنا النوم. ومع ذلك، فإن الرياح الباردة لم تسمح لنا بالنوم. وبعد شروق الشمس، أشرت إلى دهي التي كانت على بعد ثلاث كيلو مترات منا وقلت، "هذا هو هدفنا".

حاول كل رفيق التعرف على المنطقة بشكل أفضل باستخدام المنظار. وبعد يوم طويل قمنا بالتجمع في فترة المساء، في البداية تم إرسال المجموعات التي ستقطع الطرق وخطوط الهاتف إلى الأماكن التي خصصت لها، وبعد غروب الشمس وحلول الظلام، سارت المجموعة التي ستقوم بالعملية نحو البلدة.

بعد وقت قصير وصلنا الى شوارع البلدة. وان عددنا الذي دخل الخط قد ملأ الشارع. وعندما كنا على بعد مائة متر من وحدة العدو ظهرت سيارة، لكن لأننا دخلنا الموقع بسرعة لم تلحظنا. لقد كان حظًا كبيرًا أننا لم نواجه عقبة كبيرة. بعد مسيرة قصيرة، انقسمنا بسرعة إلى ثلاثة اقسام وتوجهنا نحو أهدافنا. وبنفس الوقت استطعنا الوصول إلى مبنى الوحدة وكازينو الضباط والمقهى والبنك والمسجد. تم حيث كانت الطلقة الأولى موجهة نحو حرس باب الوحدة، وقمنا بالدخول الى الكازينو بعد استهداف الجزء العلوي للوحدة عبر القاذفة B-7، واستطعنا السيطرة على المبنى العسكري المكون من طابقين عبر عمليات إطلاق نار وقنابل، وأصيب أحد من رفاقنا بطلقة في اصبعه نتيجة إطلاق العدو النار من ناحية الكازينو عند دخوله عبر باب الوحدة. ومع ذلك، فقد تم إيقاف نيران العدو على الفور من قبلنا. وفي هذه اللحظة أصيب طفلان لقائد الوحدة بجروح في الذراعين والساقين عندما قمنا بأطلاق النار من دون قصد، حيث تم الاعتذار منهم، بالإضافة الى إخراجهم من ساحة المعركة مع والدتهم وإرسالهم إلى المستشفى.

جمع الجنود الذين اعتقلوا في الساحة

بعد احتلال الوحدة، تم جمع الجنود الذين اعتقلوا في ساحة الوحدة وإخبارهم عن الغرض من قوات تحرير كردستان (HRK)، وفرح بعض الجنود بهذا، وقال البعض "لقد أنقذتمونا يا أبناء وطني." ولم نرغب بأخذ الجنود الذين أرادوا الانضمام إلينا.

وفي الجانب الآخر تم الإعلان قوات تحرير كردستان (HRK) عبر مكبرات الصوت الخاصة بالمسجد. كما قام الرفيق الذي كان يقرأ منشور الاعلان بإضافة الشعر الى المنشورات بسبب تحمسه. وبعد ذلك تم فتح مستودع الوحدة، واخرج الرفاق الأسلحة والذخيرة العسكرية التي صادروها. وبعد إجراء بعض الأبحاث في الوحدة، ذهبت إلى أحد المقاهي التي كان يديرها الرفاق، حيث كان أحد الرفاق من القرويين ينتقد الناس بسبب لعبهم بالقمار. ونظرًا لأن هذا كان أسلوبًا غير مناسب، فقد قمنا بالاعتذار، وقلنا لهم اطمئنوا فنحن نكافح من أجلكم. وفي هذا الصدد، وقف جميع الموجودين في المقهى وأرادوا أن يعانقونا. وقدموا لنا السجائر والشاي والماء. بعد أن شربنا كوبًا من الماء وتحدثنا عن هدفنا، طرحنا هذا السؤال عليهم "هل يجب أن نفتح السجن؟" حيث قال الجميع معاً، "انهضوا". وفي المقهى الآخر، رُددت شعارات "يعيش حزب العمال الكردستاني"، "يعيش عبد الله اوجلان".

الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من العدو كانت كثيرة

وبعد توزيع المنشورات في المقاهي وتعليق اللافتات داخل الطوق الأمني حول الوحدة، اجتمعت جميع الأجنحة الموظفة بإشارة واحدة وتم التأكد من السيطرة، لم تحدث خسائر في صفوفنا، كان للعدو قتيل و6 جرحى. تم علاج الرفيق المصاب من قبل طبيب، لم يكن جرحه بليغاً، تم الاستيلاء على الكثير من الأسلحة وآليات العدو، كان من الصعب نقلها بواسطة الأحصنة، فقط الشاحنة يمكن أن تحمل الحمولة، تم تأمين شاحنة من نوع YSE وحملنا الحمولة، فجرنا ما تبقى، تم تدمير تمثال أتاتورك، في غارز ينو، تم إحراق جهازي تلفاز، وسيارة الضابط التركي، آلية جيمس، والمبنى الحكومي، وبنك ومكتب بريد، ولكن أدركنا لاحقاً أنه لم تحترق بشكل كافٍ.

لقد سيطرنا على المدينة عدة ساعات ومن ثم غادرناها

بعد أن سيطرنا على المدينة عدة ساعات، غادرناها، كانت لدينا مشكلة في نقل الحمولة بالشاحنة إلى سفح الجبل، بالإضافة إلى ثلاث احصنة، كان كل رفيق يحمل مع سلاحه ثلاثة أسلحة أخرى، وعلى الرغم من ذلك، فقد تركنا هناك جزءًا من الأسلحة والمعدات التي تم الاستيلاء عليها.

بالرغم من الحمولة الثقيلة صعدنا الجبل الشديد الانحدار والعالي وأحياناً كنا نسقط، لم تعد لدينا طاقة نتيجة العطش، لكن فرحة النصر منحتنا القوة، وإلى جانب نبع خرج أمامنا، استرخينا قليلاً وتأملنا أضواء المدينة من خلفنا.

وقتها فكرت في هذا الشيء" إن ناحية دهي التي لم يعرفها الكثيرين، ستصبح الآن مكاناً يعرفها الجميع، وبذلك سوف يتم ذكر اسم الكرد في جميع أنحاء العالم".

كنا نفتقر لشيء واحد فقط... ألا وهو لماء

بعد العملية، كان القائد عكيد ووحدته متعبون لدرجة كبيرة، الحمل الثقيل، أبطأت مسيرة الوحدة، نظراً لعدم وجود الماء، لم تستطع الوحدة أن تتحرك بسهولة، كان القائد عكيد يتحدث عن فترة ما بعد العملية "عندما وصلنا إلى المنطقة الآمنة، كان الوقت صباحاً، هنا، كان بإمكاننا أن نحارب ضد العدو، ولكن كنا نفتقر للماء، انتهى الماء الذي كان بحوزتنا، صنفنا الأسلحة والمعدات التي استولينا عليها، 60 سلاح ثقيل، 9 مسدسات، 4000 طلقة، ليزر كبير، راديو، آلة كاتبة، قارورة عسكرية، حراب، أضواء إلكترونية والعديد من المعدات الصغيرة.

كانت تحوم فوقنا المروحيات والطائرات الحربية، ولكننا لم نبرح مكاننا، لم نكن همهم، لأنهم لم يكونوا يستطيعون فعل شيء، لم يكن من الممكن أن يعثروا علينا، وكنا نستطيع أن نحمي أنفسنا من هجماتهم، لأن الجبال مناسب لهذا الشيء.

قمنا باستعداداتنا للمسير مرة أخرى في المساء، كنا بحاجة للماء ولدليل، ولسوء الحظ، فقدنا فرصة العثور على دليل، وبقينا دون دليل، ولتأمين بعض الاحتياجات، أردنا إرسال بعض الرفاق إلى القرية القريبة، لكن عندما ذهبوا، واجهوا جنودًا في القرية وعادوا دون الحصول على شيء، في هذه الحالة، كان الحل الوحيد لدينا هو الاستمرار في المسير، ولكن لأن الأحصنة لم تشرب الماء لمدة ثلاثة أيام، فقد كان من الصعب عليها التحرك بين الصخور، بعد فترة لم نتمكن حتى من المشي بسبب العطش، ولأنه لم يكن هناك ماء، لم نأكل الطعام أيضاً، في المكان الذي استرحنا فيه، استكشفنا المنطقة، وبفضل خريطتنا وجدنا أن هناك قرية بالقرب منا، وبعد عبور المنحدر بصعوبة، اقتربنا من القرية.

القرويون من فرحتهم... اندهشوا

لكن لأنه لم تكن لدينا علاقات، لم نجد أنه من المناسب الذهاب إلى هناك، أرسلنا بعض الرفاق إلى القرية للحصول على الماء وعلى دليل، أما نحن فتوقفنا، وعندما عادوا، أحضروا معهم ما يكفي من الماء ودليلَين، شربنا الماء واسترحنا، كان القرويون على دراية بالعملية، من فرحتهم أصيبوا بدهشة، كانت عيونهم تلمع باستيلائنا على أسلحة وآليات العدو، ساروا معنا لمسافة، لأنهم تركوا أعمالهم وجاؤوا.

مشينا حوالي ساعة بطريقة منظمة، كانت الشمس توشك على الشروق، وجدنا مكاناً لقضاء اليوم، أعطينا الجميع زجاجة ماء ونصف رغيف خبز، كان ذلك اليوم استراحة لنا، ولكن في فترة ما بعد الظهر، شعرت امرأة بوجود حيواناتنا وجاءت إلينا برفقة شابين، وجلبوا معهم غالونين من الماء، عندما وصلوا إلى حراسنا، قالوا إن الجنود استولوا على قريتهم وعذبوهم، وأنهم قد يأتون على هذه الجهة أيضاً، حاولنا إيقافهم، لكننا أدركنا أنهم لا يجدون ضرورة إلى ذلك، كانوا يشعرون بنا كثيراً ويهتمون لأمرنا، بدأت المروحيات في التحليق، غيرت المرأة مكانها واكملت حديثها، وكانت تقول "أنتم تبلون بلاءً حسناً" بعد أن تحدث البعض الآخر، ذهب آخرون وأحضروا لنا الخبز والماء.

رأيت وحدة عسكرية تتجه نحونا

كانت الشمس تغرب، ورأيت وحدة عسكرية تتجه نحونا، سائرين على آثارنا، لقد أعددنا أنفسنا للحرب، كانوا يحاولون الحصول على معلومات من القرويين الذين أتوا إلينا، لكن يبدو أنهم لم يحصلوا على أية معلومات، واستمروا في طريقهم إلى القرية التي كنا ذاهبون إليها، أردنا الوصول إلى القرية قبلهم، لأن القرية كانت في الطريق الذي سنسلكه إلى بهور، ومن يسيطر عليها أولاً، لن يسمح للآخر بالمرور، ولأنهم مروا ببهور فقد وصلوا قبلنا.

عندما اقتربنا من القرية، أعلن من في المقدمة أن الجنود في القرية، بمساعدة بعض القرويين وصلنا إلى المكان الصحيح وعبرنا مكانًا خطيرًا في السهل، وصلنا إلى مكان آمن، كان لا يزال الوقت صباحًا، جهزنا مكاننا، تشاورنا لفترة وجيزة، من أجل كسر الحركة ومراقبة العدو قبل إضعافه، قررنا أن نكون مستعدين.

كانوا يعتقدون أنهم حاصرونا

رأينا خلال النهار عبر المنظار دخول وحدات التعزيزات إلى القرية، كان الجنود منهكين من الحر وكانوا يختبئون تحت ظلال الأشجار، طائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة، لم تبرح سماء المنطقة التي كنا فيها، كانوا يعتقدون أننا لم نستطع العبور إلى بهور وأنهم حاصرونا، ومع حلول المساء وببطن جائع، مشينا عبر الغابة الكثيفة والمنحدرة، انتهينا من آخر لفائف الخبز.

بعد أن مشينا لبعض الوقت، اسودت الدنيا أمام أعيننا، كانت ركبنا ترتجف من التعب والاعياء، وطاقتنا انتهت، لكن مرة أخرى منحنا أنفسنا القوة واستمرينا في طريقنا، بعد فترة وجيزة، صادفنا خيمة يسكنها أناس، أعطونا ما يكفي من الخبز والماء، استعدنا قوتنا، نزلنا بسرعة من على جبل نحو الأسفل، بعد ساعات قليلة، صعدنا إلى قمة الجبل عبر مخبأ سياسي لنا، كنت تعتقد أن لدينا ريش وأجنحة، نزلنا بسرعة لا متناهية من الجبل نحو الاسفل، وحتى أن وصلنا إلى الغابة كانت قد أشرقت الشمس، قضينا ذلك اليوم في سعادة مع القرويين، كنا نعرف منطقة قاعدتنا مثل كفة يدنا، ولم يكن هناك من لا يعرفنا، لهذا السبب، رأينا أنفسنا كحصن قوي، كان أهل الثكنات أيضًا لطفاء معنا، أعطونا ما يكفي من الخبز، شيئاً فشيئاً استعدنا قوتنا مرةً أخرى.