خلية التجسس تكشف حيثيات عملية اغتيال دجوار فقير واستهداف مجلس الشعب في خانصور

كشفت خلية التجسس التابعة للاستخبارات التركية وجهاز البارستن، حيثيات عملية اغتيال دجوار فقير واستهداف مجلس الشعب في خانصور.

من الأهداف الرئيسية التي عملت خلية التجسس التابعة للاستخبارات التركية وجهاز البارستن على استهدافها، كان الرئيس المشترك لمجلس الإدارة الذاتية في شنكال، دجوار فقير، ومجلس الشعب في خانصور، ولم تُنفذ هاتان العمليتان بطائرات مسيرة مذخرة، بل بأربعة عبوات ناسفة، فيما تلقت خلية الجواسيس 50 ألف دولار من الاستخبارات التركية لقاء هذه الهجمات.

بعد أن نظم أحمد نصر الدين قاسم خلية الجواسيس المكونة من سعد جاسم مراد وصلاح برجس في شنكال، وقام بتحديد العديد من الأماكن والأشخاص، سلمت الاستخبارات التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني مخطط الهجوم لخلية الجواسيس هذه، وتم إعداد خطة الهجوم على هدفين، الأول اغتيال قادة المجتمع الإيزيدي والثاني استهداف مجالس الشعب، وعلى هذا الأساس، منذ نهاية عام 2021 حتى صيف عام 2022، نفذت هذه الشبكة عدة هجمات خطيرة.

أحمد نصر الدين هو الشخص الذي يقوم، مع الاستخبارات التركية وجهاز البارستن، بتحديد الأهداف، ويعمل كجسر بين الاستخبارات التركية والديمقراطي الكردستاني ويعطي الأوامر لسعد وصلاح بتنفيذ الهجمات، الأهداف الأولية التي قدمها نصر الدين للجاسوسين هي اغتيال الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شنكال مروان بدل (دجوار فقير) وتفجير مجلس الشعب في خانصور. وعلى هذا الاساس نُفذت العديد من الهجمات الخطيرة حتى نهاية عام 2021.

"الهدف الأول هو دجوار فقير"

الهدف الأول لخلية التجسس هذه كان الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شنكال، وكان أحمد نصر الدين يعمل على اغتيال دجوار فقير منذ ما يقارب من عام بأمر من الاستخبارات التركية والبارستن، وقد اعترف بذلك في تسجيلات صوتية، دجوار فقير كان شخصية بارزة ومعروفة وله دور تاريخي في حماية وتحرير شنكال كقائد لـ YBŞ، ولكن خاصة بعد أن أصبح الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في شنكال، فإن الاستخبارات التركية وجهاز البارستن حاولوا بكل السبل استهدافه.

يبدأ أحمد نصر الدين مع سعد جاسم بمراقبة دجوار فقير، في البداية، يلتقط سعد صورة لسيارته ويرسلها إلى أحمد، الذي كان على اتصال يومي بمديري الاستخبارات التركية سلمان وتكين، اللذان وهما مديرين للاستخبارات التركية في شنكال وينظمان جميع الأمور التقنية والمادية والاستخباراتية للهجمات.

"نصر الدين يتبع فقير إلى خانصور لاستهدافه"

يتبع سعد وصلاح، دجوار فقير، بشكل يومي، ويبلغان أحمد بالاجتماعات التي يحضرها، يجري أحمد أيضا بحثا مع الاستخبارات التركية لإرسال طائرات مسيّرة من خلال هذه المعلومات، فعلى الرغم من كل المراقبة، لم يجدوا أي فرصة للهجوم بالطائرات مسيّرة، يعمل أحمد ليل نهار لاستهداف دجوار فقير، مستخدما جميع معارفه في شنكال، بعد ذلك، أصبح سعد نفسه يراقب منزل دجوار فقير، وبعد أيام قليلة من عدم العثور على أثر لفقير، يغادر أحمد نصر الدين هذه المرة جنوب كردستان إلى خانصور لتنظيم الهجمات.

"الاستخبارات التركية تزود المنفذين بعبوتيّن ناسفتيّن"

يتنقل أحمد نصر الدين بين عدة منازل حول منزل دجوار فقير ويبدأ في مراقبته ومتابعته لتحديد موقع سيارته، لأن خطة الهجوم قد تغيرت، ولن يستخدموا الطائرات المسيّرة، لكنهم سيفجرون سيارة دجوار فقير بعبوات ناسفة، قامت الاستخبارات التركية بالتعاون مع البارستن، بإرسال عبوتيّن ناسفتيّن سراً إلى شنكال ودفنهما في مكان ما بغية تنفيذ هذا الهجوم، يتوجه كل من أحمد وسعد إلى الإحداثيات التي قدمتها الاستخبارات التركية للحصول على العبوتيّن المخفيتيّن.

لم يبتعد أحمد نصر الدين عن منزل دجوار فقير لعدة أيام، بعد أن علم أن سيارته في ساحة المنزل، ذات ليلة ذهب مع سعد لوضع العبوتيّن الناسفتيّن تحت سيارته، بينما يتابع أحمد نصر الدين دجوار فقير، حلقت طائرات الاستكشاف دون توقف، بينما تنسق الاستخبارات التركية مع أحمد على مدار 24 ساعة في اليوم، يذهب سعد إلى الفناء، ويضع عبوة ناسفة تحت السيارة ويعود.

"تفجير السيارة رغم علمهم بوجود أطفال"

بعد زرع العبوة، ظلوا يراقبون لبضعة أيام أخرى حتى يغادر دجوار فقير المنزل بسيارته ويطلقون النار عليه، في ذلك الوقت لم يغادر دجوار فقير منزله بسبب الحركة الكثيفة لطائرات الاستطلاع، لكن استعدادًا لمهرجان Êzi، قبل يوم واحد من المهرجان في 7 ديسمبر 2021، غادر المنزل مع أطفاله وتوجه إلى سوق سنون.

يتتبع كل من أحمد وسعد سيارة دجوار فقير بسيارتهما، كما تراقبه الاستخبارات التركية من خلال طائرات الاستكشاف، وفي طريق العودة إلى المنزل، عندما يقودان سيارتهما بالقرب من المنزل، يرى أحمد وسعد أن أطفال دجوار فقير موجودون أيضاً في السيارة، لكن على الرغم من ذلك، يفجرون العبوة الناسفة بسيارة دجوار فقير.

يتم استهداف الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في شنكال، دجوار فقير، كقائد للمجتمع الإيزيدي، لكن الهدف الرئيسي في شخصه هو كسر وتدمير الإدارة الذاتية لشنكال، هذا هو الهدف والخطة الرئيسية. وعلى هذا الأساس، مع استشهاد دجوار فقير، حددوا هدفا جديداً، وهو تفجير مجلس الشعب في خانصور، تم الإعلان عن هذا الهجوم على أنه هجوم مسلح بطائرات مسيرة، لكن اتضح من اعتراف الجواسيس أن المجلس قد فُجر بثلاثة عبوات ناسفة.

"زرع 3 عبوات ناسفة في مجلس الشعب بخانصور"

أعطت الاستخبارات التركية أمرا جديدا لأحمد للاستعداد لتفجير مجلس خانصور، بالنسبة لهذا الهجوم، قامت الاستخبارات التركية بتسليم 3 عبوات ناسفة لأحمد، الذي سلمها بدوره إلى سعد لزرعها في المجلس، يختبئ سعد في المجلس لمدة يوم، بعد إغلاق المجلس، يضع العبوات الثلاثة على سطح مجلس الشعب في خانصور. في ذلك الوقت، يقوم أحمد أيضاً بمراقبة المجلس بمساعدة الاستخبارات التركية.

في يوم الانفجار أي 11 كانون الأول 2021 كانت هناك استعدادات لتوزيع الخيرات على روح دجوار فقير في المجلس وبعد يوم واحد، سيتم توزيع الخيرات من أجل دجوار فقير، لذلك كانت هناك حركة كثيرة في المجلس، وكان هدفهم هو تفجير المجلس في وقت مزدحم، في يوم التفجير، خطط سعد وصلاح معاً.

سعد الذي زرع عبوات ناسفة في المجلس يعطي صلاح جهاز التفجير، وفي مساء يوم 11 ديسمبر/ كانون الأول، اقترب صلاح من المجلس وفجر العبوات الناسفة؛ ولأن أعضاء المجلس والأهالي غادروا قبل الانفجار، لم تقع إصابات، ولكن انهار جزء من مبنى المجلس بسبب الانفجار.

"50 ألف دولار لقاء اغتيال دجوار فقير وتفجير المجلس"

بالنسبة لاستشهاد دجوار فقير وتفجير مجلس الشعب بخانصور، وافق أحمد على مبلغ 50 ألف دولار، يقبض أحمد هذه الأموال من بوابة إبراهيم خليل الحدودية من جاسوس في الاستخبارات التركية، الذي سيتم الكشف عن اسمه لاحقاً، كان الهدف الرئيسي لهذين الهجومين هو تدمير مشروع الإدارة الذاتية في شنكال وإبعاد المجتمع الايزيدي من مؤسسات الادارة الذاتية، كانت هذه خطتهم، ولكن نظرا لأن هذه الهجمات لم تحقق غايتها، فقد وضعت الاستخبارات التركية وجهاز البارستن خططا جديدة.