دوغان: مقاومة الشعب الكردي حققت نصراً عظيماً والازمة الاقتصادية في تركيا تفاقمت

أكد عضو اللجنة التدريبية في حزب العمال الكردستاني (PKK)، ماهر دوغان، ان الحكومة التركية أعدت كل شيء للحرب، لكنها فشلت في ذلك، منوهاً ان المقاومة قد انتصرت، والأزمة الاقتصادية تتأزم، والحكومة التركية ستفشل في كل منطقة".

انضم عضو اللجنة التدريبية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، ماهر دوغان، لراديو (Dengê Welat) وتحدث عن الهجمات اليومية التي تشنها قوات الاحتلال التركي، والأحداث والسياسات التي تتبعها دولة الاحتلال التركي، والعزلة المطلقة المفروضة على القائد عبد الله اوجلان والاعتداءات على الشبيبة في سياق الحرب الخاصة واخيراً الذكرى السنوية لاستشهاد القيادية في حزب العمال الكردستاني، ساكينة جانسيز وفيدان دوغان وليلى شايلمز.

وقال ماهر دوغان: "لقد أبطلت مقاومة القائد عبد الله اوجلان كل الانتهاكات والجرائم التي تنفذها دولة الاحتلال التركي بحق الكرد، كما اوضحت هذه المقاومة مواقف جميع الأصدقاء والأعداء، وكذلك مواقف كل من هم مع المحتلين والذين يريدون الحرية في جميع أنحاء العالم".

مقاومة إمرالي تتوسع في جميع انحاء العالم تدريجياً

وتطرق ماهر دوغان في حديثه الى العزلة المشددة المفروضة على القائد اوجلان وقال: "العزلة المطلقة المفروضة على القائد اوجلان مستمرة منذ 23 عاماً، بالطبع هذه العزلة لم تفرض بلا سبب، والغرض منها إسكات القائد والشعب الكردي؛ في بداية قرن تأسيس الجمهورية التركية، أي في عام 1924، حدد  في الدستور التركي إبادة الشعب الكردي وإضفاء الشرعية عليه، لكن الشعب الكردي لم يقبل ذلك، وفي عام 1925 انتفض هذا الشعب المناضل التواق للحرية مع  زعيم الثورة آنذاك الشيخ سعيد، ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا ما تزال الهجمات ضد شعبنا الكردي مستمرة  بلا هوادة، حتى بعد تأسيس حزب العمال الكردستاني، تم التوصل إلى هذا القرار إلى حد ما".

واشار ماهر دوغان إلى مقاومة حزب العمال الكردستاني (PKK)، وقال: "لقد اوصل القائد اوجلان صوت ومعاناة الشعب الكردي الى العالم اجمع من خلال تأسيس حزب العمال الكردستاني، لذا اصبح قائدنا هدفاً لجميع الانظمة الديكتاتورية  وفرضت عليه عزلة مطلقة على مدى 23 عاماً، حيث اراد النظام التركي الفاشي إعادة احياء الدولة القاتلة مع تأسيس حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، الا ان المقاومة التي خاضها القائد اوجلان والتي ما يزال يخوضها، احبطت هذه المخططات ولم تسمح له بالوصول الى اهدافه، فالعصيان  الذي بدأ بقيادته، حقق نتائج عظيمة اليوم؛ كما ان عصيان الشعب الكردي ما يزال مستمراً بلا هوادة بالرغم من بقائه ضعيفاً بعض الاحيان، الا انه توسع في جميع انحاء العالم؛ إن محاولات إسكات القائد اوجلان والشعب الكردي ذهبت ادراج الرياح، وهذا يؤكد لنا أن محاولة الدولة التركية لم تحقق اية نتائج كما انها تضرب في حجر صوان غير قابل للكسر، وفي العام الجديد ستنتشر هذه المقاومة بشكل أكبر؛ لقد أبطلت مقاومة القائد اوجلان كل تصرفات دولة الاحتلال، في حين أوضحت هذه المقاومة كل مواقف الأصدقاء والأعداء في جميع أنحاء العالم، من هم مع المحتلين ومن هم دعاة الحرية؛ لذا يجب توضيح موقف الجميع  في العام الجديد، كما سيتم توضيح موقف العديد من الأحزاب والمؤسسات والهيئات الكردية؛ الهدف من هذه العزلة يبقى غير فعال وهذه المقاومة تصبح موطن كل الشعب الكردي وبالتالي تلغى كل سياسات الاحتلال".

لا يوجد قانون يحد من نضال الشعب الكردي

وحول المجازر التي ترتكبها السلطات التركية داخل سجونها قال ماهر دوغان: "في الآونة الأخيرة استشهد ما يقارب سبعة من رفاقنا داخل السجون التركية وكانت اولها الرفيقة غريبة غزر وآخرها رفيقنا ودات اركمن وايضاً رفيقنا عبد الرزاق شويور، خليل غونش وغيرهم من الرفاق؛ فبعض من رفاقنا استشهدوا بسبب المرض وعدم السماح لهم بالعلاج واخرون استشهدوا بتخطيط مسبق، وكل شهادة لرفاقنا تشكل بالنسبة لنا مجزرة بحق الشعب الكردي. الدولة التركية تريد ارتكاب مجازر بحق الشعب الكردي وهذا يظهر داخل سجونها بشكل واضح؛ هنا نود القول كم من الاتفاقيات ابرمت بحق الشعب الكردي وكلها كانت لقمعهم وطمس هويتهم، يريدون منا التخلي عن نضالنا من اجل الحرية، لهذا يلجؤون دائما الى ترهيب الشعب الكردي، فعندما يرفضون تسليم جثامين شهدائنا لنا لنقيم مراسم تليق بهم، هذا بحد ذاته طمس لهويتنا ووجودنا".

يجب على الشعب الكردي تصعيد نضالهم في جميع انحاء العالم

وفي مستهل حديثه، قيّم ماهر دوغان هدف الدولة التركية وقال: "هناك هدف واحد فقط للدولة التركية، الصمت المطلق والمقاومة غير الفعالة، أي القضاء على أولئك الذين يقاومون، لذا على شعبنا تصعيد نضاله في جميع مناحي الحياة داخل السجون وفي المدن والساحات والجبال؛ هذه المقاومة واجب على الجميع ليس فقط عوائل الشهداء والأسرى فحسب، يجب على شعبنا جميعا ان يحولوا انفسهم  لحلقة من النار حول السجون ومساندة مقاومة السجناء السياسيين

لا توجد محاكم مستقلة في تركيا

ووصف ماهر دوغان الهجمات على القوى السياسية الكردية بأنها سياسات إبادة جماعية قائلا: "قاتل دنيز بويراز على اتصال مع سادات الذي يعد داعش تركيا، حيث تم تدريب قاتل دنيز بويراز من قبل سادات ضمن المرتزقة السوريين، ومن ثم تم تكليفه بمهمة شن هجمات على مبنى حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، وكان الهدف هو تنفيذ مجزرة كبيرة، حيث كان هناك اجتماع للمديرين التنفيذيين للحزب حينها، الا انه تم إلغاء هذا الاجتماع، ولم يكن حاضراً احد سوى دنيز بويراز وعلى اثرها تم اغتيالها، بينما تم القبض على هذا الشخص لاحقاً في وقت قصير جداً، ولم يكن الهدف هو الهروب، وانما  الشروع في ارتكاب هذه المجزرة؛ يريدون أن يقولوا إن هناك بين الأتراك قوميين لا يقبلون الكرد بأي شكل من الأشكال، وفي الحقيقة إن هذه المجزرة لا يمكن لشخص واحد التخطيط لها وارتكابها، وانما مخطط لها من قبل الدولة التركية؛ هذه رسالة مهمة، فالدولة ترتكب مجازر وتتهم القوميين بها، وبهذه الطريقة يريدون خداع العالم، هذه سياسات حرب خاصة".

واكد ماهر دوغان أن قاتل دنيز بويراز يتم حمايته من قبل السلطات التركية وقال: "لقد رأينا في محاكمة القاتل دنيز بويراز ان السلطات التركية تقوم بحمايته، لان الاحكام التي تصدر من المحاكم التركية غير مستقلة وهي تخضع للدولة، وما فعله المدعي العام في محاكمة قاتل دنيز بويراز يثبت ان قراره لم يكن فردياً وانما تابع للسلطات التركية؛ وايضاً وقعت حادثة اليمة وغريبة في إزمير قبل 20 يوماً، وهو احراق 3 شبان سوريون الأصل داخل منزلهم، ولم يعترف احد بهذه الجريمة وبدورها ادعت الشرطة التركية بأن الحادثة لم تكن مفتعلة وانما من قبيل الصدفة، ولولا بعض الاشخاص الذين نددوا بهذه الجريمة القذرة، لأصبحت في طي الكتمان هي ايضاً كغيرها من الجرائم التي تحدث في تركيا؛ الا ان الدولة التركية توجه رسائل تهديد لحزب الشعوب الديمقراطي والشعب الكردي والقادة السياسيين من خلال هذه الجرائم بهدف ترهيبهم، إلا انه بمقاومة شعبنا الكردي والقوى الديمقراطية، سيتم افشال جميع هذه المخططات التي تحيكها وتنفذها الدولة التركية ونظامها الفاشي المتمثل بحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، حيث كانت هناك ردود فعل قوية ضد الدولة في الأيام الأخيرة؛ وفي عام 2022 ستتطور هذه الفعاليات بطرق مختلفة، فالدولة التركية خائفة جداً من مقاومة الشعب الكردي الحر والمناضل، لذا تشن هجماتها باستمرار وبلا هوادة لإسكات الشعب الكردي واجبارهم على التخلي عن نضالهم وكفاحهم من اجل الحرية؛ ماذا علينا ان نفعل حيال ذلك؟ بلا شك المقاومة، فالمقاومة الطريق الوحيد للخلاص من الظلم والاضطهاد، لذا علينا تصعيد مقاومتنا بشكل اكبر من الآن فصاعداً وسنرى ذلك أكثر في عام 2022 مع قيادة المقاومة وقوى الديمقراطية والحرية".

المجتمع يحيا بالشبيبة

كما قيم ماهر دوغان الهجوم على الشباب في كوباني ملفتاً الانتباه إلى سياسات الحرب الخاصة للدولة التركية وقال: "إن دولة الاحتلال التركي هي الأكثر خوفاً من الشباب، لأنها تعرف جيداً أن الشباب هم من سيحددون مصير هذه الثورة، فالدولة التركية تخاف من هذا لانهم يخشون أن يدافع الشباب عن أنفسهم ويخشون أن ينتهي بهم المطاف في هذه المقاومة، لذلك هي تنفذ هجماتها بطرق عديدة، إنها تدرك جيداً أن النضال من أجل الحرية يزداد قوة بقيادة الشباب الكردي، كانت تشن هجماتها الاحتلالية على كوباني ولعدة مرات لكنها هذه المرة تعمدت بالهجوم على مجموعة الشبيبة الثورية، لأنه يقع على عاتق الشباب حماية تاريخهم وثقافتهم ومجتمعهم، لذلك أصبح يستهدف الشباب، هذه الثورة هي ثورة شبابية بقدر ما هي ثورة نسائية، كما أنه في الآونة الأخير أصبحت الشبيبة الثورية مستهدفة من قبل مؤسسات وأجهزة الحزب الديمقراطي الكردستاني كما تستهدفهم الدولة التركية أيضاً، لأن الشباب هم من يقودون النضال من أجل الحرية، حيث تقاوم الشبيبة الثورية وتصعد نضالها فيوجه كل هذه الهجمات، لأن المجتمع يحيا بالشبيبة، لذلك يستهدفون الشباب، فكلما عزز الشباب قيادتهم، زاد تقويضهم لسياسات العدو، والآن بدلاً من هؤلاء الشباب الخمسة الذين استشهدوا، يتعين على مئات الشباب الانضمام إلى صفوف الحرية، حيث انضم في الآونة الأخيرة العديد من الشباب إلى صفوف المناضلين ويكون هذا أقوى رد بالنسبة لهم.

المقاومة انتصرت والازمة الاقتصادية تفاقمت

وفي إشارة إلى العمليات النوعية والفعالة لمقاتلي الكريلا من أجل حرية كردستان قال: “ في الآونة الأخيرة قامت قوات الكريلا بعمليات فعالة ونوعية ضد جيش الاحتلال التركي، حيث تريد دولة الاحتلال التركي إخفاء هذا في وسائل الإعلام الخاصة بها، لأن جيش الاحتلال التركي  لم يعد بإمكانه الدفاع عن نفسه و الوقوف في وجه مقاومة الكريلا، لذلك انسحبوا وفروا من العديد من المناطق التي تتواجد فيها قوات الكريلا، من الواضح أن الدولة التركية هُزمت في هذه الحرب، وما أراد تحقيقه لم ينجح، حيث هُزمت حكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية الفاشية في سياساتها العسكرية ضد مقاتلي الكريلا من أجل الحرية، كما وضعوا خططاً لتدمير قوات الكريلا بهجماتهم وتقنياتهم، من ناحية أخرى، سعت بالذهاب إلى صناديق الاقتراع وهي منتصرة على قوات الكريلا، حيث رتبت حكومة التركية كل شيء للحرب، لكن الآن تعاني من أزمة اقتصادية بسبب هزيمتها في الحرب، فانتصرت المقاومة وتفاقمت الأزمة الاقتصادية، فالدولة التركية ستهزم في كل مكان عام 2022، وستعاني الدولة التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية من ضربات شديدة، والحزب الديمقراطي الكردستاني معها ايضاً، فالنصر من نصيب الشعب الكردي في هذه الحرب بقيادة مقاتلي الكريلا.

في المرحلة الراهنة نهج القائد اوجلان الطريق الوحيد للخلاص من الازمات

استذكر ماهر دوغان الشهيدات الثوريات الثلاث ساكينة جانسيز وليلى شايلمز وفيدان دوغان، وقال: قبل 9 سنوات اغتالت الاستخبارات التركية  في باريس رفيقاتنا ساكينة جانسيز، ليلى شايلمز وفيدان دوغان، حيث أعطت الدولة التركية الرسالة الرئيسية بهذه المجزرة، وأرادت القول بأنكم لن تحصلوا على حقوقكم بأي شكل من الأشكال ولن تكونوا أحراراً، ولن يكون لديكم الحق في الحياة أينما كنتم، في الوقت الذي كانت الدولة التركية تجري حواراً مع القائد أوجلان، كانت من ناحية أخرى تكشف عن نواياها الخبيثة، حيث بدأت بعملية في 24 تموز 2015 بشن هجماتها على مناطق الدفاع المشروع، واغتيال الرفيقة سارة وليلى وفيدان، ونفذوا مضمون هذه الرسالة، وفي ذلك الوقت قال القائد أوجلان: هذا الهجوم هو استمرار لمجزرة ديرسم، سأواصل نضال ساكينة وسأرد على هذه الهجمات بسياسات أقوى، حيث تعد السياسة من ناحية، تعزيز النضال من أجل الحرية والديمقراطية، ومن ناحية أخرى، تصعيد النضال وخط المقاومة، ويواصل القائد اوجلان المقاومة حتى يومنا هذا، ففي اليوم الأول كان الشخص الذي أعطى الرد الصحيح هو القائد اوجلان، ومنذ الآن نطالب بمحاسبة قوات الاحتلال، وكلما صعدنا النضال، زاد ردنا على مجازرهم، وننتقم للشهيدة سارة وفيدان وليلى، وهدفنا الأساسي هو الانتقام من سياساتهم، واليوم الذي سننهي فيه العزلة هو اليوم الذي سننال فيه الحرية  وبهذه الطريقة سننتقم لشهدائنا ونحاسب قتلة ساكينة، وهكذا يمكننا الاحتفال بانتصار النضال من أجل الحرية.